حكاية أرملة أخي بقلم فاطمة الألفي
لمست ماس كهربائي لم يعطيها اهتمام ليحمل الحقيبه ويغادر الغرفه وهى خلفه دلف بها الغرفه المجاوره لغرفته ووضع حقيبتها ارضا
دي اوضتك والبيت بيتك ولو عايزه أي حاجه اطلبيها
نظر لها ان يغادر الغرفه تحبي تاكلي ايه عشان اطلب الاكل
نظرت له بخجل شكرا
رفع احدي حاجبيه تنكار يعني ايه شكرا لازم تاكلي
ترك الغرفه بضيق وعاد الى عرفته يبحث عن هاتفه ليستمع لرنين باب المنزل زفر بضيق وهو يسير لفتحه .
ابتسم رغما عنه عندما وجد صديقه المشاكس قولت اخد فيك ثواب واجي نتغدا سوا
ثم رفع امام اعينه حقائب بلاستكيه موضوع بها الاكل جبت غدانا وجيت
وقف فارس حاجزا امامه ينظر له تاره وينظر لداخل الشقه تاره أخرى
انت بتقول فيها فعلا مش هينفع تدخل دلوقتي
نظر له قاسم پص نعم ...
زي مابقولك كده أنا لتاني مره بتحط قدام أمر واقع ولازم التنفيذ
نظر له بعدم فهم ليستطرد فارس قائلا
صقر النيابه اللى الكل بيعمل ليه مليون حساب وماعندوش هزار فى الشغل بيكون قدام الحاج يونس والحاجه والدتي عصفوره
ضحك قاسم على صديقه وعندما استرد انفاسه نظر له پص اوع تقول اللى فى بالي مظبوط
هز راسه بالايجاب وهو يبتسم نصف ابتسامه
فتح قاسم فاه بدهشه يعني مرات اخوك عندك
اختفت ابتسامه فارس وتحدث بضيق ماسمهاش مرات اخويا يا قاسم ارجوك أنا مش عايز افتكر الوضع ده
اتفضل يا سيدي وعد الجمايل كنت جاي اتغدا معاك واشوف هتعمل ايه فى موضوعك مع جودي
زفر بضيق فكرتني فى ميعاد بينا والمفروض اقابلها واتغدا معاها
تحب اقابلها واعتذر ليها ان حصل لك ظروف منعتك تقابلها
لا لا هتصرف أنا تسلم يا صاحبي
الغدا وصل اتفضلي عشان تاكلي
فتحت باب الغرفه ونظرت له بامتنان شكرا بجد بس مافيش نفس للأكل دلوقتي وأنا برص حاجتي
لم يدع لها فرصه أخرى للرفض سارت جانبه بصمت الى حيث غرفه الطعام وجلست امامه بحزن تريد أن تخبره بحقيقه الأمر الذي تخفيه عن الجميع ولكن ظلت صامته لم تقدر على الحديث ...
نظر لها فارس وجدها شارده حزينه تبعث بالطعام دون ان تأكل منه شئ تنهد بحزن ثم نهض عن مقعده
لو مش حابه تاكلي معايا مافيش مشكله أنا مقدر ان الوضع اللى احنا فيه غريب شويا او غريب جدا يعني
نظرت له وعينيها تتالألأ بوع ثم فرت من امامه راكضا الى غرفتها تحتمي بها
زفر بضيق وشعر بانه اخطئ عندما اصر على تناول طعامها لذلك اراد ان يعتذر منها ويتركها كما تشاء.
دق باب غرفتها برفق ثلاث طرقات ثم فتح الباب وظل واقفا مكانه
انا آسف ان ضايقتك وانتي لسه اول يوم ليكي هنا بس عايزك تعتبري البيت بيتك واعملي اللى انتي عايزاه فضليش حابسه نفسك فى الاوضه دي وبس ممكن تتفرجي على التلفزيون وتتسلي باي حاجه أنا خارج دلوقتي عندي ميعاد مهم وعايزك تاخدي راحتك فى بيتك أنا هرجع
متأخر ولو احتاجتي لاي حاجه كلميني معاكي أكيد فون ممكن تجبيه
احضرت الهاتف ووقفت امامه التقط منها الهاتف ينظر له باهتمام ثم عاد ينظر إليها
ده موبايل سند صح
هزت رأسها بتاكيد ايوة
زفر انفاسه بهدوء ثم اعطاه اياها تمام أكيد رقمي متسجل عندك وأنا معايا الرقم لو محتاجه حاجه ياريت تكلميني وانا نازل بس لازم تاكلي
هزت رأسها بصمت ليبتسم بخفه وهو يبتعد عنها ليغادر المنزل ويستقل سيارته متوجها الى مكانه المنشود ...
