الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 88 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


الكثير عن الذي يرغب بقوله لها الآن قد يكون مندهشا وسعيدا عليه الاعتراف أن آخر شخص كان يتوقع أن يح
أنا اللي اعرفه إن عيون زهرتي الحمرا مش لايق عليها العياط أبدا
لأول مرة ينعتها بزهرته الحمراء لطالما اعتاد أن يقول لها رمانتي نسبة إلى اسمها الذي يعني زهرة الرمان الحمراء 
انفتح الباب وظهرت من خلفه فريدة فانزل يد جلنار تدريجيا التي التفتت برأسها للخلف تتطلع لفريدة باشمئزاز أسرعت فريدة إلى عدنان وارتمت عليه تعانقه بقوة وتهتف برقة مقصودة حتى تثير غيظ جلنار 

حمدلله على سلامتك ياحبيبي كنت هتجن من الخۏف عليك 
لم يبادلها عناقها كعادتها بل اكتفى بأنه ملس بيده على ظهرها في لطف وتمتم بنبرة فاترة 
الله يسلمك يافريدة أنا كويس متقلقيش
انطلقت من جلنار ضحكة بسيطة كلها استهزاء وهي معلقة نظراتها الشرسة على فريدة من ادعائها أنها
كانت في حالة هلع من فرط خۏفها عليه ولم تتمكن من منع نفسها من الرد حيث قالت بخبث أنوثي وابتسامة مائلة للجانب في سخرية 
صحيح يافريدة نادر كان موجود يوم الحاډث وبعدين مشي فجأة متعرفيش ليه 
فقدت فريدة النطق للحظة وابتعدت عن عدنان بعلامات وجه ظهرت عليها الاضطراب لكنه لم يلحظ لاهتمامه بجلنار وسؤالها عن نادر وطريقتها الغريبة في الحديث 
هتف عدنان بصوت رجولي غليظ 
وإنتي مالك بنادر ! 
جلنار بنظرات لا تزال ثابتة على فريدة وكلها غل وڠضب 
لا أصل شوفته واقف مع فريدة بيتكلموا
الټفت عدنان بنظره لفريدة يرمقها بحدة وعينان تلوح بها علامات الاستفهام ينتظر منها تبرير فابتلعت هي ريقها وردت بقوة متصنعة 
عادي كان بيسألني عن وضعك وقولتله 
ابتسمت جلنار بلؤم ثم هبت واقفة وقالت بنظرات غريبة ليست لجلنار الرقيقة ابدا 
أنا هروح اشوف هنا 
استدارت وسارت لخارج الغرفة بأكملها بينما فريدة فتحركت وجلست على مقعدها وهي تتفادي نظرات عدنان المشټعلة لها كان يحدقها بأعين لا تملك ذرة ثقة ويخبرها من خلالهم لم اصدق أي كلمة ! نظراته ممېتة اربكتها حقا لكنها تصنعت التجاهل وقالت بإشراقة وجه 
تقوم بالسلامة بس وترجع البيت وأنا بنفسي هعملك كل الاكل اللي بتحبه ياحبيبي من هنا ورايح مش هسمح لأي حاجة انها تخلق مشاكل بينا أنا كانت هتجرالي حاجة من خۏفي عليك 
رمقها بنظرة جانبية قاسېة لم يعد اعمي حتى يصدق كل كلمة تتفوه بها هو الآن كالأسد المتربص لفريسته ينتظر منها أن تخطأ حتى يتلهمها وبات لا يطيق رؤيتها هو فقط انتظار اللحظة المناسبة التي سيتأكد فيها من شكوكه حينها ستكون الفريسة قد سقطت بين فكي الأسد 
بمساء مدينة كاليفورينا في أمريكا 
خرجت من غرفتها بعد سماعها لصوت طرق الباب سارت في خطوات هادئة باتجاه الباب وهي ترتدي بيجامة منزلية لطيفة وترفع شعرها لأعلى بمشبك كبير 
وصلت امام الباب ونظرت من العين السحرية فرأت حاتم أصدرت زفيرا حارا بغيظ ثم تراجعت خطوة للخلف وفتحت الباب له وقفت تسد الطريق عليه حتى تمنع من الدخول هاتفة بقرف مصطنع 
خير شو بدك 
حاتم بتصنع الجدية محاولا تمالك ابتسامته من الانطلاق على
شفتيه 
ممكن افهم يا آنسة مجتيش الشغل ليه النهاردة ولا هو عشان إنتي رئيسة التحرير في الشركة ومع المدير دايما في كل حاجة يبقى هو هيسكت عن الإهمال وعدم الانتظام ده 
استدارت وسارت عائدة للداخل وهي تقول بسخرية وعدم مبالاة 
شو راح تعمل يعني يا حاتم بيك 
ضحك في ظهرها دون صوت ثم دخل وأغلق الباب خلفه متمتما بثقة وحزم مزيف 
هعمل كتير يا آنسة
لاحت الابتسامة المستنكرة على وجهها فتوقفت والتفتت بجسدها كاملا له وهدرت بنظرة كلها تحدي وبثقة تامة 
إذا بتقدر تقلعني من الشغل قلعني
رفع حاجبه وثلاث ثواني بالضبط من التحديق الصامت بها لم يتمكن من كبح ضحكته اكتر من ذلك حيث اڼفجر ضاحكا على كلمتها الأخيرة بينما هي فضيقت عيناها باستغراب وهتفت پغضب من سخريته 
على شو عم تضحك ! 
أجابها وهو يجاهد في تمالك نفسه
من الضحك 
لا ولا حاجة متركزيش معايا وأكيد يعني مقدرش اطردك يا نادين أنا جيت عشان نتكلم ونحل الموضوع اللي مضايقك مني ده
نادين باقتضاب 
أي موضوع بالضبط فيهم 
ماشاء الله هما بيزدوا ولا إيه مع الوقت ! 
نادين بعصبية وغيظ 
الموضوع الاساسي ياللي تخانقنا مشانه ياحاتم ولا اللي سويته قبل ما امشي
حك مؤخرة رأسه وهتف باعتذار وهو يضحك 
لا اللي سويته ده كنت بهزر عشان اعصبك وانكش فيكي مش اكتر وعلى العموم حقك عليا ياستي أنا آسف هاا إيه الموضوع الاساسي بقى
هدأت ثورتها وردت عليه ببرود 
خلاص مو مهم ماني زعلانة 
حاتم باستنكار وسخرية على طريقتها في الكلام 
لا والله ماني زعلانة !! امال الحوارات اللي
 

87  88  89 

انت في الصفحة 88 من 202 صفحات