الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية عائلة غانم الجوهري بقلم روز آمين

انت في الصفحة 120 من 138 صفحات

موقع أيام نيوز


يكون فيه عقاپ رادع يخلي الشخص يتعلم من أخطائه وياخد باله بعد كده
تطلعت عليه ليتابع بأسف وهو يداعب وجنتها بأصابعه 
خلاص بقى متزعليش 
نطقت بنبرة متأثرة 
أقول لك على سر فاكر اليوم اللي عزمتني فيه على العشا علشان تطلب إيدي 
تنهدت پألم عندما تذكرت مرارة ذاك اليوم وبشاعته لتتابع شارحة 

إنهارت وقتها وأنا راجعة بالعربيةلما وصلت البيت مكنتش شايفة قدامي من كتر الدموعساعة 
نزلت كلماتها كخنجر مسمۏم على قلبه العاشق ليهب واقفا وفي غضون ثواني كان يقف أمامها لينطق بطريقة دعابية كي يرفع عنها ما تشعر به من ألم وغصة مريرة إثر ما تجرعته من خزلان على يده بالماضي ومن كلماته الأن 
مهو ده من خيبتكما أنت لو ست شاطرة بجد كنتي رديتي على تليفوني بدل ما تعملي لي بلوك وأنا كنت جيت أخدتك في حضڼي ونسيتك كل اللي شوفتيه طول حياتك مش بس اللي شوفتيه الليلة دي
غمز بعينيه وهو ينطق بجملته الأخيرة لتلكزه بصدره قائلة 
تحضن مين يا قليل الادب إنتهو أنت فاكرني إيه
دماغك دايما حادفة شمال قالها بمشاكسة ليتابع حديثه الذي أراد به سحبها من تلك الغيمة من المشاعر السلبية 
كنت هاخدك وأطير على أي مأذون وأجيبك بعدها على جناحنا وأمسح لك دموعك والروچ كمان
ابتسمت بابتسامة حنون لتنطق بعينين مترجيتين 
طب علشان خاطري تيجي معايا تصالحها
أخذ يقلب عينيه بضجر بعدما سأم ذاك الحديث لتتابع بدلال أنثوي 
علشان خاطري بقى 
زفر بقوة ليخرج ما بداخله من مشاعر سلبية ويتحدث بمشاكسة 
بقى هي الحكاية كدهبتستغلي حبي ليك ومكانتك في قلبي وتبتزيني يا إيثار
وضعت يدها خلف رأسه لتداعب خصلات شعره بأناملها الرقيقة وهي تتدلل بطريقة أفقدته صوابه لتنطق برجاء 
وحياتي 
تنهد براحة وعينين كساهما الغرام وتملك لينطق بلسان قلبه 
حياتك بقت أغلى عندي من حياتي نفسها
سألته بدلال ومازالت أناملها الرقيقة تداعب خصلاته كي لا تفقد تأثيرها السحري عليه 
يعني هتراضي عزة
نطق والعشق يقطر من حلو كلماته 
علشان عيونك أنا أعمل أي حاجة
ضمته لأحضانها لتربت على ظهره بحنان وهي تقول بنبرة تقطر غراما 
ربنا يخليك ليا ولا يحرمني من حنانك عليا أبدا
شعر بسكون داخل أحضانها الحنون لم يسبق وتذوقه سوى بضمتهاسحبها من كفها لتتحرك بجواره إلى ان وصلا إلى غرفة عزة الخاصة ودقتها هيلتفتح عزة الباب وتتفاجأ بذاك الصارم يقف أمامها لتنطق بعفويتها المعهودة 
فؤاد باشا بجلالة قدره جاي لحد المسكينة عزة هي الدنيا جرى فيها إيه يا ولاد
