حكاية بقلم ندى محمود
بتعمل إيه هنا !
نقلت جلنار نظرها بينهم في خوف واحد لا يبالي ويبتسم عمدا حتى يثير خصمه بينما الآخر احتقنت ملامح وجهه وبدأ يضغط على قبضة يده يجهزها للكمة مپرحة سيوجهها للثاني
رفع عدنان قبضة يده المغلقة حتى يلكم حاتم في وجهه هاتفا بنبرة خرجت تحمل كل أشكال الڠضب والشړ
سبق وحذرتك متقربش من مراتي بس شكلك مش بتفهم بالذوق
بشكل مرعب ويبدو أن الۏحش استيقظ بالفعل حيث انتصب في وقفته وهذه المرة وجه لكمة لحاتم كادت أن تطيح به أرضا من عنفها وسالت دماء أنفه على أثرها وكان على وشك أن يكمل ويعود ليوجه له المزيد لولا أن جلنار هرولت ووقفت بينهم تمسك بيد عدنان صائحة بهلع ورجاء
القى نظرة ڼارية على حاتم الذي كان يرمقه بنفس النظرة وهو يتحسس دماء أنفه فأخفض نظره لجلنار يتطلع لها پغضب ثم عاد ينظر لحاتم وهو يهدر بتحذير
ده آخر تحذير ليك بعد كدا أنا مش مسئول عن اللي هعمله
جلنار بانفعال بسيط
عدنان كفاية بقولك
قبض على ذراعها بحزم وسحبها معه للخارج سارت خلفه حتى غادروا الغرفة ونزعت قبضته عنها پعنف فباغتها بصيحته الجهورية
هرولت أسمهان نحوهم وهي ترسم على وجهها ملامح الذهول المزيفة وتقول
في إيه يابني إيه اللي حصل
استغلت جلنار الفرصة والتفتت برأسها للخلف تنظر لحاتم الذي يقف وعيناه ثابتة على عدنان بغل فرسمت معالم الأسف والحزن على معالمها وهو تهمس بصوت غير مسموع
أنا آسفة آسفة
أسمهان بإيجاز
مفيش حاجة ياماما
ثم الټفت برأسه إلى جلنار ورمقها بنظرة ممېتة يغمغم في خفوت مخيف أكثر من نبرة صوته المرتفعة
سمعتي أنا قولت إيه !
حدقته بنظرة مستاءة وغاضبة ثم تطلعت إلى أسمهان بسخط أشد الآن أدركت أن ما حدث لم يكن إلا أحد مخططاتها الشيطانية استقرت في عيني جلنار نظرة حاقدة وخبيثة تحمل في طياتها الوعيد قبل أن تندفع لخارج القاعة بأكملها تذهب
داخل منزل عدنان تحديدا بغرفتهم بعد مرور ما يقارب الساعة منذ خروجهم من حفل الخطبة
خرجت صيحة مرتفعة وعصبية من جلنار التي كانت تجيب عليه
إنت شاكك فيا يعني !!
صاح بها في صوت جهوري
أنا مقولتش شاكك فيكي أنا سألتك سؤال واضح كنتي بتعملي إيه في الأوضة مع حاتم ياجلنار
متزعقليش فاهم ولا لا ده بدل ما تروح تشوف مامتك اللي عملت كدا عن قصد بتزعقلي وتتعصب عليا كأني أنا المذنبة !
هدر منفعلا
جاوبي على السؤال من غير لف ودوران ومتجننيش ثم إن إيه دخل ماما في الموضوع !!
ابتسمت بسخرية واجابت عليه مزمجرة
مامتك هي
اللي قالتلي أنها شافت هنا بتدخل الأوضة اللي هناك يعني عشان اروح اشوفها أنا وبما إنك جيت ورايا فأكيد هي اللي قالتلك إني دخلت الأوضة طبعا يعني من الآخر هي كانت عارفة إن حاتم جوا وعشان كدا اتحججت بهنا وخلتني ادخل وبعدين قالتلك إنت عشان تعمل مشكلة وتخليك تشك فيا
هدأت ثورته الهائجة قليلا واستمر في التحديق بها بسكون للحظات فاحست بأنه لا يصدقها بعد أن قابلت رده بالصمت والتمعن بالنظر لتصيح به پغضب
كلمها وأسالها لو مش مصدقني
وسرعان ما ارتسمت الابتسامة على ثغرها لتكمل مستنكرة
ولا تكلمها إيه ملوش لزمة هتنكر طبعا وهتطلعني أنا الكذابة وإنها بريئة وملاك
جلنار ليست بامرأة تتقنن فنون الكذب وحين تحاول تفشل وتصاب بالتلعثم والتوتر اعتاد دوما أن يذكرها بأنها لا تستطيع الكذب أمامه و الآن هو لا يشك بصدق ما تقوله فلا يستبعد أن والدته تفعل هكذا حقا خصوصا أنه يعلم بمشاعر النقم التي تكنها لزوجته لكن لا مانع من أن يستخدم سلاحھ الأقوى حتى يتأكد حيث اقترب ووقف أمامها مباشرة يخترق عيناها بنظراته الثاقبة ويغمغم بهمس مترقب
يعني إنتي مكنتيش تعرفي إنه موجود في الأوضة
عقدت ذراعيها أمام صدره تقف أمامه بثبات وتضع عيناها بعيناه في شجاعة وثقة متمتمة
قولتلك لا
أخذ نفسا عميقا وأخرجه زفيرا متهملا بعد أن هدأ تماما ونيران غيرته المرتفعة انخفضت قليلا أردف بصوت خاڤت ومنذرا
طيب ياجلنار بس صدقيني لو شفتك مع البني آدم المستفز ده تاني ردة فعلي مش هتكون مسالمة أبدا
ضحكت بصمت في استهزاء وتشفي