صفا سيارته امام نادي الشرطه ثم ترجل
منها ودلف لداخل يبحث عن جودي بالفعل وحدها تجلس فى انتظاره بمكانهم المفضل سار الى حيث الطاولة التى تجلس عليها وهو يبتسم لها
آسف يا جودي اتاخرت عليكي
نظرت له بابتسامتها العذبه ولا يهمك يا حبيبي
هم بالجلوس بالمقعد المقابل لها عامله ايه يا حبيبتي
الحمد الله تمام يا حبيبي
ها تحبي نتمشي الاول ولا نطلب الغدا
ضحكت برقه لا أحب العب ش اسكواش مع حبيبي
ابتسم بخفه بس أنا مش عامل حسابي بجد وماجبتش لبس الرياضه وقت تاني ان شاء الله
قول انك خاېف تتغلب
نظر لها بثقه لا طبعا انا ماحدش يقدر يغلبني حتى لو كنتي انتي يا قلبي أنا بقول نطلب الاكل عشان فى كلام مهم محتاج اتكلم معاكي فيه
نظرت له باهتمام
ممكن نتكلم الاول
لا افضل الغداء الاول
جلست قدر بغرفتها تشعر بالخۏف
والقلق تريد ان تتحدث معه ولكن ليس لديها الجراءة لفعل ذلك .
لم تشعر بالراحة وظلت متردده ماذا عليها أن تفعل قررت ان تنتظر عوده فارس لتتحدث معه وتنهى ذلك الصراع القائم بداخلها ...
اما عن فارس فبعد ان تناول الطعام نظر الى جودي باهتمام لتبتسم له الاخيره وتهمس له بحب
واحشتني يا فارس
وانتي كمان يا جودي بس انتي فه الظروف اللى مريت بيها
فه ومقدره يا حبيبي بس قولي بقى عملت ايه فى البلد كلمتهم عن ارتباطنا
ابتلع ريقه بتوتر للأسف حصل حاجات خارجه عن ارادتي وماكنش ينفع افاتح والدي فى موضوعنا وده اللى انا جاي اتكلم معاكي فيه
نظرت له بقلق خير يا فارس اهلك رفضو ارتباطنا وعايزينك تتجوز واحده صعيديه ولا ايه الحكايه بالظبط
الحكايه مش زي ماانتي فاهمه يا حبيبتي انتي طبعا فه ان سند اخويا الله يرحمه ساب مراته حامل وهى دلوقتي امانه فى رقبتنا كلنا الحقيقه ان والدي طلب مني اتجوزها عشان تفضل فى البيت وابنها يتربى وسط اهله بس للأسف الحمل نزل بس مرات سند مالهاش حد غيرنا وكمان سند مايتوفي موصيني عليها وطلب مني اتجوزها
شهقت پص وقاطعت حديثه بانفعال يعني ايه تتجوزها أكيد طبعا رفضت مش كده يا فارس ماهو مش معقول توافق على التخلف ده
تحدث بصرامه جودي من فضلك غلطيش فى الكلام وبلاش تقاطعيني وأنا بتكلم عشان نفهم بعض بهدوء
زفرت بضيق اتفضل ..
