الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 61 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


أحد رجال الأعمال المهمين أمام إحدى اللوحات التي نالت إعجابه وعزم على شرائها ويتحدث معه بقليل من الرسمية حول أمور متنوعة تخص العمل والمعرض واللوحات 
بإعجاب ملحوظ 
أما صغيرتها فكانت ترتدي فستان يشبه امها قليلا لكن اللمسة الطفولية اضفت عليه شكلا مختلفا أكثر رقة ظلت واقفة بجوار أمها تبحث بنظرها عن عمها وأبيها فلمحها آدم أولا اتسعت ابتسامته لنهاية شفتيها واتجه إليها مسرعا لتقبل هي عليه ركضا 

آدم محدثا أياها في مشاكسة 
اتأخرتي يا هنون عليا وكدا المفاجأة قيمتها هتقل
زمت الصغيرة شفتيها بعبوس وقالت وهي تشير إلى أمها بحنق 
دي ماما مش أنا اللي اتأخرت 
قهقهت جلنار عالية بينما هو فنظر لزوجة أخيه وقال بعذوبة 
عاملة إيه ياجلنار 
جلنار بمداعبة ونظرة سعيدة 
عايز الحقيقة فرحنالك بشكل لا يوصف مبروووك وعقبال نجاح كتير أوي جاي أن شاء الله يافنان 
ضحك آدم والټفت برأسه حوله في شيء من الخۏف المزيف وهتف مشاكسا 
مجهزلك مفاجأة بمناسبة الافتتاح بس من غير ما يحس عدنان تاخديها وعلى البيت عدل عشان ده مچنون وممكن يتخانق معايا أنا 
غمزت له ضاحكة وتمتمت بمرح وحماس 
متقلقش اطلع إنت بس بالمفاجأة وملكش دعوة بالباقي
كانت نظرات أسمهان وفريدة معلقة على جلنار ونظراتهم الحاړقة لو كان بإمكانها إخراج الڼار لحړقت جلنار بأرضها تتابع أسمهان ضحكاتها وتبادلها أطراف الحديث مع ابنها بعفوية وتلقائية وهي تشتعل غيظا بينما الآخرى فكانت تحدجها بأعين كلها وعيد ونقم 
أبعد عدنان نظره بتلقائية عن الرجل الذي يبادله أطراف الحديث ليقع نظره عليها التقطت عيناه فستانها الضيق
والمكشوف من الأعلى شعرها المنسدل بانسايبة جزء منه على ظهرها والجزء الآخر على كتفها عيون الجميع متعلقة عليها يأكلونها بنظراتهم أكلا 
أظلمت عيناه بشكل مخيف ونيران الغيرة تأججت في صدره كان سيندفع إليها كالثور الهائج لكنه تمالك أعصابه لعدم ملائمة المكان والوقت لما يود فعله بها الآن نظر إلى الرجل وقال بصوت محتدم 
استأذنك لحظة ياسامي بيه
هز رأسه الآخر بالموافقة وقال باحترام متبادل 
اتفضل أكيد
سار نحوها وعيناه لا ترى شيء سوى هدفه لدرجة أن من سيتطلع إليه ويرى وجهه سيصاب بالصدمة من مظهره المريب في تلك اللحظة انتهي آدم من حديثه معها وابتعد بهنا عنها قليلا 
التفتت هي برأسها في عفوية على الجانب فوجدته مندفع نحوها ووجهه يشع بشرارة الڠضب وقفت بثبات تام حتى وصل إليها وانحنى عليها يهمس في أذنها بصوت متحشرج محاولا تمالك أنفعالاته 
إيه اللي لبساه ده !
قد عزمت على ارتداء هذه الفستان عمدا حتى تشعله بالنيران كنوع من الكيد ردت عليه ببرود 
فستان ! 
عض على شفاه السفلى ونقل نظره في حركة سريعة بين الزوار
ثم هتف بغيظ مكتوم 
مش عايز استعباط إنتي لبستي ده بالعند فيا يعني رغم إني الصبح منبه عليكي إنك متطلعيش بلبس مكشوف
جلنار بابتسامة سمجة ومستفزة 
وأنا اعند معاك ليه ياروحي كل ما في الحكاية إني بحب الفستان ده وشكله حلو عليا عشان كدا لبسته ودي مش أي مناسبة فكان لازم البس اجمل حاجة 
كور قبضة يده يجاهد في التحكم بنفسه ثم رد عليها بوعيد حقيقي كله سخط 
ماشي ياجلنار حسابك معايا في البيت أنا هربيكي كويس
نظرت إلى الرجل الذي كان يقف معه ولاحظت أنه بين آن والآخر ينظر بتجاههم فقالت ببرود متعمد وهي مبتسمة پشماتة 
روح ياحبيبي عيب تسيب الراجل مستنيك كدا
نظرة مطولة بينهم كانت ڼارية منه وثلجية منها تنضج بالوعيد منه وغير مبالية منها حتى قطعت النظرة هي عندما تركته وابتعدت متجهة إلى اللوحات حتى تشاهدهم 
ظلت مهرة واقفة أمام إحدى اللوحات لدقائق طويلة تحاول فهم المعنى الفني من وراء لوحة عبارة عن تداخل الون وتزاحمها بشكل غير مفهوم فتظهر في النهاية في شكل لوحة فنية ! أين الفن في مزج الون مختلفة بشكل عشوائي لو كان هذا يسمى الفن فما اسهله 
تتطلع إلى اللوحة تارة من جهة اليسار وتارة من اليمين هاتفة لنفسها بتفكير 
أيوة فين المغزي برضوا ماهو أنا عايزة الاقي سبب مقنع يخليني ادفع فلوس في لوحة الشوارع دي 
لوحة إيه !!! 
انتفضت بأرضها على أثر الصوت الذي أتاها من ظهرها والتفتت فورا بكامل جسدها فقابلت نفس الشاب الوسيم أو التركي كما وصفته ! والغريب أن للمرة الثالثة تقابله بمحض الصدفة ! 
تصنعت الثبات وقالت بشموخ 
افندم 
آدم بنظرة قوية 
إنتي كنتي بتقولي إيه دلوقتي على اللوحة ! 
التفتت برأسها إلى اللوحة ورجعت برأسها إليه لتقول بثقة معبرة عن رأيها 
بقول إنها لوحة شوراع 
أشار إلى
لوحته بدهشة وهتف يعيد جملتها بنبرة مستاءة من إھانتها له بمعرضه وأمامه 
دي لوحة شوراع ! 
مهرة بقرف وعدم إعجاب 
أيوة فين الفن فيها
 

60  61  62 

انت في الصفحة 61 من 202 صفحات