حكاية عائلة غانم الجوهري بقلم روز آمين
مقابلة عائلته لها لتنطق بما يراودها من مخاۏف
خاېفة لأهلك ما يتقبلوش وجودي بينهم كعيلة
بنبرة تشع حنانا نطق برجولة
إنت بكل أهلي وبكل الناس
واسترسل باستنكار لتفكيرها المنافي لعقله
وبعدين أهلي مين اللي خاېفة مايتقبلوش وجودك
إحنا كل اللي يهمنا هما أبويا وأمي وفريال وأظن دول مش محتاجة إني أقول لك إنهم مرحبين بيك
عجبك يا قلب فؤاد سؤالا طرحه عليها بنعومة لتجيبه بانبهار
ده أحلا كولية شافته عينيا
واسترسلت وهي تطالعه وهو يجلب الإسوارة من العلبة
بس مكانش فيه داعي تكلف نفسك يا حبيبي ما انت لسه جايب لي طقم من قريب
أجابها بنبرة هادئة
الطقم الاولاني كان شبكتك يا عروسة لكن ده هديتي ليك بمناسبة ترقية جوزك
تجنني يا إيثار
مستعدة تستقبلي مفاجأتك التانية
ضيقت بين عينيها حين وجدته ينسحب صوب الباب ويفتحه ليدخل منه شقيقها الوسيم وهو يرتدي بدلة فخمة تليق بمظهر الحفل أهداها إياه فؤاد مصففا شعره برتابة من يراه يعتقد أنه نجما سينمائيا انير وجهها وشعرت بفرحة عارمة شملت روحها لتفتح له ذراعيها على مصراعيهما ليهرول إليها كان ينتظر غفران والدته على ذنبه العظيم الذي إقترفه بحقها
اجابها بصوت واهن خجول يرجع لخذلانه لها
وإنت كمان وحشتيني
لو شكرتك من لبكرة على المفاجأة الحلوة دي مش هوفيك حقك
تطلع إلى عزة الواقفة بجوار الباب لينسب الحق لأهله
اللي المفروض تشكريها هي عزة لأنها صاحبة الفكرة أنا مجرد نفذت
ربنا يخليك ليا يا عزة وتفضلي دايما معايا
ده نورك يا باشا قالها الشاب بخجل ليربت عليه فؤاد وهو يقول
طب يلا علشان ننزل إتأخرنا كتير على الضيوف
بعد قليل خرجت من باب القصر تتأبط ذراع ذاك الوسيم تحت نظرات الجميع التي صوبت باتجاههما بعد صدوح صوت الموسيقى التي تسبق خروج العروسان مع التصفيق الحار لاستقبالهما كانت ترتدي ثوب سهرة ناعما من اللون الابيض بتصميمه الكلاسيكي الرائع المصنوع من الدانتيل والحرير الطبيعي مما أعطاه ملمسا سحريا حيث جذب جميع الانظار وخاماته الفاخرة التي جعلته يتماشى مع أجواء السهرة الأشبه بملكية يأتي الفستان بأكمام طويلة وحزاما مزينا بالإكسسوار الأنيق لإضفاء لمسة أنثوية رائعة كما تتزين أكمامه بالتطريز الهادئ الذي يزيد من جمال الثوب وجمال تلك الانيقة التي ترتديه
أحمد باشا زين الدين عمي
أقبلت عليه لتصافحه باحترام وهي تنطق بحفاوة وابتسامة رقيقة علت ثغرها
إتشرفت بمعرفة حضرتك
إبتسم لها قبل أن يقول بحفاوة
مبروك نورتي عيلتنا وشرفتيها
ميرسي يا افندم
وتبادلت أيضا المصافحة مع والدة سميحة تلك المرأة المتعالية التي صافحتها بأطرلف أصابع يدها حين قدمها فؤاد قائلا
نجوى هانم مرات عمي أحمد
لتنطق بكبرياء بعدما شملتها بنظرات متعالية
أهلا
رفعت إيثار عنقها لأعلى تتطلع بعينيها على طاولة أيمن الأباصيري لتتحدث مع زوجها متجاهلة تلك المتعالية مما جعلها تستشيط غيظا
فؤاد تعالى نسلم على الباشمهندس أيمن ومدام نيللي
رمقتها بسخط سميحة التي تجلس بغرور ولم تعير لوجودها إهتماما لكنها كانت تنتظر إهتمام الاخرى بها ليقول فؤاد بهدوء كي تنتبه
حبيبي مسلمتيش على سميحة
تطلعت عليها بنظرة تدعي الاسى والحرج وهي تقول بزيف تعلمه سميحة جيدا
سوري بجد ما أخدتش بالي منك
رفعت قامتها تتطلع عليها بتفاخر قبل أن ترد لها الضړبة
عادي أنا كمان مشفتكيش
تحمحم فؤاد ونظر لعمه مبتسما كي يرفع عنه الحرج الذي أصاب كلاهما جراء الحړب الدائرة بين كلتاهما مما أحدث تراشقا متبادلا من النظرات والكلمات
بعد إذن حضرتك يا عمي
إتفضل يا حبيبي قالها الرجل لينسحب فؤاد وزوجته نطقت نجوى باستشاطة ظهرت بعينيها وصوتها
شفت البنت وقلة ذوقها يا أحمد
تعجب من صياح زوجته الغير مبرر بالنسبة له لينطق بكلمة حق
إنتوا اللي بدأتوا بقلة الذوق إنت وبنتك معاها إنت بغرورك في طريقة سلامك عليها وبنتك اللي حاطة رجل على رجل وباصة الناحية التانية بمنتهي قلة الذوق
جحظت عيني نجوى لتقول باستياء بالغ
إنت بتدافع عنها بدل ما تقول لاخوك على جليطة مرات إبنه!
