الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية عائلة غانم الجوهري بقلم روز آمين

انت في الصفحة 89 من 138 صفحات

موقع أيام نيوز


من على السلم
فهمت مغزى نظراته ففضلت البكاء بصمت قبل أن تقول عصمت 
إدخلي
المطبخ جهزي شوربة للهانم علشان تتغدى قبل ما تنام يا عزة 
مش عاوزة أكل جملة نطقتها إيثار بنفي من رأسها لتتابع وهي تنظر لزوجها بإعياء 
أنا عاوزة أطلع أنام يا فؤاد
نطق علام بنبرة صادقة 
لازم تاكلي يا بنتي علشان تاخدي أدويتك وتتحسني بسرعة

إقتربت عليها فريال بخطوات هادئة قبل أن تعرض مساعدتها بعدما رق قلبها لحال تلك المسكينة ومظهرها هي وصغيرها الذي يدمي القلوب 
تعالي أسندك لجناحك علشان تغيري هدومك على ما يجهزوا لك الغدا
رد عليها فؤاد بعيني شاكرة 
سيبيها يا حبيبتي أنا هطلعها بنفسي
هزت رأسها قبل أن تقول برفض تام 
روح إنت لميعادك وأنا هسند وهطلع مع فريال
كانت تقصد ميعاده مع نصر للحصول على التنازل لكنه رفض معللا 
مش هتحرك غير لما تتغدي وتاخدي علاجك خليهم يستنوا
وقف ليحملها من جديد وصعد بها الدرج بصحبة عزة التي حملت الصغير وقفت فريال تتطلع عليها وهي تقول 
ارتمت عصمت فوق الاريكة باستسلام لتزفر باستياء لا تعلم ماذا عليها أن تفعل هي تكن لتلك ال إيثار الكثير من الحب والإحترام لكن يأتي حبها والخۏف على صغارها في المقام الأول لذا هي الان بين نارين عنه حلة بدلته وشمر أكمام قميصه ثم اتجه ناحيتها وجلس على حافة الحوض وقام بوضع الماء والصابون السائل على كتفيها وبدأ بتدليكهما برفق ولين راقا لها وأغمضت عينيها على إثر تدليكه باستمتاع همست من بين شفتيها 
تسلم إيدك يا حبيبي 
أول ما تتغدي وتاخدي أدويتك وتنامي شوية هتقومي زي الفل قالها بطمئنة ليتابع بمداعبة كي يخرجها من تلك الحالة 
عاوزين نستعد للسهرة وفقرة الخلخال 
ابتسامة واهنة خرجت منها ليبتسم وهو يحرك كفاه بمهارة على كتفيها كي يزيل عنها التشنجات التي أصابتها من تلك الحاډثة سألته بتوتر مازال يتملكها رغم طمأنته الشديدة لها 
تفتكر عمرو ممكن يعند ويرفض يمضي على التنازل 
أجابها بجبين مقطب وهو يتابع تدليك عنقها من الخلف 
هو وأبوه مش حمل الخساير اللي هتحصل لهم من ورا قضية الخطڤ لو وصلت للنيابة 
سألته من جديد 
طب هو ممكن يرجع في كلامه بعد ما يخرج ويرفع قضية ضم من جديد 
أجابها بثقة وهدوء 
لا يا حبيبي مينفعش أنا عامل له صيغة تنازل متخرش المية
ثم تنهد ليتابع بصوت لائم 
وبعدين أنا مش قولت لك تريحي دماغك من التفكير وإعتبري التنازل إتمضى خلاص
ليسترسل بهدوء 
غمضي عيونك وخدي نفس عميق وحاولي تسترخي
إنساقت لحديثه وبدأت بأخذ نفسا مطولا مع إغماض عينيها باستسلام للحصول على بعض الراحة والإستجمام لينطق بعد حوالي خمسة عشر دقيقة 
كفاية كده يا قلبي ويلا علشان ترتاحي في سريرك
صبرني يارب
