الأربعاء 27 نوفمبر 2024

حكاية بقلم ايمان حجازى

انت في الصفحة 44 من 121 صفحات

موقع أيام نيوز


اتجوزت واحده تانيه زي ما بتقولي .. كنتي علي الاقل خالص مسبتيش البيت لحد ما ارجع يا مرام وكنتي استنيتيني وخصوصا وقتها اني قولت لك هاجي بالليل عشان مش هسيبك لوحدك وهرجع لك 
انتفضت مرام ثائره في وجهه انت عايز بعد اللي الحاجه هدي الزين عملته فيا افضل في البيت !!
مهما كان اللي قالته امي برضه مكنتيش تسيبي البيت وتمشي... 

جلست مرام في بكاء بعد ان خارقت قواها وهي تتذكر تلك السيده وما فعلت بها ورددت في قهر وشرود ياريت تيجي علي حد الكلام وبس !! .. لكن هي عملت اللي اكتر من كده
فلاش باگ
قبل سبع سنوات حين اتت السيده هدي وبيدها قسيمه زواج رحاب من عبدالله واظهرتها لمرام قائله لها في صرامه شوفي بعينك جواز ابني من حبيبته وبنت عمه واللي حامل بأبنه .. 
بعد ان شاهدت مرام قسيمه الجواز وهي غير مصدقه علي الاطلاق ما يحدث .. عبدالله !! .. مستحيل ان يتزوج بغيرها .. وعن اي حبيبه واي حمل تتحدث تلك السيده !... فأردفت مرام غاضبه في عناد وثقه في حبيبها حتي لو اللي بتقوليه ده صحيح انا بحبه ومش هسيبه ومش بسمع اي كلام لحد غيره .. ولولا انك والده عبدالله كنت اتصرفت معاكي تصرف مش كويس .. 
ثارت الحاجه هدي من تلك الصغيره اللعينه وهجمت عليها كالنمر المفترس وهي تمسكها من شعرها الطويل بقوه بقي انتي يا بنت ال تتصرفي معايا انا .. والله لأربيكي وما اخلي شمس تطلع عليكي 
ظلت مرام تصرخ بأسم عبدالله لعل ان ينقذها من بين يدي تلك المتوحشه ولكن دون جدوي .. قالت هدي مهدده مرام مش عايزه اشوف وشك في البيت ده تاني .. مش عايزه ابني يرجع يلاقيكي هنا .. انا اللي هستني ابني هنا وانتي هتغوري في داهيه تاخدك متوريش وشك لينا تاني .. فاهمه !! 
بالفعل تركتها هدي بمنتصف الطريق وعادت الي الفيلا واغلقت بوجها بوابتها ..
استوقفت مرام تاكسي وهي بحاله لا يرثي لها
من البكاء والنحيب والشعر المبعثر .. وامرته بالتوجه الي عنوان السيده اولفت .. لم يكن لديها نقود كي تدفع له فطلبت من السائق وسط شهقاتها ان يوصلها وبعد ذلك ستدفع له الثمن من عند عمتها ولكنه رفض واستوقف في منتصف الطريق غير مبالي بحالها وامرها ان تعطيه مالا والا سينزلها بتلك المنطقه ويتركها .. فأخرجت هاتفها من يديها وقامت بالاتصال بأولفت اخبرتها انها قادمه الي منزلها .. ثم اخرجت شريحه الهاتف معها علي امل ان تعاود الاتصال بعبدالله او ان يقوم هو بالاتصال بها .. وضعت الشريحه في جيبها واعطته الهاتف بعد ان مسحت كل ما يحتويه من ملفات.. كتعويض له عن

