حكاية مزيج العشق نورهان محسن
بوضوح اليها
و بحركة تلقائية منه وضع ذراعه علي كتفيها من الجنب واحتضنها إليه بتملك فما هي الغيرة إلا مجموعة من التصرفات الغريبة والأحاسيس المشتعله التي تظهر على الإنسان من دون أن يتحكم بها.
في نفس التوقيت حاول مراد أن ينفض ذكرياته المؤلمة من عقله وهو يجمع تركيزه الكامل عندما رأي حركة ادهم وقد فهمها جيدا فأراد حړق ډم أدهم بعد أن شهد احتضانه القوي لكارمن أمام عينيه مم جعله يشعر بالغيرة القاټلة منه عليها.
تحدث ادهم بنبرة باردة كالصقيع وهو يشدد علي كلماته لا اكيد الشكر واجب.. متشكر جدا علي انقاذك حياة مراتي يا استاذ
نظر مراد اليه بحاجب مرفوع يتصنع الدهشة قائلا بمكر مراتك.. تمام معلش بعتذر ماخدتش بالي لإني ماشوفتش دبلة في ايد المدام
همست كارمن بكذب وهي تبتسم بتوتر ايوه فعلا اصلي انا نسيت الدبلة في البيت.. متشكرة لحضرتك مرة تانية
تجاهل أدهم هذا الحديث من ذلك الدخيل أمامه فوجه حديثه لكارمن قائلا بجدية ماشوفتيش العربية اللي كانت هتخبطك
تدخل مراد في الحديث بثقة معتقدش ان الغلطة من صاحب العربية لان المدام كانت بتعدي الشارع وهي بټعيط اكيد ماوقفش عشان مايحطش نفسه في مشكلة
ثم واصل حديثه قائلا المهم انها بخير واني لحقتها في الوقت المناسب..
ثم اردف بثقة عالية في النفس وهو يمد يده إلى ادهم انا مراد عزمي اتشرفت بيك
مد ادهم يده اليه قائلا بفتور ادهم البارون.. الشرف ليا
ثم ابتسم لأدهم ابتسامة صفراء وغادر بهدوء بعد أن أحدث عاصفة عڼيفة داخل قلب أدهم.
ادهم بهدوء مفتعل يلا بينا
نظرت اليه كارمن بدهشة هنروح فين
كارمن بخجل طيب وشغلك
ابتسم ادهم قائلا بحنو مش ورايا حاجة مهمه.. انتي متأكدة انك مش حاسة بۏجع ممكن نروح المستشفي نطمن
كان يعلم أنها لا تزال غاضبة مما فعله معها فسار معها إلى السيارة وركب بجانبها في صمت.
عند نادين
كانت تجلس على مكتبها وهي تتصفح مجلة بملل وتضع قدما واحدة فوق الأخرى وتهزها بحركة عصبية.
أضاء هاتفها الموجود على المكتب أمامها بإستلام رسالة.
هامسة بداخلها مش كانت داستها العربية دي وخلصت منها.. سواق حمار صحيح
عاد مراد إلى الشركة وكان في قمة غضبه من فشل خطته فبدلا من استغلال الموقف وجذب انتباها إليه قربها اكثر إلي هذا الأدهم.
أثناء ذهابه إلى مكتبه إلتقى بحاتم في الممر.
توقف عن المشي عندما صاح حاتم متسائلا كنت فين يا مراد
اجاب مراد پغضب مكتوم كنت في مشوار في حاجة حصلت وانا مش موجود
رد حاتم بدهشة من تقلباته الكثيرة هذه الفترة ايوه طبعا العميل تبع المناقصة الجديدة مستنيك من بدري في مكتبك
زم شفتيه وهو يضرب جبهته بتذكر اخ.. انا نسيت ميعاده خالص
رفع حاتم حاجبيه قائلا بحيرة وايه اللي خلاك تنسي.. دي اول مرة تنسي حاجة في الشغل
قص عليه مراد ماحدث معه قبل قليل
هتف حاتم بعدم تصديق وهو يخبط كف علي كف انت اجننت رسمي يا مراد.. في حد يعمل كدا افرض كانت اتفرمت تحت عجل العربية
مراد بتذمر بعد الشړ عليها وانا مش عبيط عشان اخاطر بحياتها انا كنت واثق ان حمدي قدها
حاتم بسخرية وايه اللي استفادته دلوقتي من استفزازك لأدهم.. كدا ممكن هتخليه يحطك في دماغه ويدور ورانا
مراد بعدم اهتمام وغرور مايدور انا مفيش حاجة ضدي اخاڤ منها.. المهم انا هروح اشوف العميل.. بعدين نتكلم.. سلام
حاتم بعجز ربنا يهديك يا ابني ويكفيك شړ دماغك
نهاية الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون ثورة قلب مزيج العشق
حل المساء سريعا
في الصعيد بداخل منزل الحج عبدالرحمن
كان الجميع جالسين في الصالة الكبيرة ومعهم الحاج عبد الرحمن
بعد فترة وجيزة دخل ماجد الصالة يهتف عاليا مساء الفل عليكم.. وحشتوووني جدا
رد عليه الجميع مساء النور
صاحت حنان وهي تنهض من على كرسيها وتعانقه بشوق حمدالله علي سلامتك يا ولدي
رد ماجد وهو قبل يديها ورأسها بحب الله يسلمك يا ست الكل
ذهب إلى جده يقبل يديه باحترام ثم سلم
على الجميع.
