الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 120 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


حاجة خليه ييجي مثلا قوله هنا تعبت على الأقل يهدى شوية عشان ميتصرفش بتهور 
مش بيرد يا جلنار ماهو ده اللي مجنني
طيب والحل ايه دلوقتي 
مش عارف مش عارف 
أخذت تفرك يديها في قلق ظاهر على ملامحها لا تتمكن من إخفاء خۏفها من أن يقوده غضبه لأفعال چنونية وېقتلها فيتسبب في دخول نفسه للسجن 
كان يقف أمام روضة الأطفال يستند بجسده على سيارته عاقدا ذراعيه أمام صدره وعيناه معلقة على الباب ينتظر خروج صغيرته يصدر زفيرا بين كل آن والآخر في محاولات بائسة منه للتنفيس عن صدره المخټنق 

خرجت هنا من البوابة وهي تحمل فوق ظهرها حقيبتها الطفولية الصغيرة وتركض باتجاه أبيها في وجه مشرق قابلها هو بابتسامته الدافئة والعاشقة رغم ما يمر به من خړاب داخلي إلا أن رؤيته لملاكه الصغير كافية لرسم البسمة تلقائيا على وجهه انحنى بجزعة للأمام يفرد ذراعيه ليستقبلها بمجرد
وصولها إليه حاملا إياها فوق ذراعيه ولاثما وجنتيها بحب متمتما 
وحشتيني ياروحي 
عبست هنا وزمت شفتيها للأمام في حزن متمتمة وهي تشيح بوجهها عنه في تمرد 
لا أنا زعيانة زعلانة منك 
زعلانة مني !!
هنا بعتاب وڠضب طفولي 
أيوة أنت مجتش امبارح وكمان أول امبارح 
ظهر الضيق على محياه فرد عليها معتذرا بأسف 
أنا آسف ياحبيبتي كان معايا شغل وعد مش هتتكرر تاني ياملاكي 
صعدت البسمة الساحرة لثغرها الجميل
وهي توميء له بالموافقة فابتسم لها بحنان حرص على أن يأتي بنفسه ويأخذها من روضتها حتى يكون مطمئن فهو لا يأمن خطوة نادر القادمة ستكون أين وأيضا كان يعلم أن رؤيته لها ستهدأ من نيران صدره قليلا وربما ستنسيه الأمر مؤقتا 
استدار بها من الجهة الأخرى للسيارة وفتح باب المقعد المجاور له ثم اجلسها به واغلق الباب واتجه نحو مقعده المخصص للقيادة ليستقل به بجوارها وينطلق بالسيارة خرج صوتها الطفولي وهي تسأل بحماس 
هنروح البيت يابابي 
أيوة يا حبيبتي هنروح البيت 
ارتفع صوت رنين هاتفه وأخيرا قرر أن يجيب عليه فأمسك به وضغط على زر الإجابة ثم فتح مكبر الصوت وهتف 
الو 
اندفع آدم به صائحا پغضب 
مش بترد عليا من امبارح ليه يا عدنان أنا لما غلبت روحت البيت عند جلنار قولت يمكن الاقيك هناك ولسا يدوب خارج من هناك 
عدنان بهدوء مريب وصوت أجش 
استناني في الشركة يا آدم وأنا هخلص كام حاجة ضروري وبعدين وهروح وراك نبقى نتكلم هناك 
إنت فين دلوقتي وعرفت مكانهم ولا لسا ! 
عدنان بإيجاز ولهجة حازمة 
أنا بسوق يا آدم نتقابل في الشركة قولت
كان آدم على وشك أن يجيب عليه لكنه سمع صوت صافرة إنهاء الاتصال فانزل الهاتف من فوق أذنه وهو يتأفف بخنق وعدم حيلة ثم غير وجهة سيارته ليسير في طريق الشركة 
سبتي الشغل ليه وإزاي !! 
زمت مهرة شفتيها بأسى وتمتمت بمعالم وجه عاجزة 
مش أنا اللي سبته يا سهيلة عم سمير عرف بالكلام الداير في المنطقة واداني بقية مرتبي وقالي شوية كلام كدا يعني بمعنى اصح إنه مش حابب يشغلني عنده في المكتبة بعد اللي سمعه عني
استشاطت سهيلة وهتفت بغيظ 
أما راجل قليل الأصل بصحيح طيب وإنتي هتعملي إيه دلوقتي 
رفعت مهرة كتفيها لأعلى بعدم حيلة وهدرت بعبث 
مش عارفة أنا شوفت أعلان لشركة محتاجين موظفين في
قسم الحسابات فقدمت فيها وبكرا هروح اعمل الإنترڤيو وأشوف هتقبل بقى ولا إيه 
تنهدت سهيلة بأسى وحزن على صديقتها ثم تمتمت باهتمام 
طيب إنتي قولتي لخالتي فوزية على اللي حصل ولا لسا
هزت رأسها بالنفي هاتفة
في يأس 
لا ما إنتي عارفة ياسهيلة تيتا تعبانة وأنا خاېفة اقولها حاجة تتعب اكتر مستنية بس تسترد صحتها كويس وهقولها على كل حاجة 
اقتربت منها سهيلة وضمتها لصدرها معانقة إياها في حرارة ودفء متمتمة بتأثر 
متزعليش نفسك يا حبيبتي إن شاء الله اللي جاي كله خير وأنا واثقة إنك هتتقبلي في الشغل الجديد ده خصوصا إنهم عايزين موظفين في تخصصك 
أخذت مهرة نفسا عميقا وردت بضيق ملحوظ في نبرتها 
آمين يا سهيلة آمين
وثبت واقفة بلهفة فور سماعها لصوت الباب وهو ينفتح فأسرعت مهرولة نحو الباب حتى تراه فوجدته يدخل ومعه صغيرتهم التي هرولت نحو أمها وتعلقت بقدمها هاتفا في سعادة 
بابي جه اخدني من الحضانة يا ماما 
رسمت ابتسامة باهتة على ثغرها بعين تنظر بها لصغيرتها والأخرى عالقة على عدنان الذي نزع حذائه عنه واتجه للداخل بصمت نحو غرفتهم 
التفتت برأسها للخلف تتابعه في قلق ثم عادت برأسها تجاه ابنتها وهتفت بحنان أمومي ولطف 
طيب روحي يلا ياحبيبتي غيري هدومك عشان ناكل كلنا مع بعض 
وثبت الصغيرة وهي تصيح فرحا ثم
 

119  120  121 

انت في الصفحة 120 من 202 صفحات