حكاية بقلم شيماء الجندي
ابتسامه وردت بهدوء
صباح النور كنت فين !
ابتسم هي لاول مره منذ ايام تبدا معه حديث ليجيبها بهدوء
كنت في مشوار صغير وعديت علي العياده عشان الدكتور بتاعك مسافر لمؤتمر ... وكان عاوزني عشان يقولس كورس العلاج هيمشي ازاي الفتره الجايه وهيجي بليل تاني يشوفك ..
هزت رأسها تردف پخوف وهي تشد ذراعها حول بقوه
لاا مش عايزه حد يشوفني !!
من رفضها الغريب فهي بم تلتقي بالطبيب ابداا كان يأتي ويذهب وهي اسفل مفعول المخدر .. والمهدئات لما ترفضه ..
ابتلع رمقه وهو يقول بهدوء رابتا علي خصلاتها ..
ليه ياسوفي ده هيجي مخصوص يطمن علي صحتك بس وانتي فايقه كده ....
هزت رأسها تقول بحزن وصوت البكاء واضح
ياتيم مش عايزا اشوف حد !!
شقيقته لا تثق باحد !!!!! اصبحت تعتمد علي شخصيته هو !!!! العمه كانت محقه أسيف علي طريق بلاعوده ...
خرج صوته متوترا قليلا وهو يقول بقلق
أسيف ! انتي عارفه انا بحبك قد ايه ولا لا !!
علي الفور بالموافقه و تنظر لتقول
تكون ستذهب تاني !!
عقد حاجبيه اول الامر ثم سرعان مافهم
ابتسم لتلك الطفله .. لانه يعرف انه بسببه ..
ثم قال بهدوء ..
ايه رأيك لو واحد صاحبي جيه يتكلم معانا شويه !
انا عارفه انك عاوز تنزل .. بس انا خاېفه يااتيم منهم كلهممم !!
وقد صرفت ذهنه عن باقي حديثه من اجل علاجها بكلماتها الخائفه التي لاول مره يسمع بها ..
لا ياأسيف مش عاوز الا لو انتي هتيجي معايا !!
الرفض كان الاجابه ...
اخذ الهاتف يطلب طعامها لتتناول الدواء اولااااا ......
اسيف منذ الصغر وهي تمتاز بالمحبه الصافيه عنها لا تنكر ان ضحكاتها البشوش وتلقائيتها البريئه كان لها
ميزات وانها كانت طفله مشاغبه .. لكنها كانت تريد عائله مثل أسيف .. تريد أب بدلا عن ابيها لم يكن
ينظر لها..واخذ شقيقها الي فيلتهم وتركها هنااا وحيده فهد بعد وفاه الاب وكان عمره ثمانيه عشره عامااا !!!
ولكن قلب اسيف شيئا فشيئ واصبحت لا تريدها
هي تحبه ولن تتركه لن تتخلي عنه لن تترك القصر ابداااا ..
علي الجانب الآخر بجناح اسيف حيث اجتماع العائله من اجل اخراجها من حزنها او اقناعها علي الاقل بترك شقيقها لاعماله ...
ايه رأيك ننزل نفطر في الجنينه مع جدك !
لاول مره لم تستقبل الحفيده الاقتراح وترحيب بل معا اخيها ...
هز الجد رأسه و ينظر تجاه نائل بصمت .. وقف نائل ثم جلس لكنها كما هي ...
ساكنه صامته يقول بصوت هادئ وهو ينظر الي ابن عمه بحيره
وبعدين ياتيم ... احنا بقالنا ٣ اسابيع علي الحاله دي معاها !! انت حتي شغلك مبقتش تذهب اليه ده بقي صعب !!
رمقته ابنه العم بنظره حزينه ثم پبكاء صامت
حزين ... هي خائفه .. لم تعد تأمن لاي احد منهم غيره ... لكنها حياه اخيها ولم تعد تفرق
عن ندي شيئ ... وعلي سيره هذه وعقلها .. ندي صاړخه بهم پغضب
أسيف ... أسيف ... مفيش غيرها في الدنيا كلهاااا ... انا لوحدي كل يوم محدش فيكم بص علياااا حتي !! انا بكرهكمممم !! فهد كان ليه حق فيمم كلكم !!!
توقف تلك الكلمات حيث الجده والعمه والجد اعينهم باندهاش ليقول نائل عادت كطفله لا لصوت العالي
انتي ايه اللي بتقوليه ده ... انتي عاوزه تتعالجي !!!
الصړاخ منه وهي تقول
لااا مذكرااات بابا كلهاااا مع فهد وقراااهم كلهممم !!!!
اتسعت الاعين ووقف الجد يواجه الحفيده الغاضبه وصوت غاضب
مذكراات ابوكي !!
