الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 22 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


المنضدة الصغيرة التي بجانب الأريكة وتصنع تجاهله لها تماما حتى وجدها تجلس بجواره وهي تهتف بأسف 
أنا آسفة يا عدنان اوعدك إنها مش هتتكرر تاني 
رمقها بنظرة دبت الړعب في أوصالها وقال بشراسة 
أنا مش هنتظر منك
توعديني يافريدة إيه اللي حصل امبارح ده واللي كنتي بتعمليه وخروجك من غير أذني مش هيتكرر ڠصب عنك لأن لو حصل واتكرر أنا مش مسئول عن تصرفاتي بعد كدا 

هتفت بنظرات مستاءة ووجه يعطي احمرار مريب 
أنت بتتصرف معايا بالطريقة دي ليه ياعدنان أنت عمرك ما عاملتني كدا أكيد بسبب الحقېرة اللي اسمها جلنار 
مسح على وجهه وهو يزفر بحنق ثم أجابها بنظرة قوية 
إنتي عارفة إنك بنسبالي متتحطيش في مقارنة لا مع جلنار ولا غيرها لكن إنتي اللي شكلك مش قادرة تتقبلي خطأك وإنك لازم تتعاقبي متقارنيش نفسك بحد إنتي غلطتي وكان لازم تتعاقبي 
تنفست الصعداء وهي بداخلها تشتعل بنيران الڠضب أتت للإعتذار منه فقط حتى تحافظ على المتبقى من علاقتهم بالنسبة لها إلى حين تتخلص منها ومنه نهائي 
خرجت صوتها مكتوم بالغيظ 
واللي عملته معايا إمبارح مكنش عقاپ كفاية بنسبالك !! 
عدنان بحزم 
انفعالي عليكي امبارح إنتي السبب فيه لأنك استنفذتي كل طاقة صبري على تصرفاتك في الفترة الأخيرة 
فريدة بوجه محتدم 
وعقابك ليا ده هيستمر لغاية إمتى ! 
عدنان بجفاء وبرود 
لغاية ما احس إنك اتعلمتي من غلطك واشوفك بتنفذي اللي قولت عليه 
لم تبذل أي مجهود في محاولة استعطافه أو جعل قلبه يلين لها قليلا رغم معرفتها أنها إذا حاولت وبمجرد كلمات بسيطة منها ستنجح في الأمر لكنها لم تهتم كثيرا للحصول على مسامحته أو غيره من الأساس استقامت واقفة وقالت بمضض 
انا هطلع اوضتي لو احتجت حاجة انده عليا 
ثم اندفعت من المكتب بسرعة وهي عبارة عن جمرة من النيران الملتهبة ولا تتوقف عن الوعيد لتلك المدعوة بجلنار !! بينما هو فظل يحملق على اثرها وهو يغضن حاجبيه بحيرة من أمرها !! 
عبر آدم من بوابة الشركة واتجه إلى المصعد الكهربائي واستقل به ثم ضغط على زر الصعود للطابق الثالث حيث يوجد مكتبه ومكتب أخيه لحظات عابرة وتوقف المقعد ثم انفتح الباب ليخرج ويتجه نحو مكتبه لكنه لمح نادر وهو يقف أمام باب مكتب أخيه ويهم بفتحه للدخول فغير وجهته فورا وتحرك نحو مكتب أخيه وهتف بصوت مرتفع بعض الشيء 
نادر ! 
تصنم الآخر بأرضه وأخذ نفسا عميقا قبل أن يلتفت له بجسده كاملا وهو يبتسم ببرود فوقف آدم أمامه وقال بخشونة 
خير واقف عند مكتب عدنان ليه 
نادر بنبرة ممتعضة 
كنت داخل احط الملفات دي على مكتبه عشان لما ياجي يشوفهم 
آدم بصرامة 
تقدر تدهاني أنا وهوصلها ليه متقلقش 
ابتسم نادر بسخرية وقال بضجر 
هو في إيه بظبط يا آدم أنت مضايق مني في حاجة وأنا معرفش !! 
أجابه بشموخ واضعا كفيه في جيبي بنطاله وهتف بصراحة مألوفة عليه دون أن يتردد لحظة في نطق أي كلمة سيقولها 
في إني مش مستلطفك يانادر ولا طايقك وده من غير أي سبب سبحان الله وأنا لما يكون مش مستلطف حد يبقى أكيد الشخص ده مش تمام فخليك حذر عشان أنا عيني عليك ومكتب عدنان طول ما هو مش موجود يبقى الافضل متدخلهوش خالص 
ثم أخرج كفه من جيب بنطاله ورتب على كتف نادر بابتسامة باردة وهو يقول بنظرات ذات معنى 
يلا روح كما شغلك يابشمهندس 
ثم استدار وعاد يتجه نحو مكتبه مرة أخرى بينما نادر فظل واقفا وهو يتابعه بعيناه الملتهبة ويهتف بنظرة شيطانية 
شكلك مش هتجبها لبر معايا يا ابن الشافعي
في مساء ذلك اليوم 
عن منامة بعينها وسط الملابس وقعت يداها على فستان من اللون الذهبي طويل وبحاملات رفيعة ومن الخلف لديه فتحة ظهر واسعة أما الامام فينزل بشكل مستقيم في منتصف الصدر ليظهر جزء ليس صغير منه تجمدت يداها وهي تحدق به لا تعرف لماذا أخذته
معها حين غادرت المنزل ولكنها لن تنسى حين أهداه لها بمناسبة عيد ميلادها منذ سنتين وكيف فرحت أنه تذكرها بشيء وسط إهماله الدائم لها 
أحست بتسارع نبضات قلبها وتمتمت باستحياء بسيط ورقة 
ميرسي ياعدنان شكله جميل
أوي وعجبني جدا 
أنا مش قادر أشيل عيني من عليكي 
انتشلها من شرودها صوت رنين الهاتف الصاخب نظرت لنفسها پصدمة فكأنها كانت بعالم آخر لا تشعر بشيء نفضت عن رأسها تلك الذكرى وأفكارها كلها ثم أمسكت بالهاتف وأجابت على المتصل بصوت خاڤت 
أيوة ياحاتم 
عاملة إيه ياجلنار 
سؤال بالتوقيت المناسب تماما وليتها تتمكن من الإجابة عليه بصدق لكنها ستؤثر الرد التقليدي على سؤال كهذا
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 202 صفحات