الأربعاء 25 ديسمبر 2024

حكاية لهيب الروح بقلم هدير

انت في الصفحة 40 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

يا سما هو في حد زعل رنيم انهاردة ولا قالها حاجة تضايقها 
شعرت بالدهشة من سؤاله وحاولت التذكر أن كان حدث لها شئ على مدار يومها ثم أجابته نافية
لأ ياجواد محدش اتكلم معاها هي منزلتش غير خمس دقايق تشوف ماما وباقي اليوم فضلت في اوضتها
ازدادت دهشته في الأمر بعد جواب شقيقته الغير متوقع وكرر سؤاله بطريقة تزداد دقة
يعني محدش اتعامل معاها ولا بابا ولا أروى ولا مرات عمك 
ابتسمت من طريقته المهتمة بزوجته بضراوة وأجابته بنفس الأجابة
لا والله ياجواد محدش كلمها هي اصلا منزلتش غير لماما بس حتى بابا مش موجود طول اليوم 
وجدته صمت وعقله يفكر في الأمر بحيرة شديدة فغمزت له بعينيها بمرح
مالك ياجواد هو ايه اللي حصل احكيلي اساعدك شاغل بالك جامد كدة ليه 
ضربها بخفة فوق رأسها وأخبرها الأمر مسرعا دون تفاصيل
مفيش بس رجعت لقيت رنيم متغيرة وزعلانة وبسألها مالك عمالة تقول مفيش بفكر مالها دي قولت يمكن حد من البيت زعلها 
ضحكت بسعادة وواصلت مزحها معه
ايوة بقى جت اللي تلفف جواد باشا حوالين نفسه وتخليه محتار جامد كدة 
شاركها الضحك وغمغم بنبرة عاشقة وقد تجمع في عقله صورة رنيم العاشق لها حقا
والله دي ملففاني من زمان يا سما موقعة أخوكي وقعة صح فيها بس مش عارف في ايه انهاردة أنا واثق أن في حاجة 
حاولت أن تشاركه تفكيره وهتفت مقترحة بعد تفكير
مش يمكن ياجواد حد من أهلها كلمها او وحشوها يعني أنا عارفة أن علاقتها بيهم مش كويسة فزعلت بسبب كدة ومش عارفة تحكيلك 
حاول أن يقنع ذاته بحديث شقيقته بالرغم من علمه أنه خاطئ لكنه غمغم بجدية مربتا فوق كتفها
ممكن بردو بس كفاية كلام كدة ويلا عشان تنامي بكرة في جامعة 
همهمت تجيبه بهدوء بينما هو سار نحو الخارج عاد مرة أخرى الي غرفته ووجد رنيم نائمة بالفعل بعدما فعلتها بصعوبة لتتحرر من أفكارها التي تجعل قلبها يهوى بداخلها 
بعد منتصف الليل 
كانت جليلة لازالت تجلس تنتظر عودة فاروق بملامح وجه حادة غاضبة وعقلها يصور لها بعض الأفكار الغير جيدة وحديث مديحة السام يرن داخل أذنيها كأنه قيل للتو 
وجدته قد عاد ولج الغرفة بخطوات شامخة يملأها الثقة كعادته لكنها لم تنتظر ليجلس بل نهضت تقف قبالته وغمغمت بجدية حادة تلك المرة
كويس أنك رجعت أنت قاعدة مستنياك عشان اتكلم معاك يافاروق المرة دي كفاية سكوت لغاية كدة 
لم يفهم معنى حديثها وطريقتها

