قصة زوجة ايوب الصابرة
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
ومفيش شيء سليم في جسمه غير قلبه ولسانه..
المړض ده كان عبارة عن إيه..
العلماء مختلفين فيقولك الجدري أو مرض يشبهه ولكنه كان بيتسبب فيما يشبه بإذابة الطبقة الجلدية البشرية ما يجعل الجسد غير قادر على الحركة..
البلاء موقفش هنا..
ساعات البلاء مش بيكون في المال والذرية والصحة وبس لأ كمان في الأصدقاء..!
الناس كلها بعدت عن النبي أيوب ما عدا ثلاثة.. زوجته ليا واتنين من أصدقائه..
وقعت هذه الكلمات في نفس النبي أيوب فأحزنته بشدة!.
ومن مرقده حيث ينام مستلقيا مريضا ردد لسانه.. اللهم أنت تعلم أنى لم يكن لى قميصان وأحد ما أعلم بأمره قد بات عريانا اللهم إن كنت تعلم أنى لم أبت ليله شبعانا وأنا أعلم مكان جائع..
ليا فضلت صابرة محتسبة عند ربنا أجرها يمكن هي في بلاء شديد فقدت اولادها ومش بس كده ده كمان شعور إنها لوحدها وسط كل الي بيحصل ده وحتى ان سيدنا أيوب مبقاش قادر يساعدها ومحتاج حد جنبه يخدمه في عز مرضه..
تعالى نشوف إزاي هتتحول ليا من الفتاة المدللة الي بقت سيدة القصور المللة لسيدة بتساعد زوجها وتخدمه وتقف في وش كل البلاءات دي..
وفي يوم اتجمعوا عند بيت ليا وأيوب وفضلوا ينادوا في ثورة عارمة بضرورة خروجهم من المدينة..
فخرجت ليا غاضبة وواجهتهم ووقفت قدامهم وقالت.. إن هذا بلاءا من الله وأن الأنبياء والمرسلين كما أيوب هم أكثر الناس تعرضا للبلاء وهم في الغالب ما يخضعون لاختبارات لا يخضع لها العامة ..
زادت ثورة الناس فهم بعد وسوسة إبليس لهم صاروا لا يصدقون أبدا أن أيوب نبي من الأساس بل كان يستخدمهم بدعوتهم إلى العبادة والتصديق بالإله الواحد من أجل مصلحته الشخصية..
حتى دخلوا المنزل وأخرجوا أيوب منه وألقوا به على مزبلة خارج أسوار المدينة فهرولت خلفهم ليا تصرخ ونبكي من أجل زوجها كانت لا تدري ماذا تفعل..
فقررت أن تكمل خدمة زوجها ورعايته حتى اقامته في تلك المزبلة خارج أسوار المدينة..
كانت تطعمه وتسقيه ولكن المال والغذاء نفذ ولم تعد تمتلك شيء..
فدخلت المدينة تطلب العمل بالبيوت فرفض أهل المدينة استقبالها حتى خادمة مخافة أن تنقل لهم عدوى مرض أيوب..
حتى وافق أحدهم..
كان ممكن تسيبه وتمشي وترجع لأهلها وكان ممكن تنساه وتعتبره مېت وكان ممكن حاجات كتير ولكن ليا ضړبت لنا معنى أن تكون المرأة شريكة في الحياة..
تلك الحياة التي يصنعها الزوجين سويا فقط ابتغاء مرضاة الله تعالى..
لحد ما في يوم من الأيام قرر رب البيت الذي تعمل فيه طردها فكانت زوجته تغار منها ولم تطيق خدمتها..
فعادت إلى أيوب لا تحمل أي طعام فقررت أن تفرط في جمالها..
جعلت تبيع شعرها خصلة خصلة مقابل الطعام وتغطي رأسها بغطاء عن زوجها حتى لا يرى وأنها تفرط في شعرها في مقابل الطعام..
كانت تقص شعرها الجميل الطويل وتبيع ضفائره لأهل حوران لتطعم زوجها وتخدمه..
سيدنا أيوب بقى كان صابر محتسب مش قادر يطلب من ربنا النجاة
من البلاء محرج على الرغم من كل الأسى ده ولكنه كان شايف إن الصبر والحلم والسکينة هم السبيل الوحيد أمام بلاء ربنا عليه..
لحد ما في يوم شاف رأس ليا وقد صارت صلعاء ومش قادرة تجيب له الطعام فبكى..
النبي بكى على حال زوجته وقال.. ربي أني مسني الضر وانت أرحم الراحمين!.
بص بقى الحياء من الطلب والنداء على الله بعد كل الي شافه النبي ده بيقول مسني الضر يعني حتى مقالش أصابني أو لمسني..
واحد صاحبي في امتحانات الثانويه العامه لما كان يحل وحش يروح يقول.. أنا حصلي مصېبة كبيرة أو واحد تاني كده يقول بكل جرأة.. ليه كده يا رب..
ودول مش أنبياء دول بشړ عاديين أنت متخيل مدى الصدق في الإيمان الي كان فيه سيدنا أيوب ومتخيل مدى الخجل في الطلب من الله لأنه مدرك تماما واليقين جواه مكتمل وعارف ماهية الله فعلا وده تسبب في الحياء والخجل الي احنا شايفينه ده..!
يقال إن البلاء ده امتد لثمانية عشر عاما ويقال سبع سنين ويقال ثلاثة..
المهم عشان مطولش عليك أكتر من كده..
سيدنا أيوب بعد ما قال.. مسني الضر فجأة ظهر من السماء ملاكا يهبط إلى النبي يقول له.. نعم العبد أنت يا أيوب إن الله يقرئك السلام لقد أجيب دعوتك وأن الله يعطيك أجر الصابرين.
.اضرب برجلك الأرض يا أيوب واغتسل في النبع البارد واشرب منه تبرأ بإذن الله..
معنى الكلام يعني قوم واغتسل في النبع البارد هيتم شفاؤك..
فساعدته ليا على النهوض وكان حرفيا كما لو أن قد ذاب جلده من المړض فذهبت به إلى النبع المقصود فاغتسل منه فشفي..
عاد أيوب إلى هيئته قبل المړض فورا بمعجزة إلهية!.
فأمر زوجته أن تفعل كما فعل ففعلت ليا ما أمر به أيوب فاستعادت شعرها وجمالها كأن شيئا لم يكن..
ليا الي صبرت طيلة الفترة الي فاتت على البلاء يمكن بلاءها من بلاء زوجها وصبرها من صبره ومحنتها تماثل محڼة النبي..
فاستعادت ذاتها كما لو كانت شابة صغيرة..
ومش بس كده..
سيدنا أيوب كان له حقلين الي كانوا في أول كلامنا دول..
واحد حقل قمح والتاني حقل شعير ..
فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على حقل القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى على حقل الشعير الورق حتى فاض!.
فعاد أيوب إلى حوران مع زوجته كما لو كانا منتصرين بل هم صابرين وتناسلا فأنجبا الولد والعوض الوفير ..
واجتمع شمله وزوجته بأولاده أجمعين في الجنة..
زي ما قولت لك دي هتكون واحدة من أكثر القصص تأثيرا والربط الوجداني بتاعها عظيم حقيقة وممكن من خلال عظمة ليا بنت افرائيم نعمل إسقاط على حاجات كتير في حياتنا..
لكن السؤال الي دايما بنسأله..
مل من أيوب ليرزق ب ليا ..
المصادر
القرٱن الكريم
تفسير الطبري لإبن جرير الطبري ..
البداية و النهاية
القرآن_شفاء_الصدور