حكاية لهيب الروح بقلم هدير
يا سما هو في حد زعل رنيم انهاردة ولا قالها حاجة تضايقها
شعرت بالدهشة من سؤاله وحاولت التذكر أن كان حدث لها شئ على مدار يومها ثم أجابته نافية
لأ ياجواد محدش اتكلم معاها هي منزلتش غير خمس دقايق تشوف ماما وباقي اليوم فضلت في اوضتها
ازدادت دهشته في الأمر بعد جواب شقيقته الغير متوقع وكرر سؤاله بطريقة تزداد دقة
ابتسمت من طريقته المهتمة بزوجته بضراوة وأجابته بنفس الأجابة
لا والله ياجواد محدش كلمها هي اصلا منزلتش غير لماما بس حتى بابا مش موجود طول اليوم
وجدته صمت وعقله يفكر في الأمر بحيرة شديدة فغمزت له بعينيها بمرح
مالك ياجواد هو ايه اللي حصل احكيلي اساعدك شاغل بالك جامد كدة ليه
مفيش بس رجعت لقيت رنيم متغيرة وزعلانة وبسألها مالك عمالة تقول مفيش بفكر مالها دي قولت يمكن حد من البيت زعلها
ضحكت بسعادة وواصلت مزحها معه
ايوة بقى جت اللي تلفف جواد باشا حوالين نفسه وتخليه محتار جامد كدة
شاركها الضحك وغمغم بنبرة عاشقة وقد تجمع في عقله صورة رنيم العاشق لها حقا
حاولت أن تشاركه تفكيره وهتفت مقترحة بعد تفكير
مش يمكن ياجواد حد من أهلها كلمها او وحشوها يعني أنا عارفة أن علاقتها بيهم مش كويسة فزعلت بسبب كدة ومش عارفة تحكيلك
حاول أن يقنع ذاته بحديث شقيقته بالرغم من علمه أنه خاطئ لكنه غمغم بجدية مربتا فوق كتفها
همهمت تجيبه بهدوء بينما هو سار نحو الخارج عاد مرة أخرى الي غرفته ووجد رنيم نائمة بالفعل بعدما فعلتها بصعوبة لتتحرر من أفكارها التي تجعل قلبها يهوى بداخلها
بعد منتصف الليل
كانت جليلة لازالت تجلس تنتظر عودة فاروق بملامح وجه حادة غاضبة وعقلها يصور لها بعض الأفكار الغير جيدة وحديث مديحة السام يرن داخل أذنيها كأنه قيل للتو
كويس أنك رجعت أنت قاعدة مستنياك عشان اتكلم معاك يافاروق المرة دي كفاية سكوت لغاية كدة
لم يفهم معنى حديثها وطريقتها
الحادة معه التي لم تتعامل بها من قبل وجلس ببرود متسائلا بعدها بجدية ولهجة مشددة كعادته لينهي أي حديث لم يعجبه
علمت أنه يريد أن ينهي حديثها لكنها لن تنهيه بل أجابته بحدة وڠضب
هتكلم يا فاروق هتكلم وهيبقى ليا حق طول ما أنت بجد بتسمع كلمتها زي ماقالت وكلنا ماشيين برأيها وكلامها من غير مانحس
ادعى عدم الفهم من حديثها وغمغم متسائلا هو الاخر بنبرة تزاد حدة وڠضب
كلام إيه وكلمة مين أنا امتى بسمع لحد ياجليلة ماتعدلي كلامك عشان أفهم في ايه لكل دة
تطلعت داخل عينيه بنظرات مشټعلة يتوهجها الڠضب وأجابته پغضب على عكس طبيعتها معه الدائمة
لا يافاروق عندها هي بالذات وبتنفذ كلامها دايما اللي مديحة عاوزاه وبتقوله بيحصل ليه كل دة فهمني
صاح بها بحدة وعصبية چنونية وقد تخلى عن بروده بعد استماعه لحديثها الذي لا يعلم من أين توصلت إليه
افهمك ايه انتي اټجننتي ماتعقلي كدة وبلاش جنان هو ايه اللي بتقوليه دة جايياه منين
لم تهتز تلك المرة وتتراجع عن حديثها بل أجابته بضيق غاضب
تقدر تفهمني ليه جبت لأروى العربية بعد ما مديحة كلمتك دة أنت قولت لسما بنتك انك مش فاضي دلوقتي مديحة قالت انها هتخليك تجيبها عشان بتسمع كلامها يافاروق وجبتها فعلا بعد كلامك معاها