وقفت العمه تحل بينهم مسرعه .. لكن تلك الكلمات لها تحديدااا..
اطلعي براااا ومش عاوز اعرف حاجه تااااني ....
يخرج الي النور هذا الفهد و بخطواته واعينه يقول
فهد البراري لا يذهب ابدا !!!!
و باللحظات التاااليه.....
كاد تيم لكن شقيقته تبكي پخوف اوقفته لحظه .. تصيح بتوسل...
متسبنيش عشان خااطري ... !!!
الآن وهو يري شقيقته و صاح الجد پغضب
انتوا اتجننتوا خلاص محتاجين تتعالجوا
اتجهت الاعين المصدومه الي الجد ودلف العم الي واصبح كالآتي ياساااده ...
نائل واقف حائر بين فهد وتيم ..
تيم الذي يحاول بكل الطرق
ياااأسيف اجيب حقكككككك !!!!
...... توقف عقله وصړخ به
طلقهاا دلووقتتت حااالا !!!
لم يجيبه و انظاره الغاضبه الي الجد يصيح به
مين اللي كان بيتعااالج !!!! انت بتقول ايه !!
ېصرخ بابن الاخ
اخررررس !! مريض نفسي وكنا بنعالجه من قبل ما يتجوز !!
بزهول الاعين وصمت الجميع وصړخت الجده بالابن
اسكتتت يااامرااااد انت اټجننت !!!
اسرعت سمر الي اسيف و الماضي وسجلات عند الجميع !!!!!
ليصيح العم فجأه
كفاايه ياامي العيال وانا بتفرج الماضي ذهب الي القصر ولاااازم حالا مش هستني حد تااني !!!
ثم توجه بكلماته لفهد يردف ...
مذاكرات الوالد دي غير صحيحه !!!!!!
اصبح الاجواء غريبه ... والجميع مستغرب من تصرف الآخر ...
سيظهر شي ما .......
الفصل التاسع الفاعل
الآن بتلك اللحظات .. وهي في منزل آل البراري يجلس
تيم وهذا فهد ببعض النظرات الغاضبه وعقله لم يتوقف لحظه عن العمل
وهو يصول ويجول ذهابا وايابا الي اخيها پخوف لقد اصبحت خطواته بعيده بامتار ..
ولكن لم تكن من فهد بل من تلك التي جلست علي حين وجدت تيم بهدوء يقول لها
بكلمات ... لم يكن عليها ان تكون بهدل الذكاء لتفهم انه يطمئنها الآن .. يكفي ما يحدث...
يكفي ان يكون تيم فقط ... اغمضت عينيها ودموعها التي تذرف بالهطول الآن وهي تطلب الغفران والعفو لكن كيف وهو منذ خروج الجد والعم لاحضار ادله واضحه يحتفظ بها الجد
يبدأ بسرد الماضي و بنظرات غاضبه .. !!!
صاح فهد فجأه بنائل الواقف
هي من عائلة البراري بشهاده الجميع لم يراها احد
من العائله او الأصدقاء بهدوءها ...
انت يابني ااادم !! بدل سرحانك ده شووف جدكككك !!
وهو يقول بصوت عالي...
بقولك ايه متصدعنيش ..انا مليش في كل ده ..
وقالت سمر تهدئه الأجواء ..
بابا ومراد ...
الجده المسنه بتوتر .. دلف الجد ومعه حقيبه صغيره من الواضح انها تخص ابيه .. بحروف اسمه عليها العائله ..
جلس هو وفهد بهدوء
اقعد يابني ...
وافق الحفيد و بمعرفه الماضي امام الجميع الآن
جلس بجانب شقيقته الغاضبه والجد بتوتر ...
نظر الجد اليه وبدأ يسرد الاحداث برويه وصوته يعيد ذكريات الي عقل ذلك الصامت !!!
ابوك كان تمام لحد سن 16 سنه كانوا زمايل وصحاب وطبعا
مع الوقت ولانه مفيش عقل فيه
مع كل اللي في البيت ..عمك سليم كان في تانيه جامعه وقتها وكان شاب عاقل وحكيم وكنت
بدأت انزله معايا الشغل واعرفه حاجات كتير عشان يساعدني اول ما يتخرج
وحاولت اقنعه بس للاسف ..ااتجوز من غير ما يقول لحد ..
الجد وهو شاف تعبيرات الحفيد الصامته ثم درات عينيه وينظر اليهم بصمت صامدا الي نهايه تلك القصه !!!
تابع الاحفاد بصمت تام وفضول تلك الكلمات ليكمل الجد ...
وللاسف مع الوقت بدأت تقنع ابوك اني بميز اخوه عنه...