رفع كتفيه لينطق بلامبالاة أحرقت روح زوجته
أشتكي لأخويا ليه البنت جت سلمت عليا بكل إحترام ووشها ما شاء الله بشوش جدا هي إتعاملت معاكم بنفس طريقتكم وده شئ يحسب لها
قال كلماته ليهب واقفا وهو ينظر لتجمع رجال العائلة وكأن شيئا لم يكن
هروح اقعد مع علام ورجالة العيلة
إحتدمت غيظا بعد تحركه لتنظر هي لتلك الجالسة بجوارها
تعالي نروح نقعد مع ستات العيلة إحنا كمان بدل ما نتاخد مخالفة ويقولوا علينا متكبرين زي العادة
زفرت سميحة وهي تقف وتحركت بجانب والدتها بغرور كانت ترتدي ثوبا باللون الأحمر الصريح ذو حمالات رفيعة والظهر وبالكاد يصل لمنتصف فخديها مما أشعل إيثار وجعلها تغير على زوجها من طلتها الجريئة وصلا لطاولة عملاقة تضم معظم نساء وفتيات العائلة وجلستا بغرور اقبلت عليهم عصمت وفريال لتقوما بالترحاب بالجميع بحفاوة تحدثت إحدي سيدات العائلة
ألف مبروك لسيادة المستشار يا دكتورة
الله يبارك فيك يا ميرفت
سألتها أخرى بفضول
هي العروسة من عيلة مين يا عصمت
العروسة من كفر الشيخ يا منى عيلتها مش معروفة في القاهرة هكذا أجابتها فردت أخرى باستحسان
بس بصراحة يا عصمت فؤاد عرف يختار صح المرة دي البنت زي القمر وشكلها محترمة ولبقة جدا في كلامها
اكملت اخرى على حديثها
دي مش زي القمر وبس يا لولو دي كمان وشها حلو عليه جت وجابت له الترقية معاها
تعالت ضحكاتهم لتهمس عصمت بسريرتها خشية من ان يصيب نجلها وزوجته حسدا من هؤلاء النسوة
قل أعوذ برب الفلق
فرقت نجوى نظراتها الحادة على الجميع بعدم ارتياح لتلك الجلسة فطالما لم تنسجم بالتجمعات
العائلية لشدة تعاليها وشعورها الدائم بدونية الاخرين بجوار شأنها التي تراه عظيما استشاط داخل سميحة
ولم تعد تتحمل مدح الجميع بها لتنطق بنبرة حادة تنم عن ڠضبها ونيرانها الشاعلة
تعرفي يا انطي لولو إن العروسة اللي عمالين تمجدوا فيها دي بتشتغل سكيرتيرة
قالتها وهي تشير بسبابتها بإشمئزاز لتحول عصمت بصرها إلى فريال التي ابتلعت لعابها وشعرت بأن الارض تهتز تحت قدميها من شدة الإحراج من والدتها
أخيرا نطقت نجوى بعد أن قدمت لها فرصتها فوق طبق من ذهب لتهتف بإستياء ظهر بصوتها وملامحها
أوووو معقولة فؤاد علام يتجوز حتة سكيرتيرة!
