الأحد 24 نوفمبر 2024

حكاية امجد

انت في الصفحة 2 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز


من نفس لون البدلة بارتفاع 3 سم فقط ووضعت القليل من عطر الياسمين وملمع شفاه بلون الوردي الطبيعي 
خرجت من غرفتها وذهبت رأسا للمائده الذي كان معد عليها طعام الافطار وضعت حقيبة الكمبيوتر المحمول بجانبها على الكرسي ووضعت حقيبة يدها الجلدية الرمادية بجانبه وتناولت قطعه من الجبن من امامها وهى تنادي 

ها يا حاجوجة يللا علشان نفطر هتأخر كدا 
أتى والدها وهو يهم بخطواته حاملا لطبق البيض الاوملت وقال لها وهو يضعه على المائدة امامهما ويجلس 
انا مش فاهم ايش معنى انهارده صاحية بدري كدا الساعه لسه ما جاتش 8 وانت معادك 9 
اجابت وهى تتناول طبق البيض فهو وجبتها المفضلة 
يا ابو حجاج يا حبيبي انت ناسي انى هروح مواصلات! يعني ممكن اتأخر ماهى زوبة ربنا يهديها زعلانه عليا بئالها مده وهروح انهارده اشوفها على الله يرضوا يكتبولها على خروج 
استغرب والدها وسأل 
يكتبولها على خروج! انت قصدك زوبة مين بالضبط انا كنت فاكر عربي قاطعته وهى تضحك 
ايون ايون عربيتي زوبة هانم ماركة اللي يحب النبي يزوء!! 
ضحك والدها وقال 
ربنا مايحرمنى من خفة دمك دى ابدا وبعدين قلت لك اعمل جمعية بجزء من المعاش بتاعى وندفع مقدم عربية جديدة والاقساط ربك يدبرها انت اللي مش راضية وبتقولى عشرة عمر 
ضحكت هبة وقامت وهى تتناول حقيبتيها مجيبة
ما تهونش عليا يا ابوحجاج دى عاشت معانا على الحلوة والمرة يقوم لما ربنا يدينا ننساها! حتى لو جبت واحده تانية هخليها معايا وبعدين التانية ان شاء الله لما تيجي يبقى من غير لا اقساط ولا جمعيات ولا ۏجع قلب مشكلة المواصلات محلولة تاكسي من باب البيت بينزلنى قدام الشركة وخلصت عن اذنك يا حبيب قلبي 
قام والدها وسار معها حتى الباب وهو يقول ضاحكا 
يا بنتى ايه ابو حجاج اللي ماسكه عليها دي انا صحيح اسمي يوسف بس بردو بابا حلوة ولا ايه
مالت على خده تقبله مجيبة 
انت بابا وابوحجاج وحجوجة واحلى حاجه في حياتى سلام يا جميل وغادرت تصاحبها دعوات والدها لها بالسلامة 
ما ان وصلت الشركة حتى وضعت ما بيدها وذهبت لصنع القهوة في ماكينة صنع القهوة اخذت كوبها وتنشقته قبل ان تتذوقه وهى تقول 
امممم عليك كوباية قهوة يا بت يا هوبا فشړ اي قهوجى اصيل 
ورشفت رشفة فجأة سمعت صوتا من وراءها يعلو قائلا 
لو ممكن كوباية قهوة من اللي ماحصلتش دي اكون شاكر ليكي جدا! 
غصت بقهوتها وسعلت من المفاجأه والتفتت لتفاجأ ب أمجد مستندا على الباب الفاصل بين مكتبه ومكتبهم وهو يرتدى حلة داكنة زرقاء مع قميص بلون السماء الصافية وربطة عنق تجمع بين اللونين قالت بشرود تائهة في وسامته التي أخذت بلبها 
ها!! آسفه قصدى حاضر حاضر كوباية قهوة حاضر 
دلف أمجد إلى مكتبه فيما صنعت له كوب القهوة وتبعته اعطته كوبه ووقفت تنتظر ان كان يريد شئ آخر ارتشف رشفة طويلة واغمض عينيه وهو يقول متلذذا بالقهوة 
فعلا كوباية قهوة ممتازة وفتح عينيه وهو يكمل عبارته خلاص من هنا ورايح مش هشرب القهوة غير من ايدك ايه رايك 
لم يسمع جوابها فنظر لها مستغربا في حين انها كانت تحدق به فاتحة عينيها على اتساعهما بذهول وهي تحدث نفسها بدهشة وعدم تصديق 
لالالالالا هو حلم حلم! لا دا علم! معقولة انت بتسالنى رأيي رأيي في ايه ولا ايه ولا ايه!! 
افاقت من شرودها على صوته وهو يتساءل 