قد وضحت له الرؤية كاملة عالما لماذا أصرت عليه بتلك الطريقة وجعلته يحضرها لأروى سريعا يعلم كم هي ماكرة جعلت الأمر يصل لجليلة بالصورة التي تريدها لتظهر الأمر بطريقة خبيثة وقد نجحت في فعلها حقا عالما مدى ڠضب جليلة من الأمر الذي سيحاول إنهاءه بطريقته الحادة المعتادة لتصمت وتتوقف عن تفكيرها في حديث مديحة السام الذي سيسيطر عليها فيجب إنهاءه تماما قبل أن يصل بها الأمر نحو جهة أخرى
حاول التمسك في إنفعالاته أمامها وغمغم بجدية مشددا فوق كل حرف يتفوهه أمامها
بسمع كلام مين ياجليلة ماتفوقي لكلامك دة انا فاروق الهواري محدش يقدر يقف قصادي انتي واعية للي بتقوليه
لم تقتنع بحديثه بل أصرت إلى استكمال حديثها إلى النهاية فتمتمت بضيق مكررة سؤالها بنبرة تزداد وضوحا تبرز جيدا ما تشعر به وما يدور داخل عقلها
أه واعية للي بقوله يافاروق لو زي مابتقول فعلا ليه جبت العربية لأروى لما مديحة قالتلك
رمقها بنظرات مشټعلة بالڠضب معلنا غضبه الشديد من حديثها الذي لم ياتي يوما في ذهنه ان تقوله وأجابها بثبات وثقة تامة
جبتلها العربية عشان بعوضها عن عملة ابنك اللي مدلعاه وكمان مۏت عصام أخوها البنت نفسيتها بايظة على الأخر بسبب ابنك قولت أعوضها شوية غلطت ياجليلة
لم تعقب على حديثه وهمهمت بجدية ولازال شعور الڠضب يعصف بها
لا مغلطتش بس خلاص اعتقد أن هما بقوا كويسين يقدروا يرجعوا بيتهم
طالعها بذهول متعجبا حديثها وصاح بها بعصبية حازمة
انتي اټجننتي بجد ماتعقلي كلامك هو ايه اللي يروحوا بيتهم دي مرات اخويا وبنت اخويا اسيبهم لوحدهم ازاي
أسرعت تشرح له الأمر بضيق كما ترى نافية حديثه بل توضح ما يحدث منهم
لا متجننتش بس تعبت مش عارفة اخد راحتي في بيتي زي ما متعودة مديحة بتتصرف بطريقتها وانا تعبت مش هستحمل كدة
فهم على الفور أن مديحة قد فعلت لها شئ جعلها تغضب هكذا عالما جيدا أن جليلة لم تفعل ذلك ولن تقول ذلك الحديث من دون شئ
وقف أمامها بشموخ بنظرات غاضبة مشټعلة وغمغم بحدة ولهجة حازمة مشددا فوق كل حرف بتفوهه
جليلة اقفلي كلامك دة خالص وانسيه عشان عمره ما هيحصل مينفعش خالص اسيبهم لوحدهم أنتي عاوزة الناس تتكلم علينا وهكلم مديحة متتدخلش في حاجة تاني
علمت أنه لن ينفذ ماتريده بعد استماعها لحديثه فغمغمت بضيق هي الأخرى
خلاص يافاروق يبقى امشي انا وبراحتك طالما زعلان اوي كدة وشايف اني بقول حاجة صعبة
قام بالضغط فوق فوق ذراعها بقوة بعدما قد وصل لأعلى ذروة في غضبه وهدر بها پعنف وحدة أخرستها
مش بقولك اټجننتي على الأخر تمشي فين ما قولت خلاص هكلمها ومش هتدخل في حاجة عاملة حوار ليه تاني
ثبتت نظراتها المليئة بالحزن وعدم رضا وعقبت بجدية ولازالت لم تصمت مثلما يريد
وتقولها كمان ملهاش دعوة برنيم مرات جواد كفاية اللي هي بتعمله لغاية كدة
تركها وصاح پغضب ضاربا سطح المنضدة بقوة ضارية والڠضب ملأ أوداجه بضراوة
اه يعني الحوار مش على العربية ولا عشان بتتدخل ومتضايقة لا الحوار كله عشان رنيم وابنك بقى
تطلعت أمامها پغضب وعادت الى الخلف خوفا من غضبه الشديد وتمتمت بجدية هادئة تشرح له الأمر لتجعله يهدأ قليلا
