الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 94 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


إلى ثواني حتى أصبح أمامها 
انحنى آدم عليها وهتف بټهديد حقيقي 
هديكي مهلة يومين يافريدة ياتقولي لعدنان كل حاجة بنفسك يا إما صدقيني أنا اللي هفضحك 
دلو من الماء المثلج سكب فوقها لكنها تصنعت الثبات والقوة حيث استقامت واقفة وصاحت به بعصبية تخفي ورائها توترها 
هو إيه ده اللي اقوله بعدين إنت ازاي بتتكلم معايا الأسلوب ده يا آدم متنساش إني مرات اخوك 

تقدم خطوة إليها كالأسد الذي سيلتهم فريسته وتلقائيا تقهقهرت هي للخلف بارتباك ثم وجدته يجيب عليها بغيظ مكتوم 
أنا لغاية دلوقتي عامل حساب إنك لسا مرات عدنان لولا كدا اقسم بالله أنا كنت عملت حجات لا يمكن في حياتك تتخيليها 
فريدة بانفعال وتلعثم 
إنت مچنون إيه اللي بتقوله ده 
رفع سبابته في وجهها وهدر بتحذير يحمل في طياتها الوعيد بالاڼتقام 
أنا قولت اللي عندي قدامك يومين تجهزي فيه نفسك وتقولي لعدنان على كل حاجة ومتنسيش طبعا محاولتك لقټله وإلا أنا اللي هقول كل حاجة 
ظلت صامتة تستمع لتهديداته وتحذيره لها حتى انتهى واستدار وسار باتجاه سيارته يستقل بها وينطلق لخارج المنزل جذبت فنجان القهوة والقت به بقوة على الأرض صاړخة 
اووووف هو أنا كل ما اخلص من مصېبة تطلعلي التانية
هدأت ثورتها فجأة عندما أدركت جملته بوضوح الآن محاولتك لقټله ماذا يقصد بتلك الجملة ! من خطط لذلك الحاډث هو نادر وليس هي ! 
خرج من غرفة صغيرته بعدما أرهقت من كثرة اللعب والضحك معه ونامت دثرها بالغطاء جيدا وقبلها من شعرها بمشاعر أبوية حانية قبل أن يرحل ويغلق الباب بحذر شديد حتى لا تستيقظ 
كان في طريقه لغرفته لولا استماعه إلى أصوات عبث قادمة من المطبخ جعلته يتوقف لوهلة قبل أن يغير اتجاهه ويذهب للمطبخ في خطوات هادئة ووقف عند الباب يتطلع إليها من الخلف وهي تقوم بتحضير شطيرة من المربى لها ووجهها عابس ومنطفىء تنهد بحرارة وشيء مجهول في داخله دفعه إليها دون أن يشعر 
أحست بخطواته الواثقة وهي تقترب منها فتوقفت عن إكمال شطيرتها وتصلبت بأرضها تنتظر وصوله إليها في فضول لمعرفة ما سيقوله توقفت خطواته وأصبح
في ظهرها تماما ولفحت أنفاسه الحارة رقبتها من الخلف نجحت في البقاء صلبة حتى شعرت بأنامله تمتد لشعرها ويزيحه عن وجهها ورقبتها فيتجمع كله على الجانب ويهمس بخفوت جذاب 
هتفضلي مكشرة كدا كتير !
رغم تبعثرها الداخلي إلا أنها استمرت في البقاء شامخة وثابتة وأجابت عليه ببرود وبنفس كلمته في الصباح 
أنا مش مكشرة دي طبيعتي 
ظهر شبك ابتسامته على ثغره وسكن لثواني معدودة قبل أن يعود ويهمس باسمها 
جلنار 
في تصرف لا إرادي منها التفتت برأسها له بعد همسته باسمها وعلقت عيناها على خاصته البندقية الثاقبة كعيني العقاپ تماما لحظات طويلة مرت من الصمت بينهم حتى قطع هو الصمت بهمسة جميلة ونظرة دافئة 
أنا مش عايز اطلقك !
الفصل التاسع عشر 
اعترف بالحقيقة التي كان يخفيها منذ إعلانها التمرد عليه وبداية الشجارات التي لا تنتهي بينهم وإصرارها على الانفصال قالها بوضوح شديد وأوضح رغبته في بقائها معه ورفضه لفكرة الفراق لكن لا تزال هنا نقاط ناقصة يحب أن تضع فوق الحروف لتكمل المعنى تماما 
اطالت النظر إليه بتدقيق رغم دهشتها من جملته غير المتوقعة إلا إنها ابتسمت وقالت بمكر امتزج ببعض السخرية 
ومش عايز تطلقني ليه مش على أساس إنك مش بتحبني !
أصدر تنهيدة خرجت مصاحبة تأففا قوي منه و هو يجيبها 
مكنتش اقصد ياجلنار قولتها في وقت عصبية ! إنتي مصممة على الطلاق عشان كدا ! 
جلنار بصلابة وجفاء 
اللي اعرفه إن الكلام اللي بيتقال وقت الڠضب بيكون
هو الحقيقة وبيني وبينك إنت معملتش أي حاجة تثبت عكس اللي قولته 
ثم مدت يدها تعبث بقميصه في رقة مقصودة وأعين شرسة كلها قوة 
والأولاد اللي كنت متجوزني عشانها الحمدلله معانا هنا فمتتوقعش إن ممكن اسمح إن تحصل حاجة بينا واجبلك طفل تاني impossible مستحيل 
ثم همت بالانصراف والذهاب للخارج لكنها قبض على ذراعها وجذبها إليه وهتف أمام وجهه پغضب ونظرة مشټعلة 
مش هطلقك 
اتسعت الابتسامة فوق شفتيها وردت عليه بثقة 
براحتك وادينا قاعدين وخلينا نشوف هتفضل ثابت على مبدأك كدا لغاية امتى 
ثم نزعت يده عن ذراعه وسارت للخارج وهي تبتسم بتشفي وتلذذ متمتمة لنفسها 
ده احنا لسا هنبدأ ياعدنان االشافعي 
مدينة كاليفورنيا 
يباشر أعماله جالسا فوق مقعده أمام مكتبه في غرفته الخاصة بشركته يرتدي نظارة العمل المعتاد على ارتدائها أثناء عمله لأن كثرة التطلع في الأوراق والحاسوب تتعب عيناه وتسبب له الآلام 
انفتح الباب دون طرق أو استآذن مسبق
ودخلت
نادين وهي تسير بحذائها العالي المعتاد الذي يصدر اصواتا عالية تجذب الانتباه إليها ولم
 

93  94  95 

انت في الصفحة 94 من 202 صفحات