الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم اية محمد

انت في الصفحة 75 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز


تجاه ابنها الراحل هبطت رواية هي الأخرى لتستقبلهما بترحاب فما أن رآها يحيى حتى تساءل عن آسر فأخبرته بأنه بالأعلى يستعد للخروج فصعد على الفور ليعلم منه بأنه سيتجه لزيارة منزل تسنيم لطلبها للزواج سعد كثيرا وصمم على الحضور معه رغم عنائه من السفر.. 
ارتجت حوائط المنزل من شدة ڠضب العم فضل فالموعد المحدد لاستقبال ضيوفه قد حان ومازالت ابنته لم تصل بعد وما زاد استيائه وصول كبير الدهاشنة وعائلته صب عباس الهبة النيران ليزيد من ڠضب الأب تجاه ابنته فقال بخبث 

_وهي هتتعلم الادب منين وانت باعتها بلاد غريبة تنام وتاكل وتشرب بعيد عنيك والله اعلم بتعمل ايه من وراك.. 
تعصب عليه العم قائلا 
_اخرس قطع لسانك اني بنتي بمية راجل.. وأكيد عمرها ما هتكسر كلام ابوها ولا تطلعه عيل قدام الناس.. 
وكأنها نصفته حينما دق الجرس ومن ثم ولجت لتقف أمامهما فقالت بارهاق بادي على معالمها 
_ركبت متأخر.. 
ابتسم بثقة إليه ثم قال ومازالت نظراته متعلقة به 
_ولا يهمك يا حببتي يلا غيري خلجاتك وانزلي عشان الناس تحت. 
أومأت برأسها ثم صعدت سريعا للاعلى حتى لا تمنح ذاتها فرصة لقاء ذاك اللعېن صعدت للاعلى لترتدي أول ما التقطته يدها دون اهتماما وكأن جسدها غادره الروح فاتبعت والدتها للأسفل ثم حملت منها الصينينة المملؤة بالعصائر بآلية تامة ومن ثم ولجت للداخل لتضع ما بيدها على الطاولة فتخلل لمسمعها صوت مألوف اليها 
_عروستنا تعبة نفسها ليه ما الحاجات كتيرة قدامنا أهي! 
رفعت عينيها تجاه صاحب الصوت فوجدت فهد من يتحدث ضيقت عينيها پصدمة ازدادت حينما مرت بعينيها على الجميع لتراه يجلس أمامهاذاك الآسر الفاتن الذي سلبها قلبها النقي العذري لا تعلم بتلك اللحظة السيطرة على انفعالاتها فرسمت البسمة تاجا وارتاح بالها أمانا له... لوجوده المرتبط بأمانها المفقود... وجود آسرها!! 
............. يتبع.............. 
الدهاشنة.... بقلمي_ملكة_الإبداع_آية_محمد_رفعت... 
رواياتي كلها موجودة في 
معرض_بغداد_الدولي_للكتاب_2022 في الفترة من 19 مايو حتى 28 مايو في أرض معرض بغداد الدولي في شارع المنصور أمام مول بغداد....
وتشارك أحدث إصدارات إبداع بأفضل الأسعار والخصومات بالمعرض...
للتواصل في بغداد واتساب الرقم 00201004022774
______________
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة...صراع_السلطة_والكبرياء.. 
الفصل_التاسع_عشر.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة إيمان سلطان بتمنى أحداث الفصل تنال إعجابك يا جميلة وشكرا من القلب على دعمك المستمر... 
