حكاية امجد
تقول الكلام دا يا جدي! انا اتوقعه من أمي ونظر الى والدته لكن منك انت.. غريبة انت كنت دايما مثلي الاعلى على أد ما رفضت تكون بدايتي في شركتك كنت عاوز ابتدي من الصفر زيك بالظبط انا فاكر انك مرة قولتيلي الواحد علشان يكون رجل اعمال ناجح العواطف لازم ما يكونش لها مجال في حياته علشان ينجح والا هيلاقي نفسه انتهى قبل ما يبتدى ! ...
أجاب الجد قائلا ببسمة يشوبها بعض الحزن وعينيه تلمعان من توارد الذكريات على عقله
بس انا كان ليا لجام ! ونظر اليه مكملا
جدتك فريدة هى كانت لجامى!.. كانت الوحيدة اللي مقدرش قلبي يفضل بارد ناحيتها وبالتالى كانت فيه بعض المشاعر اللي مامتتش بمۏتها حتى لأن القلب اللى يتعود على الاحساس مهما كان فيه برود عمره ما ېموت لكن انت قلبك كان بارد لدرجة انى خفت تصحى في يوم وتلاقيه ماټ لكن بعد ما شوفت هبة فكرتنى بالمرحومة! تمام نفس النظرة البريئة.. نظرة الطفلة اللي تحس انك عاوز تحميها حتى من نفسها اللي تخليك تعمل اي شئ علشان تبصلك بنظرة الفخر بيك زي الطفلة اللي بتفتخر ببطلها وبيبقى نفسك انك انت تكون بطلها! برائتها وطفولتها هي اللي هتصحى قلبك من نومته الطويلة اللي انت فرضتها عليه وهى ابتدت فعلا.. بدليل اختيارك ليها أمجد اللي انا اعرفه لما يحب يرتبط كان هيرتبط بواحده ظروفها نفس ظروفه يعني يكون بينكم مصالح مشتركة مثلا اندماج في العمل أولا قبل اي شئ لكن دا ماحصلشي ! ..
صدقني يا حبيبي انا حبتها زى علا أختك تمام دخلت قلبي من اول ما شوفتها ربنا يتمم لك بخير يا حبيبي يارب..
وقف أمجد فجأة واستأذن منهما وهو لايدري ماذا يقول ولكن لابد له من الانفراد بنفسه لكى يحلل ما قاله له الجد ..
وصل الى باب الاصطبل حيث حصانه العربي الاصيل الذي اعتاد ركوبه دوما كلما اتى الى المزرعه فتح باب الاصطبل وتقدم حيث عنتر حصانه.. ربت عليه وامسك برأسه وهو يقول حانيا
ازيك يا عنتر وحشتنى ايه رايك عاوز اخرج معاك وحشنى الريف والجري معاك ..
معقولة حب انا انا لا يمكن اكون حبيتها !! هما فاهمين غلط ! انا لاقيتها انسانه مناسبة يمكن اللي شدنى ليها عنادها وبرائتها لكن حب ابدا !! انا مالحقتش اعرفها اساسا علشان احبها .. انا عامل لنفسي حدود عمري ما هفكر أتجاوزها ..
لو على انها انسانه مناسبة ففي كتير مناسبين اكتر منها .. وليه لهفتك على موافقتها .. احساسك بالغيظ لما شوفتها بتكلم جارها .. رعبك عليها لما شوفتها سايقه العربية القديمة .. طريقتك في اقناع والدها انهم ييجوا المزرعه والالحاح عليها في ان ارتباطكم يكون رسمي .. لا.. خاللي بالك جدك عنده حق.. البنت دى شوية بشوية بتدخل قلبك وتتسرب تحت جلدك كمان!!..
