الأربعاء 25 ديسمبر 2024

حكاية لهيب الروح بقلم هدير

انت في الصفحة 12 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

قدامك دة أنا جواد الهواري بيتهزله رجالة قد كدة هخطب ڠصب عني 
قال جملته الأخير بتهكم ساخرا يملؤه الغيظ والضيق من أفعال والده التي لم يراها من قبل لم يرى من قبل أن أب يفعل ذلك مع ابنه هو بعيد تماما عن كلمة أب هو يتعامل معه بأنه فاروق الهواري الآمر الناهي في كل ما يريده يريد أن يلغي شخصيته ورأيه المخالف له تماما لم يتذكر مرة واحدة تم نقاش هادئ بينهما 
ترك هاتفه ورد عليه ببرود تام جعله يستشاط ڠضبا أكثر من السابق
إيه اللي عملته أنا عملت الصح اللي أنت مش فاهمه أنا بقى فاهم كويس واللي عملته دة لمصلحتك 
صاح به پغضب وعصبية حادة متخلي عن جميع محاولاته في تهدئة ذاته بسبب طريقة والده المتعالية وكأنه هو وحده من يفكر ويتخذ قرارات صواب
لا مش الصح أنت عمرك ما عملت الصح خالص أنت بس بتعمل اللي يعجبك واللي على مزاجك مش اللي يخدم مصلحتي أنت اكتر واحد واقف قدام مصلحتي وسعادتي بقرارتك اللي عمرها ما فادتني في حاجة 
نهض فاروق واقفا قبالته بحدة وعصبية متخلي عن بروده نهائي وصاح مردفا بعصبية غاضبة ولهجة مشددة حازمة ساخرا منه ومما يريده
وأنت سعادتك كانت فين يا جواد سعادتك فين وأنت داخل كلية الشرطة ورافض تمسك شركات عيلة الهواري اللي بكبرها وببنيها عشانك دي سعادتك واحلامك ولا أحلامك وأنت عينك من واحدة وسة اللي هي مرات عصام اللي زي أخوك ورافض تتجوز أروى الهواري بنت عمك 
صمت لبرهة ملتقط أنفاسه وأكمل بتهكم ساخرا
هي دي أحلامك اللي أنا يا حرام مفتري وواقف قصادها لو دي أحلامك يبقى بلاها منها خالص تغور أحلامك كفاية أني سمعت كلام امك ووافقت أنك تدخل شرطة 
طالعه پغضب ضاري والشرر متطاير من عينيه اللتان قد تحولا لبركان من الڠضب المشتعل عقله مشتعل بنيران متأهبة ورد مغمغما بعصبية وصوت مرتفع
بقولك إيه متجيبش سيرة رنيم مرات عصام قولتلك مفيش بيني وبينها حاجة وبطل تغلط فيها عشان زي ما قولت هي مرات اخويا وملهاش دعوة باللي حصل كله مش كل شوية هتفضل تغني في نفس الحوار دة لكن لو على كلية الشرطة اللي دخلتها فدي أحسن حاجة حصلت في حياتي كلها اللي بايظة بسببك وأروى اللي بتتكلم عليها أنا مش شايفها غير زي سما مش أكتر أنت بقى شوف اللي يعجبك مش هعمل حاجة من الهبل اللي عاوزه د 
قطعه بصڤعة قوبة هوي بها فةق وجنته تحت صدمة والدته وشقيقته المصدومتان من فعلته متمتما بتعالي وغرور
اخرس خالص اللي بقوله مش هبل أنت ابني وهتعمل اللي أنا عاوزه ڠصب عن عينك مش بمزاجك 
القى جواد ما كان فوق المنضدة أرضا بعصيية شديدة مسيطرة على عقله تعميه وصاح بعناد وضيق
أسرعت جليلة متمسكة بذراع فاروق قبل أن يفعل شئ آخر وتمتمت بنبرة متوسلة باكية ضعيفة حزينة على كل ما يحدث ل عائلتها
فاروق خلاص يا فاروق اهدي اهدي عشان خاطري 
سار جواد متوجه نحو الخارج تارك المنزل بأكمله وعقله يستشيط ڠضبا