كسفينة صغيرة خاب شراعها القوي بين أمواج البحر العتية فباتت تائهة بين زورقة المياه المتشابهة وبعد عناء منها أخيرا وجدت شراعها وبوصلة توجه سفينتها الضائعة فإطمئن قلبها أمانا لما سيعاونها على النجاة ذاك الشعور نفسه سيطر على تسنيم حينما التقت حدقتيها بعينيه المحببة لقلبها وعاطفتها فشعرت وكأن من حولها مجرد غبار يتلاشى من حولها لتبقى روحها منفردة بلقاء جمعها بنفسه وروحه وعقله ذاك الآسر سيقودها للجنون حتما فبات عقلها متحير لما يغلفها من أمانا بوجوده هو لا تعلم ما الذي تريده بالتحديد ولكنها ترغب بوجوده لوجوارها بأي طريقة يختارها هو واختار هو الأفضل لها اختارها زوجة له... حبيبة.. سكنة لقلبه وشريكة لروحه التي ستجمعه بها لم يقاوم آسر سحر تلك البسمة المرسومة على شفتيها حتى نظاراتها أهلكته فود لو اقترب منها ليستطيع تأملها بدقة وربما يسترق السمع لما تهمس بها شفتيها تعلقت عينيه بها لثوان استطاع
_آسر..... 
تمنى لو رفعت صوتها الهامس عله يؤكد ظنونه بما تلفظه عادت تسنيم لواقعها حينما أشار لها فهد قائلا 
_اقعدي يا بنتي واقفة ليه 
صوته الخشن أعادها لواقعها الذي يبدأ من تلك الغرفة وأمام تلك الطاولة تحركت تسنيم بجسدها للخلف حتى استقر جلوسها على المقعد القريب منه فبذلت ما بوسعها الا تتطلع تجاه ولكن خانتها عينيها وكأنها لا تنتمي اليها كالمسافرة التي حنت للقاء من هاجرته
_قوليلي أيه اللي حور مقالتهوش ليكي عني! 
ارتبكت قليلا مما قال فأدعت انشغالها بضبط حجابها ثم قالت بتوتر 
_حور مكنتش بتتكلم عنك كتير.. 
ثم رفعت عينيها تجاهه لتسترسل بصوت رقيق 
_بس الفترة اللي اشتغلتها مع حضرتك تكفي اني اعرفك وأعرف اخلاقك.. 
ازدادت ابتسامة آسر فنهض عن مقعده ثم أختار المقعد المقابل لها مع حفظ مسافة آمنة لا تعرضه للحرج من أهل المنزل 
_سهلتي عليا مهمتي وأعتقد كده مفيش وجه اختلاف بينا.. 
رفعت حاجبها بدهشة 
_مش فاهمه! 
قرص ارنفة انفه بخفة وهو يخبرها بوضوح 
_يعني أنتي تعرفي عني كل خير وأنا اللي اختارتك وده لانك بالنسبالي البنت المناسبة ليا فكده مفيش داعي ناخد وقت نفكر في بعض الفاصل هي فترة الخطوبة عشان تقدري تعاشريني وتعرفي العيوب اللي مقدرتيش تشوفيها كسكرتيرة ولا أيه يا ريس 
ضحكت رغما عنها حينما تعمد ان يذكرها بكنايتها الغامضة فقالت بصعوبة بالحديث 
_كلامك مظبوط يا بشمهندس آسر.. 
مازجها قائلا 
_هو إحنا في مقابلة شغل ياتسنيمشوية وهلاقيكي داخلة عليا بفنجان قهوة محوج!.. 
كتمت ضحكاتها بيدها وكأنها حرمته رؤية جمال وجهها حينما تبتسم فاعتدل بجلسته ثم تنحنح بجدية مصطنعة 
_ها تحبي تعرفي أيه عني دي فرصتك عشان بعد كده مش هجاوبك على أي حاجة هسيبك تكتشفيني بنفسك.. 
خفق قلبها سريعا حينما أضافها لمجلد حياته الاساسي تلميحاته بأنه سيكون هناك علاقة تجمعهما أربكها فركت اصابعها بابتسامة صغيرة وعينيه لا تفارق الارض حينما وجدته يتأملها بنظرات تخللت بداخلها طرقات باب الغرفة جعلتهما يستدورا سويا فما كانت سوى والدتها توزع نظراتها بينهما بسعادة لذاك الرضا والتقبل النابع على وجه ابنتها فماذا تريد أكثر من ذلك ابنتها ستصبح فردا هام من عائلة الدهاشنة المعروفة وضعت الصينية عن يدها ثم خرجت على الفور فانتقلت نظراتهم تجاه الصينية ثم تعالت ضحكاتهما معا فقرب آسر كوب القهوة منه وهو يشير لها بمرح 
_مش قولتلك! 
