الإثنين 25 نوفمبر 2024

حكاية كاملة بقلم رحاب إبراهيم

انت في الصفحة 12 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

برد الضړبة....تجاهلت جميلة النظر الى جاسر بينما خطڤ نظرة ماكرة سريعة اليها ونهض وهو يرتشف من فنجان القهوة ببطء ويرمقها بذات البطء وقال تعالي ورايا زفرت بمقت فها قد بدأ سخافته مجددا ولا عزاء لأعصابها... فتح مكتبه لتشهق جميلة من حالة الفوضى الذي الحقت بالمكتب...راقبها متلذذا بصډمتها وقال رتبي المكتب ولا هنقعد فيه كده! استدارت له بدهشة وهتفت هو أنا الشغالة! عقد ساعديه أمام وقال أنتي السكرتيرة لو سمحتي رتبي المكتب مش هنقعد في الژبالة دي...بكلمك بهدوء اهو !! ضيقت عيناها پغضب فهي على يقين أن هذا عن قصد...قالت متسائلة هنروح موقع النهاردة قال بتأكيد هتسبقيني على هناك بعد ما تخلصي هقولك تعملي ايه هناك... رمقها بتسلية ثم خرج من المكتب وتظاهر بإجراء مكالمة هاتفية... بمكتب رعد.... كانت تكتم ضحكاتها كلما نظرت له...تصمت لظقيقة ثم تعود ضاحكة فنهض من مقعده بعصبية وهتف _ ما تبطلي ضحك بقى !! هزت رأسها بموافقة ثم ما لبث لعدة ثوان وعادت ضاحكة...توجه لمقعدها غاضبا ووقف أمامها هاتفا قومي اوقفي! نهضت رضوى وشفتيها ترتعش من كتم ضحكة أخرى وقالت بالكاد _ عايز ايه! جز على اسنانه بحدة ثم قال أنا عارف أنك بتضحكي عليا لو ما بطلتيش ضحك ها... اطلقت رضوى ضحكة لم تستطع كتمانها وقالت معتذرة _ معلش بس أنت كنت راضي عن نفسك أوووووي وأنت بتقول حمار هههههههههه اقنعتني تابعت سيل ضحكاتها وظهرت غمازتيها فنظر اليها لبرهة وجذبه ابتسامتها الجميلة...ربما رأها كذلك لأنه ابتسم بالفعل تباعا لضحكاتها فقال مبتسما _ طب كفاية عشان نبدأ شغل يا ډم خفيف استطاعت بالكاد لجم تلك النوبة من الضحك وعادت رويدا لإتزانها... بمكتب آسر.... نظر آسر لطاولة التصميمات وأشار لسما بجدية قائلا _ خلصتهم امبارح بعد ما مشيتي تعرفي أنا كنت هقفل التصميم ده وتريقتك بتاعت امبارح خلتني اعيد نظرة عليه تاني وفعلا لقيت فيه غلطة... دق الباب فهتف آسر بصوت رجولي بالدخول فابتسمت سما بخجل لأنه لا يستعمل هذه الحدة معها...دلف رجل في الستين من عمره وبيده صينية عليها كوب من العصير وفنجان قهوة فامره آسر قائلا _ شكرا يا عم مرزوق...سيبهم على المكتب فعل الرجل ذلك وخرج سريعا فقال آسر _ طلبتلك عصير فريش...وانا قهوة هيبقى روتين كل يوم الصبح اما بقية اليوم زي ما تحبي.. ابتسمت سما بخجل وتساءلت _ اشمعنى أنا عصير وأنت قهوة رمقها بنظرة بها لافته من المرح وأجاب وهو ينظر للتصميم _ عشان ما تتعبيش ويغمى عليكي نظرت سما بخبث وتمتمت ده أنت عيون القلب اشتغلت وسهرتك يا روحي بقى اشطة عليكي يا سمكة.. صمم يوسف بتناول الأفطار قبل أي شيء فقالت حميدة بتعجب _ أنت مش لسه فاطر مع ولاد عمك! هز رأسه نفيا وهو يأكل قطعة من السندوتش بيده وقال _ لأ ما فطرتش معاهم استنيتك عشان افطر معاك يا صاحبي..مش بعرف اكل ولا بعرف اشتغل غير معاك اقسم بالله...انتيمي أوي اجفلت حميدة من كلماته لأول مرة تبتسم وتشعر بالسعادة من حديثه تأملته بمحبة ثم وضعت طعامها أمامه وقالت _ افطر لحد ما تشبع وانا هستناك لحد ما تخلص قال بتذمر كلي معايا اومال انا استنيتك ليه !! أخذت حميدة سندوتش وبدأت تأكله بشهية وبوادر أمل لأول مرة تتسلل بقلبها
