حكاية بقلم نونا المصري
يا خويا انا وسلوى هنفضل هنا وانت لازم ترجع البيت لان ما ينفعش نسيب اختنا لوحدها وبعدين انت شكلك تعبان اوي ومش هتقدر تعمل اي حاجة لو فضلت هنا لانك مش دكتور
فتنهد ادهم واردف طيب خلاص انا هاخد رغد ونروح وانت ابقى طمنا لما ماما تصحى
معاذ متشلش هم
ادهم معاذ انا مش عايز اوصيك خلي بالك من ست الكل يا خويا لان مالناش غيرها ماشي
ادهم انا مش زعلان من رغد بصراحة هي عندها حق يعني انا المسؤول عن العيلة ولازم اخلي بالي منكوا كويس بس بسبب الشغل اضطريت اني ابعد عنكوا شوية
ادهم متقلقش عليا انا عندي مشكلة صغيرة ومش هستريح غير اما احلها
فتنهد معاذ وقال ربنا يهدي سرك يا خويا
قال ذلك ثم تركه وعاد لمناوبته اما ادهم فأخرج القلادة من جيبه مجددا ونظر اليها قائلا ايوا يا مريم انا مش هقدر ارتاح غير اما الاقيكي ساعتها مش هسيبك تبعدي عني ابدا
في صباح اليوم التالي في نيويورك استيقظت مريم قبل الهام وكانت تشعر بشعور غريب حيث ان جسدها كان خاملا وتشعر بالتعب والإرهاق فنهضت عن سريرها بتكاسل وفجأة شعرت بالدوار ورغبة في التقيء لذا ركضت بسرعة نحو الحمام وبدأت
تتقيء في المرحاض مما جعل صديقتها الهام تشعر بها فنهضت بسرعة وذهبت لكي تستفقدها في الحمام قائلة مريم انتي كويسه يا حبيبتي
فوضعت الهام يدها على جبين مريم وقالت حرارة جسمك طبيعية يبقى مفيش عندك سخونية
ابتسمت مريم واردفت قولتلك انا كويسه وهبقى احسن بعد ما اعمل شاور
قالت ذلك وعادت الى سريرها اما في
الاسفل فكانت جين تساعد السيدة سهيلة بتجهيز مائدة الإفطار بينما كان كل من سعيد ووالده السيد عمر يجلسان في الحديقة فقال الاول ماما باين عليها انها مبسوطة لان الهام ومريم هيقعدوا معانا
سعيد ربنا يخليها لينا
اما في مكان اخر من نيويورك وفي منزل كبير بالتحديد نزلت الى الاسفل سيدة انيقة وجميلة وكانت تبدو في الخمسين من عمرها فابتسمت عندما رأت التلفاز مشغلا في غرفة المعيشة وقالت اكيد خالد رجع
قالت ذلك ثم توجهت نحو المطبخ ووقفت على عتبة الباب تراقب ذلك الشاب الوسيم الذي كان مشغولا في تجهيز الفطور فابتسمت وقالت good morning يا حبيبي
فالټفت اليها وسرعان ما ابتسم قائلا وحشتيني يا سوسو
قال ذلك ثم توجه نحوها وعانقها فبادلته العناق وبعدها ابتعدت عنه وسألته رجعت امتى يا خالد
خالد امبارح بالليل
سحر طيب ليه ما صحتنيش
خالد محبتش ازعجك قلت اعملهالك مفاجأة
فقامت بقرص وجنتيه وابتسمت قائلة ودي اجمل مفاجأة يا حبيبي
فضحك خالد وقال ما خلاص بقى يا سوسو انا كبرت ومابقتش عيل صغير
سحر حتى لو بقى عندك تسعين سنه انت هتفضل ابني الصغير وحبيب قلبي الوحيد
فأمسك خالد يدها ثم قال ربنا ما يحرمنيش منك يلا قعدي انا جهزتلك الفطار
توجهت سحر الى مائدة الإفطار وابتسمت
قائلة هتفضل تحضر الفطار بنفسك لغاية امتى يعني
فوضع خالد امامها كأس عصير وقال لغاية ما اتجوز وجيبلك عروسه تعكنن عليكي العيشه