وابوك فضل فتره في الشقه لحد ماذهبنا انا واعمامك وجدتك ورجعناه القصر بعد
ومحايلات كتير طبعا بس مع الوقت لقينا تصرفاته غريبه واسلوبه اغرب وجدتك قالت انه لازم يتجوز
تاني يمكن يخرج من حالته وينسي البنت دي وفعلا مرفضش بالعكس ده قالي انه محتاج
يكون بيت واسره بس شرطه الوحيد انه ميقعدش هنا في القصر وانه عاوز يستقل وطبعا انا مرفضتش
وفعلا اتجوز وامك جاتلي بعد اسبوعين جواز زعلانه وبتقولي انه مريض نفسي وانها مش جايه عشان تتخلي عنه بالعكس هي عاوزه تساعده يتعالج ...
صمت الجد حين وجد حفيده يغمض عينيه ...
انه الماضي .. لكل منهم ذكري يعايشها الآن بحزن وصمت ... ليكمل الجد...
امك قدرت تقنعه انه يتعالج فعلا وانها بتحبه من سنين وهتصبر عليه .. وبدأ العلاج بس بعد عنه لما لقي عمك اسس اول شركه من أملاكه واتجوز رنا ..بدأ الحقد ... عرف ان يكدب علينا انه عايش حياه معاك ومع امك وان العلاج جاب نتيجه كمان !!
سمعت الكلمات تلك البريئه التي تستمع منذ فتره بصمت تام الآن علمت كيف تعلم ذلك الرجل من فعل ذلك ... سالت دموعها بصمت وهي تحاول ان تركز علي باقي الاحاديث ..
اكمل الجد بحزن وقد بدأت نبرته متذكرا حال ابناؤه
كان بيتعامل عادي مع اخواته ومعانا وكنا بنتجمع كتير بس مع الوقت حالته النفسيه مش مطئمنه وبقي تصرفاته شبه غريبه ومبقتش قادر ارجعه للعلاج اللي اتفاجئت انه وقف ..
كفاااايه !!!
الذكرياات التي كان يعايشها منذ طفولته هو ليس بحاجه الي وصف الجد المسن لقد رأي امه بعينيه .. لقد كان شاهدا دموعها الطفوليه ... كم هو صعب ذلك الآن .. صوره والدته امام عينيه ... صړخ وهو يقف پغضب
ولما انتوا كنتوا عااارفين سبتوهاا ليييييه !!
وقف الجد يصيح پغضب
مكنااااش نعرف !! ابوك صعب التعامل جدااا !!!
الكلمات تلقتها بصمت لكن ذلك الذي بدأ ېصرخ عل الجد پغضب
جديييي !!!
بدأت الأجواء تتوتر ورفع الجد يده المرتعشه اعلي خصلاتها يهمس باعتذار حرج ... ولم تجيب ولم تري تلك الاعين التي تسلطت عليها يراقب شهقاتها المكتومه التي طالما كان يجبرها علي كتمانها حتي لا تثير غضبه وكانت تطيع !! الآن فقط لايري صوره امه بل .. اقسم انه ان نظر في المرآه للتو سوف يري ابيه بانعكاس صورته ... الآن فقط رأي مدي جرمه ... لقد اختلطت المشاعر عليه .. لقد اختلط كل شيئ لېصرخ بهم
كدببب كل ده كدبببب ! معندكش اي دليل بتعمل كده عشان توقفني !!
نظر الجد الي العم ليمسك مراد الذي كان يتابع بصمت واعين دامعه جهاز التحكم ويضغط علي الزر لتبدأ الشاشه بعرض تسجيلات الكاميرات بغرفه الطبيب الذي كان يعالج ابيه ... بدأ صوت ابيه يتضح الآن وهو يعترف بانه يعاني بصراعات كل يوم واصبح يمقت اخيه
السارق لمحبه والديه والذي ينعم بحياه هادئه الآن ....
اتسعت اعين الاحفاد اثناء متابعه الحديث واتضاح الحقائق امام اعينهم ليقول الجد بصوت مقهور حزين
عايز تعرف عرفنا كل ده امتي !! لما ابوك ماټ واخدناك وللاسف كان زرع في عقلك افكار چنونيه ناحيه عمك فتحنا الخزنه ولقينا المذكرات وطبعا اتفاجئنا من الكلام الموجوده لان معظمه عن مواقف مننا محصلتش وعمك عرضها علي دكتور نفسي فهمنا ان ابوك كان بيعاني من تهيؤات وانفصام في الشخصيه نتيجه اكتئاب حاد دخل فيه و انت اخدتها من ورانا من فتره بس دي غلطتي انا مش انت
كان لازم أحرقها في وقتها ...
هب الجميع واقفا حين اندفعت