الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 44 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


تماما فأمسكت به وأجابت على المتصل الذي كان نادر 
أيوة يانادر 
نادر بمغازلة 
وصلتي كويسة ياحبيبتي 
هتفت في هدوء لا يتناسب مع وضعها أبدا 
إنت مش قولتلي إنك هتتصرف مع الحقېرة اللي اسمها جلنار وتخلصني منها نهائي 
هي رجعت ولا إيه !!! 
سألها باستغراب ودهشة فهتفت هي بانفعال بدأ يظهر في نبرة صوتها 

أيوة هتساعدني ولا اتصرف معاها واخلص منها لوحدي
نادر بحيرة وعدم فهم 
طيب فهميني حصل إيه الأول !
فريدة بصيحة مرتفعة وعصبية 
من غير ما يحصل زفت أنا خلاص جبت أخري منها وهخلص منها بأي شكل كان 
طيب خلاص اهدي ياحياتي وسيبهالي أنا وهريحك منها تماما
أخرجت زفيرا حارا وبعيناها نظرات كلها وعيد وغل وكلما تتذكر صڤعتها لها تشتعل أكثر من الغيظ 
توقفت السيارة أمام ڤيلا صغيرة لكنها مذهلة تحيط بها من جميع الجهات حديقة ارضها كلها عشب أخضر والأشجار العالية تزيد من جمال المنزل 
نزلت جلنار أولا من السيارة وقادت خطواتها السريعة للداخل ووجهها الابيض يعطي لونا أحمر من فرط الڠضب بينما الصغيرة فنزلت من السيارة وقفزت بفرح وهي تهتف 
هييه أخيرا ردعنا رجعنا بيتنا 
التفتت إلي أبيها الذي فتح حقيبة السيارة ليخرج حقائب سفرهم واقتربت منه لتقف بجواره وتقول بنظرات عابسة 
بابي إنت هترجع عند نينا تاني 
عدنان بهدوء وهو يخرج الحقائب ويضعهم على الأرض 
لا ياحبيبتي هروح الشغل 
حدقته بعينان راجية وتمتمت برقة تذيب القلب 
خليك معانا بليييز 
خفض نظره إليها وابتسم بحنو ثم انحنى عليها ومد يده يملس على شعرها بلطف ويقول بصوت ينسدل كالحرير
ناعما 
مش هينفع يابابا لازم اروح الشغل بليل أول ما اخلص هاجي تاني 
هنا زامة شفتيها بحزن 
وعد ! 
وعد ياهنايا يلا ادخلي جوا وأنا هجيب الشنط واجي وراكي
هزت رأسها بالموافقة في وجه ظهرت عليها الابتسامة المشرقة فور حصولها على الوعد منه واستدارت وهرولت راكضة للداخل بينما هو فحمل الحقائب وسار بهم
خلفها 
دخل المنزل واتجه إلى أعلى حيث غرفة نومه فتح الباب بقدمه ودخل ثم وضع الحقائب على الأرض واغلق الباب ووقف
لثلاث ثواني بالضبط يتطلع لجلنار الجالسة على فراشها وساقيها تهتز پعنف كدليل على سخطها الشديد ثم تحرك بخطواته الواثقة نحوها وانحنى عليها يهمس في نظرة قوية وصوت خشن 
اللي حصل ده ميتكررش تاني فاهمة ولا لا ! 
وكأنه سكب الماء على الڼار فزاد من اشتعالها حيث اڼفجرت به صائحة في شراسة 
صدقني ده ولا حاجة لو غلطت فيا تاني سعتها مش هيكون مجرد قلم لا ده أنا هخليها 
جز على أسنانه بغيظ مكتوم وهتف بهدوء ما قبل العاصفة مقاطعا إياها 
صوتك ميعلاش 
صړخت بأعلى نبرة لديها 
وميعلاش ليه جاي تحاسبني وتقولي اللي حصل ده ميتكررش المفروض القلم ده كنت إنت اللي تدخولها مش أنا بعد اللي قالته لكن إزاي دي حبيبة القلب وقلبك ميطاوعكش تمد أيدك عليها لكن جلنار عادي مش كدا 
أجابها بخفوت مريب وهو يحاول تمالك أعصابه 
جلنار أنا هادي معاكي متخلنيش اتعصب عارف وسمعت اللي قالته فريدة وليها حساب معايا لما ارجع البيت فبلاش تنرفزيني عليكي عشان أنا على أخري أساسا 
ضحكت بخفة في استهزاء ثم وقفت على قدميها وتحركت نحوه حتى أصبحت شبه ملتصقة به فمدت سبابتها إلى وجهه تمررها على وجنته نزولا إلى لحيته وتهمس بنبرة تحمل في طياتها الوعيد وبعين مظلمة وثاقبة كعينه تماما 
لا وعلى إيه أنا خدت حقي خلاص بنفسي وعرفتها قيمتها وقريب أوي هاخد حقي وحق بنتي من الكل وأولهم إنت وبعديك علطول هتكون أسمهان هانم أصلها أذتني أوي وليا حساب تقيل معاها خلاص جلنار الضعيفة والمکسورة مبقتش موجودة من هنا ورايح اللي هيفكر إنه يدوس عليا أنا أو بنتي هنسفه من على وش الأرض 
صمتت للحظة ثم استأنفت حديثها بخبث وابتسامة جانبية كلها نقم 
مشكتلك إنك مستهون بيا بس عندك حق أنا اللي كنت ساذجة وضعيفة وسمحتلك تذلني وتهيني وتهمشني لغاية ما وصل الوضع بيا لكدا بس اوعدك إني
هغيرلك نظرتك الخاطئة عني دي
شدد من ضغطه عليها وهو يقربها منه أكثر كأنه يثبت لها ملكيته عليها وأنها ستظل ملكيته الخاصة طالما يريد هذا أكمل همسه بنبرة مثلجة ومستنكرا تهديداتها 
دي عشان حذرتك كذا مرة متلمسنيش 
أيقظت الۏحش النائم وآخر كلماتها استفزته بشدة قد كان يجاهد أن يبقى هادئا بكل مرة تظهر فيها نفورها منه بكلمتها متلمسنيش لكن فاض الكيل جذبها إليه للمرة الثانية منحنيا على وجهها وهذه المرة كان على وشك أن ينقض عليها ليعاقبها على كلمتها التي تكثر منها عمدا حتى تستفزه وليشبع شوقه إليها الذي لم يستطيع إنكاره منذ اللحظة التي وجدها فيها بعد غياب لشهرين وأكثر لكن
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 202 صفحات