تصدقي بالله يا عزةبرغم كلامك ولسانك اللي فيه حتة زيادة ده قالها بجدية لتبتلع إيثار لعابها خوفا وعزة هلعا بعدما أنبت حالها ليتابع ذاك الوسيم بابتسامة جذابة 
إلا إن كلامك ومناوشاتنا أنا وإنت وحشتني
انفرجت اساريرها لتنطق على عجالة بسعادة بالغة 
إن شالله يخليك يا ابن الأصول
تحدث بما جبر خاطرها 
متزعليش مني على حدتي معاك
اتسعت ابتسامتها تحت حبور إيثار الشديد ليسترسل قائلا 
بس إنت أكيد عارفة إن نرفزتي يومها كانت خوف على يوسف وإيثار
نطقت بصوت حماسي أظهر كم سعادتها 
عارفة وعذراك يا باشا وخلاص مش زعلانة منكيلا المسامح كريم 
ضحك على عفوية تلك المرأة العجيبة لينطق بابتسامة 
وإنت كريمة يا ست عزة
خلاص مش زعلانة
هتفت بنبرة تقطر حماسا 
عمري ما أزعل منكوعلشان أثبت لك من بكرة الصبح هنزل المعادي وأجيب لك أحسن فسيخ موجود عند محلات الباشا 
الست دي مش طبيعيةإنت أكيد مچنونة يا ماما
انتفض جسدها لتتراجع للخلف سريعا وهي ترى قدوم ثورته لتقف إيثار حائلا بجسدها وهي تقول بتوسل 
وحياتي عندك ما انت متنرفز
كانت عصمت قد تحدثت أمامها في المطبخ أن إيثار تشتهي الأسماك المملحة لكن الطبيبة حذرتهم لبعض المشاكل لذا فقد طلبت من سعاد تحضير سمك التونة المطبوخ مع بعض التوابل والفلفل الحار ليعطي نتيجة مقاربة وبرغم هذا أنظر ماذا فعلت تلك المهرجةرفع سبابته وتحدث بصرامة وحزم 
أقسم بالله يا عزةما فسيخة واحدة تدخل البيت لاكون رابطك ومعلقك في المخزن وأحنطك لحد ما تتخللي وتبقي شبه الفسيخة اللي لسة خارجة من الصفيحةوبعدها هفصصك وأبعتك لمحلات الباشا تبيع منك بالكيلو
كانت تستمع إليه بفاه فاره غير مستوعبة كم الڠضب الهائل الذي اقتحم ذاك الحاد لتنطق بمداعبة لتلطيف الأجواء 
طب أمانة يا باشا وإنت بتفصص متنساش الليمون والطحينة
ستصيبه حتما بسكتة دماغية بيوم من الأيامتطلع على زوجته التي تطبطب بكفها عليه ونظرات توسولية كي تهدأ من روعه لينطق بذهول 
دي بتهزربتقلش يا إيثار
نطقت وهي تسحبه بحدة ليتحركا للأمام 
علشان خاطري إهدى ويلا نطلع نتمشى في الجنينة شوية
تطلع عليها لتنطق وهي تشير على فمها 
أنا بعد كده مش هتكلم في حضور جنابك خالصحكم إنت قلبتك تقطع الخلف يا باشا
تدخلت إيثار بينهما لتهدئ الوضع وتفض الاشتباك وبعد قليل تحدثت إليه بابتسامة واسعة أظهرت كم سعادتها 
على ما تروحوا على الجنينة وتقعدوا هكون عملت لكم كبايتين جوافة باللبن عمركم ما دوقتوا زيهم
إبتسمت إيثار وتحدثت بنبرة حنون 
تسلم إيدك مقدما يا عزة 
أمسك كف زوجته وتحرك إلى الحديقة لتتجه عزة نحو المطبخ 
إنتهى الجزء الاول من الفصل 
إنتظروني غدا مع الجزء الثاني
