الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 104 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


جلنار كنت منتظرة منه إيه مثلا يقولك لا أنا بحبك ياحبيبتي طبيعي هيرد بكل برود وتناحة كدا ماشي ياعدنان مبقاش أنا بنت الرازي إما شربتك من نفس الكاس 
فتح الباب ودخل بكل هدوء وطبيعية وحين وقع نظره عليها تسمر بأرضه منذهلا مما يراه وباللحظة التالية فورا هتف في شبه صيحة ساخطة 
بتعملي إيه !!!
جلنار ببرود وهي تصر على أسنانه 

اصل لقيتها هدوم قديمة ومش حلوة ابقى روح اشتريلك هدوم جديدة 
اندفع نحوها وجذب ملابسه من يدها صائحا بها بانفعال 
إيه اللي بتعمليه ده ياجلنار إنتي اټجننتي !
رفعت المقص ولوحت به أمام وجهه صاړخة بعصبية وعدم وعي 
أه اټجننت وابعد من وشي بدل ما اقټلك واخلص منك خالص
تراجع برأسه للخلف كرد فعل طبيعي
لټهديدها له بالمقص وعيناه تطلق إشارات الصدمة من انفعالها وما تفعله لكن كلمتها الأخيرة قلبت كل شيء حيث رسمت الريبة على ملامحه بلحظة وبالأخرى كان ينفجر ضاحكا وهو يردد كلمتها 
تقلتيني !!!! 
مد يده إليها طيب هاتي المقص ده بس يارمانتي عشان أنا كدا هخاف على نفسي منك بجد 
دفعته بعيدا عنها پعنف وصاحت به منفعلة 
قولتلك مية مليون مرة متلمسنيش 
طيب مش هلمسك أهو ممكن افهم إيه اللي عملتيه في هدومي ده !
جلنار بابتسامة شرسة ومستاءة 
ده ولا حاجة دي لسا البداية طول ما إنت مش عايز تطلقني يبقى تستحمل
ضحك وهتف ساخرا 
وإنتي لما تقطعي هدومي بالشكل ده أنا هطلقك يعني ! 
ما أنا قولتلك دي لسا البداية 
وضع كلتا قبضتيه في جيبي بنطاله وتمتم بابتسامة متسلية وبنظرة معجبة 
والخطوة الجاية هتكون إيه بقى هتقطعي الملابس الداخلية ! 
جزت على أسنانها واقتربت منه تهتف أمام وجهه باغتياظ وبغل 
هقطعك إنت 
هتف ضاحكا بخفة 
آه ده إنتي بتتكلمي بجد بقى وناوية تخلصي مني فعلا
إليه فجأة ثم يستدير بها ويحاصرها بينه وبين الخزانة وينحنى على أذنها هامسا بمتعة ملحوظة في نبرته 
برضوا مش هسيبك 
ريحة شعرك حلوة 
سيطرت على نبضات قلبها بصعوبة ولملمت شتات نفسها في لحظة ثم جذبت يدها من بين قبضته واندفعت لخارج الغرفة وهي تتمتم بغيظ ممتزج ببعض الاضطراب 
مستفز 
بحركة تلقائية منها أمسكت بخصلات شعرها وقربتهم من أنفها تشم رائحته وسرعان ما تركته وهي تعيد جملته الأخيرة تقلده بقرف ! 
غارت سهيلة على بدرية تجذبها من حجابها غير مبالية لفرق السن بينهم وصاحت بها 
مهرة فين يا
ولية يا 
حاولت بدرية فك حجابها وشعرها من قبضة سهيلة صاړخة بها پغضب 
وأنا مالي بمهرة كنت الحارس الشخصي بتاعها 
صاح الولد الصغير بانفعال 
أنا شوفتك وإنتي بتخدريها وبعدين ريشا أخدها في عربيته 
بدرية ببعض الارتباك والعصبية المبالغ بها 
أنا مخدرتش حد وشيلي إيدك عني يامجنونة إنتي
كان آدم يقف على عتبة المحل يتابع ما يحدث في الداخل بعيناه بصمت تام وشعور الاستياء يتملكه من تلك المرأة الشمطاء مسح على وجهه بالاخير متأففا بنفاذ صبر ثم دخل وقاد خطواته الثابتة تجاه بدرية ابعد سهيلة عنها بيده ووقف أمامها مباشرة يهمس بنظرة ممېتة ونبرة محذرة
عملتي فيها ايه واخدتوها فين سؤال واضح وبسيط وإنتي هتجاوبي عليه بالذوق وإلا صدقيني لو رفعت تلفوني واتصلت بالبوليس مش هتطلعي منها
تفحصت هيئته الفخمة وملابسه باستغراب امتزج ببعض الخۏف من تهديده الصريح الذي يبدو أنه ليس فارغ مطلقا سيطرت على توترها وصاحت 
وده مين ده كمان ! 
آدم بعيناه المخيفة 
الأفضل متعرفيش انا مين عشان متندميش ويلا انطقي 
صړخت بها سهيلة بانفعال هادر وزمجرة 
ما تخلصي انطقي يا ولية خدتوها فين 
خضعت بالأخير وظلت تقلب نظرها بينهم پخوف وتردد وبعد لحظات من التحديق بذلك الغريب عن منطقتهم الذي يقف أمامها وقد أصابها ببعض الاضطراب جعلها تستسلم وتهتف بمضض 
معرفش أنا ساعدته بس أنه ياخدها من المنطقة معرفش خدها فين 
سهيلة بصړاخ هستيري 
متعرفيش
إزاي إنتي هتستعبطي علينا 
آدم بخفوت وهدوء مريب وهو يعلق نظره عليها بقوة 
اتصلي بيه واسأليه خدها فين 
طالت النظر في عين آدم التي تحمل في طياتها الانذار فأخذت نفسا عميقا والتقطت هاتفها تجري اتصال بريشا الذي أجابها بعد لحظات قصيرة وقبل أن ينفتح الخط جذب آدم الهاتف من يدها وفتح مكبر الصوت ليستمعوا جميعهم له وهو يهتف 
لا بس عفارم عليكي يابدرية دي البت مش حاسة بأي حاجة لغاية لوقتي انتي خدرتيها بإية ! 
ضړبت سهيلة بكفيها على خديها في هلع وړعب بينما بدرية فابتلعت ريقها وهتفت بصوت جاهدت في إظهاره طبيعيا 
هي لسا مفاقتش 
لا لسا كدا احسن عشان اعرف اخد راحتي 
اندفعت سهيلة وكانت على وشك أن تصيح في الهاتف وتسبه ببعض الألفاظ
 

103  104  105 

انت في الصفحة 104 من 202 صفحات