ايمكن أن ينتهي انتظارها الى مرحلة أخرى تتمناها انتهت جميلة من تنظيف المكتب وهي تتمتم بالشتائم حتى دلف جاسر للمكتب بابتسامة شامته وقال _ تمام..اسبقيني بقى على الموقع بتاع امبارح واقفي مع العمال وقفت جميلة
وهي تجفف حبيبات العرق من جبينها بمنديل ورقي وقالت بحدة _ اقف مع العمال اهبب ايه! ابتسم ابتسامة عريضة من ڠضبها وقال _ عايز تفاصيل عن كل اللي هيوصل للموقع من مواد بنا والعدد طبعا ماتنسيش حتى شكاير الأسمنت عديهملي.. نظرت له نظرة مطولة ولاحظت أنه راقه ڠضبها وعصبيتها فقالت _ ياريت تفضل هنا وخليني هناك هعرف اتعامل معاهم احسن منك.. قال ليستفزها أكثر ما عشان أنك لا تنتسبي للنساء بصلة ببعتك وأنا مرتاح يلا بلاش تأخير أخذت جميلة نفسا عميقا حتى لا تطيع ڠضبها وتطيح به فأخذت حقيبتها وخرجت من المكتب دون أن تنظر له... رمقها بنظرة مستهزئه وقال _ ولسه... دق هاتفه فأخذه من جيبه مجيبا وحشتيني قالت توتو بغنج عبر الهاتف وأنت اكتر يا بيبي معلش هتأخر شوية زفر جاسر بغيظ وقال براحتك اطلقت توتو ضحكة مدللة وقالت لما أرجع هعوضك أنت عارف أني بعرف انسيك الزعل.. ابتسم بمكر وأجاب حاولي تيجي بأسرع وقت محتاجلك أوي.. أجابت بتعجب أول مرة تقولي أنك محتاجلي!! اومال كلمت كاريمان ليه يا خاېن!! قالت ذلك بعصبية فاجاب عليها بضحكة لا دي تسالي بس لحد ما ترجعي...أنت الأصل... قالت توتو بغرور خلاص سامحتك اسيبك بقى تيك كير اغلق جاسر الهاتف مبتسما وقال _ مكالمة كحتت الجفاف بتاع بسيوني اللي بيشتغل معايا..أنثى البطيخ... 
الفصل_السابع صل على النبي ٣مرات استغفروا الله ٣مرات ذهبت جميلة للموقع وببادئ الأمر كانت غاضبة ولكن هدأت أعصابها أثناء الطريق..خرجت من الميكروباص الشعبي بالقرب من مكان المبنى المراد معاينته نظرت له جيدا لتجد أن الهدوء يحيط بالمكان بعكس الأمس!! لا يبدو أنه يوجد أحدا هنا ولكن لا تستطيع الذهاب قبل أن تتأكد فربما أخذ العمال استراحة قصيرة بأحد الطوابق وسيعودون للعمل مرة أخرى..عاينت بنظرة سريعة المكان حولها وتذكرت أنه اعلمها بذكر كل ما يخص مواد البناء فقررت أن تلقي نظرة على الطوابق العلوية...مضت خطواتها للدرج الخرساني حتى صعدت درجة بعد الأخرى...الهدوء حولها يبدو مقلق بعض الشيء ولكنها لم تضع اهتمام كبير لهذا الأمر.. وقفت عند الطابق الأول علوي وتفحصت بنظرة شاملة كل الزوايا أدوات صغيرة خاصة بالبناء مترامية هنا وهناك وبرميل من البلاستيك الثقيل ممتلئ بالماء المعكر بأحد الزوايا وبعض شكائر الأسمنت الفارغة التي يظهر أن العمال استخدموها للجلوس بينما اعقاب السچائر المحترقة تعبأ الأرض...لا يوجد غير ذلك !! رفعت جميلة حاجبيها بتعجب ثم توجهت للطابق الثاني من المبنى القائم على خمس طوابق..لم يتغير الطابق الثاني عن الأول وظلت تصعد طابق بعد الآخر حتى وقفت بالطابق الآخير بالأعلى...هناك بعض الأختلاف بالأمر فيوجد اكداس من الشكائر المعبأة بأشياء غريبة وصناديق خشبية...لم تعرف لما أخذها الفضول لرؤية ما بهذه الشكائر فاقتربت خطوات اليها حتى صاح صوت أحد العمال بخشونة وعصبية أنتي مين وبتعملي ايه هنا! استدارت پذعر فقد سبب صوته صدى بالمكان الخالي حولها مما جعل الرهبة تشمل سمعها..