حكاية بقلم ايمان حجازى
وبكره الصبح علي طول انا هدربكم .. ﻷن دلوقت عايزه اتكلم مع تيتا شويه
كانت مرام تشعر بوتيره انفاسها علي وشك الانقطاع حول اخبار والدته الحقيقه والتي حتما ستكذبها .. سيتحقق الذي كانت تخافه منذ ان رأي عبدالله دومي لأول مره ولم يعرفه .. انقذها الاطفال من تفكيرها وخۏفها بصياحهم لعبدالله ..
دومي لاااا يا بابا دلوقتي عشان خاطري يا بابا ..
أمسك عبدالله ودومي كل واحد منهم بأيد عبدالله وهم يسحبونه للخارج في ترجي واصرار .. نظر عبدالله لمرام نظره اخبرها بها ان تخبر والدته الحقيقه كي لا تفهم الامور بشئ خاطئ بينما هو سيذهب مع الاولاد ..
اتسعت عينا الحاجه هدي غير مصدقه ما تسمعه قائله يعني ايه ميعرفش .. ابني انا مبعرفش ان ده ابنه .. امال بينادي ليه بابا ليه
مرام لما اتقابلت انا وعبدالله تاني هنا في مصر .. كانت مفاجأه بالنسبه لي اني اشوفه بعد كل الوقت كده تاني .. وواحده واحده حكيتله كل حاجه مريت بيها .. الا موضوع ادم مقلتلهوش انه ابنه .. وقلت اني اتبنيه هو وتمارا
الحاجه هدي مين تمارا دي
مرام دي مش بنتي بس اتبنيتها وانا في المانيا لما اهلها ماټو .. فكرتني بنفسي لما اهلي كلهم ماټو وسابوني لوحدي .. بس كنت مع عبدالله عشان كده محستش باليتم .. ومرضيتش اسيب البنت لوحدها .. فأخدتها ..
يا بنتي حته منه...
رددت مرام في ضيق يا ماما افهميني .. عبدالله سابني سبع سنين بعد ما طلقني .. كنت مفكره انه مدايق مني من حاجه عشان فضل شهر من غير ما يدور عليا ولا يعرف انا فين .. لكن اتفاجئ انه باعتلي رساله وبيقولي انه طلقني .. وسابني سبع سنين اتعذب فيهم لوحدي .. وعايزاني بالسهوله دي
اول ما اشوفه اقوله تعالي يا حبيبي نرجع تاني وخد ابنك اهوه .. مش قادره اسامحه يا ماما في حته انه اتخلي عني من غير مبرر .. دا انا عشت ايام وليالي اسأل نفسي انا غلطت في ايه عشان يرميني كده وميسألش عليا .. ايام وليالي اعاتب نفسي فيهم وانا فاكره اني غلطت في حقه لحد ما كنت هتجنن .. مستحيل يا امي .. عايزاني اقوله علي ابنه ياخده مني ويرجع يسيبني ويرميني سبع سنين تاني...
مرام نافيه في قهر ما هو ده اللي هيجنني طريقته معايا زمان وطريقته دلوقت بتقولي إن عبدالله مفيش اتنين منه في الدنيا.. حنانه ورجولته وأخلاقه.. وحبه ليا انا شايفاه متغيرش.. لكن للأسف يا امي.. السبع سنين دول عاملين حاجز جوايا مش قادره أتخطاه .. سألته كتير قوي وهو مش راضي يقولي .. لحد ما خلاص اقتنعت ان هو مبيحبنيش وبيحب بنت عمه اللي اتجوزها وحامل منه .. ومبقاش عايزني في حياته
بدون قصد منها انفلتت ضحكه من بين شفتيها والتي ادهشت مرام وسألت في تعجب هو انتي بتضحكي علي ايه يا ماما
الحاجه هدي وهي تربت علي يدها بضحك علي تفكيرك يا بنتي .. اصل عبدالله عمره ما في واحده حبها ولا كان بتاع بنات .. يعني انتي الوحيده اللي ډخلتي قلبه وعقله وعششتي فيهم ولا حب بعدك ولا كان مع غيرك ..
