الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 161 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


الجهة المعاكسة لها ورفع يده لينزع ساعته ويضعها على الطاولة الصغيرة بجوار الفراش ثم قوص ذراعيه ليهم بنزع قميصه لكن أوقفه صوت الأنين الضعيف المنبعث منها غضن حاجبيه باستغراب وسكن دون حراك للحظات يتأكد من الأنين الذي سمعه عله يكون قد هيأ له لكنها عادت تأن پألم مكتوم من جديد 
الټفت بجسده فورا لها ثم صعد جيدا فوق الفراش ينحنى عليها من الخلف ويبعد خصلات شعرها عن وجهها متمتما 

جلنار إنتي كويسة جلنار ! 
جلنار افتحى عينك وردي عليا جلنار متقلقنيش ردي عليا 
سمع همسا ضعيفا منها دون أن تفتح عيناها 
مش قادرة افتح عيني ياعدنان تعبانة 
استمرت أنامله في التجول فوق وجنتها الساخنة ويجيبها بحيرة 
إيه اللي حصل مرة واحدة ما إنتي كنتي زي الفل الصبح قبل ما اطلع 
ابعد يده والټفت برأسه يمد ذراعه ليتلقط هاتفه ويهدر باهتمام ملحوظ في نبرته 
هتصل بالدكتور 
احس بلمستها الضعيفة فوق كف يده الآخر تقول بخفوت متعب 
لا متتصلش ملوش لزمة أنا هبقى كويسة
احتضن كفها الناعم بين قبضته وهتف بصرامة ولهجة لا
تقبل النقاش 
ملوش لزمة إزاي يعني هو أنا هستني لما تبقى كويسة واسيبك تعبانة كدا
فعثر على رداء طويل وبأكمام طويلة ومحتشم لا يظهر شيء من الجسد أخرجه وعاد لها مجددا يهتف في لطف 
قومي يلا غيري هدومك عشان الدكتور في الطريق
لا لا لا مش قادرة أقف 
أنا هساعدك يلا معلش استحملي دقيقتين 
تطلعت إليه بأعين واهنة وقالت بصوت مدهوش 
هتساعدني إزاي لا خلاص اطلع برا وأنا هعرف اغير وحدي 
مد يده يبعد خصلاتها عن عيناها ويهدر شبه ضاحكا 
مش وقت عند خالص يارمانتي مټخافيش هغمض عيني 
كذاب ! 
تنهد بيأس ثم اغمض عيناه وفوق شفتيه ابتسامة جذابة ليجيبها 
أهو حلو كدا 
جلنار بخفوت لعدم قدرتها على الكلام 
عارف لو طلعت بتكذب عليا وشايف مش هكلمك بجد المرة دي ومش هسامحك 
تمتم بصوت منخفض وهو يضحك بعبث ووقاحة 
على أساس هشوف حاجة جديدة يعني ! 
لكزته بضعف في كتفه بعدما سمعته وقالت بغيظ 
قولت إيه ياوقح ! 
ولا حاجة اخلصي احسن افتح عيني بجد قولتلك مش شايف
دققت النظر به للحظات في عدم ثقة لكن بالأخير استسلمت فهي للأسف لا تقوي على الوقوف ولولا
فتح عيناه بعدما انتهت وحملها ثم وضعها فوق الفراش برفق ودثرها بالغطاء دفعته بعيدا عنها فورا قبل أن تفتح فمها وتغطيه بكفيها تعطس عدة مرات متتالية ثم خرجت همسة ضعيفة منها بعدما توقفت عن العطس 
الحمدلله 
ابتسم وانحنى يطبع قبلة دافئة فوق جبهتها مجيبا 
يرحمكم الله 
سمعت صوت رنين الباب فاعتدلت هي في نومها وجلست نصف جلسة تستند بظهرها على ظهر الفراش بينما هو فخرج حتى يفتح للطبيب 
اختفى من الغرفة فور رحيل الطبيب تركها وغادر ولا تعرف ماذا يفعل لكن هناك اصواتا خاڤتة تلتقطها أذنيها وترجح أن الأصوات منبعثة من المطبخ 
ضيقت عيناها بحيرة واحست أن فضولها سيقتلها أن لم تذهب وترى ماذا يفعل نزلت من الفراش وسارت للخارج في خطوات بطيئة وضعيفة مستندة بكفها على الحائط وهي تسير فحرارتها المرتفعة أضعفت جسدها وانهكته فلا تقوى على الوقوف والسير بخفة كطبيعتها 
وصلت أخيرا للمطبخ فاتسعت عيناها بدهشة وتجمدت بأرضها تحدق به في ريبة يقف ويقوم بتقطيع الخضروات في مهارة بحركات متقنة هي نفسها لا تحسن امساك السکين بهذا الاحتراف يديه سريعة في التحضير والطبخ لم تكن تظن أبدا أنه يحسن تحضير الأكل بهذا الشكل ! 
انتفضت على أثر صوته الذي خرج هادئا دون أن يلتفت لها 
روحي ارتاحي في السرير وأنا دقايق وهاجي وراكي 
جلنار بتعجب 
إنت بتعمل إيه ! 
روحي ياجلنار وهتعرفي لما آجي 
فوق يديه رمشت بعيناها عدة مرات في ذهول ظلت تتابعه بملامح وجه متجمدة حتى رأته يجلس ويضع الطعام في المنتصف بينهم استمرت في التحديق لحظة بالطعام ولحظة به حتى هتف هو متعجبا 
في إيه كلي !
جلنار مشيرة للطعام بسبابتها في دهشة 
إنت عملت الأكل ده عشاني !!!!
امال عشان مين يعني !
اعتقدت أنه يعد الطعام لنفسه لم تتوقع أبدا أنه لها فظهر شبح ابتسامة رقيقة فوق شفتيها لكنها قالت برفض 
شكرا بس أنا مش قادرة أكل والله ومليش نفس
رأته يبتسم بطريقة مريبة ويمسح على وجهه مطلقا زفيرا حارا وكانت حركته القادمة أشدهم دهشة حيث وجدته يمسك بالمعلقة ويملأها بالحساء ثم يرفعها لفمها يحثها بنظراته الحازمة أن تأكل لكنها أمسكت منه المعلقة وانزلتها في الصحن مرة أخرى تهتف في دهشة 
عدنان في إيه مالك إنت مش طبيعي !! 
عاد يمسك بالمعلقة من جديد ويقول مبتسما ببساطة
 

160  161  162 

انت في الصفحة 161 من 202 صفحات