الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 64 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز

 

مقصدش ياروحي على العموم متقلقيش اللي خلاه ميشكش فيكي طول السنين دي هيشك دلوقتي
عشان أنا مكنتش بديله الفرصة ولا المساحة إنه يشك فيا أساسا لكن دلوقتي أنا شكلي بوظت كل حاجة وكنت بتصرف بتهور ومخدتش بالي من تحركاتي وتصرفاتي فشك فيا وأنا عارفة عدنان شكاك وطالما شك فيا يبقى مش هيهدى ولا يرتاح
غير لما يعرف كل حاجة ويريح شكه 

تنهد الصعداء وأجابها بحنو وهو يمد ذراعيه ويضمها لصدره 
مټخافيش أنا معاكي وحتى لو عرف حاجة مش هسمحله يأذيكي
كفاية بقى أنا همشي سلام وزي ما اتفقنا ياحبيبي هااا 
تمام اطمني 
تابعها بنظراته وهي تتجه لباب المنزل وتفتحه ثم انصرفت واغلقته خلفها فنزل بنظراته إلى الفلاش التي بيده ولاحت ابتسامة شيطانية على شفتيه التي سرعان ما أصبحت أكثر سخرية عندما تذكر حديثه معها وهتف بازدراء منها 
مش هسمحله يأذيكي !! ده إنتي أول حد هخلص منه بعديه بس كنت لازم
الأول ابدأ برأس الأفعى الأول طبعا واصفي حساباتي القديمة مع عدنان الشافعي
توقفت بسيارتها أمام المعرض من جديد فتحت الباب ونزلت بعد أن فتحت الباب الآخر لابنتها لتنزل هي أولا 
ركضت هنا إلى الداخل ولحقت بها جلنار التي رأت عدنان كان يقف على البوابة الرئيسية ويمسك بهاتفه في يده وعيناه تطلق شرارات ڼارية بفعل الڠضب 
انحنى على ابنته عندما وصلت إليه وحملها على ذراعيها لاثما وجنتها وهامسا بترقب 
كنتوا فين يابابا 
رفعت هنا كتفيها لأعلى بجهل وقالت زامة شفتيها 
معرفش ماما اخدتني 
بترت جلنار جملة ابنتها حين وصلت لهم وقالت تستكملها على طريقتها 
اتخنقت شوية من جو المعرض واخدتها وطلعت بالعربية لفينا شوية ورجعنا 
استقرت في عيني عدنان نظرة ڼارية لكن جعلها كلها حب حين نظر لابنته وهتف بحنو وهو ينزلها من فوق ذراعيه 
روحي ياحبيبتي لنينا أسمهان كانت بتدور عليكي جوا
اماءت لأبيها بالموافقة وهرولت راكضة للداخل حيث تجلس جدتها بينما هو فاندفع نحو جلنار وهمس أمام وجهها تماما في لهيب حار يخرج من بين شفتيه يوضح مدى اشتعاله الداخلي 
روحتي تعملي إيه
ورا فريدة !
فريدة ! هل يعرف مكان تواجدها أو ماذا ! وجدت نفسها تطرح عليه سؤال في حيرة دون أن تدرسه مقدما قبل أن تسأل 
إنت عارف هي راحت فين ! 
ظهرت لمعة مختلفة في عيناه وقال بصوت متحشرج وأعين مظلمة لا تبشر بالخير مطلقا 
راحت فين 
لا يعرف إذا ! بالتأكيد لا يعرف فلو كان يعرف لكانوا الآن يتلقون أخبار مۏتها تنهدت الصعداء لعدم معرفته بالأمر وقالت مخترعة كڈبة سخيفة 
معرفش أنا شوفتها طالعة من المعرض واستغربت وبعدها طلعت لما حسيت نفسي اتخنقت بس معرفش راحت فين 
لم تنطلي عليه كلمة واحدة من التي تفوهت به استمر فقط في الاستماع إليها وهو يطالعها بنظراته الجامدة التي تثير الرهبة في النفوس من فرط هدوءها ثم وجدته يتقدم أكثر نحوها وينحنى على أذنها ويهمس بصوت يقارب لصوت فحيح الأفعى 
إنتي آخر واحدة تعرف تكذب وبالذات عليا أنا لأن عنيكي بتفضحك خليكي بعيدة عن فريدة وملكيش دعوة بيها نهائي ياجلنار مفهوووم
فسرت تحذيره بشكل معاكس مما جعلها تشتعل بالغيظ والاستياء ناعتة إياه بالأحمق أيخاف عليها ولا يطيق تحمل أي مكروه يصيبها وهي ټطعنه بظهره وفي شرفه دون علمه لكنها لم تفهم أنه ېخاف عليها هي بعدما تسرب الشك لنفسه من زوجته لم يعد مطمئنا لها أو واثقا بها حتى ! 
مالك يابت قالبة وشك من وقت ما طلعنا
من المعرض كدا ليه ! حصل إيه فهميني 
صړخت بها مهرة بانفعال 
اكتمي خالص يا سهيلة بدل ما أمسك في زمارة رقبتك إنتي أنا اللي استاهل اني وافقت آجي معاكي 
وهو أنا قولت حاجة يابنت المجانين أنا بسألك حصل إيه 
تأففت مهرة بخنق وقالت بامتعاض 
قابلته تاني 
مين !
صاحت بها مندفعة 
ما تركزي معايا إنتي كمان هيكون مين يعني ! 
ادركت سهيلة الأمر بسرعة وقالت ضاحكة 
أه الواد التركي اللي قرفاني بيه ده شوفتيه فين 
في المعرض 
عقدت سهيلة حاجبيها باستغراب وقالت بشيء من الاستهزاء 
ليه هو تركي بجد ولا إيه ! هيعمل إيه في مكان كله ناس متريشة كدا
ضحكت مهرة على صديقتها وصمتت للحظات ثم قالت بابتسامة عريضة كلها حماس لرؤية تعابير وجهها بعد ما ستسمعه منها 
لا ماهو صاحب المعرض والفنان اللي راسم اللوح 
لم تدرك ما قالته جيدا فردت عليها ضاحكة ببلاهة 
ما تقولي يابنتي هو مين 
ما انا قولت صاحب المعرض هي البعيدة مبتفهمش 
لوحت بيدها وهي تلوى فمها بسخرية متمتمة 
ياشيخة قال وأنا اللي 
توقفت عن الكلام فجأة وقد استوعبت وادركت أخيرا ما كانت تقوله
 

63  64  65 

انت في الصفحة 64 من 202 صفحات