انتفض أمجد هاتفا بعصبية مفرطة
لاااااااااااااا .. ثم هدأقليلا وأكمل
لا .. لا يمكن احبها مش ممكن
هحبها انا لو .. لو حبيتها يبقى يا هخسرها يا هخسر نفسي! انا مش ممكن انسى منظر امي لما والدي اتوفى وازاي اڼهارت اوووي لانها حبته اووي اووي دي حتى لغاية انهارده مش بتلبس الا الالوان الغامقه من ساعه ما ماټ من اكتر من 20 سنة لا يمكن احب لان اللي بيحب لازم پيتألم لو فقد حبيبه بصرف النظر افترقوا ازاي ممكن ما يكملوش سوا لأي سبب لكن الحب ضعف! وانا لايمكن اسمح لنفسي إني اكون ضعيف ابدا !!...
أوصلت علا كلا من هبة ووالدها الى غرفهما حيث غرفة علا مجاورة لغرفة هبة في حين غرفة والدها في الناحية الاخرى بجانب غرفة الجد .. بعد ان انصرفت علا استلقت هبة على سريرها وهى تحدق في سقف الغرفة ثم سرعان ما غفت بملابسها ..
افاقت هبة على طرقات متتالية على باب غرفتها فقامت من نومها ونظرت الى ساعتها فوجدتها تشير الى قبل الثانية بربع ساعه انتفضت واقفة فهى ستتأخر على موعد الغذاء ولا تريد ان تترك لديهم انطباع منذ اليوم الأول انها من النوع الكسول فمن الاشياء التى رباها والدها عليها احترام المواعيد فهذه الصفة تجعل نظرة الآخرين اليك على انك انسان جاد وملتزم ..
قامت وفتحت الباب فطالعها وجه علا الضاحك وهى تقول
ايه يا ستي كل دا نووم انا عارفة أكيد اخويا هو مافيش غيره سارق من عنك النوم .. ثم غنت بابتسامة واسعه
يا سارق من عيني النوم لو نمت دقيقة تصحيني ...
وفجأه اذ بشخص يمسكها من اذنها هاتفا
انت مش هتبطلي شقاوة ابدا انا مش قايلك سيبي هبة نايمة براحتها ما تقلقيهاش ..
نظرت هبة الى الواقف امامها والذي لم يكن سوى أمجد وقالت باضطراب
لا ابدا ما حصلشي حاجه انا اللي راحت عليا نومة عشر دقايق بالضبط هكون جاهزة علشان ما اخركوش عن الغدا ..
ضحك ضحكة خفيفة وقال
عشر دقايق متأكده اما نشوف..أنا متأكد إن العشر دقايق دوول هيوصلوا لساعه اكيد ...
احست هبة بالحرج من كلامه خاصة امام اخته فأجابت
لا.. ساعه ليه يعني هما عشر دقايق.. وتابعت مستأذنة بغرض اغلاق الباب
وبعد اذنك علشان ما احبش من اول يوم يتاخد عنى فكرة انى مش بحافظ على مواعيد ..
ثم نظرت الى علا وقالت
عن اذنك يا علا مش هتأخر..
اومأت لها علا بالايجاب في حين هز أمجد لها رأسه موافقا .. ما ان اغلقت الباب خلفها حتى ذهبت سريعا الى خزانة الثياب حيث رتبت فيه ملابسها اخرجت تنورة بيضاء منقوش عليها ورود باللونين الروز والاخضر و بلوزة صيفية بدون اكمام لونها روز وجاكيت من نفس قماش التنورة قصير بأكمام طويلة يصل الى تحت الصدر مباشرة لونه ابيض اغتسلت سريعا ثم ارتدت ملابسها وارتدت حذاء قماشي مسطح باللون الابيض وقرطا دائريا كبيرا فضي اللون وساعه يد عملية ووضعت ملمع الشفاه واطلقت شعرها ثم جمعت خصله من الجانبين بمشبك على هيئة فراشة في منتصف راسها بينما انسدل باقي شعرها الى خصرها ووضعت عطر الورود خاصتها ثم هبطت الى الاسفل وهى تطالع ساعتها اليدوية فوجدت انها لم تأخذ سوى ربع ساعه فقط من الوقت .. اثناء نزولها وهى ملتهية في ساعتها وعند وصولها الى اسفل السلم اذا بها تصطدم بجسد صلب قاس في حين سارع لإسنادها يدين قويتين من الصقوط أرضا رفعت وجهها متفاجئة لتطالعها نظرات سوداء عميقة بنظرة جعلت قلبها كالعادة يرفرف وتحدث قائلا بصوت رخيم وهو يغرق في نظراتها
ابقي خدي بالك بعد كدا ممكن كنت تقعى او تخبطي في حاجة تانية..