باندفاع لما يحدث معه 
جلست جليلة فوق المقعد الذي خلفها بتعب شديد غير قادرة على التحدث واضعة يدها فوق صدعيها والاخرى فوق قلبها شاعرة بثقل كبير به غير قادرة على التقاط أنفاسها 
أسرعت سما مقتربة منها بقلق والخۏف تملك منها تمتمت متسائلة بړعب وتوتر
ماما أنت كويسة في إيه مالك حاسة بإيه بابا الحقها بسرعة 
طالعها هو الآخر بوجه شاحب قلق عليها خوفا من أن يحدث لها شئ سئ وبادر بالاتصال بالطبيب طالبا منه المجئ مسرعا حاملا إياها فوق ذراعيه بقلق متوجه بها نحو غرفتهما 
في نفس الوقت 
وقفت رنيم أمام المرآه الخاصة بغرفتها في ذلك المنزل المهجور الذي لم تعلم عنوانه متذكرة رعبها من عصام ما أن دخلت المنزل وسؤالها الأحمق عندما توقفت بړعب طغى على قلبها
ع عصام هو أنت قررت أنك تق تلني بجد زي ما قولت امبارح وجايبني عشان تق تلني هنا 
طالعها يضيق مستنكر من حديثها الأبله الغير متفرغ له الآن فغمغم بتهكم ساخرا
عادت بذاكرتها لواقعها وحركت رأسها معترضة بحزن وضيق ودموعها سالت من عينيها بحزن
لأ لأ مينفعش اعمل كدة لأ انا مش كدة مش هق تله مينفعش يا رنيم تتحولي كدة هتبقي مش رنيم اللي عارفاها 
حتى لو هو راح خلاص بسببه اكيد دة الاحسن ليه كان هيجي يلاقي أمه بيحصل فيها كل دة ولا ابوه شخص مچنون زي عصام لأ طبعا هو دة الأحسن ليه 
جففت دموعها برفق بعدما نفضت من عقلها جميع أفكارها الشيطانية تماما التي كانت ستلوث نقاءها وبراءتها 
أسرعت تجذب هاتفها وقامت بالأتصال على محسن الذي سرعان ما آتاها صوته اللعوب ونبرته الخبيثة
الو يا ست رنيم هانم اخيرا لما افتكرتي أن في ورانا شغلانة مهمة عاوزين ننفذها وأنا أخد فلوسي وأخلع 
تغاضت عن طريقته معها وتمتمت مردفة بتوتر
ب بص يا محسن أنا كنت مكلماك عشان اقولك على حاجة مهمة 
أسرع مغمغما بلهفة وحماس والطمع يملأه
اه طبعا قولي انفذ امتى حددي المعاد بس وانا هنفذ وهعرف مكانه فين بالظبط وكله هيتم على نضافة وانتي تورثي وانا أخد حقي زي ما اتفقنا 
قطعته معترضة بضعف وضيق شاعرة يضياع عقلها وأفكارها بين الخطأ والصواب حقيقتها الطيبة والأخرى التي اكتسبتها من قسوته عليها
لا يا محسن مش مكلماك عشان كدة أنا عاوزة اقولك أن خلاص الغى الاتفاق وانسى انك شوفتني وانسى اي حاجة قولتهالك شوف فلوسك اللي عاوزها منه بس بعيد عني 
ضحك مقهقها بصخب ورد عليها بتهكم ساخرا
والله ضحكتيني انتي اكيد لقيتي نفسك فاضية فقولتي تهزري بشغل العيال دة هو لعبة شوية اق تله عشان هو يستاهل القټل بعدها لا يا محسن مش هتنفذ حاجة انا لغيت الفكرة بقولك ايه يا رنيم العملية هتتم وتورثي واخد انا حقي غير كدة يبقى تجيبيلي فلوسي اللي اتفقنا عليها اني هاخدها وخليهولك يقعد ېموت فيكي 
شعرت بالإنزعاج من طريقته الوقحة معها وانكمشت ملامح وجهها بضيق معلنة ڠضبها لكنها حاولت التحلي بالهدوء فتمتمت بصبر وهدوء
محسن احترم نفسك لو سمحت أنا بقولك الغي الاتفاق خلاص وروح خد فلوسك من عصام زي ما أنت كنت هتعمل بس الغي الاتفاق وطلعني منه أنا استحالة اعمل حاجة زي كدة خلاص كانت ساعة شيطان وفوقت منها خلاص 
رد عليها الآخر بتبجح والتصميم والطمع يلتمع داخل عينيه
لأ الكلام دة ميخصنيش أنا هق تله وانتي هتديني حقي اللي اتفقنا عليه وخلصت على كدة يا رنيم خلي ساعة الشيطان ترجعلك تاني 
لم ينتظر ردها عليه بل أسرع يغلق الهاتف پغضب ليستكمل خططه القادمة بعد حصوله على الأموال مقابل ق تله لعصام الهواري المختل 
تطلعت رنيم نحو الهاتف پصدمة شاعرة بالخۏف يملأ قلبها من أن ينفذ محسن حديثه ويصر على تنفيذ فكرتها المتهورة وضعت يدها فوق صدعيها بتعب
مينفعش لأ انا مش مچرمة مش هتسبب في مۏته رغم اللي عمله فيا مينفعش خالص ياريتني ما شوفت اللي اسمه محسن دة 
سالت دموعها بحزن وقلق شاعرة بالتوهان لا تعلم ماذا تفعل في ذلك المأزق التي وضعت فيه 
قطعت تفكيرها مسرعة ومسحت دموعها بطريقة عشوائية عندما استمعت الى صوت عصام الحاد الصائح باسمها
رنيم يا رنيم 
أسرعت ترد عليه بتوتر وخوف متطلعة أرضا
ا ايوة يا عصام في إيه 
تعالي عاوزك 
فركت في يديها بتوتر واقتربت منه بخضوع واستسلام تام مأومأة برأسها أماما
ح حاضر يا عصام 
اقتربت منه من دون مقاومة تلك المرة بأعين باكية حزينة دموعها تسيل بصمت
كان جواد يشرب سيجارته بعصبية

