الأربعاء 27 نوفمبر 2024

حكاية بقلم اية محمد

انت في الصفحة 48 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز


بلبسه ده قولتلك إقلعيه واخلصي.. 
رفعت روجينا المرآة عاليا لتتأكد من تساقط خصلات متفرقة على وجهها ثم أعادت طلاء شفتيها بحمرة صاړخة لتجيبها بنفور 
_عوايدنا كده في الصعيد ولو عملت اللي بتقوليه ده مستحيل بابا يسمحلي أدرس وأعيش بالقاهرة من الأساس.. 
بتهكم شديد قالت 
_تخلف وراجعية.. 

تقبلت الأهانة التي مست والدها بصدر رحب! 
_هنقول أيه يا بنتي بس اديني مستحملة لحد ما أشوف أخرتها أيه وكله كوم وسي أحمد ده كوم تاني عايش دور الصعيدي الشرقي بجد أنا فعلا مبقتش قادرة اكمل بالعلاقة دي.. 
قالت صديقتها بمياعة 
_وأيه اللي غصبك يا بيبي أرميله دبلته وقوليله باي.. 
ابتسمت بسخرية 
_ياريت الموضوع بالبساطة دي.. 
تهجمت ملامح وجه روجينا حينما رأت من يقترب منها 
_أهو الوش السمج اللي بصحيح شرف.. 
ما أن انتهت بحديثها حتى جلس على المقعد المقابل لهما قائلا وعينيه تطوف بروجينا 
_هاي يا بنات أخباركم. 
أشارت لهتقى صديقتها 
_هاي يا كيمو أخبارك.. 
تنهد كريم ببطء تعمد أن يلاحقه كلمات متهملة وعينيه تتابع روجينا 
_مش كويس طول ما الغزال مش راضي يحن علينا.. 
زفرت بضيق شديد ثم حملت كتبها قائلة باستهزاء 
_انا ماشية يا تقى لحسن الجو بقى يقرف.. 
وغادرت روجينا سريعا من أمامه فصاح پغضب 
_وبعدين بقا مش ناوية تشوفلنا سكة معاها يعني.. 
أجابته بغيرة واضحة 
_قولتلك روجينا مش من نوعية البنات اللي أنت بتفكر فيها ده أبوها
من كبار رجال الصعيد فأكيد طباعها شرقية يعني لوكل جدا أختارلك حد غيرها وأنا اوعدك هظبطلك الدنيا.. 
بعند كبير أضاف 
_مش عايز غيرها حتى لو هتقدملها رسمي.. 
جزت على أسنانها بضيق شديد فتهربت بكلماتها التي أخفت ما تضمره لها 
_طيب خلاص في رحلة لاسكندرية كام يوم هحاول اقنعها تطلع واهي فرصة تتقربوا من بعض أكتر.. 
وضع مبلغ طائل من المال أمامها ليغمز لها بإعجاب 
_أحبك وأنت فاهمني.. 
بمنزل الكبير.. 
وبالأخص بغرفة راوية.. 
ولج للداخل فخلع عنه العمة ثم الجلباب ليجذب بنطال من القطن المريح وتيشرت واسع يليق بعمره ثم خرج للشرفة ليجدها تجلس على المقعد وتتأمل الأشجار من حولها بشرود تنحنح بحشرجة خشنة علها تنتبه لوجوده فوجدها تتجاهله عن عمدا أفترت شفتيه عن ابتسامة صغيرة ليجذب أحد المقاعد ثم وضعه ليجلس جوارها طال السكون ومازال يتطلع لما تتأمله حتى تحرك فكيه ناطقا 
_مفيش حد بيقسى على ولده يا راوية انا بعمل كده عشان مصلحته.. 
استدارت بجسدها تجاهه لتخرج ما بجعبتها 
_كل حاجة ليها وقت يا فهد أنت عايزه يمسك مكانك ويتعلم كل حاجة في يوم وليلة الولد من حقه أنه يختار هو عايز يتحمل العبئ ده ولا لا من حقه يعيش حياته ويخرج ويعمل اللي عايزه أنت مسيطر عليه بدرجة مخلياه مش عايش يوم لنفسه! 