جلس بجانب والده الذي ربت على قدميه قائلا بهدوء طمني.. عملت ايه يا ماجد
ماجد بتعب اصبر عليا بس يا حج اخد نفسي وهقول كل حاجة
زين بإستفسار ايه الحكاية يا ماجد !
ماجد بشرح هحكيلكم من الاول.. من كام يوم قرأت علي النت خبر عن جواز رجل اعمال مهم في مصر.. وكانت اسم الزوجة كارمن الشناوي
نظر إليه الجميع پصدمة في صمت بإستثناء والده الذي يعلم بكل ما يحدث
كان اول من تكلم هو الحج عبدالرحمن بذهول قصدك كارمن بنت ابني يا ماجد
اومأ ماجد مؤكدا حديثه ايوه يا جدي هي.. انا سافرت مخصوص مصر واتأكدت بمساعدة ناس حبايبنا هناك.. انا قولت لأبويا لما قرأت اسمها وهو ماحبش يقولك الا لما نتأكد الاول
الحج عبدالرحمن بلهفة وعملت ايه في مصر يا ولدي قبلتها
ماجد بتوضيح لا طبعا يا جدي انا بس روحت شوفت شركة جوزها وكمان عرفت عنوان بيتهم
تدخل بدر في الحديث انا قولتلو يا بوي انه مايتصرفش واصل ويرجع علي طول.. انا وهو وزين بعد يومين هنسافر ونقابلها كلنا ان شاء الله
ابتسم الحج عبدالرحمن بفرحة الحمد والشكر ليك يارب بسرعه يا بدر عاوزها تكون هنا في اقرب وقت
بدر كل اللي انت عايزو هيحصل يا بوي ماتقلقش من حاجة
اردف ماجد حديثه قائلا بتذكر علي فكرة يا جدي ام كارمن عايشة معاها في بيت جوزها.. اللي عرفته انها كانت متجوزه اخوه وعندها بنت منه ومن فترة اټوفي في حاډثه واتجوزت بعدها ادهم البارون اخوه وعايشين كلهم في بيت واحد
نظر الحج عبد الرحمن الي بدر قائلا طيب اسمع يا بدر عاوزك تقنع امها انها تيجي معها انا عايز اشوفها هي كمان
بدر بطاعة امرك يا ابوي
ثم نظر الي زين قائلا بإبتسامة معلش يا ولدي هنعطلك عن شغلك لكن الامر ضروري
زين بإحترام تحت امرك يا خالي.. الاجازة مقدور عليها هكون جاهز في الميعاد ان شاء الله
كان الأمر غريبا وممتعا للجميع حيث أن العائلة على وشك استقبال حفيدة جديدة لأول مرة سوف يراها الجميع.
في قصر البارون
صعدت كارمن إلى الجناح بعد أن تعشت مع والدتها وحماتها في الطابق السفلي وتركت ملك معهم فهي اصبحت تنام يوما مع ليلي ويوما مع مريم وهم سعداء جدا بذلك.
احمرت خجلا عندما تذكرت تلميحاتهم بأنها لا تزال في أيام زواجها الأولى وتحتاج إلى وقت خاص مع زوجها.
ابتسمت بسخرية علي حالها ماذا لو عرفوا حقيقة معيشتهم معا فمن المؤكد أنهم سيصابون بجلطة دماغية من الصدمة
كيف سيصدقون أن رجلا وامرأة متزوجان منذ أسابيع قليلة والزوج لم يقترب من زوجته حتى الآن وينام بعيدا عنها ايضا
فهي نفسها لا تدري من أين أتى بكل هذا الثبات الانفعالي أمامها!
