الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 40 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


فريدة تخرج من الباب الخلفي للسيارة وهي ترتدي نظارة شمس وملابسها الفخمة وتتجه نحو الداخل فابتسمت أسمهان بمكر وهي تهمس 
كان لازم تاخدي حذرك الأول قبل ما تعرفي بتلعبي مع مين يابنت الخدامة استحملت قرفك كتير عشان ابني بس لغاية هنا وكفاية جهزي نفسك عشان الأيام الجاية دي آخر أيامك في العز وبعدين هترجعي للشارع والژبالة اللي جيتي منها 

ثم دخلت إلى الداخل مجددا والتقطتت هاتفها تحاول اجراء اتصال بابنها المختفى منذ أيام وبعدما أتاها نفس الصوت الذي يخبرها بكل مرة أن الهاتف مغلق تأففت بقوة وصاحت في سخط امتزج بالقلق 
روحت فين بس ياعدنان ! ياخوفي لتكون لقيت اللي ما تتسمى بنت نشأت !
وصلت زينة إلى منزل خالتها بعدما طلبت منها أن تمر عليها وهي ذاهبة للمنزل لبت طلب خالتها على مضض حينما توقعت نوع الحديث الذي تريد مشاركتها فيه فهي منذ أيام تحاول التعافي من مشاعرها الوهمية وليست في حالة تسمح لها بالانخراط مجددا في أوهامها أو مجرد لمعة أمل بسيطة تدفعها إليها خالتها بكلماتها التي لا فائدة منها 
خرجت أسمهان من غرفتها فور رؤيتها لابنة أختها واستقبلتها بحرارة وحب كعادتها بينما زينة فكانت جامدة لا تظهر أي معالم حتى أنها لم تتجول بنظرها في المنزل بحثا عنه ككل مرة تذور منزل خالتها فيه مما أثار الشك في نفس أسمهان التي جذبتها من ذراعها واجلستها على
الأريكة وسألتها بريبة 
مالك يازينة ! 
مليش ياخالتو مرهقة شوية بس 
سكتت أسمهان لبرهة من الوقت وهي تمعن النظر في ملامحها تحاول توقع سبب ضيقها وبؤسها فهتفت بترقب 
آدم زعلك في حاجة !! 
رمقتها زينة بيأس وتمتمت لأول مرة بصوت مبحوح دون خجل أو ارتباك كعادتها 
خالتو بليز متكلمنيش عن آدم أنا وإنتي عارفين إنه مبيحبنيش ومش هيحبني 
تنهدت أسمهان وقد ظهرت القوة على ملامحها فقالت بنظرة جانبية لئيمة 
ومين قالك إنه مبيحبكيش !
وقع أثر جملتها على أذنها وقع الرعد حيث حدقت بخالتها في صدمة امتزجت بالفرحة الداخلية والأمل الذي سرعان ما عاد يلمع في عيناها وهي تهتف بتلهف
وعدم تصديق 
هو قالك إنه
بيحبني ! 
ضحكت أسمهان وقالت بهدوء في نظرة تنضج بالخبث 
مقالش وحتى لو مبيحبكيش بس أنا عارفة ابني كويس وعارفة هو بيعزك إزاي يعني لو استغليتي النقطة دي لصالحك هتكسبي قلبه بسهولة وآدم مش زي عدنان خالص آدم بأبسط الأشياء والأفعال تقدري تكسبيه وتخليه يحبك 
انطفأ اللمعان في عيناها من جديد واجفلت نظرها أرضا بحزن متمتمة 
أنا مش في باله أساسا ياخالتو وخلاص مبقيش عندي طاقة أحاول تاني حاسة إني بهين نفسي ومش بعيد يكون بيحب واحدة تاني عشان كدا مش ملتفت ليا خالص 
أسمهان بحزم ونبرة جادة 
وفكرك إني هقبل إنه يتجوز واحدة غيرك
زينة بابتسامة منطفئة 
أنا اللي مش هقبل لو مكنش بيحبني 
أسمهان بثقة وعينان كلها خبث 
هيحبك متقلقيش 
لم تنظر لخالتها فقط استمرت في التحديق بالفراغ أمامها في بؤس وتحاول منع الأمل من التمكن منها من جديد حتى لا تعطى لنفسها آمال واهنة مبنية على حججة وهمية ! 
رنين الهاتف لا يتوقف منذ لحظات وهو منشغل بآخر التجهيزات لافتتاح معرضه الذي سيكون بعد يومين لكن الرنين الصاخب يشتت ذهنه وبدأ يزعجه فترك ما بيدها واتجه نحوه والتقطه وكان على وشك أن يجيب على المتصل
بعصبية وانفعال لكنه هدأ فور رؤيته لاسم أخيه يصدح على الشاشة أجاب مسرعا وتمتم 
إيه الأخبار يا Boss 
عدنان بصوته الخشن 
أنا وصلت مصر وجاي في الطريق إنت فين 
آدم باندهاش بسيط 
وصلت مصر ! طيب اتصل بيا حتى وقولي على العموم أنا في المعرض 
جبت سيرة لماما ولا فريدة على حاجة 
هتف آدم ضاحكا بخفة 
عيب عليك أصلا ماما كل يوم بتسألني عليك وأنا بسببك هتحدف في ڼار جهنم من الكدب اللي بكدبه عليها 
ثم استكمل وهو يسأله بجدية واهتمام هذه المرة 
المهم طمني جلنار وهنا كويسين 
كان يقف مستندا بظهره على السيارة فالټفت برأسه للخلف حيث كانت جلنار تجلس في المقعد المجاور لمقعده الخاص بالقيادة بينما صغيرته فقد غفت بالمقعد الخلفي ونامت عاد يشيح بنظره عنهم وأجاب على آدم 
كويسين استناني في البيت عشان عايز نتكلم شوية 
آدم باقتصاب بسيط ممزوج بمرح 
لازم دلوقتي ! 
انتصب عدنان في وقفته والټفت حول السيارة ليفتح باب مقعده ويجيب على أخيه بصرامة 
دلوقتي يا آدم سلام 
اغلق الاتصال واستقل بالسيارة بجوارها وسط نظراتها الدقيقة له وهي تقول بخفوت 
آدم ده 
رد عليها دون أن ينظر لها في صوت أجش 
امممم هنروح عند ماما الأول عشان تشوف هنا وبعدين هوديكي البيت 
اشتعلت نيران
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 202 صفحات