كاد بأن يجيبها فقاطعته بحدة 
_هتقول نفس كلامك أن ابنك راجل محدش قال حاجة بس الرحمة حلوة وبعيد عن كل ده أسلوبك معايا قدامهم لازم يتغير أنت بتحطني في مواقف محرجة جدا مببقاش قادرة أنطق ولا اعترض! 
انتظر حتى انتهت من حديثها ثم قال 
_راوية أنتي لازمن تقدري أني مبقتش زي الاول عارف
أنك بتتكلمي صوح بس في حاجات لازم أكون فيها كده والا هيتقال عني معرفش أمشي داري.. 
هدأت معالمها قليلا وقد تستى لها فهم ما يود قوله ثم رفع ذقنها بذراعيه حتى يجبرها على التطلع إليه 
_لازم تقدري اللي أنا فيه يا راوية المكانة اللي أنا فيها مش باختياري مفروضة عليا زي ما اتفرضت على اللي قبلي وأكيد هيجي اليوم وهتكون مفروضة برضه علىآسر فاللي بعمله دلوقت عشان يقدر يشيل المسؤولية ويكون أدها.. 
احتضنت بيدها يديه التي تحتوي وجهها برقة وحنان لتطبع قبلة صغيرة على كفيه 
_ربنا يخليك لينا يا حبيبي.. 
ابتسم وهو يستمع لكلماتها التي تعيد الحياة لقلبه الملتاع فاحتضنها بعشق ويديه تربت على خصرها فقالت بتذكر 
_نسيت أقولك مش خالد كلمني النهاردة وقالي ان البنات حابين يقضوا الاجازة بمصر.. 
تساءل في اهتمام 
_بجد يعني أخيرا هينزل من أمريكا.. 
غلبها الحزن 
_لا هو خلاص استقر هناك هو وريماس تالين ورؤى اللي هينزلوا..
قال بترحاب عظيم
_ ينوروا الثرايا والصعيد كله..
احتضنته بعشق 
_طول عمرك صاحب واجب يا حبيبي.. 
جذب يدها للداخل وهو يهمس بمكر 
_انا كمان نسيت أقولك حاجة مهمة جووي.. 
تعالت ضحكاتها وهي تحاول المناص منه ولكن ولجت معه للداخل بنهاية الأمر.. 
بغرفة آسر 
كان هائما بيومه الشاق يتذكر تفاصيله الصغيرة قبل الكبيرة وأساسياته لقاء هاشم المغازي ونهايته بذاك الرجل الغامض ذو اليد الناعمة فابتسم تلقائيا حينما توارى عليه كناية هذا الرجل الناعم عله من الچنس الخناس! 
بددت ابتسامته حينما وجد هاتفه يصيح عاليا برنين بدر المعتاد أجابه وهو يفرك رأسه پألم 
_خير يا ابني مش لسه قافل معاك! 
استمع له بحرص شديد ثم قال 
_صاحبتها مين ثقة يعني 
أوضح له نسبها فأعتدل آسر بفراشه وهو يردد بدهشة 
_بتقول بنت عم فضل.. 
_ها لا معاك طيب تمام انا نازل القاهرة بكره بليل يعني على بعد بكره الصبح تقدر تجبها.. 
واغلق الهاتف ليشرد من جديد بتلك الصدف الغريبة التي جمعته بأبيها بالصباح وبابنته التي تريد العمل بالمساء علها قدر يساق إليه ليبدد ظلمة الحب الاول الذي ترك لمسات مؤلمة يخشى من الحين والأخر أن يتذكرها... 
بالقاهرة... وبالاخص بمكتبأيان المغازي
لف مقعده الأسود بحافة قدميه المستند على المكتب وهو يرتشف عصيره بتلذذ عجيب انتهت من تقف أمامه بقص ما يحدث معها لتنتهي بما قالته 
_وأنا قولتله أني هحاول اقربه منها وأني هقنعها تروح رحلة اسكندرية قولت أسكته يعني عشان يحل عني.. 
