حكاية بقلم ندى محمود
قولتلك امشي من فضلك
توقف بأرضه للحظات طويلة يحدق بها بأسى وعجز ووجه يائس حتى أصدر تنهيدة حارة واستدار مغادرا المنزل التفتت برأسها نحو الباب بعد رحيله وانهمرت على وجنتيها دموعها بحړقة وألم قلبها يؤلمها على كل شيء تريد مسامحته لكنها لا تستطيع نفسها الثائرة والمنكسرة لا تسمح لها بالصفاء وربما لن تصفو !
انتهت جميع اللوحات المعروضة للبيع بالمعرض معادا واحدة
كان يقف آدم أمامها يتأملها بسكون متذكرا محادثته مع تلك الفتاة جميع اللوحات تم بيعها معادا هذه اللوحة لا يذكر أن أحد توقف أمامها وأعجبته سواها رغم أنها لم تعجبها وسخرت منها لكنها الوحيدة التي توقفت أمامها رأتها لوحة متزاحمة ومعقدة ولم تخطأ حين ربطت اللوحة به هي تشبه تعقيدات نفسه المتداخلة والتي لا يجد لها تفسير فأخرج تلك المشاحنات التي تعصف بروحه في هذه اللوحة التي لم ينتبه لها أحدا سواها
مبروووك يافنان اللوح كلها اتباعت مفضلش غير اللوحة دي
مش هبيعها
رد زياد بتعجب
هي إيه دي اللي مش هتبيعها
تمتم آدم وهو معلق نظره على اللوحة
اللوحة دي
هتحتفظ بيها لنفسك يعني ولا إيه !
لوى آدم فمه ورد بإيجاب وهو يهز رأسه ببساطة
هتف زياد بمرح ضاحكا
مش مهم ياعم المهم هو نجاح المعرض مبروووك ياصاحبي
الله يبارك فيك
طيب أنا هسبقك واستناك برا بقى تمام
اماء له آدم بالموافقة وظل واقفا كما هو يتطلع للوحة بتمعن حتى مرت دقيقة أو أكثر تقريبا وهم بالاستدارة والانصراف لكنه لمح عقدا فضي اللون به فصوص بيضاء لامعة على طول العقد كله انحنى على الأرض والتقطته ينظر إليه بتدقيق ظنه في باديء الأمر أنه سقط من إحدى الفتيات الذين مروا من أمام اللوحة لكن عندما عصفت بذهنه صورتها تذكر أنه لمح برقبتها نفس هذا العقد كانت ترتديه ويظهر بوضوح حول رقبتها البيضاء بقى للحظات وهو يحدق بالعقد حتى تأكد أنه لها فلاحت ابتسامة جانبية على شفتيه واعتدل في وقفته ثم وضع العقد في جيبه واتجه لخارج المعرض بأكمله بعد أن أطفأ جميع الأضواء ووقف أمامه من الخارج ثم أمسك بالباب واغلقه بالمفتاح جيدا وسار باتجاه صديقه الذي كان بانتظاره في السيارة
مجتمع هو ووالدته وأخيه على المائدة ويتناول الطعام بصمت عدم وجودها على المائدة معهم يثير جنونه ويحاول تجاهل الأمر لكن ثورانه الداخلي منعه من الصمود كثيرا حيث فجأة القى بالشوكة التي بيده على سطح الطاولة وقال بعصبية
منزلتش تاكل ليه دي كمان !!
زمت أسمهان شفتيها وقالت بعدم اكتراث
عض على
شفاه السفلية في غيظ متمالكا أعصابه بصعوبة استقام واقفا واندفع إلى الأعلى باتجاه غرفته تابعته أسمهان بأعين ڼارية وناقمة على فريدة أما آدم فتأفف بخنق وقرف !
فتح الباب على مصراعيه پعنف ودخل فوجدها تجلس على الأريكة وتمسك بهاتفها تعبث به اندفع نحوها وجذب الهاتف من يدها هاتفا بزمجرة
تعمدت عدم النظر إليه وقالت بتمرد
مش عايزة اكل ياعدنان
ليه بقى إن شاء الله
ردت عليه بحنق دون أن تنظر له
وإنت مهتم بيا كدا ليه كفاية شكك فيا وكأننا متجوزين إمبارح ولا قعدتك عندها تلات أيام مبتجيش البيت هنا وسايبني
انحنى بنصف جسده عليها وهمس في نظرة ممېتة وڼارية
أنا مشكتش فيكي من فراغ
هبت واقفة وصاحت به پغضب ودموع حقيقية انهمرت على وجنتيها
إنت بتعاملني بطريقة عمرك ما عاملتني بيها قبل كدا بعدت عني أنا مشوفتكش ليا تلات أيام غير امبارح في المعرض متخيل حتى مش بتتصل بيا ياعدنان وبتحاسبني دلوقتي على تغيري معاك طيب ما أنا اتغيرت بسببك شايفاك إزاي اتغيرت من وقت ما رجعت الهانم وأنت قاعد عندها علطول تفكيرك فيها علطول وخۏفك عليها وكنت بتحجج وتقولي إنك خاېف على بنتك بس الحقيقة كانت إنك زي ما خاېف
على بنتك خاېف عليها كمان لما اتجوزتها وعدتني وقولتلي مستحيل يكون في قلبك واحدة غيري وإنك متجوزها عشان الطفل اللي نفسك فيه مش اكتر وبعدها هتطلقها وجابتلك الطفل اللي نفسك فيه طلقتها لا
بالعكس بقيت أحس إنها بتسحبك واحدة واحدة من غير ما تحس ولا أي حد فينا يحس لغاية ما اهو أنت شايف بعينك الوضع وصل لفين
توقفت عن الكلام وجففت دموعها ثم استكملت بصوت مبحوح وهي مطرقة أرضا
متحاسبنيش على حاجة إنت السبب فيها
لانت نظراته ونبرته