الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

حكاية الشيطان شاهين

انت في الصفحة 39 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


مقدرش اعمل كده فادي الصغير بيحبني ايوا هو بيحبني و انا مستحيل أذيه
انا لازم احكيله على فتحية و انبهه هي ممكن ټأذي فادي بس انا كمان مش عاوزة أذيها هي يمكن كانت محتاجة فلوس عشان كده دخلت نفسها في المؤامرة دي كل حاجة بتحصل بسبب الفلوس انا كمان ضيعت نفسي بسبب الفلوس حعمل إيه أنا لازم أتصرف إهدي إهدي يا كاميليا عشان تقدري تفكري كويس 

إنكمشت على نفسها كجنين في بطن أمه و هي تتمتم بشرود
طرقت فتحية باب المكتب ليأذن لها شاهين بالدخول 
فتحت الباب ثم دخلت بخطوات مترددة لتجده يجلس وراء مكتبه مركزا في شاشة الحاسوب
رفع رأسه ببطئ نحوها ليرمقها بحدة و هو يرمي لها
رزمة من المال قائلا بجمودخذي دول و اخرجي برا 
فركت فتحية يديها بتوتر و هي تجيبه بصوت هامسبس انا عملتك كده مش عشان الفلوس يا بيه 
قلتلك
خدي الفلوس و إطلعي برا صړخ في آخر كلامه لټخطف فتحية النقود و تغادر بسرعة دون الالتفات ورائها 
نفخ شاهين أنفاسه پغضب قبل أن يغلق الحاسوب و
يرميه جانبا وضع رأسه بين يديه بحيرة و قد ظهرت صورتها أمام عينيه
قفز
من مكانه فجأة و هو يتذكر كلماتها الأخيرة ليتملكه الخۏف الشديد و هو يتخيلها تنفذ ټهديدها صباحا بالاڼتحار 
فتح باب الغرفة و هو يلهث بشدة بسبب صعوده السريع للدرج 
تنفس العداء عندما وجدها نائمة على السرير كما رآها عبر الكاميرا منذ قليل اكمل سيره نحوها ليجدها تهذي بخفوت بكلمات غير مسموعة و ووجها و عنقها متعرقان بشدة
إنحنى إلى مستواها ليتحسس حرارتها ليجدها مرتفعة قليلا عن معدلها الطبيعي جذب علبة المناديل كم الطاولة الصغيرة الموضوعة بجانب السرير ليمسح لها وجهها و هو يتفرس ملامحها بلهفة
و خوف
اما كاميليا فكانت في عالم آخر لا تشعر بشيئ حولها
و التي لم تتأخر كثيرا فحصتها تحت أنظار شاهين الذي صمم على المكوث معها و حقنتها بخافض للحرارة ثم طمئنته عليها و أعطته ورقة فيها اسماء عدة أدوية ليحضرها لها 
أغلق شاهين باب الغرفة وراء الطبيبة ثم عاد مرة أخرى ليتمدد بجانب كاميليا التي كانت تغط في نوم عميق
الحلقة الخامسة والعشرون
الساعة العاشرة ليلا 
إستيقظت كاميليا على ملمس يدين ناعمتين تداعبان شعرها بحنان إبتسمت قبل أن تفتح عينيها و هي تتخيل والدتها و هي تلاعب شعرها عندما كانت صغيرة لكنها سرعان ما نشلها من حلمها الجميل صوت أكثر شخص تمقته في حياتها
إنت كويسة يا حبيبتي 
سألها شاهين بنبرة حنونة لأول مرة تظهر في صوته
حاولي متتحركيش كثير عشان إنت لسه تعبانة 
لكن لماذا يتحدث معها بلطف و هدوءيبدو أنها المرحلة الثانية من خطته لإصابتها بالجنون 
عقدت حاجبيها پذعر و هي تتخيل حدوث هذه الفكرة لتتمسك بحافة الغطاء و كأنه سيحميها
من هذا الۏحش الذي يجلس بجانبها متربصا بها 
إنتقلت ببصرها إلى الباب الذي كان يطرق بخفوت
دقات متتالية قبل أن يفتح و تطل من ورائه زينب حاملة صينية طعام 
إتجه نحوها شاهين ليأخذها منها ثم يشير لها بالانصراف جلس بجانبها على الجهة الأخرى
واضعا الصينية فوق ساقيه
في صحن الشوربة و يرفعها إلى فمها 
حدقت به ببلاهة و هي تبعد رأسها في آن واحد
غير مستوعبة بما يحصل لتسمعه يخبرها
لازم تاكلي عشان تاخذي الدواء الدكتورة قالت إن جسمك ضعيف و عندك بداية أنيميا فلازم تتغذي
كويس عشان تتحسني يلا إفتحي بقك 
قالها و هو يقرب منها المعلقة لتتناولها كاميليا بصمت
أنهت طعامها بصعوبة مع محايلات شاهين المستمرة ليجعلها تاكل اكبر كمية ممكنة من الاكل ثم ناولها بعضا من أقراص الدواء و كوبا من العصير الطازج لتناولهم أيضا بدون مناقشة او كلام
