الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 25 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز

 

تململت في فراشها بانزعاج بسيط فابتعد فورا عنها حتى لا يوقظها وانتظر للحظات قصيرة حتى تعمقت في النوم من جديد وعاد يطبع قبلته الأخيرة على وجنتها بعمق وعلى شفتيه ابتسامة أبوية حانية ثم استقام واقفا على قدميه ورفع أنامله مجففا دمعته ليعود لطبيعته الشامخة والقوية في لحظة قبل أن يغادر غرفة صغيرته 

دخلت جلنار غرفتها وجلست على فراشها وهي تطرق بحذائها على الأرض في عڼف وبيدها تمسح على وجهها زافرة بعصبية محاولة تمالك نفسها حتى لا تنزل دمعة واحدة منها فتظهر ضعيفة أمامه 
نزعت ذلك الشال الذي ېخنقها أكثر والقت به بانفعال على الفراش في عشوائية متأففة بقوة وفجأة انفتح الباب على مصراعيه ودخل هو ثم اغلقه خلفه استقامت على قدميها تقف أمامه بشموخ فوجدته يتحرك نحوها بخطواط بطيئة ونظرات لا تبشر بخير أبدا حتى أصبح أمامها تماما وتمتم بصوت بعث القليل من الرهبة في نفسها 
مين الحقېر اللي كان موجود برا ده ! 
ابتسمت ببرود قاصدة استفزازه وتمتمت بنبرة مثلجة 
انهي واحد فيهم أصل كان في حقراء كتير برا وفي واحد منهم لسا واقف قدامي أهو 
متخلنيش اوريكي الحقارة اللي على حق ياجلنار هروبك ببنتي واختفائك طول الفترة دي كوم وجودك مع راجل غريب وسماحك
ليه إنه يلمسك ويقربلك دي كوم تاني عارفة لو طلعتي ب 
صړخت به بعصبية وهي تحاول أفلات شعرها من قبضته 
هتعملي إيه يعني هااا هتقتلني مثلا ! 
يعني هو صح إنتي بټخونيني !!! 
تمكنت أخيرا من الأفلات من قبضته وصاحت به پهستيريا 
هو إيه اللي صح ! إنت مچنون ومريض نفسي أنا لو عايزة اخونك هقولهالك في وشك ومش هخاف منك لكن مش أنا اللي أعمل كدا حاتم صديق ليا من واحنا صغيرين وأنا اللي طلبت منه إنه يساعدني وهو ساعدني في السفر لهنا
وساعدني في كل حاجة حتى البيت ده بيته كان خير صديق وأخ ليا
عارف يعني إيه تكون حاسس بالآمان مع حد غريب عنك أنا عمري ما حسيت بالآمان لا معاك ولا مع بابا وده كله ولسا بتشك فيا وبتقولي بخونك ياخي اتقي الله بقى وارحم نفسك وارحمني 
انتبه لملابسها فتجاهل كلامها كله وهتف بغيرة ظاهرة في عيناه 
إيه اللي لبساه ده ! إزاي تطلعي بالشكل ده قدام ال اللي كان موجود برا ده 
اطالت النظر في وجهه بجمود تام وهي تجز على أسنانها بغيظ وقالت بصوت قوي 
اطلع برا يا عدنان مش عايزة اشوفك مش طيقاك
حقيقي 
عارفة لو شفتك لابسة البتاع ده قدام حد تاني قولي على نفسك يارحمان يارحيم ياجلنار 
ابتلعت ريقها بقلق واضطراب بسيط وهي تحملق بعيناه التي تظهر فيها علامات الغيرة الحقيقية ثم سمعته وهو يكمل بصوت الخشن 
و اللي اسمه حاتم ده انسيه تماما ومش عايز اشوفك بتتكلمي معاه مجرد كلام فاهمة ولا لا وإلا قسما عظما اخليكي تشوفي النجوم في عز الضهر يابنت الرازي
ثم عاد ينزل بنظره مرة أخرى إلى ذلك الفستان الذي ترتديه ثم دفعها بعيدا عنه بنفور مزيف وهتف بقسۏة 
وغيري القرف اللي لابساه ده 
شعرت بالراحة عندما حررها من بين براثينه وتمتمت بقرف وهي تفتح الخزانة وتجذب من ملابسها ما تجده أمامها وتتجه نحو الحمام متمتمة بقرف 
هو فعلا مقرف زي اللي جايبه 
ثم دخلت الحمام وأغلقت الباب واستمرت في التمتمة المرتفعة نسبيا والتي وصلت لمسامعه في الخارج فسمعته وهو يهتف بصوت غليظ 
من غير برطمة
نزلت الدرج بهدوء حتى وصلت لآخر درجاته ووقفت تهتف محدثة أسمهان التي تجلس على مقعد وثير وبيدها كتاب تقرأ به 
هو عدنان فين ياماما 
أسمهان ببرود 
ومسألتهوش ليه قبل ما يطلع ! 
اصل كنت تعبانة شوية ونمت ويدوب دلوقتي اللي صحيت 
لوت أسمهان فمها باستنكار وقالت بعدم اكتراث وهي تعيد نظرها إلى الكتاب مرة أخرى 
جاله تلفون فجأة وطلع على فوق غير هدومه ونزل ومشي ومردش عليا حتى لما سألته رايح فين
ضيقت فريدة عيناها باستغراب وظلت مكانها تفكر بتدقيق محاولة تخمين السبب الذي يجعله يخرج هكذا مهرولا وسرعان ما ظهرت علامات الدهشة على محياها وهي تقترب من أسمهان وتقول 
معقول يكون عرف مكان جلنار 
ألقت أسمهان الكتاب من يدها پعنف وصاحت في انفعال 
متجبليش سيرة المقرفة دي ان شاء الله تكون غارت في داهية ولا ماټت وريحتنا منها 
هتفت الأخرى بتمنى ونظرة مستنكرة أمنية أسمهان 
ياريت بس هو اللي زي دي بيحصلهم حاجة دي بسبع أرواح 
تأففت أسمهان بخنق وامسكت بكتابتها مرة أخرى تعيد القراءة من جديد محاولة عدم التركيز على الجملة التي نطقت بها تلك الجالسة بجوارها حول معرفة عدنان لمكان زوجته ! 
خرجت من الحمام بعد أن بدلت
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 202 صفحات