فضحكت وقالت لا بجد يا خالد انت لازم تتجوز علشان يبقى عندك عيلة
خالد ما انا عندي عيلة انتي عيلتي الوحيدة يا سوسو
قال ذلك ثم ابتسم لها واستدار لكي يحضر الخبز المحمص اما هي فاردفت متتهربش من الموضوع يا حبيبي لاني بتكلم جد وانت لازم تتجوز
فنظر اليها وقال متقليش يا عمتي انا اكيد هتجوز بس لازم الاقي البنت المناسبة في الاول
سحر وهتلاقيها امتى دي
في تلك اللحظة شرد خالد قليلا واخذ يتذكر مريم والساعات القليلة التي قضاها برفقتها اثناء رحلتهما في الطائرة ثم ابتسم تلقائيا وقال قريب جدا انا متأكد اني هلاقيها
فتنهدت سحر وقالت ربنا يتمملك على خير يا بني يلا خلينا نفطر
تسارع في الاحداث
خرجت مريم والهام برفقة جين لكي يتعرفن على نيويورك وكانت السعادة ظاهرة على وجوههن لان المدينة اعجبتهن ومن حسن حظهن ان السماء كانت صافية في ذلك اليوم فقالت جين بلكنتها المكسرة انا هبقى المرشد بتأكوا النهاردة وهفسحكوا في أماكن جميلة
فضحكت الهام وقالت مش المرشد بتأكوا قولي بتاعكوا يا حبيبتي
ابتسمت جين وكررت بتأكوا
فصححتها الهام بتاعكوا
في تلك اللحظة قالت مريم خلاص يا لولو سيبيها تقول اللي هي عايزاه اساسا دا انجاز عظيم انها قدرت تتكلم عربي وهي اجنبية
فقالت جين ماما سهيلة كانت پتألم دايما وكمان سأيد
الهام وانا كمان هفضل وراكي لغاية ما تبقى تتكلمي عربي احسن مني
فابتسمت جين وقالت اوكي
فاستطردت
اما مريم انا عايزه اتفسح في البلد كلها النهاردة يلا يا جين ورينا الاماكن الحلوه اللي هنا
جين يلا
وبالفعل تنزهن واستمتعن في وقتهن طوال اليوم وتعرفن على جين اكثر حيث انهن اصبحن صديقات وخصوصا لان جين كانت تكبرهن بسنتين فقط اي انها كانت في الثالثة والعشرين من عمرها
اما في مصر فكان اولاد السيدة كوثر جالسين برفقتها في غرفة المستشفى حيث كانت رغد جالسة بجانبها وتطعمها بيدها بينما كان معاذ ممسكا بيد زوجته سلوى وكانا جالسين على الأريكة ينظران اليها اما بالنسبة لادهم فكان خارج الغرفة يتحدث في هاتفه وكان يبدو عليه انه منزعج إذ قال بنبرة عصبية خاڤتة انا مليش دعوة يا عاصم عايزك تلاقيها وتعرف هي راحت فين انت سامع
أجابه المدعو عاصم بس يا فندم احنا مش مباحث علشان نعرف المعلومات دي يعني احنا يا دوب شركة أمن صغيرة وشغلنا اننا نحافض على الامان في شركة حضرتك
ادهم افهمني يا عاصم انا لازم الاقي البنت دي بأي ثمن والا مش هقدر ارتاح
عاصم طيب حضرتك متعرفش هي
سافرت فين يعني على الاقل لو نعرف البلد اللي راحت لها هنقدر نلاقيها
ادهم لو كنت اعرف مكنتش طلبت منك انك تدور عليها اساسا
فتنهد عاصم وقال خلاص يا فندم احنا هنحاول نجيب معلومات عنها وبكدا يمكن نقدر نلاقيها
ادهم هستنى منك خبر
قال ذلك ثم اغلق الهاتف وزفر تنهيدة طويلة قائلا فينك يا مريم
اما عاصم والذي يكون رئيس الفريق الأمني الخاص بشركة رويال فقال محدثا نفسه مريم مراد عثمان
تطلعي مين يا ترى علشان تخلي ادهم عزام السيوفي يدور عليكي كدا