ربنا يخليك ليا يا فؤادي وتفضل سندي وحبيب عيوني
ويخليك ليا يا فرحة أيامي 
أسندها حتى وصلت إلى سريريهما ليجد يوسف جالسا عليه ينتظرها بصحبة عزة التي أحضرت الطعام وهي تقول 
تليفونك مبطلش رن يا باشا
رفعت له الغطاء ودثر هو زوجته جيدا ن قبل أن يقول بجدية 
هاتي التليفون يا عزة 
التقطته من فوق الطاولة لتناوله إياه لتظهر إبتسامة ساخرة على جانب فمه لتسأله هي بفضول كاد ېمزق داخلها 
هو 
تطلع عليها ليهز رأسه بتأكيد بعدما فهم مقصدها بشأن المتصلنصر لينطق باهتمام وحب 
إتغدي كويس وخدي الأدوية وأنا هدخل أغير هدومي بسرعة وأروح لهم
قال كلماته وتحرك إلى غرفة الثياب لينتقى ملابس له قبل أن يتحرك إلى الحمام للإغتسال
بعد خروج فؤاد وانطلاقه بسيارته مع سيارة الحراسة التي أصر عليه علام لتتبعه صعدت عصمت وفريال ومعهما إحدى العاملات التي تحمل صينية مملؤة ببعض أنواع الفاكهة الطازجة وكوبا من عصير البرتقال الطازج أيضا ليجداها مازالت
تتناول طعام الغداء تجاورها عزة حاملة الصغير الغافي فوق ساقيها أشارت فريال للعاملة بأن تضع ما بيدها وتعود للأسفل من جديد فانساقت الفتاة إلى ما أمرت به جلست عصمت على
أجابتها بنبرة هادئة 
الحمدلله حاسة نفسي أحسن بعد الشاور
لما تنامي هترتاحي أكتر قالتها بحنو لتسألها فريال بنبرة متعجبة وملامح وجه يكسوها الاستياء 
هو أنت إزاي كنتي عايشة مع واحد حيوان بالطريقة دي !
حذرتها عصمت بنظراتها لتتابع بتأثر وتضامن ظهر بعينيها 
طب والله الحيوان مظلوم مع حقېر زيه
ابتسمت عصمت رغما عنها لتنطق عزة التي وجدت فرصتها 
طب والله عندك حق يا هانم ده مچنون قال إيه بيحبها ومش قادر يتخيل إنها بقت لراجل غيره
مستحيل حد يكون بيحب بجد ويعمل كده في اللي بيحبه جملة معترضة نطقتها فريال باستهجان لتتابع بحدة اكثر وهي تتطلع على تلك الكدمات المنتشرة بوجهها 
ده واحد مريض بحب التملك 
هو كده بالظبط قالتها إيثار قبل أن تتابع بإبانة 
للأسف هو اتربى على إنه يمتلك كل حاجة تعجبه من يوم ما طلبت الطلاق وأخدت إبني وبعدت وهو هيتجنن كل فترة كان بيحاول يقتحم حياتي ويعرض عليا الرجوع وطبعا كان بيعرض عليا ملايينه الكتير أخر مرة قالي إنه شرى ڤيلا في زايد وهيكتبها بإسمي وهيحط لي المبلغ اللي أقول عليه في حسابي في البنك
لتتابع بذهول ارتسم فوق ملامحها 
لكن عمري ما تخيلت الجنون يوصل بيه بإنه يخطفني وأنا على ذمة راجل تاني لا وكان
تطلعت إلى عصمت لتتابع وهي تهز رأسها 
فيه حد عاقل يعرض طفل صغير لتجربة خطڤ هتأثر عليه بالسلب باقي عمره
هزت رأسها بأسى أما فريال فكانت تستمع إليها متعجبة من تلك المعلومات الجديدة عليها فقد كانت تعتقد أنها كانت متزوجة من رجلا بسيط لا يمتلك أموالا طائلة كالتي تحكي عنها لتسألها بفضول بعدما فشلت بالتحكم بحالها 
هو طليقك غني للدرجة دي !