لا مش عشان رنيم ولا جواد بس دة من ضمن الحاجات اللي بتضايقني وعاوزاك تقولها عليها كمان
لم يرد عليها بل رمقها لعدة لحظات بنظرات تزداد ڠضب عن كل مرة تراه بها مما جعلها تشعر بالخۏف
قليلا من رد فعله عليها لكنها حاولت أن تدعي الثبات حتى تركها وخرج من العرفة بخطوات واسعة يملأها الڠضب تركها خلفه لازالت تفكر شاعرة بعدم الاطمئنان بعدما قد دلف الشك قلبها أصحت تتذكر عدة مواقف جمعتهم وتحللها بطريقة غير جيدة تفمر فقط وعقلها في كل مرة يخبرها بعدم الاطمئنان لمديحة وأفعالها
لم ينكر فاروق هو الآخر غضبه من مديحة وأفعالها التي ستنتهي بمعرفة جليلة للحقيقة الغير ظاهرة والتي يفعل المستحيل من أجل إخفائها عالما الآن ما يدور داخل عقل زوجته من أفكار سامة يجب محيها والتخلص منها متوعدا لمديحة المتسببة في كل ذلك الآن مقررا عدم ترك الأمر حتى لا تكرره مرة أخرى وينكشف من خلالها ما عاش طوال حياته يخفيه عن الجميع بمساعدتها
في الصباح
اقتحم فاروق غرفة مديحة پغضب عارم ووجه مكهفر مما جعلها تنتفض مطالعة إياه بذهول وعلامات التوتر تبدو فوق قسمات وجهها تمتمت متسائلة بنبرة متلعثمة وعدم فهم
ا ايه يافاروق في إيه
لم يرد عليها بل استكمل خطواته نحوها ليقف قبالتها بالتحديد وغمغم بقسۏة حادة
انتي عارفة في ايه كويس اوي بقولك ايه يامديحة طريقتك أنا عارفها كويس بس عند جليلة تقفي وتعدلي نفسك
شعرت بالڠضب هي الأخرى بعد حديثه بتلك الطريقة عنها وعن جليلة أمامها فصاحت هي الأخرى أمامه پغضب
ماتعدل أنت كلامك يافاروق ولا هي السنيورة بتاعتك مسخناك عليا وأنت ماشي وراها أنا مجيتش جنبها اصلا
هدر بها پعنف حاد ضاغطا فوق كل حرف يتفوهه مطالعها بنظرات مشټعلة والشرر يتطاير من عينيه
مديحة اتعدلي أحسنلك وكلامك عن جليلة يتعدل ومتتكلميش معاها في أي حاجة متخصكيش وبالنسبة لأن فاروق بيسمعلك دي ليها حساب تاني مش هتيجي فالاخر واحدة زيك تهد كل اللي بعمله
أجابته بحدة هي الأخرى حدة تحمل بين طياتها بعض الټهديد ووقفت أمامه بتحدي صارم
كل حاجة بتعملها أنا اللي مساعداك فيها ولو عاوزة اهدها فعلا ههدها وأنت عارف أني اقدر معنديش حاجة أخاف منها ولا أخاف عليها بس أنت عندك
فهم جيدا معنى حديثها وټهديدها له الذي جعل غضبه منها يزداد أصدر هدير حاد غاضب فصاح بها پعنف
مش أنا اللي هتهدد يامديحة أنا معوضك عن اللي حصل وزيادة لكن متنسيش نفسك معايا والزمي حدودك لو طريقتي معاكي نستك مين هو فاروق الهواري فلازم تفتكري دلوقتي
رمقته بعدم رضا وسألته بضيق متعجبة طريقته التي تحولت معها حقا
كل دة ليه بتعمل كل دة دلوقتي عشانها
اومأ برأسه أماما مؤكدا حديثها ببرود ولا مبالاه لنظراتها المعلقة عليه
اه عشانها يامديحة ومستعد أعمل اي حاجة غير كدة عشانها وانتي من زمان عارفة كدة كله عندي إلا جليلة
شعرت بالغيظ والغيرة من حديثه الذي يفضلها فيه عن الجميع فغمغمت پغضب
ولما هي عندك كدة مكنتش عارف قيمتها ليه زمان عرفتها دلوقتي
أجابها بصرامة حازمة مصححا لها حديثها
أنا عارف قيمتها من زمان اوي وأنتي اكتر واحدة عارفة كدة زي ما عارفة برضو اللي حصل زمان كان سببه ايه
رمقته بغيظ وتبادله نظراته المثبتة نحوها فقابلها بلامبالاه وغمغم