الحادة معه التي لم تتعامل بها من قبل وجلس ببرود متسائلا بعدها بجدية ولهجة مشددة كعادته لينهي أي حديث لم يعجبه
في ايه ياجليلة هو ايه الجنان اللي بتقوليه دة سكوت ايه ما تتكلمي 
علمت أنه يريد أن ينهي حديثها لكنها لن تنهيه بل أجابته بحدة وڠضب
هتكلم يا فاروق هتكلم وهيبقى ليا حق طول ما أنت بجد بتسمع كلمتها زي ماقالت وكلنا ماشيين برأيها وكلامها من غير مانحس 
ادعى عدم الفهم من حديثها وغمغم متسائلا هو الاخر بنبرة تزاد حدة وڠضب
كلام إيه وكلمة مين أنا امتى بسمع لحد ياجليلة ماتعدلي كلامك عشان أفهم في ايه لكل دة 
تطلعت داخل عينيه بنظرات مشټعلة يتوهجها الڠضب وأجابته پغضب على عكس طبيعتها معه الدائمة
لا يافاروق عندها هي بالذات وبتنفذ كلامها دايما اللي مديحة عاوزاه وبتقوله بيحصل ليه كل دة فهمني 
صاح بها بحدة وعصبية چنونية وقد تخلى عن بروده بعد استماعه لحديثها الذي لا يعلم من أين توصلت إليه
افهمك ايه انتي اټجننتي ماتعقلي كدة وبلاش جنان هو ايه اللي بتقوليه دة جايياه منين 
لم تهتز تلك المرة وتتراجع عن حديثها بل أجابته بضيق غاضب
تقدر تفهمني ليه جبت لأروى العربية بعد ما مديحة كلمتك دة أنت قولت لسما بنتك انك مش فاضي دلوقتي مديحة قالت انها هتخليك تجيبها عشان بتسمع كلامها يافاروق وجبتها فعلا بعد كلامك معاها
قد وضحت له الرؤية كاملة عالما لماذا أصرت عليه بتلك الطريقة وجعلته يحضرها لأروى سريعا يعلم كم هي ماكرة جعلت الأمر يصل لجليلة بالصورة التي تريدها لتظهر الأمر بطريقة خبيثة وقد نجحت في فعلها حقا عالما مدى ڠضب جليلة من الأمر الذي سيحاول إنهاءه بطريقته الحادة المعتادة لتصمت وتتوقف عن تفكيرها في حديث مديحة السام الذي سيسيطر عليها فيجب إنهاءه تماما قبل أن يصل بها الأمر نحو جهة أخرى 
حاول التمسك في إنفعالاته أمامها وغمغم بجدية مشددا فوق كل حرف يتفوهه أمامها
بسمع كلام مين ياجليلة ماتفوقي لكلامك دة انا فاروق الهواري محدش يقدر يقف قصادي انتي واعية للي بتقوليه 
لم تقتنع بحديثه بل أصرت إلى استكمال حديثها إلى النهاية فتمتمت بضيق مكررة سؤالها بنبرة تزداد وضوحا تبرز جيدا ما تشعر به وما يدور داخل عقلها
أه واعية للي بقوله يافاروق لو زي مابتقول فعلا ليه جبت العربية لأروى لما مديحة قالتلك 
رمقها بنظرات مشټعلة بالڠضب معلنا غضبه الشديد من حديثها الذي لم ياتي يوما في ذهنه ان تقوله وأجابها بثبات وثقة تامة
جبتلها العربية عشان بعوضها عن عملة ابنك اللي مدلعاه وكمان مۏت عصام أخوها البنت نفسيتها بايظة على الأخر بسبب ابنك قولت أعوضها شوية غلطت ياجليلة 
لم تعقب على حديثه وهمهمت بجدية ولازال شعور الڠضب يعصف بها
لا مغلطتش بس خلاص اعتقد أن هما بقوا كويسين يقدروا يرجعوا بيتهم 
طالعها بذهول متعجبا حديثها وصاح بها بعصبية حازمة
انتي اټجننتي بجد ماتعقلي كلامك هو ايه اللي يروحوا بيتهم دي مرات اخويا وبنت اخويا اسيبهم لوحدهم ازاي 
أسرعت تشرح له الأمر بضيق كما ترى نافية حديثه بل توضح ما يحدث منهم
لا متجننتش بس تعبت مش عارفة اخد راحتي في بيتي زي ما متعودة مديحة بتتصرف بطريقتها وانا تعبت مش هستحمل كدة 
فهم على الفور أن مديحة قد فعلت لها شئ جعلها تغضب هكذا عالما جيدا أن جليلة لم تفعل ذلك ولن تقول ذلك الحديث من دون شئ 
وقف أمامها بشموخ بنظرات غاضبة مشټعلة وغمغم بحدة ولهجة حازمة مشددا فوق كل حرف بتفوهه
جليلة اقفلي كلامك دة خالص وانسيه عشان عمره ما هيحصل مينفعش خالص اسيبهم لوحدهم أنتي عاوزة الناس تتكلم علينا وهكلم مديحة متتدخلش في حاجة تاني 
علمت أنه لن ينفذ ماتريده بعد استماعها لحديثه فغمغمت بضيق هي الأخرى
خلاص يافاروق يبقى امشي انا وبراحتك طالما زعلان اوي كدة وشايف اني بقول حاجة صعبة 
قام بالضغط فوق فوق ذراعها بقوة بعدما قد وصل لأعلى ذروة في غضبه وهدر بها پعنف وحدة أخرستها
مش بقولك اټجننتي على الأخر تمشي فين ما قولت خلاص هكلمها ومش هتدخل في حاجة عاملة حوار ليه تاني 
ثبتت نظراتها المليئة بالحزن وعدم رضا وعقبت بجدية ولازالت لم تصمت مثلما يريد
وتقولها كمان ملهاش دعوة برنيم مرات جواد كفاية اللي هي بتعمله لغاية كدة 
تركها وصاح پغضب ضاربا سطح المنضدة بقوة ضارية والڠضب ملأ أوداجه بضراوة
اه يعني الحوار مش على العربية ولا عشان بتتدخل ومتضايقة لا الحوار كله عشان رنيم وابنك بقى 
تطلعت أمامها پغضب وعادت الى الخلف خوفا من غضبه الشديد وتمتمت بجدية هادئة تشرح له الأمر لتجعله يهدأ قليلا
لا مش عشان رنيم ولا جواد بس دة من ضمن الحاجات اللي بتضايقني وعاوزاك تقولها عليها كمان 
لم يرد عليها بل رمقها لعدة لحظات بنظرات تزداد ڠضب عن كل مرة تراه بها مما جعلها تشعر بالخۏف