ابتلعت ريقها واخبرته بهويتها فرمقها الرجل بتمعن للحظات ثم قال في إجازة النهاردة استاذ جاسر عارف كده من امبارح يبقى أزاي بعتك ! قطبت جميلة حاجبيها بدهشة فإذا كان على علم إذن ٱرسالها الى هنا بقصد إثارة ڠضبها عندما تعلم !! أضاف الرجل بحدة اللي بيشتغلوا هنا رجالة وانتي مش مهندسة عشان يخافوا منك لما تيجي تاني ابقي اتصلي بالريس بتاعنا الأول عشان حد فينا يكون موجود.. اغضبها حدة الرجل معها فقالت بذات الحدة سواء مهندسة أو سكرتيرة فالنتيجة واحدة !! ده شغلي وبنفذه وانا مش بشتغل عندك عشان تديني تعليمات احضر امتى واستأذن !! المكتب واخد الموقع ده وهيسلمه بعد ما يخلص وكل حاجة تخص الشغل هنا انا مسؤولة عنها لأني بسلم التقارير لاستاذ جاسر اجي امتى بقى دي بتاعتي انا.. شعرت بشيء غامض خلف حديث هذا الرجل فأرادت أن تسن أنيابها حتى يخشاها أن كان هناك ما يخفيه...فطن الرجل لمدار فكرها فقال بهدوء لمؤخذة يا استاذة...بس شكلك بنت بلد وعارفة أصول ولاد البلد ما تأخذنيش لو زعلتي أنتي زي أختي الصغيرة... قالت جميلة وقد هدأت بعض الشيء حصل خير..انتوا أجازتكم امتى أجاب الرجل اتنين وجمعة اومات جميلة برأسها ثم تركت الطابق دون مزايدة في الحديث زفر الرجل بقوة متمتما كنا هنروح في داهية الله يخربيتك بالأستقبال انتهت حميدة من تدوين الملفات على الحاسب الآلي ومقابلة بعض العملاء وترتيب المواعيد معهم لمناقشة المشاريع الجديدة مع فريق المهندسين والتخطيط...جلس يوسف متنهدا وقال الشغل النهاردة كان مرهق بس الحمد لله خلصنا ارتشفت حميدة من كوب الشاي ثم قالت
الحمد لله تذكر يوسف أمر الشقة فتساءل صحيح...عملتي ايه في موضوع الشقة اللي كلمتك عنها امبارح فكرتي ابتسمت واجابت أنا كلمت أبويا ووافق وعلى فكرة هو قالي مش هياخد منكم ايجار غير بعد ٣شهور..يومين أن شاء الله نكون
رتبناها وتيجوا تقعدوا فيها هي فيها عفش بس لو حابب تفرشها على ذوقك مافيش مانع براحتك.. ابتسم يوسف لها بشكر وقال مش عارف اقولك ايه.. تعرفي..أنا كان ممكن اختار مكان تاني يكون مناسب اكتر لولاد عمي من الحي الشعبي بس بصراحة من كتر كلامك عن منطقتكم وانا نفسي من زمان أشوفها أنا بحب اللمة والصحاب مش بحب ابقى لوحدي بس للأسف في القصر كان كل واحد لوحده عمي مش قاسې بس شغله خده مننا هو بصراحة ضحى كتير عشانا ضحى بحياته وأنه يكون ليه بيت وأسرة واعتبرنا ولاده عشان كده واخد على خاطري منه وحشني أوي حميدة بنظرة حنونة أنت طيب أوي يا يوسف ساعات...لأ هو مش ساعات هو اغلب الوقت بحس أنك طفل.. اتسعت ابتسامة يوسف بمرح وقال هنبقى جيران يا حميدو كتمت ضحكتها عندما رأت ضحكته العفوية تغمر ملامحها الوسيمة.. انتهى رعد مع مراجعة الحسابات مع رضوى فعاد لمكتبه وهو يتنفس الصعداء وقال رضوان...روح قول لعمي مرزوق يعملي قهوة القت رضوى الملف على الطاولة بحدة وهتفت اللي اسمه رضوان يرد!! اتسعت ابتسامته بشماته وقال ما أنت رديت يا ابو الروض ههههه هتفت بغيظ هو انا جاية اشتغل ولا جاية اعملك قهوة! أجاب بإستفزاز مبتسما جاية تعمليلي قهوة..أنتي تطولي أصلا ! أنتي قاعدة
مع واحد وقف قدامه أشهر الممثلين قالت بضحكة سمعتها البرسيم هههههه كمل كمل هجر ملامحه المرح ورمقها بغيظ حتى نهضت بنظرة مبتسمة وقالت هروح اقول لعمي مرزوق يعملك قهوة أجاب بغيظ مش عايز يا ام لدغة... كتمت ضحكتها فقد صدت الضړبة بنجاح واغاظته عادت لتجلس وهي تكتم ضحكتها حتى دفع بوجهها القلم وهتف ما اسمعش ضحكتك يا سئيلة وقع القلم على قدميها فقالت بضحكة أنت المفروض تفرح بنفسك بقيت حمار في السن ده ههههههههه واخد الحمورية من بدري اتاريك بترفس في الكلام
ههههههههه نهضت سريعا عندما وجدته تحرك من مقعده وخرجت من المكتب وهي
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 25 صفحات