توقف المقعد عن الدوران حينما لامست قدميه الارض لينهض عن مقعده ومن ثم أغلق ازرار بذلته الرمادية الأنيقة فتحرر صوته الرزين 
_بالعكس هتنفذي اللي قولتيه.. 
قالت بتشتت 
_بس آآ.. 
بترت كلماتها حينما حدجها بعينيه الصقرية ليتبعها أمره الناهي 
_أنتي هنا عشان تنفذي اللي أقوله وبس فاهمه.. 
ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة وهي تحرك رأسها بطاعة ثم غادرت على الفور ضغط أيان بيديه على مقدمة المقعد فكاد بأن يتحطم من أسفله من فرط حقده الذي يهاجم عروق مائه كنفورة من المياه التي تتصاحب وابل النيران القاټلة ليردد بشرارة ملتهبة 
_هانت يا فهد! 
تحرك السائق ليعود به للمنزل فتابع عمله على الحاسوب بانهاك حرر يحيى جرفاته بنفور شديد ثم فتح نافذة السيارة ليغلق عينيه بانتشاء اعاد التطلع بالخارج قائلا 
_وقف العربية يا مصطفى.. 
انصاع له فأوقف السيارة على الفور فهبط يحيى ليتجه لمحل الالعاب الذي لمحه ثم ولج للداخل ليبحث عن لعبتها المفضلة فجذب العروس بابتسامة اشوقت عن ذكرى لمعت بكلمات مختصرة 
الدكتور
قالي في بطني ولد بس انت هتجيب ألعاب أولادي له وبناتي ليا فاهم.. 
انتهت كلماتها الرنانه بوميض من الحزن حول سعادته لتعاسة واقع ملموس يختبره حتى ذاك اليوم التقط العروس ثم انتقى عدد من الألعاب البسيطة ليدفع ثمنها ثم عاد لسيارته ليصل بعد دقائق للمبنى فصعد لشقته وحينما ولج نادى عاليا 
_ماسة
ما أن استمعت لصوته حتى هرولت للأسفل ركضا لترى ماذا أحضر لها رفع يحيى الحقائب للأعلى 
_يعني ده اللي همك الالعاب مش همك أني رجعت طب خلاص مفيش حاجة.. 
أمسكت بيديه بتذمر 
_يحيى جاب لماسة أيه 
حملها بيديه الأخرى ثم طبع قبلة على جبينها 
_هنشوف الأول ماسة أخدت أدويتها ولا لا لو طلعت شطورة هتأخد كل اللعب.. 
ادلت شفتيها السفلية بحزن 
_ماسة وحشة مش أخدت الدوا عشان طعمه وحش يا يحيى 
سيطر على ضحكاته ليتصنع الڠضب 
_اوكي مفيش لعب ولا شوكولا ومن هنا ورايح مش هتنامي جنبي تاني هتنامي جنب إلهام.. 
نومها جوار الممرضة التي تعتني بها وبأدويتها أشد ما تبغضهماسة فركضت سريعا للدرج لتنادي 
_إلهام يا إلهام هاتي الدوا بسرعة ماسة شاطرة هتاخده.. 
تعالت ضحكات يحيى فوضع يديه ليخفي ضحكاته ليشير بابهامه بعلامة إعجاب وهو يردد بثبات مخادع 
_براڤو.. 
هبطت بالادوية سريعا لتقدمه لها فما أن تناولته حتى هرعت اليه مجددا فمنحها الحقائب فحملتهما وجلست على الأرض تستكشف ما بها بلهفة وهو يتابعها ببسمة يكسوها الحزن كلما يتطلع إلى حالتها التي تصيب قلبه كسهم يستهدفه!. 
وقفت سيارة بدر أمام أحد المطاعم فولج للداخل يبحث بين الطاولات عنه وحينما فشل بايجاده خلع نظارته وهو يردد بتعصب 
_قولتله نص ساعة هودي الهدية خلع.. 
_مين ياض اللي خلع أمال ده مين شبحي! 
استدار بدر للخلف قائلا بابتسامة واسعة 
_لو كنت مشيت كنت هتندم يا عبد الرحمن
جلس على المقعد ليشير له ساخرا 
_وريني هتندمني كيف يا واد عمي!.. 