ثمن التوصيل ..فرح به السائق بشده فثمنه يفوق ما كان يتوقعه بملايين الاضعاف فهو من ماركه الايفون .. وبعد ان وصلت الي منزل اولفت وضعت شريحتها بهاتف من هواتف اولفت كي تتحدث مع عبدالله والذي بالفعل حاډثها بنفس اليوم ... 
باك
عايزني كنت استني هناك بعد اللي حكتهيولك ده!! .. كنت استني لحد ما امك تقتلني ولو كنت عاندت كمان شويه والله كانت هتقتلني !!
فانتقضت من بين يديه بسرعه وهي توجه حديثها اليه پغضب .. لييه !! .. سبتني واتخليت عني لييه !! 
التزم عبدالله الصمت ولم يدر بما يجيبها واشاح بنظره بعيدا في قهر فتدخل ادهم في اشفاق وضيق من اجله قائلا عبدالله كان مضطر ومجبر علي كده يا مرام .. عبدالله مكنش مسافر زي ما حمدي بلغك ولا هرب منك .. عبدالله كان في ال .... 
قاطعه عبدالله پحده شديده ولكنه غاضبه مانعه عن التكمله في ايه يا أدهم!!!! ......
اڼفجرت مرام في وجه عبدالله إيه انت !!!! بتوقفه ليه خليه يكمل .. اي اللي انت مخبيه عني ومش عايزني اعرفه.. 
انطق يا عبدالله... اتكلم وقولي ازاي قدرت تعمل فيا كده!!! ازاي هنت عليك ټحطم قلبي وتكسرني بالطريقه دي.. ليه سبتني وحطمتني كده!!ليه اتخليت عني في عز ما انا محتاجالك... ازاي تتخلي عني وتسيبني اعاني في حياتي لوحدي واواجه كل ده!!! مصعبتش عليك وانت بتطلقني وبترميني بالشكل ده!!! اتكلم يا عبدالله اتكلم.....
ولكن القدر رتب له ترتيبات اخري ...
استوقفها عبدالله قائلا في همس وهو يمسك قبضتيها في حنان وهي مازالت تبكي انا مكدبتش عليكي ابدا يا مرام ..ورحمه أبويا لو كان في ايدي اني اي حل غير اني اتخلي عنك ومسبكيش كنت عملته ولا انك تشوفيني بالطريقه دي!!! 
شعرت بالصدق في حديثه ثم رفعت رأسها اليه ودموعها مازالت كاسيه وجهها فأكمل حديثه حاليا مش هينفع اقولك ايه اللي أجبرني اني اعمل كده .. لكن لحد ما يييجي الوقت وتعرفي كل حاجه حصلت انا معنديش غير رجاء واحد منك وهو انك ترجعي تاني يبقي عندك ولو واحد في المئه ثقه فيا وفي حبي وفي الايام اللي كانت بيننا وانك تتأكدي اني لا عمري حبيت ولا هحب حد قد ما حبيتك.... حتي لو كنت اتجوزت واحده تانيه فكان ليها اسبابها الخاصه ..لكن انتي اللي قلبي اختارها وبقت مراتي ..
كاد أن يسقط قناع كبريائها أمام دفئ عينيه الذي كانت تذوب هياما بها مثلما كان يفعل معها دائما.. ولكن فلتت بنفسها وحضر عقلها بين لحظه وأخري قبل أن تقع بين حصونه مره اخري فمازال قلبها مذبوحا ولم يلتئم جرحه هصدقك انك معرفتش تيجي تاخدني وترجعني بيتي وان في حاجه كبيره منعتك زي ما
بتقول .. لكن تقدر تفسرلي اسباب طلاقك ليا ايه يا..... يا طليقي
كانت تنظر إليه مرام بتحد وهي تردف بتلك الكلمه طليقي .. كي تؤلم قلبه كما فعل فعل وفطر فؤادها.. وكذلك لتذكره بأنه طلقها وتخلي عنها ولم تعد هي زوجته ولا صغيرته الذي كان يأكل يضحك علي عقلها لمجرد أنها تحبه فقط....
أنت... بتحلم... انا... مستحيل... أسامحك....
رفع عبدالله رأسه إليها وتعلقت عينيه بها وهو يهتف في نبره جاده وصارمه ده إيه اللي بتقوليه ده...!! وانا مش عايزك تسامحيني ولا ترجعيلي ولا أي حاجه يا مرام... انا اهوه بطلب منك تنسيني خالص...
وهنا ثارت مرام مدافعه عن كبريائها الذي چرح وشعرت بكرامتها تثور وأطلقت ضحكه متهكمه ههههههههه ده ايه الاوهام اللي انت عايش فيها دي!! انت بجد متخيل اني لسه هقدر .. اكيد بتهزر ومش مستوعب انا بقيت ايه !! .. حضرتك انا بقيت أشهر دكتوره قلب في الوطن العربي .. وصلت لده بس في سبع سنين .. لو كنت فعلا مش نسيتك كنت عالاقل بقيت زي ما انا معملتش حاجه كنت فضلت مرام الضعيفه المسكينه اللي بټعيط لو بعدت عنها.. لكن بالعكس انا نسيتك وبعدك عني قواني يا عبدالله ومبقاش ليك مكان في قلبي خلااااص ونجحت وأسمي بقي فوق ولسه هوصل أكتر من كده.... 
ابتسم عبدالله واحس بالنشوه من داخله فخرا بها وبما وصلت اليه ..ويؤكد ڠضبها المصطنع ذلك انها مازالت تحبه بل تهيم به عشقا حتي وأن أردفت بغير ذلك .. فلا احد يعرفها ويفهم ما تفكر به اكثر منه.. هو من نضج عقلها علي يديه وحفظها أكثر من نفسها....
اغضبها تلك الضحكه التي ارتسمت علي محياه اثر حديثها فاكملت وهي تشير بسبابتها في وجهه
انت بتضحك علي ايه !! .. بقولك مبقاش ليك في قلبي مكان خلاص... انا كتبتلك رسالتي اللي وصلتك وبقولك وللسه عند كلامي اني رميت حبك ودست عليه.. لأخر العمر... سامعني يا أبن الحسيني!! رميتك من قلبي لأخر العمر...
انتفضت مرام پعنف وڠضب وهي تبتعد عنه ابعد عني ملكش دعوه بيا.. زوري مش واجعني ولا.........
قاطعها عبدالله وبزغت عينيه