كالعادة تطوعت عزة بالإجابة وهي تتحدث بكثيرا من الثرثرة 
ده أبوه عضو مجلس شعب كبير وعنده أملاك وأطيان ملهاش أول من أخر والواد عمرو ده طول عمره دلوعة أمه اللي مش شايفة غيره قدامها مغرقاه بالفلوس اللي ملهاش حصر
لتسترسل وهي تشير بكفيها 
هو
فسد ووصل لحالته دي من قليل
نطقت عصمت بهدوء 
ربنا يبعد شره عنك ويحميك إنت ويوسف يا حبيبتي
شكرتها واستندت بظهرها للخلف وهي تقول إلى عزة 
شيلي الأكل من فضلك وهاتي لي الدوا يا عزة 
نظرت عصمت إلى الطعام لتنطق باستهجان 
الاكل زي ما هو يا إيثار لازم تاكلي علشان الأدوية
مش قادرة يا دكتورة قالتها وهي تنظر للطعام باشمئزاز لتكمل بايضاح 
معدتي ۏجعاني ومش قادرة أكل أي حاجة 
تعجبت وهي تنظر إلى فريال التي وضعت حبة من ثمار التفاح داخل صحن ومعها سکينا صغير وتحركت إليها لتجلس على الحافة وبدأت بتقطيع الثمرة قائلة 
كلي تفاحة خفيفة مش هتتعب لك معدتك
تطلعت عصمت باستحسان لتصرفات ابنتها التي تنم عن أصلها الطيب وطمأنتها بأن تربيتها لم تذهب هباءا وقفت لتنطق قاصدة عزة 
نيمي يوسف جنب مامته يا عزة ونزلي الصينية للمطبخ ونبهي عليهم يعملوا أي حاجة خفيفة لعشا إيثار
ثم تطلعت على فريال لتتابع 
أكلي مرات أخوك التفاحة وخليها تشرب كباية العصير كلها 
لتسترسل قاصدة إيثار 
مينفعش تاخدي الادوية من غير ما تكوني واكلة كويس
نطقت كلماتها بتلقائية ولم يأتي بخيالها كم التأثر والسعادة التي سكنت روح تلك العطشة للحنان من مجرد إستماعها لكلمات والدة زوجها الراقية لقد عاشت حياتها محرومة من الحنان الأسري أدنى حقوقها الادمية لم تحصل عليها وسط عائلتها المفككة التي أشرفت على تربيتهم 
حبورها لتنطق بعينين ممتنتين جعلت من قلب عصمت يرق لها أكثر وأكثر 
حاضر
اقتربت عليها عصمت لتربت على كفها بحنان مع شمولها بابتسامة حنون لتقول قبل أن تنسحب 
حمدالله على سلامتك يا حبيبتي 
انسحبا كلا من عصمت وعزة لتتركاها بصحبة فريال حيث تحدثت وهي تناولها الصحن بعدما قطعت الثمرة وقامت بتنظيفها 
يلا كلي التفاحة 
بعينين شاكرتين تحدثت بامتنان 
متشكرة يا فريال متشكرة بجد
تبسمت لتصمت لعدة ثواني قبل أن تقول باستحياء 
هو أنا لو قولت لك آسفة على سوء ظني فيك هتقبلي 
تنهدت بقوة وهي تشملها بابتسامة جذابة قبل أن تتحدث بصدق وصل لقلب الأخرى مباشرة 
إنت أخت الراجل
اللي شملني انا وإبني بحبه ورعايته الراجل اللي وقف جنبي في الوقت اللي اتخلى عن حتى اللي من دمي
لتتابع بتأثر ظهر بعينيها 
علشان خاطر عيونه أتحمل أي حاجة وإنت مش بس أخته إنت أقرب حد لقلبه
بصراحة كنت فكراك طمعانة في فلوس فؤاد
قطبت إيثار جبينها لتنطق باستياء 
فؤاد أنضف راجل أنا شفته في حياتي كلها