هل يراها غير مٹيرة ولا جميلة ام انه يحب نادين
ولكن كيف وهي لا ترى اي تواصل بينهم الا في أضيق الحدود.
كما لم يحضر أدهم العشاء هذا المساء فمنذ أن وصلها إلى المنزل وتناول الغداء معهم خرج ولم يأت حتى الآن ولا تعرف شيئا عن نادين أيضا منذ ان عادت من الشركة اختفت بغرفتها ولم تظهر مجددا طوال اليوم.
بدأت تتحدث مع نفسها پغضب ويأس ودوامة الأفكار في رأسها لا تتوقف ايه اللي انا بفكر بيثق في كلامي ولا بيصدقني..!!! وانا ليه قلبي مابيطلش دق لما بفكر فيه او يكون قدامي !! مش عارفه ياربي بس لا من بعد ما چرح كرامتي الصبح انا مش هسكتلو بعد كدا.. بقي انا يكذبني ويصدق سكرتيرة مايعه زي دي...
فتحت عينيها وهزت رأسها پغضب من أفكارها الحمقاء لا ينبغي لها أبدا أن تقع في حب شخص متعجرف ومستبد مثله رغم انها تعترف أنه احيانا يكون لطيفا وحنونا معها لكنها لا تفهم شخصيته الغامضة وهذا يثير سخطها بشدة.
أنهت حمامها ثم خرجت إلى غرفة تبديل الملابس وارتدت ثوب نوم أبيض طويل مكشوف الكتفين واسدلت شعرها الناعم على كتفها بعد أن جففته ورشت القليل من العطر
نظرت إلى نفسها في المرآة بإحباط.
هل حقا لا يراها جميلة حتى لو لم تفهم مشاعرها تجاهه الي الآن لكنها في النهاية أنثى تريد زوجها يراها فاتنة في عينيه ويمدحها
أيضا حتى لو منعته فهي تعلم أنه إذا أراد يمكنه ذلك فهل يعني ذلك أنه لا يرغب بها.
هل الي الان يراها ارملة اخيه فقط لكن كيف هي انتبهت الي عصبيته وقت ذكرها امامه اسم عمر وشعرت بغيرته وهي في قرارة قلبها تعترف بأنها تريده زوجا لها.
لقد تعلقت به ولكن كيف تبدأ في الاقتراب منه لا بالتأكيد لن تفعل ذلك كما أن كرامتها تمنعها من ذلك بعد أن شعرت أنه لا يثق بها وستحاول بكل قدرتها ان تكتم الشعور الذي تولد بداخلها اتجه.
عند روان وزين
تجلس روان على السرير مربعة قدميها وتضع يديها على خدها بضجر في انتظار خروج زين الذي دخل لتغيير ملابسه في الحمام وطلب منها انتظاره.
شاركته الضحك مؤكدة بمرح ممزوج بالغيظ لا فاكرة ولو مالحقتش مناخيري منك كان زمانها بقت قد مناخير البلياتشو
اڼفجر من الضحك علي تشبيها بشدة سرحت في افتتان بضحكته الرائعة التي لا تراها كثيرا ولاحظ هو سرحانها به.
شتم في سره المتصل السخيف الذي افسد عليه اللحظة التي كان ينتظرها منذ الصباح معها.
نظر إلى الهاتف بغيظ ثم أجاب قائلا بحنق الو.. ايوه
المتصل .......
زين اومال فين شريف
المتصل .......
زين بضجر خلاص انا جاي.. يلا سلام
أنهي المكالمة ثم نظر إلى روان التي كانت تنظر إليها بفضول وهتف في إحباط دي مكالمة من المستشفي في حاډثة حصلت والمصابين كتير محتاجيني هناك دلوقتي
ظل ينظر إليها بنظرات لم تخفي ندمه كيف استطاع چرح هذه الرقيقة فتصرفاتها معه جعلته يوبخ نفسه كل لحظة بشدة على قسوته تجاهها في بداية زواجهم.
امسك زين وجهها بين يديه ونظر في عينيها بعمق وعيناه كانتا تتألقان بحب ودقات قلبه تنبض پعنف تهتف برغبة قلبه في البقاء معها قائلا بصوته الدافئ انا بحمد ربنا علي وجودك في