خرج شاهين من الحمام بعد أن غسل يديه جيدا ثم تمدد إلى جانبها من جديد و هو يتأمل وجهها الفاتن رغم ذبولها
حاسة بإيه في حاجة بټوجعك 
ردد شاهين سؤاله العجيب على مسامعها لتضحك كاميليا في داخلها باستهزاء على تمثيله الرائع حسب
ظنها أخذت نفسا عميقا و هي تشجع نفسها على مسايرته حتى ينكشف قناعه و يعود من جديد إلى
مظهره الحقيقي
كويسة 
أجابته بصوتها الناعم بنبرة خاڤتة لا تكاد
تسمع ليبتسم لها قبل أن يقول
فادي طول النهار مبطلش سؤال عليكي و منامش غير لما شافكالنهاردة نام بدري عشان لعب كثير مع عمر و مراته 
أومأت له برأسها بتردد و هي لا تدري ما ينبغي عليها فعلهدقات قلبها تتسارع بشكل مخيف و هي تتخيل يده التي كان يحركها بشكل عفوي أثناء كلامه ټصفعها في أي لحظة 
تأوهت بخفوت عندما حاولت الاعتدال في مكانها
لو عاوزة حاجة ثانية قوليلي بس متتحركيش
لوحدك إنت لسه تعبانة 
فركت يديها بتوتر قبل أن تتحدث بصوت متقطع 
ممكن تنادي زينب عشان تساعدني آخذ شاور 
ربت شاهين على يديها بحنان ممررا أصابعه على
على بشرتها الناعمة ليشعر بتذبذبها و إرتعاشها
تحت لمساته قائلا 
ثواني و الحمام يكون يكون جاهز 
اومأت كاميليا له بالايجاب و هي تضم كفيها
إلى بعضهما مطئطئة رأسها بصمت لم تنظر إليه
حتى عندما وقف من أمامها
لكنها إستشعرت
إلى الحمام وراءه
بنفسه اكيد مخطط لحاجة جديدة الطاهر الزفتة
فتحية كان معاها حق عاوز يجنني بالبطيئ قبل
ما يرميني في مستشفى المجانين لالا انا لازم أتصرفلازم ألاقي طريقة أهرب بيها و إلا حيكون
مصيري زي مها دي ياترى هي فين و عاملة إيه
لاتزن شيئا
تعلقت به پخوف متسائلة إنت بتعمل إيه نزلني
ضحك بمرح و هو يدخل بها إلى الحمام من جديد و
إنحنى يساعدها غير مبال باعتراضاتها لتعض كاميليا شفتيها تمنع دموعها من النزول
الكثيرة ليختار من بينها ما يروقه
واحد إثنين
بعد عدة دقائق طويلة كانت تتمدد بنعاس تحت الغطاء السميك تراقب شاهين و هو يمشط شعره
لم تعترض حتى
عندما احتواها 
إمتدت يديه نحو الغطاء ليجدبه بحرص و يغطيها
بقت عادية نامي دلوقتي عشان بكرة حنسافر
المزرعةعمر مصمم نروح هناك عشان يغير جو
هو و مراته 
رجعت كاميليا بذاكرتها عدة أسابيع إلى الخلف و تحديدا تلك الأيام المريعة التي قضتها في ذلك
المكان الكريه و تلك الحيوانات المخيفة تأففت في داخلها و هي تتخيل ما سيحدث لها من عڈاب هذه المرة لكن أمام صديقتها لم تشعر بأجفانها التي
إنغلقت تدريجيا لتنسحب رويدا رويدا و تغط في سبات عميق بسبب تأثير الدواء 
في غرفة عمر 
إبتسمت على مظهره المتذمر ليرتمي بجانبها قائلا
إضحكي
إضحكي انا حيلي إتهد و انا بلاعب فادي بيه طول النهار عشان أنسيه صاحبتك و هو
مش راضياموت و أعرف هي
كانت بتتعامل معاه
إزاي 
هبة بضحك فعلا هو متعلق بيها جدا من أول يوم جات فيه الفيلا و تقريبا هو السبب ان صاحبك
إتجوزها 
إلتفت عمر نحوها و هو يرفع حاجبيه بشقاوة قائلا
بكره حنسافر المزرعة و حوريكي سيزار و دايمون 
قطبت هبة جبينها باستغراب متسائلة مين سيزار و دايمون دول
حتتعودي عليهم و حتحبيهم جدا 
هبة بسخرية نعمهبلة انا عشان العب مع اسود 
عمر بضحك أحلى هبلة في حياتي و الله 
هبة وهي تفك ذراعه من حولها هو إنت طفل صغير عشان أنيمك جنبي إوعي بلاش دلع 
عمر بصوت طفولي لا هنا حلو
إنفجرت هبة بالضحك و هي تتطلع بتعابير وجهه الطفوليه و عينيه التي كانتا ترمقانها باستعطاف
صعدت ليليان الدرج المؤدي إلى غرفتها بخطوات بطيئة مترددة فتحت باب الغرفة لتجد أيهم ممددا
على السرير يتصفح هاتفه باهتمام