احمر وجهها من فرط ضحكاتها فتاه آسر بها حتى تناسى تماما ما يحمله بيديه فأنسكب بعضا من القهوة على قميصه نهضت تسنيم لتجذب المناديل الورقية المصفوفة على حافة الطاولة ثم سحبت منها منديل لتقدمه له قائلة 
_اتفضل.. 
أنفض بيديه العالق بقميصه ثم رفع يديه ليتناوله منها وعينيه منشغلة بقميصه المتسخ فقبض بيديه على كفة يدها الصغيرة رغما عنه ارتجفت اصابعها بين يديه فشعر وكأنه يحمل قالب من الجيلي المتحرك فرفع عينيه تلقائيا تجاهها ليجدها تتأمله بنظرات مرتعشة ومن ثم سحبت يدها من يديه پعنف مبالغ به تعجب آسر مما حدث اليها حينما تلامست يديهما معا بدون قصدا منه ولكنه لم يعلق فمن الطبيعي لفتاة لا تجمعها علاقة رسمية بشاب ان تختبر مثل ذاك التوتر والارتباك عادت تسنيم لمقعدها وهي تجاهد بالسيطرة على جسدها المرتعش برسم ابتسامة كاذبة على شفتيها بينما الهى آسر ذاته عمدا بتنظيف قميصه حتى يتركها تجلس باريحية وما أن انتهى حتى وضع المناديل بالسلة القريبة منه وهو يشير لها 
_نضف 
أشارت له بابتسامة هادئة فجلس باستقامة وهو يتابع 
_الحوادث دي معتادة بالنسبالي بس اللي مش معتاد في وقت مهم زي ده تفتكري الحاجة هتخليني اغسل القميص الابيض ولا هتسامحني بإعتبار اني بعيش حدث هام! 
زارتها البسمة مجددا لتنسيها ما اختبرته من شعور قاټل فودت لو ظل يتحدث وهي تستمع اليه لأخر عمرها انتهى ذلك اللقاء القصير حينما ولج أفراد العائلة للداخل ليهيمون بالحديث عن الحقول ومن ثم اختتم الحديث حينما قال فهد 
_أنت طول عمرك وأنت قريب مني يا فضل ومشفناش منك العيبة أول ما ولدي قالي على بتك قولتله يزين ما اختارت لأني خابر كيف تربيتك... 
ثم استطرد بعد لحظة من الصمت 
_ خد وقتك وشوف رد بتك واحنا في الحالتين أهل.. 
انتقلت نظرات العم فضل لابنته وكأنه يستكشف ما بها فوجدها تهز رأسها برفق بالموافقة رغم اندهاشه بقبولها السريع به الا انه التمس لها عذرا مجاورة فردا من الدهاشنة بأخلاقهم السامية سحب نظراته ليتطلع لفهد ثم قال بابتسامة واسعة 
_مين العاقل اللي يأخد وقت يفكر بابن الكبير أني اللي مربيه وعارفه زين وإن كان على بتي فردها باين من وشها.. 
تطلع فهد اليها فوجدها تبتسم فقال عمر 
_يبقى خير البر عاجله نقرا الفاتحة... 
تدخل جاسم بالحديث حينما قال 
_وجبل ما نقرا لازمن تعرف
عادات بيتنا يا عم فضل أنت خابر اننا مبنحبش الخطوبة تطول وكل شيء جاهز يبقى مفيش داعي اننا نطول يحيى ولدي اتجوز في فترة قصيرة... 
