حكاية سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن
بتذمر وضيق
بترفع نفسك أوي وترمي الكرة
أجابها مبتسما
كل واحد وشطارته أنتي مش عارفه تصدي
اعترضت قائلة بانزعاج وهي تطلب من عاصم أن يتركها
لأ ده غش مش هلعب.. نزلني يا عاصم
تركها تهبط إلى الأرضية فأبتعدت عنهم ذهب جبل خلفها يناديها
استني بس غش ايه تعالي
لم تجيبه فأمسك بيدها وهبط إلى الأرضية ليكون في مستواها محاولا التحدث معها
وقف معها قليلا يتهامسون سويا يبدو أنه استطاع أن يجعلها تسعد أكثر من السابق ينسيها ما حدث منذ قليل عندما عانقته بقوة وابتسمت بسعادة..
منذ لحظات و إسراء تقف جوار زينة في الشرفة تتابع ما كان يحدث تنظر إليهم بعيون تشع بالحب والشوق..
عيناها تتابع ذلك الشاب فارع الطول الذي يبتلعها كلما وقفت أمامه.. مشاعرها تجاهه أصبحت متخبطة أكثر وأكثر ففي الآونة الأخيرة بدأت تفهم أشياء تحاول أن تكذبها بخصوص مشاعرها تجاهه..
ينظر إليها وقد كان هو الآخر يحاكيها بعينيه يهتف إليها بمنتهى الشوق واللوعة يقول متى اللقاء والاعتراف بالعشق المكنون داخل قلبيهما..
سمائها أزهرت باللون الأزرق المخالط الأبيض ووجدت السحاب تتموج بها كموج البحر وعينيها الزرقاء تماثلها تتشابه معها تدق الطبول في القلب معبرة عن قدوم حياة أخرى جميلة ستنعم فيها بالغرام ولهفة الاشتياق..
أعادت النظر إليه وإليها مرة بعد الأخرى ولم تفهم ما الذي يحدث بينهم تبتسم بهدوء وخجل وهو ينظر إليها بقوة غير خجل مما يفعله مغيبين عن الواقع تماما هم الاثنين..
نغزتها في ذراعها فجأة تنظر إليها بعبث فصاحت الأخرى خجلة من شقيقتها قائلة بتوتر
أردفت زينة بقوة وحزم قائلة
أبعدي عن أي حد هنا.. فاهمه ملكيش دعوة بحد يا إسراء لا في القصر ولا الجزيرة دي
أومأت إليها الأخرى برأسها بهدوء ثم تركتها ودلفت إلى الداخل..
تابعت زينة جبل الذي يحمل ابنة شقيقه يتسامر معها في الحديث بهدوء وابتسامة وهي تماثله وعقلها مازال يعمل في كل إتجاه وطوال الوقت يفكر في كثير من الأمور إلى أن قاربت على الجنون..
استمع إلى الطرفين والذي لم يتجرأ أحد منهم على الكذب فنظر إليهم بهدوء وجدية فأضافت السيدة ليالي
اللي خلاها تمشي يا جبل بيه وأنا طالعه سطح بيتي عديت على شقتها.. الباب كان مفتوح تو ما شافتني راحت قفلاه في وشي بآخر ما فيها كل اللي قولته أنا حسبي الله ونعم الوكيل العيب مش عليكي العيب على اللي قانيكي
أنا قولت كده من غلبي يا جبل بيه من غلبي دي داري.. داري أنا ويتعمل فيا كده أنا اللي كبرت وعلمت وجوزت وفي الآخر يتعمل معايا كده من عيله
لم تتجرأ الأخرى على الكذب قالت كل ما فعلته منذ البداية هي ووالدتها فظهر كوضوح الشمس من الظالم ومن المظلوم..
نظر إليها بجدية شديدة وأردف بحزم قائلا
امسحي دموعك يا حجة ليالي أنتي قولتي أنها دارك واللي هيقعد فيها اللي أنتي هتطلبيه أما دلوقتي كل واحد لازم يتحاسب
أشارت له بيدها ترفض حديثه بطيبة قلب قائلة
لا يا جبل بيه أنا مسامحة في حقي دي مهما كانت أم عيال ابني أنا مسامحة
سألها بعقلانية ونظرته نحوها حنونه مشعة بالحب لامرأة عجوز أكل من عمرها الشيب والسنوات
ايه اللي يرضيكي
أشارت بأصابع يدها الأربعة أن تبتعد عنها وهي تقول بحړقة
جوزها مسافر تمشي تقعد عند أهلها
أبعد بصرة إلى الأخرى قائلا بصرامة وقوة
قومي يا فتحية بوسي راس الحجة ليالي ووطي كمان على رجلها بوسيها
وقفت على قدميها وأقتربت منها على مضض ولكنها لا تجرأ على الاعتراض فهذا أمر من جبل العامري كادت أن تنخفض لتقبل قدمها ولكن الأخرى ابتعدت قائلة برفض
لا متبوسيش رجلي أبعدي
وقفت مستقيمة تود لو ټخنقها بيدها تراها تتمسكن أمام كبيرهم..
نظر إلى والدتها وأشار إليها بقسۏة وهو يعلم أنها سيدة تأكل من يقابلها
قومي يا أم فتحية بوسي راس الحجة ليالي وحقوا نفسكم ليها
أردفت فتحية بجدية تنفذ أمره
حقك عليا يما أنا غلطانه
ومن خلفها والدتها الذي تحدثت ببغض قائلة
حقك عليا يا حجة ليالي مصارين البطن بتتعارك ياختي
تابعها جبل وتفوه بالكلمات بجدية تامة لا تسمح بعدها بالنقاش يملي عليها ما الذي ستفعله
جوزك النطع ده يدورلك على بيت بره تسكني فيه متقعديش عند اهلك معاكي مهلة يومين اتنين بس وعفشك يطلع من عند الحجة ليالي خلينا نشوف هيصرف عليكي وعلى ايجار البيت إزاي ولما يتعلم يحترم أمه يجيلي
تحولت ملامحها إلى أخرى منزعجة وقالت بضيق
بس يا جبل بيه أنت عارف البير وغطاه
صړخ بها بقسۏة وعڼف
يبقى كنتي تحترمي نفسك
نظر إلى والدها وشقيقيها الشابان هتف بغلظة وشدة مهددا إياهم
المرة دي أنا مش هعمل حاجه علشان خاطر الحجة