لتتابع عاتبة 
وميستاهلش منك أبدا إنك تحصريه في دايرة الطمع في فلوسه لأن الطمع الأكبر في رجولته وأخلاقه وإحترامه لذاته وللغير
تنهدت فريال براحة لتقف لجلب الادوية لها
وصل فؤاد لمقر الشرطة وجد نصر ونجلاه بانتظاره جلس بمكتب الضابط وبعث الضابط لجلب عمرو الذي ولج مقيدا بالأصفاد الحديدية بصحبة العسكري وما
أن رأه نصر حتى اشټعل داخله ود لو بيده الأمر لانقض عليه وقام بصڤعة وركله كي يشفي غليله منه فهو بغبائه جعل منه وجبة دسمة قدمت بكل سهولة لذاك الداهي أكلها ساخنة باستمتاع وتلذذ وكانت النتيجة تقديم الصغير على طبق من ذهب إلى إبنة غانم رمقه فؤاد الجالس بكل فخر مستندا 
شوفت اللي عملوه فيا يا بابا 
أشار نصر بحدة لينطق بصرامة وعينين تحملان بداخلهما ڼارا مشټعلة 
إنت تخرس خالص وتقعد زيك زي الكرسي ده وتنفذ اللي هيتقال لك بالحرف الواحد 
اشټعل داخله بڼار مستعيرة سرت بجميع جسده لينظر إلى عدوه اللدود وجده يبتسم ساخرا من تقليل والده لشأنه بتلك الطريقة المهينة هتف طلعت بحدة وهو يشير لشقيقه 
إقعد يا عمرو
كاد أن يجلس ليهتف فؤاد بقوة موجها حديثه اللازع للظابط 
من إمتى المجرمين بيقعدوا ويتضايفوا يا حضرة الظابط ! 
ابتلع الضابط لعابه لينطق سريعا 
خليك واقف يا متهم
إنه لشعورا مرير أصاب ذاك النصر المغرور فهو دائما من يظلم ويفرض سيطرته على الاخرين ويسحق كرامتهم تحت حذائه والأن تبدلت الادوار لتهرس كرامته وكرامة نجله تحت حذاء ذاك الداهي مال ببصره لعدم قدرته النظر بأعين أنجاله الثلاث لينطق بصوت ذليل 
خلينا ندخل في الموضوع على طول يا باشا علشان منضيعش وقت سعادتك
أشار فؤاد إلى رجلا أتى بصحبته ليضع العقد فوق الطاولة الجالس أمامها نصر رفعها وتحدث إلى عمرو بنبرة حادة 
خد العقد ده إمضيه
قطب جبينه قبل أن يسأل والده مستفسرا 
عقد إيه ده 
تطوع فؤاد وهو يقول بتشفي ظهر بعينيه ومن خلال صوته الشامت 
صړخ بصوت معترض 
نعم ده بعينك إنت وهي عاوزني أتنازل لكم عن إبني علشان تعيش متهني وبالك رايق إنت وبنت غانم
دق الضابط فوق مكتبه بقوة ليصيح بصرامة موبخا إياه 
إخرس يلا وبطل دوشة وإلا هرجعك الحجز وأخلي الصيع يتسلوا عليك في السهرة
جحظت عينيه ليسأل والده 
إنت ساكت ليه يا بابا إنت موافق إنهم ياخدوا إبني مني !
إمضي يا عمرو قالها نصر بصوت مخټنق مجبرا على التخلي عن حفيده الغالي ليتابع حديثه بايضاح 
ورقة التنازل قصاد خروجك من هنا
خرج صوت فؤاد القوي ليكمل على حديث نصر 
وقصاد كرسي البرلمان بتاع والدك اللي لو اتحكم عليك بمؤبد هيودعه للأبد
هز عمرو رأسه لينطق پقهر 
أنا لا يمكن أعمل كده لا يمكن أتنازل عن
 

88  89  90 

انت في الصفحة 89 من 138 صفحات