ممكن سؤال معلهش انت بتسرحي في ايه وبتسرحي كتير ليه اللي يشوفك يفتكرك مهملة او بتلخبطي في شغلك وبتسرحي كتير فيه فبالتأكيد بيكون نتيجته مش مبشرة لكن اللي حاصل العكس! إنتي بشهادة رئيستك اشطر واحده عندها يبقى العيب فين 
أجابت 
لالا بس عادي احيانا بتكون حاجه شاغلة بالى فتلاقيني حضرتك افضل افكر فيها لغاية ما الاقيلها حل!! 
إبتسم قائلا 
ها ولاقيتي للي شاغلك حل 
أجابت بابتسامة ساهمة 
انت اللي مالاكشي حل!! 
تساءل باستغراب ودهشة 
نعم أفندم! 
شتمت نفسها في سرها لاعنة عادتها في التحدث بصوت عال بدون وعي واحتارت كيف تفسر له عبارتها الغبية تلك! أجابته محاولة لفت انتباهه بعيدا عن تلك العبارات البلهاء التي صدرت منها واشاحت بيدها مفتعلة الضحك 
ها لالالا قصدي الشغل! الشغل مع حضرتك مالوش حل! يعني تلاقيني بفكر في الشغل اللي ورايا مش اكتر 
سكت أمجد قليلا ناظرا اليها نظرة حذرة وكأنه يحاول اقناع نفسه بإجابتها التي لا تقنع طفلا غريرا ثم صرف نظره عن المحاولة وصب اهتمامه على الاوراق الموضوعه امامه فوق سطح المكتب 
خلاص مافيش مشكلة عموما جهزى نفسك هنروح للوفد الفرنساوي في خلال نص ساعه بالكتير 
ذهبا لمقابلة الوفد الفرنسي واستغرب أمجد من طريقة هبة في عملها وكيف انها شديدة التركيز بل انها تلفت انتباهه احيانا لبعض النقاط الهامة التى تعزز موقفه امام الوفد 
استمر الاجتماع طويلا واخذوا فترة استراحه لتناول بعض المشروبات والأطعمة الخفيفة ثم تابعوا الاجتماع حتى انتهوا منه قرابه الساعه ال 4 عصرا 
اخبرها أمجد وهما يخرجان من الفندق الشهير ذو ال 5 نجوم وهو يتناول مفتاح سيارته الفارهة من يد الحارس وكأنه يقرر أمر واقع 
هوصلك في طريقي! 
ولم يترك لها فرصة للنقاش فهو يعلم تماما انها اذا تكلمت ستجادل ولن يستطع اسكاتها بسهولة وهو يشعر بالتعب والجوع ويريد العودة لمنزله حتى يتناول طعامه وينال قسطا من الراحة 
لم تجادله ورضخت لأمره واثناء سيرهما بالسيارة دق الهاتف المحمول الخاص ب هبة فأجابت وهى فرحه ما ان طالعها اسم المتصل 
اهلا اهلا ابوحجاج الموبايل نور صمتت قليلا ثم اطلقت ضحكة سعيده مرحه جعلت بسمة خفيفة ترتسم على شفاه أمجد واضطر لأن يستمع لصوتها السعيد الفرح الضاحك وهو يتابع 
انا جايه حبيبي اقل من ربع ساعه وانا عندك ما تتعبش نفسك انا مجهزة الأكل كله من امبارح انت سخنه بس 
استمعت الى محدثها قليلا ثم قالت 
اه والسلطة طبعا حد بيعرف يعملها زيك ماشي مسافة السكة ان شاء الله لا الاه الا الله خلي بالك من نفسك محمد رسول الله 
ثم اقفلت الموبايل ووضعته في حقيبتها وهى ما تزال تبتسم وفجأه سمعته يقول 
غريبة! اول مرة اشوف زوج متفهم لشغل مراته بالشكل دا! يعني عادى لا بيتخانئ علشان اتأخرت ولا اي حاجه خاالص فعلا يا بختك!! 
ابتسمت وأجابت 
انا مش متجوزة دا مش جوزى! 
الټفت إليها فجأه ناسيا انه يقود سيارة وسط طريق سريع وما لبث ان انتبه فعدل المقود سريعا والذي كدا أن يجنح بعيدا وهو يهتف بدهشة لم يستطع التغلب عليها 
نعم مش متجوزة !! اومال ابو حجاج يبقى 
قاطعته قائلة وهى تبتسم 
يبقى يوسف ! والدي! 
سكت أمجد قليلا وهو يقول في نفسه
ابوها! كل الهزار دا لابوها! اومال لو جوزها بأه هتعمل معاه اييه وسكت موليا الطريق كامل اهتمامه وآثرت هبة الصمت هي الأخرى منتهزة الفرصة في الاستمتاع بالركوب الى جواره والتمتع بهذه الدقائق القليلة حتى يصلا الى وجهتهما 
وصلا الى منزلها فشكرته قائلة وهى تستعد للترجل من السيارة 
معلهش تعبت حضرتك 
اجابها نافيا