استطرد فارس قائلا أكيد يعني مش اول لم والدي ووالدتي يطلبو مني اتجوز ارمله اخويا هوافق يعني طبعا رفضت ومش مت الفكره من الأساس بس كان لازم اوافق بشروطي وفعلا تم الجواز عشان اهلي يطمنو ماهو مش معقول ابن اخويا حد غريب يربيه لازم يتربي وسط عيلته وهنرمي مراته بعد ما اجهضت الطفل ونتخلي عنها و ارملته تسيب البيت وهى مالهاش أهل غيرنا ده غير انها صغيره وكان من حقها ترتبط وتكمل حياتها وماكنش ينفع جل غير أن اتجوزها والدي اقنعني بوجهه نظره وده مش تخلف ولا عادات وتقاليد يا جودي دي اسمها نخوه ورجوله ان عايز احافظ على ارملته بعد ما سبها امانه في رقبتي وأنا وضعت شرطي فى الجواز ووالدي وافقني عليه وكمان مراتي حاليا وافقت عليه وهو ان اتجوز الانسانه اللى اختارها واتمناها زوجه ليه وعشان كده الموضوع تم ومش معقول وأنا لسه كاتب كتابي أقول لابويا أنا عايز اخطب رغم اللى انا فيه صعب جدا والى الان مش قادر اته بس حفاظا على الوعد اللي وعدت سند بيه بحاول ات الأمر
وانت عايز ايه دلوقتي يا فارس اقولك مبرووك ولا صباحيه مباركة يا عريس عايزني أنا جودي سلام أ بوضع زي ده أكون زوجه تانيه ليه وعشان ايه أ بكده اسمع يا فارس أنا مقدره وفاه اخوك وسبتك كتير ومش مطلوب منك غير تعلن ارتباطنا ومش عايزه غير دبلتين بس مش مطلوب منك فرح ولا أي شيء وفى الفرح ان شاء الله تبقى تعملي فرح ماحصلش لكن الوضع اللى بتحطني فيه ده مرفوض وعليك دلوقتي تختار أنا ولا مرات اخوك
نظر لها بضيق جودي اهدي الاول وبعدين نتكلم
لا يا حضره وكيل النيابه انت تقرر دلوقتي عايز تكمل معايا ولا مع غيري
أنا مااش بنص راجل أنا عايزة زوجي يكون ليا أنا لوحدي ماحدش يشاركني فيه مش كفايه شغلك اللى بياخد نص وقتك كمان هتيجي واحده تانيه تاخدك مني يا فارس
تنهد بضيق أنا مقدر عصبيتك وانفعالك دلوقتي وف كويس جدا ان الموضوع مش سهل ممكن اروحك دلوقتي وبعدين نتكلم ونوصل لحل يرضينا كلنا
صړخت بانفعال مافيش كلام عندي غير اللى أنا قولته يا فارس القرار ليك انت دلوقتي عايز حياتك معايا وتكون ليا أنا لوحدي ولا عايز تنفذ اوامر والدك اللى أنا مش قادره أصدق انك ممكن تتجبر على حاجه معقول صقر النيابه بيتجبر على حاجه هو رافضها ولا الوضع ده انت حابه بقى عايز كل حاجه مرات اخوك و أنا عاجبك دور هارون الرشيد تقضي يوم هنا ويوم هنا وحياتك تفضل وردي
نهض من
مجلسه ونظر لها پحده أنا مش بتجبر على حاجه يا جودي وانا هنا عشان اعرفك بس بظروفي تي بيها اوكيه يش دي حاجه ترجعلك لكن مش جاي أنا اتكلم معاكي عشان اختار بينكم لان اوردي خلاص اخترت القرار ليكي انتي فى
النهايه يعنى الكوره فى ملعبك وعليكي تختاري نكمل مع بعض ولا تنهي كل اللى بينا وهكون محترم جدا أي كان قرارك ولا نهيتي علاقتك دي وهتمنالك خير والسعاده مع الانسان اللى تختريه وعندك وقت تفكري زي ماانتي عايزه ولم توصلي لقرارك بلغيني بيه حابه نكمل حياتنا سوا وتحددي ميعاد أقابل والدك فيه او تنهى كل حاجه وكل واحد ربنا يسعده فى حياته بعد اذنك
وضع حساب الطعام وغادر المكان كالاعصار وتركها خلفه تنظر له پغضب الى ان اختفى عن الانظار ..
ظل على تلك الحاله عده ساعات يراجع ذكريات حياته وكل ما مر عليه من فرح وحزن ومعاناه من اجل دراسته وعمله الى ان توصل لما هو عليه الان نهض من مكانه ثم استقل سيارته لكي يعود الى منزله وهو يحاول اقناع نفسه بتأقلم على حياته الجديده ...
بعد مرور نصف ساعه كان يقف امام باب شقته يخرج المفتاح من داخل جيب بنطاله ثم دسها بباب الشقه و ان يفتحه صدح رنين هاتفه ليخرجه ان يدلف لداخل الشقه وعندما نظر لشاشته زفر بضيق وهو يجيب عليه
ايوه يا قاسم معلش نتكلم بعدين حاليا مش قادر اتكلم .
ثم أغلق الهاتف مع صديقه بعدما تفهم الأخير بانه غير قادر على الحديث الان ..
دلف لداخل الشقه ثم أغلق الباب خلفه بهدوء وهم بالتوجهه الى عرفته