ففي صرامه شديده وعصبيه وهو ينظر اليها أنا قلت أسكتي!!!
أنتفض جسد مرام لاشعوريا أثر تلك الكلمه وصمتت نهائيا وكتمت انفاسها في تعجب واستنكار شديد لأمره وهي تراه الآن له الحق في أن يلقي عليها أوامره بتلك الطريقه وما أزعجها أكثر أنها بعد كل ما اردفت به استمعت لأوامره وصمتت ولم تقوي علي فتح فمها مره اخري...
نظر عبدالله اليها بنفس نبره الصرامه والحده قائلا مكنتش أعرف أن هيحصل كل ده بمجرد ظهوري مره تانيه يا حضرت الدكتوره المشهوره متقلقيش خالص انا مش هزعجك تاني .. انا لما جيت هنا مكنتش اعرف اني هقابلك .. وبما ان ادهم طلع بيضحك عليا .. فانا خلاص مش هكمل معاه اللي طلبه مني .. انا عندي طريق لازم امشي فيه .. انا اللي هبعد عنك المره دي يا مرام ..وقدامك مش مضطر اني ابعتلك رساله ولا انتي تردهالي 
نظر عبدالله الي ادهم وكانه يوجه له هو الاخر اوامره بتخليه عن مساعدته .. وخرج من فيلا مرام وذهب خلفه ادهم ...
اما هي فشعرت بقلبها يخرج من موضعه مره اخري .. كان منذ دقيقه بين يديها
وها هي تشاهده يبتعد من جديد .. لم تعد قادره علي تركه لسبع سنوات اخري !! كم سبع سنوات يتبقي في العمر كي تعيشهم في فراق بعيده عنه ..
خرج وتركها في دوامه من الدموع اصبحت كالبحر الفياض بالعبرات
جلست في موضعها علي الارض واخذت تشهق بقوه الي ان شعرت بضيق تنفس ولم تعد قادره علي المقاومه اكثر .. فسقطت مره اخري مغشيه عليها .....
الكلام اللي قلته ده صحيح يا عبدالله !!
وجه ادهم ذلك السؤال الي عبدالله وهو يقود السياره عائدا الي فيلته فاجابه عبدالله في هدوء وثقه مستحيل طبعا .. مش هبعد عنها مش هسيبها بعد ما لقيتها خصوصا اللي انا شاكك فيه.. مرام في حاجه غلط بتدور حوليها .. مش هسمح لبنتي حد يأذيها يا ادهم .. كنت في مقام ابوها قبل ما ابقي جوزها وحبيبها مرام لسه تحت وصايتي ... والاب عمره ما يسيب بنته ابدا مهما حصل .. بس هفضل متابعها من بعيد عشان اكمل مشواري في موضوع قتل حمدي 
بعد ان فرح ادهم بحديثه عن بقائه معها واطمئن ان عبدالله هو من سيحل عقده تلك القضيه بأكملها وينقذ مرام ايضا من براثم الذئاب التي تحوم حولها .. صعق من حديثه بامر استكماله لقضيه حمدي وانه لن يظل معها بل جوارها من بعيد فردد ادهم رافضا يا عبدالله مينفعش .. لازم تبقي جنبها .. انا مكنتش محتاجك انك تشوفها ويحصل بينكم لقاء وعتاب وبس .. انا لما قلت لك علي موضوع شركه الامن وان محتاجك تأمن شخصيه كنت بتكلم جد .. انا فعلا محتاجك تأمن مرام 
تذكر حديث ايمان وهي تقول
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 121 صفحات