حكاية سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن
عن سبب استدعائها له
نعم يا فرح عايزة ايه
تغنجت وهي تتمايل أمامه بدلال وابتسامة هادئة فعلتها
مافيش ازيك الأول
ابتسم يبادلها الهدوء والبساطة وقال متأسفا يسألها
معلش أنا آسف.. ازيك عامله ايه
أجابته برقة وهدوء متسائلة عن أحواله
كويسه.. أنت عامل ايه
أجابها ولم يعطي إليها الفرصة للحديث مرة أخرى باغتها متسائلا عن سبب طلبها له هنا
تصنعت الحزن وهي تقول مغيرة تعابير وجهها وصوتها هادئ ولكنه عابس بسبب سرعته وإرادته في الرحيل عنها
مالك أنت مش عايز تقف معايا ولا ايه.. أنا حلوة على فكرة
ابتسم بهدوء يسألها ثم يصحح لها حديثها يغازلها باحترام حتى لا تحزن من حديثه واستعجاله معللا لها سبب ذلك
حد قال عليكي وحشه أنتي ست البنات بس أنا عندي شغل
أكد ما قاله بجدية شديدة ولم يكن يقصد الغزل حقا ولكنه لم يكن يريد أن تعبث ملامحها وتحزن بسببه وهي من قالت أنها ليست بشعة فكان من المفترض أن ينفي ذلك
أكيد يا فرح أنتي جميلة
اتسعت ابتسامتها وظهرت من خلفها أسنانها البيضاء معتقدة أن مهمتها بهذه الطريقة ستكون أسهل بكثير
عاصم أنا.. أنا كنت عايزة أقولك حاجه مهمة أوي
تمام قولي مالك في ايه
حاولت الحديث متعلثمة
أنا بجد.. حاسه..
لم تستطع أن تكمل وتخرج كل ما كان في جوفها فوقفت صامتة تنظر إلى الأرضية خجله مما تريد قوله
أخذ الحديث منها بطريقة أخرى وصب تركيزه في عمله فسألها بقوة وتمعن
حاسه ايه. في حركة مش مظبوطة في القصر ولا ايه
نفيت سريعا مشيرة بيدها معقبة بانزعاج وضيق
اقتضبت ملامحه بسبب تأخيرها وحديثها المتقطع أو الذي بدون فائدة فقال بحدة
اومال ايه بس يا فرح ما تتكلمي
أخذت نفس عميق وأخرجته ثم نظرت إليه تحاول دفع نفسها في الحديث قائلة له ما تشعر به في الأيام الماضية وقلبها يرفرف لأنها تعترف له بمكنونه
أنا.. أنا مش مركزة في حاجه.. طول الوقت بفكر وبالي مشغول.. قلبي وعقلي مشغولين بحاجه واحدة بس مش قادرة أبطل تفكير فيها
أنتي جيباني هنا علشان تقولي الكلام ده حاجه ايه يا فرح انجزي
باغتته بقولها السريع المتلهف ونظرة عينيها نحوه حالمة طائرة فوق السحاب وكأنه استمع إلى ما قالته وأجاب بالموافقة
أنت
أشار إلى نفسه بعدم فهم ولم يربط الحديث ببعضه متسائلا
أقتربت منه أكثر تبحر بعينيها داخل عيناه ترتفع على أطراف أصابعها لتقابله بذلك الطول الفارع
أنت اللي بفكر فيه يا عاصم.. بالي مشغول بيك دايما وقلبي لما بيشوفك بيدق أوي لحد ما بحس أنه هيقف بعد كده.. حتى عقلي
تابعت تكمل حديثها الحاني ونبرتها الرقيقة تتردد في أذنه ينظر إليها باستغراب تام غير مصدق أنها تجرأت وقالت له هذا الحديث
عقلي مش مبطل تفكير فيك.. وخيالي كل شوية يسرح ويفتكرك.. بجد مش عارفه أعيش كده
تصنع عدم الفهم على الرغم من أن أي حد يستطيع فهم المبتغى مما قالته ولكنه كي يبعث إليها رسالة أن هذا مرفوض تماما قال مبتسما
أنا عملت ايه لكل ده
اعترفت بها صريحة وواضحة وشعورها نحوه بالحب يزداد ويكبر أكثر من اللازم.. تنظر إليه بهيمنه وافتتان
عاصم أنا بحبك.. بحبك أوي وبموت فيك كمان مافيش واحد على الجزيرة كلها زيك مافيش أحسن منك ولا حتى يشبهلك
قضبت ملامح وجهه بالانزعاج والضيق وأظهر إليها الجدية الخالصة قائلا
فرح.. أنتي عارفه أنتي بتقولي ايه
أقتربت منه تتمسك بيده تضغط عليها بقوة تحسه على التحرك نحوها والاعتراف بما داخله تبعث إليه نظرات شاعرية لو أحد غيره لانتهز الفرصة وسرقها
بقولك الحقيقة أنا بحبك وعايزاك
عاد للخلف مبتعدا عنها سريعا باعدا يدها التي أقتربت منه وصاح قائلا بقسۏة وغلظة شديدة وهو يشير إليها لتذهب من أمامه
أنتي لسه صغيرة ومش فاهمه أنتي بتقولي ايه.. انسي الهبل ده واطلعي يلا
استغربت ما قاله وضيقت حاجبيها تعقب
صغيرة صغيرة إزاي بقى كل ده صغيرة
الټفت حول نفسها وهي تقول تلك الكلمات تظهر إليه جسدها الأنثوي ومفاتها لتستطيع أن تغريه بها
ارتفع صوته بعدما اغضبته بشدة بسبب هذه الفعلة الجريئة والدنيئة للغاية
اطلعي يا فرح يلا
أشارت إلى نفسها ترفض ما يأمرها به موضحة له مصرة على موقفها معه وتريد لو يبادلها ما تشعر به لتلتحم معه في عناق قاسې تشعر داخله بأنها ملكه
عاصم أنا مش صغيرة ولا حتى أنت صغير.. أنا عارفه أنا بقول ايه وبعمل ايه
مرة أخرى پغضب وقسۏة قال
لأ أنتي لسه صغيرة ومش فاهمه حاجه..
تغيرت ملامح وجهها إلى الانزعاج والضيق هي عندما
تلاته وعشرين سنة مش صغيرة
أشار إليها بيده لتذهب من أمامه
اطلعي يا فرح يلا وتنسي كل اللي قولتيه ده
أقتربت منه ثانية محاولة التأثير
عليه وهي تتحدث برقة
طب قولي.. أنت بتحبني ولا لأ
بمنتهى السهولة والقسۏة وبكل الإخلاص داخله واللا مبالاة بمشاعرها قال
أكيد لأ.. أنتي أخت صاحبي مش أكتر وأنتي