الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 37 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


في مقعدها تقول بفرحة 
هييييه
بينما هو فحدقها بنظرة مشټعلة وهتف 
مين اللي قال هتروحوا !
جلنار ببرود يماثل بروده معها منذ قليل 
أنا قولت ! وبعدين حتى هنا عايزة تروح وفرحت أهي إيه هتكسر بنفس بنتك !
عض على شفاه السفلى محاولا تمالك أعصابه وهمس في غيظ 
ده أنا اللي هكسر دماغك
وثبت الصغيرة على مقعد والدها وهي تعانقه من الخلف وتقول برجاء 

نروح عند خالتو يابابي اردوك أرجوك 
نظر مطولا لابنته فلم يتمكن من المقاومة أمام نظراتها المستعطفة والحاحها فقال بمضض 
ماشي ياحبيبتي خلاص هنروح
اشاحت جلنار بوجهها للجانب الآخر تخفي ضحكتها الشامتة والخبيثة بكفها ثم رجعت برأسها نحوه بعدما انطلق بالسيارة وقالت في خفوت مستفز 
سوق على مهلك يا بيبي
رفع حاجبه مستنكرا كلمتها الأخيرة ورمقها بنظرة متوعدة وهو يتمتم بصوت منخفض سمعته 
ماشي لما نرجع بس اصبري عليا
ابتسمت في عدم مبالاة وتمتمت لنفسها في نشوة ووعيد ماكر 
أنت لسا شفت حاجة دي البداية بس !
ثم التفتت برأسها مرة أخرى إلى ابنتها وظلت تتحدث معها وتضحك وهي تشاكسها بينما هو فيتابعهم بعيناه في مرآة السيارة العلوية يتأمل ضحكهم واندماجهم الجميل الذي يدخل السرور على قلبه ودون أن يشعر انحرفت شفتاه قليلا لليسار مفترة عن ابتسامة دافئة ومحبة !! 
خرجت من الحمام وهي تلف حول جسدها منشفة كبيرة وتمسك بمنشفة صغيرة أخرى تجفف بها شعرها بعد لحظاتها الغرامية مع عشيقها السري وبينما تسير في اتجاه المرآة رفعت نظرها بتلقائية فارتدت للخلف في زعر عندما رأت عدنان أمامها يقف عند الباب ويطالعها بعيناه المرعبة والمعاتبة فرت من عروقها واحست بأنها ستفقد وعيها بعدما ظنته لوهلة حقيقيا لكن سرعان ما اختفى شبحه من أمام عيناها التقطت أنفاسها المتسارعة في
فزع وألقت بالمنشفة الصغيرة على الفراش ثم شرعت في ارتداء ملابسها فورا حتى تغادر وبعد انتهائها سمعت صوت رنين هاتفها فأجابت بصوت جاهدت في أظهاره طبيعيا 
خير ياسمير !
أجابها الآخر في مكر وشيطانية 
الست أسمهان هانم طلبت مني النهاردة اراقبك وإنتي خارجة وأنا عملت الواجب
يبدو أن اليوم هو يوم الصدمات المخيفة هتفت في ارتعاد 
قولتلها إيه انطق !!
اطمني ياست الكل قولتلها إنك في النادي روحتي تشوفي واحدة صحبتك
فريدة بانفعال 
غبي ممكن تبعت حد على هناك عشان تتأكد ده لو مرحتش هي بنفسها اقفل اخلص خليني ارجع قبل ما تعملي مشكلة الحرباية دي
أنهت معه الاتصال ووضعت الهاتف في حقيبتها ثم اندفعت إلى الخارج وكان نادر يجلس على الأريكة أمام التلفاز ينتظرها حتى تخرج من الحمام وعندما وجدها قد ارتدت ملابسها ومستعدة للرحيل فقال بحيرة وهوويهب واقفا ويقترب منها 
رايحة فين !
فريدة 
ماشية يانادر اتأخرت أوي وأسمهان مش هتجبها لبر معايا بعتت سمير ورايا عشان يراقبني والغبي معرفش يتصرف ولو مرجعتش دلوقتي ممكن كل حاجة تتكشف 
تأفف بقوة في حرارة ثم أجابها بخنق مغلوبا على أمره 
تمام يافريدة خلي بالك من نفسك ولما توصلي كلميني وطمنيني
انحنت برأسها عليه وخطفت قبلة سريعة من وجنته متمتمة بعجلة في ابتسامة عاشقة 
حاضر ياحبيبي هكلمك سلام
أنهت جملتها واندفعت إلى خارج المنزل بأكمله ومنه إلى المقعد الكهربائي حتى ينزل بها للطابق الأرضي بينما هو فظل واقفا بأرضه ورفع كفه إلى شعره يمسح عليه بحنق 
خرجوا من إحدى البنايات بعد زيارتهم للطبيب الخاص بجدتها وكانت فوزية تستند عليها وتقول الأخرى بمشاكسة 
أنا مش فاهمة إيه اللي
بيعصبك بس يازوزا الدكتور قالك بلاش العصبية وإنتي برضوا مفيش فايدة حد معاه ملاك زي ويتعصب
فوزية بشيء من العصبية 
بت متنرفزنيش اكتمي خالص ومسمعش حسك 
قهقهت بخفة وقالت في نبرة شبه جادة
أنا هروح اجيب العلاج من الصيدلية دي وجيالك استنيني هنا يازوزا
هزت رأسها بالإيجاب بعدم حيلة وتابعتها وهي تتجه نحو الصيدلية فبقت واقفة للحظات طويلة بانتظارها وعندما تأخرت فكرت بأن تذهب وتشير لسيارة أجرة إلى حين خروجها سارت بخطواتها الهادئة إلى الشارع وتلفتت حولها تتابع حركة السيارات منتظرة أن يخف اكتظاظها قليلا وعندما وجدت الفرصة فسارت بسرعة تعبر الطريق ولكن فجأة كان هناك سيارة تسير مسرعة وقبل أن تصطدم بها توقفت بقوة كادت فوزية أن تسقط من أثر الصدمة وباللحظة التالية فورا نزل منها شاب في منتصف عقده الثالث وركض نحوها يمسك بذراعها هاتفا بزعر 
إنتي كويسة يا حجة
فوزية بصوت خاڤت به بعض الزعر 
كويسة يابني الحمدلله متقلقش 
آدم باعتذار ونظرات مرتعدة 
أنا آسف جدا والله مخدتش بالي 
ولا يهمك يابني حصل خير
خرجت مهرة من الصيدلية ووقفت تبحث بنظرها عن جدتها وإذا بها تجدها تقف ويمسك بذراعها شاب ويبدو على ملامحها الزعر وأنها كانت على وشك الاصطدام بسيارة فهرولت راكضة نحوها غير مكترثة بحركة السيارات وعندما وصلت
 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 202 صفحات