أكد فهد على ما قال حينما تابع بقوله 
_احنا نقروا الفاتحة وكتب الكتاب والډخلة يبقوا بعد
شهر من دلوقت على الاقل تكونوا جهزتوا ولا أنت عندك قول تاني يا فضل! 
تدخل عباس بالحديث والضيق يلحق نبرة صوته المخټنق 
_ولزمتها أيه السرعة دي القيامة هتقوم ما يتخطبوا سنة ولا تنين يعرفوا بعض زين وبعد اكده نبقوا نعمل الفرح.. 
بدى بغيض للجميع حتى آسر لم يشعر بالارتياح تجاهه بينما تجاهله الكبير عمدا واستدار برأسه تجاه فضل ليتساءل بثبات 
_رأيك ايه يا فضل 
أجابه بابتسامة هادئة 
_هو في رأي بعد كلامك يا كبير على خيرة الله.. 
انطلقت الزغاريد ترفرف بارجاء المنزل ليزف خبر خطبة ابنه العم فضل من ابن كبير الدهاشنة بالصعيد بأكمله وعلى رأسهم ثرايا المغازية التي اشتعلت بنيران الحقد لزيارة السعادة منزلهما بدل من التعاسة ولكن بقى وعد أيان برشام محفز من الصبر لشرور النابتة بداخلهما فباتوا على يقين بأن سرعان ما ستتحول السعادة لتعاسة مؤجلة! 
يتباهى أمامها بصفائه الدافئ فتخللت الدموع حدقتيها وهي تتأمل ذاك القمر الذي كانت تتصف به يوما ما فباتت بعيدة عنه كل البعد

فرأته بتلك اللحظة بصورة باهتة ربما يحمل بقعة سوداء تعيق بياضه الناصع كبتت رؤى شهقات آلامها التي تلطمها بقوة فبات الصمت هو أملها الوحيد تمسكت يدها بحافة السور وكأنها تتشبث به ومن ثم التقطت نفسا عميق أراح ۏجع صدرها لفح وجهها نسمة هواء باردة فبعثرت خصلات شعرها بعشوائية فتمنى من يراقبها خلسة لو مرر يديه على شعرها الناعم برفق وربما ان سنحت له الفرصة سيحتضنها خلسة شعرت رؤى بأنها ليست بمفردها بالشرفة فاستدارت لتجده يقف أمامها يتأملها بتلك النظرة الساكنة بللت شفتيها بتوتر ومن ثم أعادت تمشيط شعرها بيدها وكأنه تحاول أن ترتب شكلها قليلا ثم استكملت طريقها للخروج من شرفة المنزل حتى تتجه لغرفتها اعترض بدر طريقها فتساءلت عينيها عما يفعله فتحرر لسانه ناطقا 
_كفايا هروب من الواقع يا رؤى لازم تتقبلي اللي حصل عشان تقدري تكملي حياتك.. 
انهمرت دمعة على خدها لتستكين لحظة قبل أن تجيبه
_أنهي واقع فيهم إني خسرتك ولا خسړت نفسي! 
وكأنها لامست ما ېقتل تفكيره فاقترب بخطاه منها حتى بات قريبا ومن ثم لحقه صوته الهامس 
_خسارتي فارقة بالنسبالك يا رؤى 
بللت شفتيها الجافة وهي تجيبه بارتباك 
_أنت الوحيد اللي فارقالي يا بدر.. 
ثم استطردت كلماتها بدموع 
_أنا عارفة إني غلطت لما شوفت نفسي واحدة منهمبس في الحقيقة انا مش زيهم ولا شبههم يا بدر.. 
وازاحت دموعها وهي تحاول ان تستجمع
شتاتها 
_أكتر حاجة ۏجعاني إني فوقت بس بعد ما خسرتك وخسړت كل حاجة وأهمهم نفسي! 
أمسك يدها بين يديه وعينيه تحاوطها بين
 

74  75  76 

انت في الصفحة 75 من 140 صفحات