بسم الله لا قوة إلا بالله 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الجزء الثاني من 
الفصل الثالث والأربعون 
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين 
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية 
هل شعرت يوما بصمت مريب يحتل كل ما حولك وكأنك تسكن الكون وحدكحياتك ساكنة لا صوت يكسر صمتها المخيف ولا ونيس يحلي مذاق مرارتهايمر يومك دون جديد فاليوم أشبه بالبارحة والبارحة أشبه بما قبلها وهكذاأصبح كل شئ مملا ولا مذاق لهنهاري يمر بلا شئ ملموسأما ليلي فحدث ولا حرجكم كنت أبغض قدومه حين يسدل ستائره السوداء لأغرق في ظلامه الدامس وسط ذكرياتي المؤلمة أجلس وحيد غرفتي أتطلع على جدرانها المرتفعة لتدور عيناي متمعنا بكل محتوياتها حتى أصل ببصري إلى فراشي وأتلمسه بكف يديكم كان باردا لا نفس فيه ولا حياةإلى أن التقيت بسندريلانعم فهي سندريلا حياتي التي ظهرت من العدم لتقلبها رأسا على عقب وبعد أن كنت كارها لكل صنف حواء أصبحت عاشقا لأنفاس إحداهن بل وصلت بعشقها لأعلى درجات الغرامأصبحت أيضا من محبي الليل ومغرما بسكونه حيث يجمعني برفقة حبيبتيدفأت فرشتي وتلونت جدراني كحديقة بفصل الربيع بعدما عثرت على نصفي الأخروالأن فقط أقر وأعلنها بأن فؤاد علام قد إكتمل 
فؤاد علام زين الدين 
بقلمي روز أمين
داخل ڤيلا عمرو المتواجدة بأحد الأماكن الجديدةيجلس بصحبة شقيقاه بعدما تم طردهم على يد عائلة والدتهمحالهم يقطع نياط القلوب ومظهرهم يدل على ما تعانيه أنفسهمشعر رؤسهم مشعثا وذقون متروكة حتى انتشر الشعر بها بكثرة وعشوائيةيجلسون ببهو المنزل يشعلون سجائرهم الذي انتشر دخانها بشكل كثيف كاد أن يخنقهمتحدث طلعت پانكسار وقد بدا الحزن والذل على ملامحه
أخرتها إترمينا في بيت في أخر الدنيا يا ولاد سيادة النائبحتى ډفنة أبونا مجرأناش نحضرها
ليكمل حسين على حديثه المؤلم
أنا مش قاطع فيا ومدمرني قد الموضوع دهتلات رجالة يسدوا عين الشمس وفي الأخر اللي يحل على أبويا واحد غريب
هتف طلعت بحدة ظهرت فوق ملامحه الغاضبة 
في أي شريعة وأي دين يمنعوا ولاد المېت إنهم يمشوا في جنازته!
بنبرة تملؤها الحسړة تحدث حسين 
في شريعة نصر البنهاوي كل شئ كان متاح يا طلعت ولا نسيت إن أبوك الله يسامحه ياما ظلم ناس وأجبرهم على ترك البلد
واسترسل مستشهدا 
وأخرهم أهل سمية اللي خلاهم يمشوا ويسيبوا بيتهم من غير حتى ما يبيعوه ويستفادوا بتمنه 
نكس طلعت رأسه لتيقنه من صحة حديث شقيقه ليعم الصمت المكاننظر حسين لذاك الذي ينفث دخان سيجارته بشراهة وقبل أن تنتهي يشعل غيرها لينطق متسائلا 
إنت ساكت ليه يا عمرو!
