الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 131 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


وحدي 
استشاطت غيظا منه هو حتى لا يسألها عن رأيها بل يتحدث بلهجة آمرة وبكل ثقة التفتت برأسها له تهدر بعناد وغيظ تتحدث اللهجة المصرية 
مش هروح 
ثم التفتت مرة أخرى وأكملت خطواتها بينما هو فغمغم مغازلا إياها بعد أن انتبه لثوبها الأصفر 
هتروح ياجميل يا أصفر إنت 
كاد أن يصيبه الحجر لولا

أنه تداركه على آخر لحظة وتفاده برأسه الذي ماله بها
للجانب فمر الحجر من جانب رأسه تماما كانت تراه يضحك باستمتاع وبرود استفزها لكنها قررت عدم الدخول معه في شجار الآن وتجاهلته ثم استدارت مرة أخرى وسارت للداخل
وتركته 
في مساء ذلك اليوم 
سارت باتجاه جدتها التي تجلس أمام التلفاز تشاهد مسلسلا مصريا كلاسيكيا البخيل وأنا جلست بجوارها على الأريكة وهي تحمل بين يديها صحن كبير ممتليء بالفشار مدت فوزية يدها داخل الصحن دون أن تحيد بنظرها عن التلفاز والتقطت ثلاث حبات من الفشار بين اصابعها ورفعتهم بفمها تتناول كل واحدة على حد بينما مهرة فالتقطت حبة والقت بها داخل فمها مردفة وهي تشير بنظرها على التلفاز في ملل 
يازوزا حرام عليكي بقى كفاية المسلسل ده أنا حفظته من كتر ما بتخليني اسمعه معاكي ڠصب كل ما يكون شغال 
روحت فوزية يديها لها بعدم اكتراث مغمغمة بسخرية 
بس اسكتي إنتي ولا عارفة حاجة اتفرجي وشوفي بس 
مهرة بإصرار 
والله عارفة حتى الراجل البخيل اسمه عوض اللي هو فريد شوقي يعني و بيفضل يحوش في فلوسه وميديش لولاده حاجة ومطفحهم المر وفي الآخر لما ېموت ولاده هيكتشفوا أنه عنده ثروة و يووووه أنا كل شوية بحكي في الموال ده بصي معايا كدا طيب عايزة اقولك حاجة مهمة
فوزية بعينان ثابتة على شاشة التلفاز دون أن تنظر لها 
قولي 
أخذت نفسا عميقا واخرجته زفيرا متهملا قبل أن تهتف في نفس واحد 
أنا سبت الشغل 
توقفت فوزية عن التحديق في التلفاز والتفتت برأسها تدريجيا تجاه حفيدتها تتطلعها بدهشة امتزجت ببعض الڠضب فقالت مسرعة تتفادى ڠضب جدتها 
يازوزا مش مرتاحة مع
عم سمير والشغل مرهق أوي الصراحة وأنا بتعب 
فوزية باستياء بسيط 
وماله عمك سمير ما الراجل ربنا يباركله ليكي سنين بتشتغلي معاه في مكتبته وعمرنا ما شوفنا منه حاجة وحشة وأنا عارفاه وببقى مطمنة عليكي عنده 
ابتسمت مهرة بمرارة وودت لو تخبرها بكل شيء حتى تجعلها ترى هذه الملائكة المزيفة على حقيقتها لكنها آثرت الصمت بالنهاية خوفا على صحة جدتها وقالت بابتسامة دافئة ونبرة رزينة 
معلش ياتيتا إنتي أكيد عايزة تشوفيني مرتاحة وأنا قولت اشوف مكان تاني اكون مرتاحة فيه وأفضل بنسبالي 
ضړبت فوزية بكفها الايمن فوق ظهر كفها الأيسر وهي تهتف بحيرة بعد تنهيدة طويلة أصدرتها 
وإنتي هتلاقي فين شغل تاني يا ناصحة 
ابتسمت بارتباك بسيط وأجابت پخوف 
لا ما أنا لقيت ! 
علقت فوزية مدهوشة 
لقيتي فين هو إنتي لحقتي !! 
تنحنحت مهرة واتسعت ابتسامتها البلهاء وهي ترد على جدتها برقة مصطنعة 
أصل أنا شوفت أعلان بالصدفة لشركة وكانوا محتاجين موظفين في قسم الحسابات تخصصي يعني فقولت اقدم قدمت وروحت الصبح عملت المقابلة وقالولي هيردوا عليا بكرا
اتسعت عيني فوزية بذهول وسرعان ما صاحت بحفيدتها في ڠضب حقيقي 
وإنتي تعملي ده كله من غير ما تقوليلي ولا تشاوريني ده إنتي ليلتك سودة يامهرة 
رأتها تنزع حذاء قدمها عنها فأدركت ما سيحدث بعد ذلك وثبت واقفة وهرولت راكضة تجاه غرفتها ولسوء حظها أن فوزية ألقت بالحذاء فأصابها في ظهرها توقفت وهي تلف ذراعها للخلف تضعه على ظهرها صاړخة پألم وتهتف من بين صړاخها 
آاااه جالي الغضروف ياولية عايزة تعجزيني وأنا لسا في عز شبابي طب افرض اتقبلت في الشغل دلوقتي اروح للواد التركي ازاي اروحله وأنا على كرسي على متحرك يعني 
فوزية مضيقة عيناها باستغراب وڠضب 
مين الواد التركي ده كمان !!! 
تداركت مهرة جملتها وقالت وهي تضحك ببلاهة 
لما اروح تركيا يعني واقابل عريسي هناك قصدي 
فوزية بعصبية 
انجري يابت على اوضتك يلا تركيا في عينك قال قدمت وروحت عملت المقابلة أصل أنا مليش كلمة يا بنت رمضان 
تجاهلت كلمات جدتها الغاضبة وسارت باتجاه غرفتها وهي ممسكة بظهرها وتتلوي پألم مغمغمة في عينان تبكي بكاء مزيف دون دموع 
ياعيني على شبابك اللي راح يامهرة الولية ماشاء الله تاخد جايزة نوبل في التنشين بالشبشب آه ضهري اتقطم !!
أمسكت بهاتفها الذي يصدع رنينه للمرة الثانية على التوالي قرأت هوية المتصل فتنهدت بقوة وأجابت عليه في نبرة جادة 
أيوة 
ضيق عيناه باستغراب من نبرة صوتها لكنه أجاب بصوت لين 
عاملة إيه ياحبيبتي 
كويسة يا رائد وإنت 
لم تتغير نبرتها بل كانت مثل السابقة
 

130  131  132 

انت في الصفحة 131 من 202 صفحات