حتي مراته اللي بتقولي عليها دي هو اتجوزها علي ورق بس في ظروف صعبه وكان ڠصب عنه عشان بينفذ وصيه ..
تشبثت في ذراعها راجيه اياها والدموع تنفلت من مقلتيها في ترجي طب بما انه هو بيحبني كده .. ليه يا ماما بعد عني .. ليه مفكرش ...
قاطعتها الحاجه هدي يا بنتي كان ڠصب عنه .. عبدالله كان بيمر بظروف ربنا وحده اللي يعلم بيها .. طب اقولك حاجه يمكن تريحك .. انا كمان مشفتهوش خلال السبع سنين دول واتحرمت منه زيك بالظبط .. لكن مش هقدر اقولك صدقيني انا عارفه دماغ ابني واذا هو مخبي عليكي الحته دي يبقي مش عايزك تعرفي .. وهو اكيد هيقولك بعدين..
وقف عمر وكذلك ايمان بجواره امام والديه في احترام وخشوع قائلا حقك عليا يا والدي انا غلطت في حقك
والده بأستنكار انت مغلطتش في حقي انا .. انت غلطت في حق بنت عمك ..
عمر وهو يركع امامه ويقبل يده وهي علي راسي من فوق وسامحتني .. ارضي عني انت كمان ..
نظر الحاج خليل الي ايمان فاومأت له برأسها ايجابيا فابتسم لها ثم اتجه الي ولده واخذه في احضانه اياه في حب واشتياق ..
تركه واتجه الي والدته ايضا ولم يلبث ان ينطق بحرف واحد حتي جذبته والدته الي صدرها وهي تذرف دموعها في شوق ولهفه وهو يقبل يدها هي الاخري ...
وبعد ان سامحه كل من والدته وايضا والدته وتريثا قليلا قال عمر في جديه وهو ينظر الي ايمان حيث كده بقه يا بابا .. انا بطلب ايد ايمان بنت اخوك من حضرتك ..
نظر الحاج خليل الي ايمان التي كانت تخفض وجهها في خجل شديد وقال برضه الرأي رأيها لو موافقه انا موافق .. لو مش موافقه براحتها وانا مش موافق .. قلتي ايه يا ايمان
ايمان بحياء يا عمي اكيد محتاجه وقت افكر واصلي استخاره الاول ....
قاطعها عمر پحده نعععععم يا اختي .. تفكري دا ايه
ايمان پحده مماثله
اه طبعا هفكر ولا انا مش زي اي بنت ولا ايه .. وبعدين اشوف ازا كنت لسه بتشك فيا ولا لا ..
عمر پغضب وانتي لسه متعرفيش .. لا دا انتي شكلك بتهزري معايا بقه .. عن اذنك لما تبقي تاخدي قرارك ابقي بلغيني
تركهم وغادر المنزل في ثوره عارمه والنيران ټضرب بصدره ..
