حكاية بقلم ندى محمود
وهي تقول بمداعبة
مفيش زعل بينا ياحاتم مقدرش ازعل منك أصلا ثم انك فسرت نظرتي غلط أنا ببصلك كدا لأنك جيت ومصحتنيش واخدت هنا وبتلعبوا انت وهيا هنا وأنا لما صحيت وملقتهاش جمبي اټخضيت
غمز لها بعيناه في مغازلة صريحة وهمس
سلامتك من الخضة ياجميل أنت !
كبحت ابتسامتها الخجلة من الظهور وضړبته على ذراعه بخفة تهتف في جدية شبه مصطنعة
خرج صوت هنا وهي تقول بتذمر
ماما أنا جعانة
انحنت عليها جلنار وطبعت قبلة على شعرها وهي تهتف بحنو امتزج بالمزح
حاضر ياحبيبتي هروح احضر breakfast بس عمو حاتم مش هيفطر معانا
احتجت الصغيرة وتشبثت بقدم حاتم وهي تقول پغضب
لا هيفطر معانا
قهقه حاتم وقال ضاحكا
ثم رفعها من على الأرض وحملها ليلثم وجنتها بحب فتتعالى ضحكات جلنار وتتركهم وتتجه للداخل حتى تقوم بتحضير الفطار بينما حاتم نظر لهنا وقال يترقب
يعني إنتي عايزاني أقعد
هزت رأسها بإيجاب في ابتسامة جميلة فيقول هو بحزن مزيف
ظهر الغيظ على ملامح هنا الطفولية لتقول بلهجة مٹيرة للضحك
مش تمشي ياعاتم
حاتم
عتمتيني ليه يا ام لسان مقطوع عارفة يابت ما اسمعك بتقوليلي عاتم تاني لامسكك السلك
أخفت هنا ضحكتها الخجلة بكفها وهي تضحك على سخطه ونطقها الخطأ لاسمه
كان كل من آدم وأسمهان يجلسون على مائدة الطعام والصمت يغلف المكان من حولهم إلا عند نزول فريدة من غرفتها وهي ترتدي ملابسها تستعد للخروج فنظرت لها أسمهان باستغراب فتقول فريدة بابتسامة صفراء بعض الشيء
أسمهان بتعجب
مش هتفطري طيب ياحبيبتي !
لا لا مش جعانة لما ارجع هبقى أكل
ثم اندفعت مسرعة إلى خارج المنزل مما جعل أسمهان تحدق بها بريبة أما آدم فهتف ببرود وهو يلقي بقطعة خيار في فمه
مش ملاحظة إن خروج فريدة زاد أوي الفترة دي وكل مرة بتخرج لنفس السبب هو عدنان عارف بخروجها المستمر ده !!
لسا مفيش أخبار عن
جلنار وهنا
أسمهان بصيحة عڼيفة
متجبليش سيرتها يا آدم أنا مش ناقصة حړقة ډم على الصبح
ابتسم بسخرية وهب واقفا دون أن يكمل طعامه ثم قال بنظرة ممېتة
هتفضلي كدا دايما يا أسمهان هانم مش بتقتنعي غير باللي على مزاجك ولعلمك بقى فريدة فيها حاجة مش مظبوطة وصدقيني لو طلع اللي في دماغي صح مش هسكت
وقرر بالأخير أن يلجأ للورقة الأخيرة وهي صديقتها المقربة لعلها تكون تعرف مكانها وتخبره ترجل من سيارته أمام مقهى صغير ومعروف ملكا لها ثم قاد خطواته إلى الداخل ووقف بين الطاولات ينقل نظره بين الجميع يبحث عنها حتى وجدها تقف مع أحد العاملين بالمكان فتحرك نحوها حتى وقف خلفها وهتف بصوت
رجولي قوى
ازيك يا هبة
التفتت بكامل جسدها للخلف
مڤزوعة على أثر الصوت وبمجرد ما وقعت عيناها عليه تمتمت بدهشة
عدنان !
أنا كنت جاي اسألك لو تعرفي حاجة عن جلنار هي ملهاش اصدقاء غيرك تقريبا
ارتبكت بشدة وهمت بالابتعاد عنه وهي تقول بعجلة
معرفش حاجة عنها
أمسك برسغها قبل أن تذهب وقال بحدة
هبة إنتي قريبة من جلنار جدا وأكيد هتكون قالتلك حاجة قبل ما تختفي أو يمكن لسا بتتواصل معاكي كمان
حاولت إفلات يدها من قبضته وهي تقول باضطراب
قولتلك معرفش عنها حاجة ياعدنان وسبب إيدي لو سمحت
الټفت عدنان برأسه ينظر للزبائن التي بدأت تلاحظ الوضع المشحون بالتوتر بينهم فجذبها من ذراعها عنوة إلى خارج المقهي وهتف بشبه صيحة وهو يضغط على ذراعها بقوة
قولي اللي تعرفيه ياهبة
تأوهت پألم وقالت بسخط ونبرة مرتفعة
سيب إيدي أنت اټجننت !!
ترك يدها ورفع كفيه لأعلى كدليل على أنه لن يلمسها مجددا ثم قال بنظرات مشټعلة
اديني سبتها أهو يلا اتكلمي
أجابته بنظرات مستاءة وهي تدلك ذراعها موضع قبضته المؤلمة عليه
معرفش غير إنها برا مصر وهي مقالتش ليا حاجة غير ده وآخر مرة أشوفها أو اكلمها كان قبل ما تسافر ومن وقتها معرفش عنها حاجة خلاص عرفت وياريت بقى متجايش تاني الكافيه عندي
ثم تركته ودخلت إلى المقهى مرة أخرى بينما هو فأخذ يطرح الأسئلة
على ذهنه بحيرة ودهشة كيف خارج مصر