................. يتبع........................ 
الدهاشنة.... صراع_السلطة_والكبرياء....... بقلمي_ملكة_الإبداع........ آية_محمد_رفعت...... 
___________
٥١٢ ١١٦ ص زوزو الدهاشنة...صراع_السلطة_والكبرياء. 
الفصل_الثالث.. 
الفصل إهداء للقارئة الجميلة سلمى مسعد.. 
رفع كفيه ليتصافح كلا منهما بحرارة ثم جلس بدر على المقعد المقابل له ليشير للنادل الذي أتى سريعا فقال 
_إتنين قهوة سادة يا برنس. 
أشار له بابتسامة واسعة ثم غادر ليحضر ما طلبه وحينما الټفت برأسه تجاه ابن عمه وجده يحدجه بنظرات كالسهام فرفع حاجبيه متسائلا في دهشة 
_أيه! 
أجابه عبد الرحمن بتعصب شديد 
_متخيل أني في الساعتين اللي كنت بستنى حضرتك فيهم دول مطلبتش عشرين كوبية قهوة! 
مرر يديه على طول رقبته وهو يشير له 
_حقك عليا بقا ما أنت عارف لو مفتكرتش عيد ميلادها هيحصلي أيه 
جذب عبد الرحمن حقيبته الجلد السوداء ثم أخرج منها عدد من الملفات 
_طيب نخلينا بقا بالمهم عشان عايز أرجع البيت قبل معاد أدوية أمي. 
هز رأسه بخفة فطرح عبد الرحمن من أمامه عدد من الملفات ليتابع بجدية
تامة شرح تفاصيل العقود التي أتمها مع التجار خارج مصر بأمر من فهد تابعبدر مراجعة الملفات بإعجاب شديد من السعر الذي تمكن من الإتفاق عليه مع الشركات المستوردة فأغلق الحقيبة وهو يدفعها تجاهه قائلا 
_ويبقى كده كل شيء تمام بلغ عمي بقا. 
سأله بدر باهتمام 
_ليه أنت مش ناوي تيجي الصعيد بالإجازة دي كمان ولا أيه 
أجابه عبد الرحمن بنبرة سكنها الحزن 
_لا للأسف المرادي مش هقدر لأن والدتي تعبانه شوية. 
صمت بدر مطولا قبل أن يطرح عليه ذاك الإقتراح الغير محبب 
_طيب ما تجبها معاك السرايا وأهي بالمرة تغير جو. 
بإبتسامة متكلفة قال 
_وتفتكر هيتقبلوها أو عمي هيتقبلها بعد اللي عملته 
تنشطت ذكريات بدر سريعا ليتذكر ما طرح أمامه عدة مرات من حديث عائلته الذي غاص بالماضي ليذكره بما فعلته مروج زوجة عمه الراحلة براوية

مازال يتذكر كيف يبغضها الجميع ولكن ما يحدث معها الآن هو حالة تزلزل المشاعر لها فبالطبع عليهم التخلي عن الماضي أخشونت نبرته وهو يشدد على يديه 
_متقلقش سيب الموضوع ده عليا
والدتك محتاجة لمساعدة وأنت مش هتقدر تسد في كل ده أنا هكلم عمي. 
منحه عبد الرحمن ابتسامة صغيرة بحبس آلمه بداخلها ثم قال 
_مفيش داعي تتعب نفسك يا بدر أنا مدي ألف عذر لعمي اللي عملته أمي صعب حد ينساه بسهولة. 
قال بتصميم 
_وحالتها حاليا متستهلش مننا غير السماح على اللي عملته قبل كده. 
أومأ برأسه پألم ثم نهض ليشير له بهدوء 
_طيب أنا لازم أرجع البيت أنت عارف مواعيد دوا الحاجة. 
بتفهم وحب قال 
_هتصل بيك نتفق ونتقابل عشانآسر نازل القاهرة بكره بليل.
أشار له بيديه
_هستنى مكالمتك سلام.
أشار له بابتسامة صغيرة 
_في رعاية الله. 
ثم جلس بدر يرتشف قهوته فلفح وجهه نسمة هواء عليلة
 

47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 140 صفحات