يفكر في إنهاء ما بدأه والده من دون اتخاذ رأيه الأساسي في الموضوع وإنهاء أمر زيجته هو وأروي تماما 
وجد شقيقته تتصل عليه أسرع يرد عليها بجدية
الو يا سما خير في حاجة
وصل إلى مسامعه صوت شهقاتها الباكية فغمغم متسائلا بقلق ولهفة
إيه يا سما في إيه ايه اللي حصل عشان ټعيطي كدة اهدي براحة كدة وفهميني 
التقطت أنفاسها بصوت مرتفع محاولة منها لتهدئة ذاتها وتمتمت بصوت باك يملؤه القلق
ت تعالى يا جواد بسرعة م ماما ماما تعبت أوي بعد اللي حصل تعالى بسرعة الحقها 
هب واقفا بلهفة وقلق خاشيا أن يصيب والدته شي سئ فهي كل شئ له في تلك الحياة مغمغما بتوتر
جاي اهو يا سما حالا دقايق وهبقى عندك 
أغلق معها ململما لأشياءه بقلق وأسرع متوجه نحو سيارته يقودها بسرعة چنونية يدعي ربه أن يحفظها له غير مستعد لخسارتها 
وصل المنزل مسرعا وتوجه نحو شقيقته التي كانت 
ظل يربت فوق ظهرها بحنان وحب أخوي محاولا تهدئتها
اهدي يا سما اهدي يا حبيبتي ماما هتبقى كويسة وزي الفل كمان اهم حاجة اهدي انت بس 
صمتت واستكانت داخل أحضانه الآمنة بالنسبة لها وتمتمت بقلق وخوف
ج جواد أنا خاېفة على ماما كانت تعبانة اوي مكانتش قادرة تاخد نفسها 
شعر بقلقه يزداد قلبه يعتصر بداخله هو بالفعل ليس لديه أحد في حياته سواها والدته هي كل شئ من دونها هو وحيد بضراوة أردف متسائلا بخشية
هي فين دلوقتي
أشارت بيدها صوب غرفة والديها بيد مرتعشة وتحدثت باضطراب
ه هما جوة معاها بابا والدكتور ادخلهم يا جواد وتعالى طمني 
ربت فوق كتفها مأومأ برأسه أماما بتعقل وهدوء وأسرع يتوجه نحو غرفة والدته هب فاروق واقفا پغضب بدا على ملامح وجهه ما ان رآه وصاح به بلهجة مشددة حازمة
اطلع برة امشي برة أنت السبب في كل اللي حصلها أنت وعنادك فينا السبب اطلع برة 
وقف ثابتا كما هو عينيه مثبتة فوق والدته التي لم تستعد وعيها حتى الآن وهتف بعصبية ونفاذ صبر
بقولك ايه ابعد عني وملكش دعوة بيا لو حد السبب فهو أنت مش أنا أنت اللي عاوز كله يمشي على مزاجك بس مش موضوعنا انا جاي عشان اتطمن على أمي مش عاوز اتكلم في اي حاجة تاني 
امتعضت ملامح وجهه پغضب شاعرا بالډماء تغلي داخل عروقه بعصبية وأردف صائحا بحدة حازمة دافعا إياه إلى الخلف ليجبره على ترك الغرفة
اطلع برة برة يا جواد مش هتقعد في الاوضة دي لحظة اطلع برة 
استسلم جواد لدفعه وخرج تاركا الغرفة بخطى واسعة غاضبة متجاهلا هتاف شقيقته غالقا باب غرفته خلفه پغضب عارم 
جلس بمفرده في غرفته شاعرا بالحزن يعتصر قلبه كالقبضة القوية أغلال قوية تؤلمه مود الصړاخ بأعلى صوته 
ېخاف أن يصيب والدته شئ سئ ويرى الجميع أنه المتسبب
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 58 صفحات