لا ابدا طبيعي انى اروحك بعد ما اتاخرت في الشغل للوقت دا واعملى حسابك لغاية ما المفاوضات تخلص مع الوفد هيكون كل يوم نفس الروتين دا زى انهارده كدا 
هزت برأسها بالموافقة وترددت قليلا قبل ان تترجل وهى تقول في سرها 
ما اقوله! هيحصل ايه يعني يا هيوافق يا هيرفض! مش هخسر حاجه!!
بعد ان استقر رايها نظرت اليه وقالت 
انا عارفة ان حضرتك اكيد تعبان ممكن تتفضل تتغدى معانا بابا هيرحب بحضرتك اووى 
لم يجيبها فأخفضت راسها وهى تهبط من السيارة متابعة 
أ أ أنا آسفة معلهش اتعديت حدو 
فقاطعها قائلا بشبح ابتسامه 
هو من عادتك انك تعزمى وبعدين ترجعى في كلامك على طوول كدا
رفعت راسها دهشة مما سمعته فيما اكمل قائلا 
هو في الحقيقة انا تعبان ۏجعان فلو مافيش قلق لكم انا معنديش مشكلة 
اندفعت هاتفة
قلق قلق ايه حضرتك لا لا ابدا حضرتك تشرفنا 
ترجلا من السيارة ودخلا العمارة حتى وصلا الى شقتها حيث فتحت بالمفتاح وهى تقول 
اتفضل حضرتك اتفضل 
دلفا الى الداخل واستاذنته داعية اياه للجلوس وذهبت رأسا لتفتش عن والدها ما ان انفردت بنفسها حتى قبضت بيدها وانزلتها ورفعتها هاتفة بحبور وابتسامة عريضة تحتل وجهها الفاتن 
يييييس والله وعملتيها يا هوبا! ايوة كدا شوية شوية الحلم هيبقى علم! 
دخل والدها وهو يقول 
هبة حبيبتي حمدلله على السلامة 
التفتت اليه مجيبة بابتسامتها العريضة 
الله يسلمك يا والدى العزيز بعد اذنك يا بابا أ أمجد انا عزمته على الغدا انهارده وصلنى وقلت اعزم عليه وانا عارفة ان ابوحجاج ابو الكرم كله 
غمزها والدها قائلا 
ابو حجاج ابو الكرم كله! ماشي يا بنت ابو حجاج طبعا انت عارفة ابوكي دا الواجب بردو ومقدرش أقول ع الواجب لأ! 
ذهبا الى غرفة الصالون حيث كان أمجد جالسا وبعد السلامات جهزت هبة مائدة الطعام ودعتهما للغذاء جلسوا حول المائده الدائرية الشكل الوالد على رأس المائدة ويمينه هبة ويساره أمجد تناولوا الغذاء وسط ضحكات وقفشات من ابو هبة وهو يحكي تجارب ابنته فيه حتى تعلمت الطهي تماما شعر أمجد بالراحه وهو يتناول الطعام ويتحدث معهما بكل بساطة وضحك من قلبه وهو يستمع الى مناوشات هبة مع والدها شعر بسعادة وراحة لم يشعر بهما منذ زمن طويل خاصة وهو يعيش بمفرده و أمه و شقيقه و شقيقته يسكنون مع جده لوالده في مدينة اخرى ساحلية حيث يدرس اخوه السياحه والفنادق وتدرس اخته كلية الآداب قسم انجليزي ويسكن جميعهم مع جده علي الدين القوي الشخصية والعنيد لم يرتح معه أمجد فسافر الى العاصمة حيث بدأ
عمله الخاص من ثمن قطعة الأرض والتي كتبتها له جدته لأبيه فور ولادته فرحا به حيث كان أول حفيدا في العائلة وما إن أنهى دراسته الجامعية وتحصل على بكالوريوس الهندسة حتى باع قطعة الأرض هذه والتي درت عليه ربحا مهولا فمن حظه الحسن أنها كانت قطعة أرض زراعية ولكن دخلت في محيط أراضي البناء فقفز سعر المتر فيها عاليا واستطاع افتتاح امبراطورية وليس شركة عادية ولكنه كان يواصل الليل بالنهار حتى كبر عمله وأصبح صرح كبير يشير اليه القاصي والداني ابتعد عن شكرات العائلة وأراد أن يثبت لجده الأكبر أنه يستطيع الوقوف على قدميه وانشاء عمله الخاص به دون اللجوء الى نفوذه وسطوته فهو كان كثير الجدل مع جده فهذا الأخير بشخصيته القوية المسيطرة والذي لا يقبل النقاش في أي من أوامره بينما أمجد عناده الشديد واندفاع الشباب جعله لا يستطيع مهادنة الجد ودائما ما تصادما حتى باع أمجد ورثه
 

انت في الصفحة 2 من 46 صفحات