الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 56 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


أنا مش جاية اشرب يا نشأت هما كلمتين جاية اقولهم ليك وهمشي 
رجع بظهره للخلف على مقعده يجلس باسترخاء متمتما بهدوء أعصاب مستفز 
وأنا سامعك اتفضلي 
تجاهلت نظراته ولهجته وتصرفت بطبيعتها الجافة حيث قالت في أعين تنبع بشرارة الشړ والوعيد 
هتخلي بنتك تبعد عن ابني واعتقد دي مش مهمة صعبة عليك زي ما اقنعتها تتجوزه هتقنعها إنها تطلق وإلا صدقني مش هتشوفها تاني

نشأت بنظرة كلها تحدي 
متقدريش يا أسمهان تلمسي شعرة واحدة منها عشان سعتها أنا اللي هاخد روحك ومش هعمل حساب لأي حاجة واظن كمان إن حتى إنتي عارفة أنا قد إيه راجل وممكن اعمل إيه ثانيا لما تحبي ټهدديني ببنتي كان المفروض تكون معلوماتك كاملة
أسمهان بزمجرة 
قصدك إيه !
انتصب في جلسته وقال بحدة تليق بصوته الرجولي 
قصدي إن ابنك اللي متمسك ببنتي ورافض يطلقها مش هي وطلب مني إني اديله المساحة عشان يحاول يصلح علاقته بيها تاني وتفضل بنتهم عايشة وسط باباها ومامتها
استشاطت غيظا فور سماعها لتلك الكلمات وووقفت ثائرة وهي تهتف 
عدنان لا يمكن يقول حاجة زي بنتك متفرقش معاه بحاجة وهي اللي واضح
أوي نيتها أيه من الجواز دي الصراحة مكنتش متوقعة إنها هتطلع نسخة حقېرة ومصغرة من أمها كدا
وثبت هو الآخر ثائرا وصاح بها منفعلا 
أسمهان الزمي حدودك واعرفي إنتي بتتكلمي عن مين الغل والحقد اللي في قلبك ده يكون بيني وبينك وتصفية حسابات لو حابة يبقى نصفيها مع بعض لكن بنتي خط أحمر
رمقته بنظرة ساخرة أخيرة قبل أن تردف بثقة 
انا قولت اللي عندي وإنت فهمتني
ثم استدارت واتجهت إلى خارج الغرفة بأكملها وتركته يشتعل بأرضه من الڠضب 
داخل مقر شركة أل الشافعي 
يجلس على مقعده أمام المكتب ويشاهد آخر تسجيلات كاميرات المراقبة على الحاسوب النقال وتقف بجواره ليلى التي تتابع كل التسجيلات الأخيرة وما لاحظه عدنان أن هناك تسجيلات محذوفة ترجع ليوم الثلاثاء منذ يومين بالضبط 
رفع نظره لليلى التي كانت تحدق بالحاسوب قاطبة حاجبيها باستغراب وقال بحزم 
في تسجيلات محذوفة ! 
سكتت لوهلة من الوقت تعيد تفاصيل يوم الثلاثاء في ذهنها بالكامل وفجأة لمعت عيناها وقالت مسرعة بحيرة 
أيوة صح في اليوم ده دخل مستر نادر المكتب ولما حاولت امنعه قالي إن داخل هيحط ملف مهم لحضرتك على المكتب عشان أول ما نرجع تشوفه وبعدها في آخر اليوم طلب مني يشوف التسجيلات بتاعت مكتب حضرتك
أظلمت عيناه بشكل مخيف وظل يتطلع إليها لبرهة من الوقت يحاول أن لا يدع الشك يتسرب إليه لكن كل ما يظهر أمامه من أدلة يشير إلى حقيقة واحدة ! 
عدنان بصوت غليظ ومريب 
متأكدة من الكلام ده يا ليلى ! 
ليلى بثقة تامة 
أيوة يافندم متأكدة حتى آدم بيه كان منبه عليا إن محدش يدخل مكتب حضرتك وأنت مش موجود وخصوصا
مستر نادر ولما حب يدخل وقولتله اللي قاله آدم بيه اتعصب ودخل ڠصب عني 
مسح عدنان على وجهه بعدم استيعاب وهناك صوتا في عقله يستمر بتأكيد ظنونه له لكنه لا يرغب بالإستماع أليه قبل أن يتأكد بنفسه وخصوصا أن نادر من أقرب الأشخاص لديه فعقله يجد صعوبة في تصديق أنه قد يكون المتسبب في هذا ! 
تمتم بنبرة محتقنة 
إنتي عارفة اللي بتقوليه ده معناه إيه لو طلع صح 
هزت راسها بإيجاب وتمتمت في خفوت 
أنا من رأى نتأكد الأول لأن ممكن يكون ملوش ذنب
استقام من مقعده واقفا وتحدث
إليها بلهجة صارمة ونظرة ثاقبة كلها قوة وجفاء 
لو اللي بنفكر فيه صح يبقى كل حاجة هتظهر أكيد 
المهم انتي هتدخلي مكتبه وهتدوري على الملف ده وهتراقبي كل تحركاته الفترة الجاية في الشركة وهتبلغيني بكل تفصيلة تشوفيها بس من غير ما نخليه يحس نهائي إننا شاكين فيه
اماءت لها ليلى بالموافقة وقالت برسمية 
تحت أمرك 
ابتعد من أمامها وتحرك باتجاه النافذة التي بطول الحائط ووقف أمامها واضعا كلتا قبضتيه في جيبي بنطاله مردفا بتفكير 
خلاص تقدري تتفضلي يا ليلى
تحركت نحو الباب بصمت تام وغادرت وتركته بين تساؤلاته التي تنهش عقله نهش ! 
في مساء اليوم 
يقود سيارته في طريقه إلى قصر الشافعي ويضع هاتفه أمامه يجرى عدة اتصالات بجلنار حتى يطمئن عليها لكن دون إجابة يستمر الهاتف في الرنين وبلا جدوى مرة واثنين وثلاثة والنتيجة نفسها ضيق عيناه باستغراب ممتزج ببعض القلق وعقله لا يتوقف عن توقع السوء 
أدرك أن لا مجال لراحة تفكيره ونفسه القلقة سوى الذهاب والاطمئنان عليها بنفسه 
غير وجهة سيارته واستدار بها عائدا إلى منزله الثاني 
بعد دقائق من القيادة السريعة توقف بالسيارة في المكان المخصص لها داخل المنزل وفتح الباب ثم نزل وقاد خطواته المضطربة نحو الباب الداخلي 
أخرج المفاتيح من
 

55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 202 صفحات