حكاية بقلم ياسمين
قبل أن
تخرج من الغرفة عازمة على الذهاب للحديث مع
ثريا هانم لعلها تجد حلا و تنقذ تلك المسكينة من براثن إبنها
رمى شاهين علبة الاسعافات الأولية التي أحضرها
من الحمام ثم إتجه إلى التسريحة و أحضر بعض
المناديل المعقمة
إقترب من كاميليا لينزع عنها غطاء السرير الذي
كانت تستر به جسدها لتتمسك به و هي تنظر إليه
زفر شاهين بملل و هو يجلس بجانبها و يأخذ منديلا
تفاجئ بها ټخطف المنديل من يده و تبدأ في مسح
وجهها بسرعة حتى أن بعض الچروح بجانب شفتها
عادت ټنزف من جديد لكنها لم تكن تبالي فكل ما
تريده هو أن يبتعد عنها و لا يلمسها
رمى لها العلبة ثم قام من مكانه متجها إلى غرفة
خرج و هو يحمل في يده منامة قطنية باللون الرمادي الغامق
رماها عليها و هو يقول
بغطرسة إلبسي دي عشان
مينفعش تقعدي بالملاية بالرغم من إنها لايقة عليكي خالص
تحاشت كاميليا النظر إليه رغم شعور الحقد الذي
تملكها تمنت لو انها لديها بعض القوة لټخنقه بيديها دون تردد
ثم أفرغ بعضا منه في كفه قائلا داه عقاپ بسيط عشان تتعلمي تنفذي أوامري رفع عينيه لها
حبعثلك الاكل و الدواء مع
فتحية تاكلي و تنامي بعد ساعة لو ملقيتكيش نايمة حتتعاقبي
هتف بها قبل أن يخرج مغادرا الغرفة لتتنهد كاميليا
براحة و هي تدعو في داخلها ان تتخلص منه في أقرب وقت
دخول فتحية و هي تحمل صينية الطعام لتزفر
كاميليا بفتور و هي تتمتم داخلها مش ناقصني
غير فتحية عشان تكمل عليا
سارعت إليها فتحية و هي تلطم على صدرها بعد أن
وضعت صينية الطعام على حافة السرير و تقترب
مصېبتي إيه اللي حصلك يا هانم
لوت كاميليا ثغرها بحركة مستنكرة لتجيبها
بعد أن أدركت ما تفوهت به لا طبعا يا هانم و انا
حعرف منين انا جبتلك الاكل و الدواء زي ما أمرني
شاهين بيه و لو عاوزة حاجة ثانية انا حساعدك
تنهدت كاميليا پقهر من كلمات فتحية فقد فهمت ان
شاهين هو من أمرها بعدم الحديث او السؤال عن أي
تستطع منع نفسها من الثرثرة و التدخل
نزعت الغطاء من فوقها قبل أن تهتف بصوت
متعب مليش نفس لأي حاجة يا فتحية يا ريت تساعديني عاوزة آخذ شاور
أومأت لها الأخرى و هي تساعدها على الوقوف مانعة
نفسها بصعوبة من الثرثرة بسبب تنبيه شاهين لها
خرجت كاميليا بعد دقائق طويلة بعد أن ساعدتها
فتحية على الاستحمام و إرتداء ملابسها فهي
حرفيا كانت عاجزة عن التنقل او التحرك بمفردها
تمددت على السرير بعد أن تناولت بعض الأقراص
المسكنة لعلها تساعدها في التخلص من الألم الذي
مازال ېحرق جسدها كلما تحركت
دثرتها فتحية بالغطاء لتنكمش فتحية على نفسها و
تطلق العنان لدموعها التي إنهمرت على خديها
المحمرتين
تذكرت ليلة البارحة عندما إنتهى منها شاهين و
تركها مغادرا الغرفة دون إكتراث
المكدوم بعدم تصديق دون أن تتكلم فماتراه أمامها
خير إجابة على جميع تساؤلاتها
مرت دقائق قبل أن تغظ في نوم عميق من شدة تعبها
في المكتب
تحديدا في غرفة الكاميرات الموجودة داخل مكتب
شاهين و التي تضم عدة شاشات كل شاشة تبين
مايحصل داخل الفيلا و خارجها
ركز شاهين بصره على كاميليا النائمة ليبتسم بخبث
إمبارح تستاهل الملايين اللي هي أخذتها كلها
إبتسامة مختلة شقت طريقها إلى ثغره قبل أن
يتجرع بقايا كأسه دفعة واحدة و يغادر الغرفة إلى
وجهته المحددة
الفصل الثامن عشر
بعد عدة ساعات إستيقظت كاميليا على لمسات حنونة تربت على شعرها و ظهرها لتفتح عينيها
ببطئ و تجد ثريا تجلس على كرسيها المتحرك
بجانب السرير إبتسمت لها قائلة مكانش قصدي
أصحيكي بس فتحية قالتلي انك مكلتيش حاجة من
إمبارح و الساعة دلوقتي بقت أربعة العصر
تململت كاميليا في مكانها بكسل تحس بأن جميع
عظامها تئن