حكاية بقلم ندى محمود
مهد صغير وخزانة عصرية من اللونين الأبيض والأسود معا والوان الحوائط ملائمة تماما لصبي حتى أن الغرفة امتلأت بالالعاب من قبل قدومه كل شيء كان كما تمنت بالضبط وأثاث الغرفة على ذوقها تماما
اغروقت عيناها بالعبارات واستدارت له لا إراديا ترتمي بين ذراعيه هاتفة من بين دموعها بصوت مبحوح
الأوضة لو فيها أي حاجة مش عجباكي وعايزة تغييرها براحتك
تؤتؤ كل حاجة حلوة أوي وأجمل مفاجأة بجد ياعدونتي
ضحك
ورد بشوق وحماس
طيب جهزي نفسك إنتي وهنا بقى بليل عشان نرجع البيت
عبست قليلا وقالت برقة ونظرة كلها حنو
طيب خليها بعد يومين يعني مثلا بعد فرح آدم يكون بابا بقى كويس وبعدين نرجع لأني مش هقدر اسيبه دلوقتي
زهقت ياجلنار ووحشتيني أوي إنتي وهنا ده أنا ما صدقت خلصت البيت عشان اخدك وترجعي
عشان خاطرك بس يارمانتي هستحمل شوية
بتمام الساعة السابعة مساءا
انفتح الباب ودخل عدنان ليقابل صوت أخيه وهو يقول لأمه مازحا
أهو الباشا شرف أخيرا يا أسمهان هانم
ليه اتأخرت كدا ياحبيبي
تقدم منها وانحنى عليها يقبل رأسها بدفء متمتما
معلش ياماما كان معايا شوية حجات
خلصتهم وجيت علطول والله
أردف آدم بمرح
احنا لينا ساعتين مستنينك عشان العشا المفروض تراعي إني عريس ولازم اتغذى كويس
رمقه بحاجب مرتفع ثم هدر باسما بنبرة ذات معنى
قهقه عاليا وأجاب بلؤم وهو يوجه الحديث لأمه
عندما تتحدث الخبرة !
تنفست أسمهان الصعداء بعدم حيلة وهي تضحك ثم صاحت منادية
هاتي ياسماح العشا يلا
والله واتجمعنا من تاني على سفرة واحدة ياولاد الشافعي ربنا يخليكم ليا ياحبايبي ويحفظكم وما يفرق بينا أبدا
ويخليكي لينا ياست الكل
بعد مرور يومين وتحديدا بالليلة المنتظرة والموعودة ليلة الزفاف
كان يجوب الطرقة
إيابا وذهابا أمام الغرفة لا يطيق الانتظار حتى يدخل ويراها وبين كل لحظة والأخرى يطرق طرقة قوية على الباب في محاولة منهم للاستعجال عند الطرقة الأخيرة فتحت جلنار الباب له ووقفت كالسد المنيع تقول بحزم
آدم متوسلا
خليني ادخل أشوفها لحظة واحدة ياجلنار
جلنار برفض قاطع وعدم تأثر بتوسله
مينفعش هي خلاص خمس دقايق وتخلص اصبر بقى
تأفف بصوت عالي ويأس وهمت هي بأن تغلق الباب وتدخل لكن سألته باهتمام وحماس
عدنان فين يا آدم
أجابها بحنق ولا مبالاة
مع هنا تحت
اتسعت بسمتها الغامضة بالنسبة له ودخلت الغرفة ثم أغلقت الباب لتتركه بالخارج يتحرق شوقا لرؤية زوجته وهي بفستان الزفاف !
مش مصدق إنك خلاص بقيتي مراتي يامهرة أخيرا ياحبيبتي
ردت هي بصوت خاڤت يملأه الحياء برغم عبارتها التي تحوي على بعض من الجرأة
وأنا فرحانة أوي يا آدم
ابتعد عنها ودنى منها يلثم جبهتها ووجنتيها وهو يتمتم
إيه الجمال ده بس أنا مش قادر اشيل عيني من عليكي
تطرقت رأسها أيضا وهي تضحك بخجل بينما
هو فتابع بمرح يملأه مكره
ما تيجي نروح على بيتنا ونسيبنا من الفرح والكلام الفارغ ده احنا مش خلاص كتبنا الكتاب واتجوزنا كفاية بقى
انتشلهم من بين لحظاتهم الأولى والغرامية طرق الباب مصحوبا بصوت سهيلة صديقتها وهي تقول بضحكة مكتومة وكأنها متعمدة قطع لحظاتهم معا
يلا ياعرسان المعازيم مستنين تحت
تأفف بعدم حيلة ثم قال مازحا
إيه رأيك نلغي الفرح خالص يامهرتي
انطلقت ضحكتها عاليا ليدنو هو منها ويلثم جانب ثغرها بلطف
انطلقت من هنا صيحة وهي تهز قدم أبيها هاتفة
بابي مامي جات أهي
رفع نظره إلى حيث تشير ابنته بأصبعها فاستقر نظره على زوجته وهي تسير نحوهم بدلال غائصة في ثوبها الأسود الذي جعلها أثنى صاړخة الجمال نزل فكه للأسفل بانبهار فلم يكن يتوقع أنها ستظهر لهم بكتلة الجمال المرهقة للأعصاب تلك وكأن بطنها المرتفعة لم تزيدها إلا جمالا بذلك الثوب الأسود وشعرها الذي يتلائم مع لون الثوب
مال على أذن ابنته وهمس بعين لا تحيد عن زهرته الحمراء
مامي احلى من العروسة نفسها ياهنون بس اوعي تقولي لعمو آدم كدا
ضحكت الصغيرة وهزت رأسها بالموافقة ثم سألت بعفوية وسط ضحكها
طيب ينفع أقول لمامي
أجابها بعدم تركيز مرددا دون انتباه
ينفع
وقفت جلنار أمامهم وهي تبتسم برقة وعيناها تلتقط نظرات عدنان الهائمة بها وبلحظة وجدت ابنتها تتعلق بثوبها وتقول بضحكة ساحرة
مامي بابي بيقول إنك احلى من العروسة نفسها
نقلت
نظرها