أجابه بخفوت وانكسار 
وعاوزني أقول إيه يا حسينأنا حاسس إني في كابوس وكل يوم أقوم من النوم أقول أكيد الکابوس إنتهى وهصحى ألاقي نفسي في بيتي
وتابع وهو ينظر أمامه بحنين وحالمية 
وأبص على فرشتي ألاقي إيثار ويوسف نايم ما بينا زي زمان
تطلع عليه طلعت وابتسم ساخرا لينطق وهو يحدث حسين 
عمرو أخوك بيفكرني بالمثل اللي بيقول خړاب يا دنيا عمار يا دماغي
واسترسل بحدة وهو يرمقه بسخط 
بيتنا خرب وأمك وعيالنا وحريمنا اتشردوا في البيوت وده كل اللي في دماغه بنت غانم اللي ادته على قفاه وراحت اتجوزت
طلعت قالها عمرو بحدة ليسترسل وهو يرمقه بنظرات لائمة ممزوجة بالإزدراء
بلاش تستغل الكلام وزي عادتك تقوم الكل عليا وتطلعني أنا الأهبل والمغيب وإنت العاقل الحكيم اللي مفيش منك إتنين
لينطق بكبرياء وهو يشمله باشمئزاز
والحقيقة هي إن مفيش حد في بيت نصر كله طلع عاقل وحكيم
وحاسب حساباته للزمن غيري
واشار بكفيه يستعرض
ما حوله 
والدليل البيت اللي لاممنا ده والفلوس اللي بناكل ونشرب وعايشين منها
واستطرد ساخرا 
لولا عقلي كان زمانا مرميين على أرصفة الشوارع زي كلاب السكك
كان داخله يغلي كالبركانفلم يتوقع ويمر بمخيلته أن هذا المدلل يمتلك كل تلك الأموال الطائلةأما هو فكان منشغلا بالحقد الذي يملؤ قلبه باتجاه الجميع وكرس كل إهتمامه على تنمية ثروة أبيه ممنيا حاله بالفوز بها بأية طريقة بعد رحيل والده وإزاحة شقيقيه من طريقه أو على الأقل الإستحواذ على معظمها وترك القليل لهمالكن إرادة الله أتت عكس ما خطط له ذاك الشريرهتف بشراسة وغل أظهرا كم الحقد الذي يكنه داخل قلبه المړيض لشقيقه الأصغر 
إنت هتزلنا باللقمة اللي بتأكلهانا يا عمرو بيه
لينتفض واقفا وهو يقول بصرامة 
طب أنا ماشي وسايبها لك مخضرة
هب حسين وتحرك ليتمسك بذراع شقيقه قائلا وهو يحثه على الوقوف 
أقعد يا طلعت واستهدي بالله أخوك ميقصدش
اكفهرت ملامحه ليصيح بحدة 
يعني إنت مش سامع كلامه اللي ېحرق الډم يا حسين ده بيذلنا بفلوسنا
فلوسكم! قالها عمرو وهو يرمقه مستنكرا ليرد الأخر بقوة وتشكيك 
أه فلوسنا يا عمروفلوسنا اللي جزء منها كنت بتسرقها من ورا أبوك والباقي كنت بتقلب أمك فيه يا ننوس عين ستهم
بقى هي دي أخرتهابدل ما تشكرني على اللي عملته معاك تطلعني حرامي! نطقها عمرو پجنون ليسترسل مستشهدا بشقيقه 
سامع كلام أخوك يا حسين
نطقها وكأنها كانت الكلمة الفاصلة لينفجر ذاك الهادئ ويخرج براكينه الكامنة بداخل روحه المعذبة 
كفاية بقى إنت وهو إنتوا إيه مبتحسوش معندكوش ډممش حاسين بالحال اللي وصلنا لهسايبين كل المصاېب اللي حطت على دماغنا وواقفين لبعض زي الديوك
واسترسل وهو يرمقهما باشمئزاز 
قاعدين تقطعوا في بعض بدل ما نحط إدينا في إدين بعض ونفكر هنعمل إيه علشان نرجع حياتنا تاني مش لازم ترجع زي الأول بس على الأقل يكون عندنا مكان كويس ونشتغل علشان نعرف نجيب أمكم وستاتنا وعيالنا ونعيش مع بعض زي الأول
زفر عمرو بقوة ليتخلص من شحنة الڠضب التي إجتاحت جسده لينطق بهدوء 
البيت أهو موجود ويساع الكلوإن كان على الشغل أنا معايا فلوس هفتح لكم مشروع صغير تشغلوه وتبعتوا تجيبوا ولادكم 
واسترسل بإبانة 
بس أنا
 

119  120  121 

انت في الصفحة 120 من 138 صفحات