وضعت منى كف يدها لتغطي به فمها وبدأن بالهمز واللمز لتقطع همسهم عصمت التي هتفت بصوت واثق ومتزن
إيثار مديرة مكتب لشركة الاباصيري ودي واحدة من أكبر شركات الإستيراد والتصدير
وحتى لو كانت سكيرتيرة فده ما يعيبهاش بشئ بالعكس يعلي من شأنها إنها بتشتغل ومعتمدة على نفسها
واسترسلت وهي تنظر إلى سميحة
العيب إننا نتكبر على الناس ونقلل من شغلهم وكفاحهم لمجرد إننا إتولدنا أولاد لطبقة غنية وعالية
خجلت سميحة وسحبت بصرها لتنظر للأسفل فنطقت لولو بنبرة صادقة
عندك حق يا عصمت الشغل عمره ما كان عيب وبعدين شركة الاباصيري شركة مشهورة جدا ومش اي حد يشتغل فيها
اومأت عصمت برأسها لتنطق قبل أن تنسحب
بعد إذنكم هروح اشوف الضيوف وارحب بيهم
ثم تطلعت على نجلتها لتشير لها للحاق بها رمقت سميحة بنظرات حادة لائمة قبل ان تلحق بوالدتها
بعد ذهابها تحدثت نجوى بسخرية
قال مديرة مكتب قال لا وبتقول لها بكل تفاخر أمال لو دكتورة ولا شغالة في مكان مرموق كانت عملت فينا إيه!
نطقت لولو بمنطقية
يا جماعة هي هتفرق إيه سكيرتيرة من مديرة مكتب ولا إنشالله حتى كانت وزيرة النتيجة في الاخر واحدة وهي إن فؤاد علام هيقعدها في البيت وهيعيشها ملكة زمانها إنتوا مش شايفين الطقم الالماظ اللي لابساه دي يعمل له يجي أربعة مليون جنية
ردت أخرى بانبهار
ولا الفستان واووو يجنن
كل اللي بتقولوه ده ولا يهم عصمت وسيادة المستشار علام ولا يفرق معاهم في اي حاجة كلمات مبهمة نطقت بها منى لتسترسل بإيضاح
إنتوا مش واخدين بالكم من نقطة مهمة جدا فؤاد كان مضرب عن الجواز والكل فقد الامل فإن علام يبقى له حفيد من صلبه غير ولاد فريال يعني الجوازة دي بالنسبة لعلام وعصمت طوق النجاة الاخير
واسترسلت بلامبالاة
بغض النظر بقى عن العروسة من عيلة مين أو بتشتغل إيه كل ده ولا يفرق معاهم جنب الفرحة الكبيرة اللي هيحسوها لما البنت تجيب لهم الوريث لكل الهيلمان ده
قالت أخرى
عندك حق ده سيادة المستشار يمتلك أكبر ثروة في العيلة كلها
عودة إلى إيثار حيث ذهبت لطاولة أيمن الأباصيري بصحبة زوجها تحت نظرات سالي المشټعلة لم تكن يوما تكن الكره والبغضاء إلى إيثار لكن شعور انها كانت تمن عليها بالهدايا والمعاملة الحسنة كان يرضي غرورها لكنها لم تتقبل فكرة أن تلك العاملة في شركة والد زوجها أصبحت بين ليلة وضحاها زوجة لنجل رجلا بقدر ومنصب علام الكبير وشأن فؤاد وفوق كل هذا فإنهم يمتلكون أموالا طائلة وأصولا وشركات تعد بمليارات الجنيهات وكل هذا سيصبح ملكا لتلك الفلاحة إبنة القرية في حال إنجابها لذكر للعائلة تطلعت على تلك القلادة المعلقة بصدرها لتزيد من إشتعال نيران قلبها كانت تتوسط الجلوس ما بين نيللي ولارا التي تحدثت بنبرة حماسية
وهي تتطلع على الاجواء من حولها
الحفلة تجنن يا إيثار
عقبت بابتسامة سعيدة
عقبال حفلة جوازك وتبقى أحسن من دي ألف مرة يا لارا
قريب جدا نطقتها الفتاة بحماس بعدما عادت لطبيعتها الاولى حيث واضبت على جلسات العلاج النفسي وتحسنت بفضل الله وبفضل إهتمام من حولها وأيضا فادها كثيرا إتمام خطبتها من الشاب التي تريده وتبادله العشق
وضعت نيللي كف يدها لتربت على كف إيثار وهي تقول بنبرة صادقة لإمرأة راقية
المرة الجاية نيجي نبارك لك على أخو يوسف
ثم مالت على اذنها لتهمس بتوعية
إوعي تكوني بتاخدي حاجة تأجل الحمل يا إيثار
هزت رأسها نافية وهي تقول
لا خالص ده
فؤاد مستعجل قوي على الموضوع
ردت بمنطقية
لازم يستعجل انا عرفت إن فؤاد ملهوش إخوات غير فريال وطبيعي يستعجلوا على وريث للعيلة
زفرت سالي وهي ترى والدة زوجها تتهامس مع تلك الفتاة غير