حكاية بقلم ندى محمود
الكثير عن الذي يرغب بقوله لها الآن قد يكون مندهشا وسعيدا عليه الاعتراف أن آخر شخص كان يتوقع أن يح
أنا اللي اعرفه إن عيون زهرتي الحمرا مش لايق عليها العياط أبدا
لأول مرة ينعتها بزهرته الحمراء لطالما اعتاد أن يقول لها رمانتي نسبة إلى اسمها الذي يعني زهرة الرمان الحمراء
انفتح الباب وظهرت من خلفه فريدة فانزل يد جلنار تدريجيا التي التفتت برأسها للخلف تتطلع لفريدة باشمئزاز أسرعت فريدة إلى عدنان وارتمت عليه تعانقه بقوة وتهتف برقة مقصودة حتى تثير غيظ جلنار
لم يبادلها عناقها كعادتها بل اكتفى بأنه ملس بيده على ظهرها في لطف وتمتم بنبرة فاترة
الله يسلمك يافريدة أنا كويس متقلقيش
انطلقت من جلنار ضحكة بسيطة كلها استهزاء وهي معلقة نظراتها الشرسة على فريدة من ادعائها أنها
كانت في حالة هلع من فرط خۏفها عليه ولم تتمكن من منع نفسها من الرد حيث قالت بخبث أنوثي وابتسامة مائلة للجانب في سخرية
فقدت فريدة النطق للحظة وابتعدت عن عدنان بعلامات وجه ظهرت عليها الاضطراب لكنه لم يلحظ لاهتمامه بجلنار وسؤالها عن نادر وطريقتها الغريبة في الحديث
هتف عدنان بصوت رجولي غليظ
وإنتي مالك بنادر !
جلنار بنظرات لا تزال ثابتة على فريدة وكلها غل وڠضب
الټفت عدنان بنظره لفريدة يرمقها بحدة وعينان تلوح بها علامات الاستفهام ينتظر منها تبرير فابتلعت هي ريقها وردت بقوة متصنعة
عادي كان بيسألني عن وضعك وقولتله
ابتسمت جلنار بلؤم ثم هبت واقفة وقالت بنظرات غريبة ليست لجلنار الرقيقة ابدا
أنا هروح اشوف هنا
تقوم بالسلامة بس وترجع البيت وأنا بنفسي هعملك كل الاكل اللي بتحبه ياحبيبي من هنا ورايح مش هسمح لأي حاجة انها تخلق مشاكل بينا أنا كانت هتجرالي حاجة من خۏفي عليك
بمساء مدينة كاليفورينا في أمريكا
خرجت من غرفتها بعد سماعها لصوت طرق الباب سارت في خطوات هادئة باتجاه الباب وهي ترتدي بيجامة منزلية لطيفة وترفع شعرها لأعلى بمشبك كبير
خير شو بدك
حاتم بتصنع الجدية محاولا تمالك ابتسامته من الانطلاق على
شفتيه
ممكن افهم يا آنسة مجتيش الشغل ليه النهاردة ولا هو عشان إنتي رئيسة التحرير في الشركة ومع المدير دايما في كل حاجة يبقى هو هيسكت عن الإهمال وعدم الانتظام ده
استدارت وسارت عائدة للداخل وهي تقول بسخرية وعدم مبالاة
شو راح تعمل يعني يا حاتم بيك
ضحك في ظهرها دون صوت ثم دخل وأغلق الباب خلفه متمتما بثقة وحزم مزيف
هعمل كتير يا آنسة
لاحت الابتسامة المستنكرة على وجهها فتوقفت والتفتت بجسدها كاملا له وهدرت بنظرة كلها تحدي وبثقة تامة
إذا بتقدر تقلعني من الشغل قلعني
رفع حاجبه وثلاث ثواني بالضبط من التحديق الصامت بها لم يتمكن من كبح ضحكته اكتر من ذلك حيث اڼفجر ضاحكا على كلمتها الأخيرة بينما هي فضيقت عيناها باستغراب وهتفت پغضب من سخريته
على شو عم تضحك !
أجابها وهو يجاهد في تمالك نفسه
من الضحك
لا ولا حاجة متركزيش معايا وأكيد يعني مقدرش اطردك يا نادين أنا جيت عشان نتكلم ونحل الموضوع اللي مضايقك مني ده
نادين باقتضاب
أي موضوع بالضبط فيهم
ماشاء الله هما بيزدوا ولا إيه مع الوقت !
نادين بعصبية وغيظ
الموضوع الاساسي ياللي تخانقنا مشانه ياحاتم ولا اللي سويته قبل ما امشي
حك مؤخرة رأسه وهتف باعتذار وهو يضحك
لا اللي سويته ده كنت بهزر عشان اعصبك وانكش فيكي مش اكتر وعلى العموم حقك عليا ياستي أنا آسف هاا إيه الموضوع الاساسي بقى
هدأت ثورتها وردت عليه ببرود
خلاص مو مهم ماني زعلانة
حاتم باستنكار وسخرية على طريقتها في الكلام
لا والله ماني زعلانة !! امال الحوارات اللي