ولما انتي يا بنتي لسه محتاجه وقت تفكري .. ليه بتعشميه وتجيبيه وانتي عارفه ان هو جاي علي اساس انك موافقه
وجهت الحاجه مديحه ذلك السؤال في لوم وعتاب الي ايمان التي كانت الدموع تراقص عينيها والله يا عمتو مكنش قصدي انا بس كنت بعاند معاه مكنتش متخيله انه هيتعصب كده .. وبعدين ده حقي فعلا حتي لو موافقه عليه وبحبه .. انا لسه مش ناسيه انه شك فيا وكنت بس عايزه اعرفه غلطه مش اكتر .. ده جواز يا عمتو .. افرض بعد الجواز شافني بتكلم مع واحد.. دماغه هتروح شمال علي طول وهيفكر ان في بيننا حاجه وممكن يكون ده سبب خناقنا علي طول دا اذا مطلقنيش .. انا بحبه يا عمتو بس خاېفه .. ومش عارفه
اعمل ايه
هبطت العبرات منها عنوه فاحتضنتها مديحه في حنان في حين نطق الحاج خليل انتي غلطانه يا بنتي .. كان لازم تاخدي قرارك الاول .. وياريت متستنيش اكتر من كده وكلميه علي طول وضحيله سوء التفاهم اللي حصل لأنك لو سبتيه هيفكر فعلا انك لسه بتفكري ومش مقتنعه بيه وده ممكن يخليه هو اللي يرفض ... والا مكنتيش جبتيه وخلتيه يتقدم لك .. هو غلط معاكي انا عارف لكن المفروض تكوني واخده قراراتك الاول وبعدين تنفذيها لو كنتي محتاجه وقت كنتي خديه قبل ما تروحي وتتكلمي معاه... مينفعش تعشمي حد بحاجه وبعدين تاخديها منه تاني .. كده بتكسري قلبه وخصوصا انه بيحبك وشافك الايد اللي اتمد له لما احنا بعدنا عنه .. ولو علي الخۏف .. الغي عقلك ده تماما وامشي ورا قلبك وتأكدي انه مش
هيضلك ..
تركت ايمان زوجه عمها واومأت لهم بالايجاب ثم غادرت الي غرفتها وهي تنوي السير خلف قلبها وتترك له العنان كما اخبرها عمها ..
حرام... حرام عليكم كلكم عشان مش راضيين تقولولي..!
قالت ذلك مرام في الحاح وحيره الي الحاجه هدي الذي قالت مطمئنه يا بنتي انا متأكده انه هيقولك .. الله اعلم هو ليه مخبي عليكي .. بس انا اهوه بطمنك وبقولك انه كان ڠصب عنه وان لا عمره فكر ولا حب ولا شاف واحده غيرك ... واظن كده كتيير بقه ولازم تصارحيه بموضوع ابنه .. حرام عليكي انتي أنه يبقي عنده ولد وميعرفوش...
مرام في ضيق وحيره هو انتي مفكره اني محاولتش .. كتير والله فكرت اقوله بس يا اما صدفه تحصل أي حاجه وتمنعني .. يا اما انا اللي أتراجع في أخر لحظه وانا خاېفه
سألتها في دهشه تتراجعي ليه وخاېفه من ايه يا بنتي
اوغرقت عيناها بالدموع قائله في حزن خاېفه من عبدالله أوي.. مش متوقعه هيعمل ايه لو عرف .. انا يمكن كنت في الاول بعاقبه عشان سابني لكن دلوقت بعد ما بقيت شبه متأكده منه انه سابني فعلا ڠصب عنه وقد ايه هو بيحبني ووعدني انه مش هيسيبني تاني .. وانتي كمان بتقولي انه عمره ما حب حد غيري ولا لمس غيري .. خاېفه لما يعرف اني خبيت عليه ابنه بعد ما بقت العلاقه بينهم جامده قوي كده وهو بيحبه كل الحب ده وكذلك ادم بيعشقه وبيعتبره مثله الاعلي وانا مفهماه انه يتيم... عارفه. يعني ايه ابنه مفكر أن هو يتيم... دا مش بعيد لو عرف يطلقني بجد وياخد الولد مني ويسيبني تاني.. خاېفه يسيبني وانا ما صدقت لقيته
أومأت الحاجه هدي برأسها متفهمه في تنهيد ايوه يا بنتي .. انا فاهماكي .. ده ابني وانا عارفه أنه مستحيل يتقبل الصدمه دي وتعدي مرور الكرام...
مرام ماما .. هو انتي عرفتي انه ابن عبدالله عشان دومي بيقول علينا بابا