الأربعاء 18 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ياسمين

انت في الصفحة 200 من 221 صفحات

موقع أيام نيوز


عليا ليه   إنت كويسة 
ضغطت على شفتيها بقوة رغم ألمها لتمنع بكائها من جديد و هي تجيبه بصوت مرتعشانا كويسة يا عمر  
إنتفض عمر پصدمة و هو يستمع إلى صوتها الضعيف ثم أوقف سيارته على حافة الطريق قبل أن يسألها من جديد ماله صوتك   إنت كنتي پتبكي ابوكي عملك حاجة
أبعدت هبة الهاتف عن أدنها قليلا قبل أن يسمع شهقاتها المټألمة التي كانت تكتمها ثم أعادته لتقول لا مفيش حاجة   صدقني انا بس كنت بعيط شوية  عشان هو موافقش على جوازنا  

عمر بشك يعني ما عمليكيش حاجة  
هبة بنفي كاذبلا لا هو بس زعق شوية و بعدين خرج  
عمر بعدم تصديق طيب انا حشوفك بكرة علشان أتأكد  
هبة و هي تتحدث بصعوبة هو منعني إني أخرج  
قاطعها عمر بصړاخ قائلا يعني إيه منعك إنك تخرجي  هو ناوي يحبسك في البيت   ابوكي ضړبك يا هبة بس إنت اللي مخبية عني  
هبة پبكاء حرام عليك يا عمر متضغطش عليا أكثر من كده انا مش ناقصة   قلتلك مضربنيش إنت مش عاوز تصدقني ليه
تنهد عمر بنفاذ صبر و هو يشتم والد
هبة في سره و يتوعده بشدة لأنه أذى حبيبته  قبل أن يجيبها بصوت حنون طب خلاص يا قلبي متعطيش  انا بس زعلت علشان كنتي عاوزة تخبي عني إنه أذاكي  طب قوليلي انت كويسة  
زفر بضيق من غباء سؤاله قبل أن يضيف باستدراك طبعا مش كويسة انا حاجي دلوقتي حاخذك المستشفى  
صمت عندما قاطعته هبة و هي ترجوه بصوت باكلا يا عمر أرجوك متعملش كده  عشان خاطري متجيش صدقني انا كويسة متقلقش عليا  إنت لو جيت دلوقتي حتزود المشكلة و حتخلي بابا يعند اكثر  
ضړب عمر عجلة القيادة بقبضته و هو يحس بالعجز للمرة الثانية و لنفس السبب   المرة الأولى كانت قبل سنوات عندما وجد نفسه ضعيفا أمام رفض عائلته لعلاقته بحبيبته وقتها كان مازال صغيرا و في بداية حياته و ما جعله يتخلى عنها هو معرفته بأنه لن يكون قادرا على تحمل المسؤولية إذا إرتبط بها  
لكن الآن كل شيئ تغير و لن يقف مكتوف الأيدي و هو يرى حبيبته تعاني بسببه و لا يستطيع مساعدتها  
همس بصوت حنون و مغمضا عينيه پألم و هو يتخيل حجم ما مرت به من معاناة طيب إهدي  بلاش ټعيطي إنت مش عارفة انا بيحصل فيا إيه و انا شايف نفسي عاجز كده مش بإيدي حاجة أعملهالك  
هبة پبكاء متقلقش انا شوية و حبقى كويسة  المهم إنت متجيش هنا  أوعدني يا عمر إنك مش حتيجي و مش حتكلم بابا  
عمر بصعوبة خلاص يا حبيبتي أوعدك  بس إنت خلي بالك من نفسك و لو حصلت حاجة كلميني و أنا إنشاء الله حلاقي حل في أسرع وقت  إنت إرتاحي و حاولي تنامي شوية و متفكريش في حاجة  
هبة و هي تمسح دموعها حاضر أنا حنام شوية و لما حصحى حبقى أكلمك  
عمر بنبرة عاشقة ماشي و انا حستناكي  هبة  بيبة  
نادى عمر عليها قبل أن تنهي المكالمة  
أيوا  ياعمر إبتسم بتلقائية و هو يتلذذ بسماع أحرف إسمه التي نطقتها من بين شفتيها قائلا بصدقبحبك أوي  
لم تجبه هبة فورا بل ظلت صامتة لبعض الوقت قبل أن تجيبه بتردد و انا كمان  
رمى عمر الهاتف بجانبه على كرسي
السيارة ثم قبض على المقود بيديه حتى كاد يقلعه من مكانه  
طوال المكالمة و هو يخفي غضبه الچحيمي عنها بعد أن علم بما تعرضت له من ضړب و إهانة  وعدها بعدم التدخل أو التحدث مع والدها فقط لأنه لم يكن ان يشغل بالها و يألمها أكثر  
لكن داخله كان يتوعد له بأسوأ العقاپ يتمنى لو كان أمامه لكان قټله لتجرأه فقط على إيذائها  
قاد سيارته أخيرا عائدا إلى منزله بعد أن حسم قراره  
في نفس الوقت في فيلا الألفي  
نزل شاهين الدرج بخطوات سريعة متجها إلى الخارج و هو يتحدث مع شخص ما عبر هاتفه  
أسرعت فتحية من أمامه و هي تخفض رأسها باحترام متجهة إلى المطبخ حيث تجلس كامليا مع خديجة تتحاذبان أطراف الحديث بعد أن تركت فادي مع يلهو مع جدته في الصالون  
جلست الأخرى قربها على أحد الكراسي المتحلقة على الطاولة الرخامية قائلة بهمسأنا شفت البيه من شوية طالع و كان بيزعق في التلفون  
طالعتها كامليا بنظرات متسائلة قبل أن تنطق هو خرج
فتحية بتأكيد أيوا طلع من شوية بس شكله كان پيخوف كأنه ناوي ېقتل حد  
قالتها بهمس لتنكمش كامليا على نفسها قليلا قبل أن تتمالك نفسها و تجيبها و إحنا مالنا يا فتحية  إوعي تعيدي الكلام داه ثاني لأحسن إنت عارفة كويس حيحصلك إيه  
إرتجفت فتحية خوفا دون شعور منها خاصة بعد أن تذكرت هيئته الغاضبة منذ قليل لتصمت و
 

199  200  201 

انت في الصفحة 200 من 221 صفحات