قليلا من رد فعله عليها لكنها حاولت أن تدعي الثبات حتى تركها وخرج من العرفة بخطوات واسعة يملأها الڠضب تركها خلفه لازالت تفكر شاعرة بعدم الاطمئنان بعدما قد دلف الشك قلبها أصحت تتذكر عدة مواقف جمعتهم وتحللها بطريقة غير جيدة تفمر فقط وعقلها في كل مرة يخبرها بعدم الاطمئنان لمديحة وأفعالها 
لم ينكر فاروق هو الآخر غضبه من مديحة وأفعالها التي ستنتهي بمعرفة جليلة للحقيقة الغير ظاهرة والتي يفعل المستحيل من أجل إخفائها عالما الآن ما يدور داخل عقل زوجته من أفكار سامة يجب محيها والتخلص منها متوعدا لمديحة المتسببة في كل ذلك الآن مقررا عدم ترك الأمر حتى لا تكرره مرة أخرى وينكشف من خلالها ما عاش طوال حياته يخفيه عن الجميع بمساعدتها 
في الصباح 
اقتحم فاروق غرفة مديحة پغضب عارم ووجه مكهفر مما جعلها تنتفض مطالعة إياه بذهول وعلامات التوتر تبدو فوق قسمات وجهها تمتمت متسائلة بنبرة متلعثمة وعدم فهم
ا ايه يافاروق في إيه
لم يرد عليها بل استكمل خطواته نحوها ليقف قبالتها بالتحديد وغمغم بقسۏة حادة
انتي عارفة في ايه كويس اوي بقولك ايه يامديحة طريقتك أنا عارفها كويس بس عند جليلة تقفي وتعدلي نفسك 
شعرت بالڠضب هي الأخرى بعد حديثه بتلك الطريقة عنها وعن جليلة أمامها فصاحت هي الأخرى أمامه پغضب
ماتعدل أنت كلامك يافاروق ولا هي السنيورة بتاعتك مسخناك عليا وأنت ماشي وراها أنا مجيتش جنبها اصلا 
هدر بها پعنف حاد ضاغطا فوق كل حرف يتفوهه مطالعها بنظرات مشټعلة والشرر يتطاير من عينيه
مديحة اتعدلي أحسنلك وكلامك عن جليلة يتعدل ومتتكلميش معاها في أي حاجة متخصكيش وبالنسبة لأن فاروق بيسمعلك دي ليها حساب تاني مش هتيجي فالاخر واحدة زيك تهد كل اللي بعمله 
أجابته بحدة هي الأخرى حدة تحمل بين طياتها بعض الټهديد ووقفت أمامه بتحدي صارم
كل حاجة بتعملها أنا اللي مساعداك فيها ولو عاوزة اهدها فعلا ههدها وأنت عارف أني اقدر معنديش حاجة أخاف منها ولا أخاف عليها بس أنت عندك 
فهم جيدا معنى حديثها وټهديدها له الذي جعل غضبه منها يزداد أصدر هدير حاد غاضب فصاح بها پعنف
مش أنا اللي هتهدد يامديحة أنا معوضك عن اللي حصل وزيادة لكن متنسيش نفسك معايا والزمي حدودك لو طريقتي معاكي نستك مين هو فاروق الهواري فلازم تفتكري دلوقتي 
رمقته بعدم رضا وسألته بضيق متعجبة طريقته التي تحولت معها حقا
كل دة ليه بتعمل كل دة دلوقتي عشانها 
اومأ برأسه أماما مؤكدا حديثها ببرود ولا مبالاه لنظراتها المعلقة عليه
اه عشانها يامديحة ومستعد أعمل اي حاجة غير كدة عشانها وانتي من زمان عارفة كدة كله عندي إلا جليلة 
شعرت بالغيظ والغيرة من حديثه الذي يفضلها فيه عن الجميع فغمغمت پغضب
ولما هي عندك كدة مكنتش عارف قيمتها ليه زمان عرفتها دلوقتي 
أجابها بصرامة حازمة مصححا لها حديثها
أنا عارف قيمتها من زمان اوي وأنتي اكتر واحدة عارفة كدة زي ما عارفة برضو اللي حصل زمان كان سببه ايه 
رمقته بغيظ وتبادله نظراته المثبتة نحوها فقابلها بلامبالاه وغمغم
39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 58 صفحات