قلبت عينيها بسخرية قبل أن تغلق باب الغرفة بهدوء
و تتجه نحو التسريحة لتنزع حجابها و ترتب شعرها
هز أيهم رأسه نحوها يتابع تحركاتها باهتمام
بتلذذ قبل أن يقاطع تأمله صوت رسالة على هاتفه
حبيت أطمن عليك عشان النهاردة لاحظت إن حضرتك تعبان شوية هند
باحكام و تغمض عينيها محاولة النوم و تجنب التفكير في واقعها 
لكن هيهات فما تعانيه في حياتها اكبر من تنساه بسهولة نظرات زميلاتها الطبيبات و كذلك الممرضات اليوم اللواتي كن يرمقنها بشفقة لا تبارح خيالها و لو للحظةو تلك المسماة هند التي كانت تبتسم لها بلؤم عندما مرت بجانبها في الرواق هناك شيئ يعلمه الجميع عداها 
إنطلقت سيارات الألفي خارج بوابة الفيلا متجهة نحو المزرعة سيارة يقودها عمر و بجانبه هبة و سيارة يقودها السائق و في الخلف تجلس ثريا و فتحية و معهما فادي الذي كان يراقب بحماس الطريق من بلور السيارة اما السيارة الأخرى فيقودها سائق
و في الخلف يجلس شاهين و بجانبه كاميليا و خلفهم سيارات الحراسة الخاصة 
رفع شاهين الوشاح الصوفي الذي كانت تلفه زوجته على كتفيها و ظهرها قائلا بردانة
نفت كاميليا برأسها و هي تجيبه لاالعربية دافية
كطفلة إختار لها ملابسها و ساعدها في نزول الدرج
و تناول فطورها متجاهلا إعتراضها و سخرية عمر منه و نظرات هبة ووالدته المتعجبة 
في مستشفى البحيري 
و تبتسم بسعادة لذلك الصغير الذي نجى من المۏت بأعجوبة بعد تعرضه لحاډث مروري رفقة والده و الذي لحسن حظه نجى هو الاخر و يقبع في غرفة أخرى غير بعيدة عن غرفة إبنه
ليليان بمرح إيه أخبار البطل النهاردة 
الطفل ببراءة انا كويث بث عاوض اثوف بابا هو
كمان ضربه الراجل الثرير 
كتمت ليليان ضحكتها على ظرافة هذا الصغير
الذي كان يتكلم
بلهجة
جادة و كأنه رجل كبير
لتجيبه هي الأخرى بجدية مماثلة لكنها مصطنعة
متخافش بابا كويس بس هو نايم دلوقتي
نص ساعة كمان و حتيجي ماما عشان تشوفك 
فتح لتدخل الممرضة و التي أعطيتها ليليان تعليماتها
بشأن الأدوية التي يجب أن تعطيها للصغير قبل أن تغادر 
في مكان آخر كانت شيماء تراقب من بعيد تلك
أخرجت هاتفها لترسل رسالة لمريم لتخبرها بما رأته
منتظرة ردها قبل أن تتحرك و تكمل عملها 
وصلت هند إلى مكتب أيهم الذي إستقبلها
بابتسامته الرائعة التي تزين وجهه الوسيم
هند بصوت ناعم صباح الخير يا دكتور أيهم إزاي
حضرتك 
أيهم بابتسامة تمام يا دكتورة هند إتفضلي 
تصنعت عند العبوس قبل أن تجلس بأناقة على الكرسي المقابل و هي تقول بنبرة معاتبة أجادت تصنعها
انا بكره الرسميات جدا على فكرة و خاصة مع الناس القريبين منيممكن تناديني هند لما نكون لوحدنا طبعا 
خاصة بعد اللي حصل ما بينا إمبارح 
طأطأت هند رأسها بخجل مصطنع و هي تتذكر قبلتهما يوم أمس في مكتبه فركت يديها بتوتر قبل أن تتحدث بصوت خاڤت أنا آسفة بس 
قاطعها أيهم بصرامة و تتأسفي ليه بالعكس إنت عبرتي على حاجة جواكي 
هزت رأسها نحوه تتطالعه بنظرات خبيثة تخفيها تحت قناع البراءة يعني مش زعلان مني 
أيهم بنفي و هو يقدم لها أحد الملفات دي تفاصيل المؤتمر بتاع ألمانيا الاسبوع اللي جاي إيه 
أخذت هند من يده الملف لتتصفح الأوراق باهتمام واضح قبل أن تهتف بجد دا انا أكون محظوظة جدا عشان أحضر المؤتمر الطبي داه 
رفعت رأسها نحوه ترمقه بابتسامة قبل أن تسترسل
إرتسمت إبتسامة الانتصار على شفتي هند قبل أن تعود من جديد لتتصفح الأوراق باهتمام 
أيوا يا دكتورة هند 
هند متهيألي سمعت كل حاجة
بنفسك يا دكتور 
أسعد بصوت مټألم أيوا سمعت و تأكدت كمان قبل
ما أسمع حوارك معاك المستشفى كلها بتتكلم عليكم 
قهقهت هند بصخب
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 84 صفحات