تسارع في الاحداث
مر ثلاثة أسابيع على سفر مريم والهام واصبحت نيويورك موطنهن الجديد حيث انهن كانتا سعيدتين بالمكوث عند عائلة السيد عمر وما خفف وحشتهن هو ان جين زوجة سعيد اصبحت بمثابة اختهن الكبيرة كما ان سهيلة والبقية كانوا يعاملوهن بلطف كبير ومحبة اما بالنسبة لادهم فكان يفصل بينه وبين الجنون خيطا رفيعا لعدم تمكنه من ايجاد زوجته حتى بعدما وكل فريقا أمنيا لكي يبحثوا عنها ولكنهم لم يتمكنوا من ايجادها لأنها سافرت دون ان تترك خلفها اي دليل يدل على مكانها لذا قرر عاصم رئيس فريق الأمن في الشركة ان يذهب الى المطار ويستخرج قائمة بأسماء المسافرين الذين خرجوا من مصر في الاسابيع الاخيرة ولكن لسوء الحظ لم يسمح له جهاز الأمن الخاص بالمطار بمعرفة اي معلومات بأدعائهم ان ما يطلبه هو انتهاك لخصوصية المسافرين لذا عاد إلى الشركة بخيبة امل وما زاد الطين بلة هو اتصال ادهم به فتنهد بقوة كما لو كان يجهز نفسه لتلقي التوبيخ وبعدها اجاب قائلا ايوا يا فندم
فقال ادهم الذي كان جالسا في مكتبه في الشركة ها عملت ايه يا عاصم جبت المعلومات
عاصم مع الاسف مقدرتش الامن في المطار مسمحليش اعمل كدا لان دي تعتبر انتهاك خصوصية
فضغط ادهم على الهاتف بيده حتى كاد ان يكسرة وسأله بنيرة ڠضب يعني افهم من كلامك انك مقدرتش تلاقي مريم لغاية دلوقتي !
عاصم انا اسف يا فندم
ادهم لو مش هتعرف تلاقيها يبقى انا هدور عليها بنفسي
قال ذلك ثم اغلق الخط وسرعان ما رمى الهاتف على الارض حتى اصبح حطاما وصړخ وبعدين بقى هي اتبخرت ولا ايه
عند مريم كانت
تساعد سهيلة في تجهيز العشاء وبينما كانت تقطع الخضار شعرت بالأعياء فجأة لذا ركضت الى الحمام بسرعة وبدأت تتقيء في المرحاض الامر الذي جعل سهيلة تستغرب من امرها ولحقت بها ثم وقفت امام باب الحمام واخذت تطرقه قائلة مريم انتي كويسه يا بنتي !
سحبت مريم السيفون ونهضت ثم قالت بصوت مرتجف ايوا يا طنت بس معدتي ۏجعاني شوية
سهيلة اكيد اكلتي حاجة مش كويسه هروح اعملك كباية عصير برتقان جايز تخفي بعد ما تشرييها
قالت ذلك ثم غادرت اما مريم فغسلت وجهها وبعدها نظرت إلى نفسها في المرآة ثم احنت رأسها قليلا ونظرت إلى بطنها ووضعت يدها عليه قائلة معقول انا حامل !
يتبع الفصل السابع
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة ممتعة للجميع
دخل ادهم إلى غرفة امه في المستشفى بعد ان كان يجري مكالمة هاتفية في الشرفة ثم امسك سترته التي كان يضعها على الأريكة وارتداها قائلا انا عندي شغل مهم دلوقتي ولازم امشي مش عايز اوصيك في ماما يا معاذ
فنهض معاذ من جانب زوجته وقال متشغلش بالك اساسا هي هتخرج بكرا بأن الله
اما السيدة كوثر فانتهت من تناول الحساء من يد ابنتها رغد وقالت في حاجة يا ادهم انت شكلك متعصب اوي
فاقترب ادهم منها وقبل جبينها قائلا متشغليش بالك بالحاجات دي يا ست الكل انتي بس خفي بسرعة علشان ترجعي وتنوري البيت زي زمان اصله وحش