اومأت برأسها مضطربة في حين ترك أمجد كتفيها وتابع بصوت شابه بعض التوتر محاولا اخفاء ما اعتراه من اضطراب نتيجة ارتطام جسدها اللين الغض بجسده الصلب وما فعله هذا الارتطام بخافقه الذي يكاد يقفز من بين ضلوعه مرتميا بين أحضانها ليستنشق عبيرها الفواح الذي يشعر ان رائحته قد التصقت به
عموما برافو عليك اقل من ربع ساعه فعلا! اتفضلي من هنا والدك مع جدي من زمان ...
استشعرت هبة الحرج من نفسها ففي غمار لهفتها لتثبت له انها ليس كغيرها من الفتيات اللاتى يقضين معظم وقتهن أمام المرآه نسيت والدها تماما فأجابت
آ آ آه .. كويس ان بابا انسجم مع جدك ..
هز برأسه باسما واشار اليها بيده لتتقدمه .. دخلت معه الى غرفة الطعام حيث وجدت االكل جالسا امام مائدة عامرة بكل ما لذ وطاب والجد على رأس المائده والى يمينه مقعدا خال خمنت انه ل أمجد وعلى يسار الجد والدة أمجد ف علا والى يمين أمجد لمحت والدها جالسا فذهبت لتجلس بجانبه وهى تعتذر لتأخيرها عن موعد الغذاء وقد جذب أمجد لها الكرسي لتجلس في لفتة رقيقة منه استغربتها ولكنها قالت في نفسها
هو ابن ذوات ومتعود على كدا ما تقعديش اقل لفته منه تبرريها على كيفك زى ما تكونى مراقباه ..
رحب بها الجميع ثم قال الجد
لالا يا بنتي انت متأخرتيش ولا حاجه في استاذ هنا هو اللى اتأخر كالعاده وهو عارف انه بالذات معاد الغدا لازم العيلة كلها تتجمع .
ما ان همت هبة لتستفسر اكثر عمن يكون هذا الأستاذ حتى سمعت ضجة عالية فتح الباب بقوة على إثرها ليدلف منه شاب لاحظت مدى التشابه الكبير بينه وبين علا كما أنه من الواضح أنهما في نفس العمر تقريبا فعلمت انه لابد وان هذا الشخص هو علاء توأم علا ..
تقدم علاء ناحية جده ومال الى يده يقبلها وهو يقول بابتسامة صبيانية تعتلي وجهه الوسيم ذو البشرة الذهبية وعينيه الماكرتين
العفو والسماح يا مالك الرعية معلهش انا عارف انى غلطت واتاخرت لكن انا طمعان في كرمك وعطفك عليا محسوبك من امبارح ما أكلش ..
حاول جده كتم ابتسامته وتحدث مصطنعا الجدية
كنت فين يا علاء انت مش عارف ان معاد الغدا بالذات دا شئ مقدس لاننا بنتجمع كلنا مش كفاية تقاليع جيل اليومين دوول لا مش بفطر لا عشا اي حاجه حتى وقت واحد في اليوم كله ما انتش عارف تحترمه .. وخصوصا انهرده بالذات!!..
ابتسم علاء وهو يقول في حين لا يزال يمسك بيد جده بعد ان قبل ظاهرها
انا آسف يا جدي معلهش غلطة ومش هتعود .. هز جده براسه قائلا
عادتك ولا هتشتريها كل حاجه عندك هزار ولو هتعتذر يبقى مش مني من اخوك وضيوفه ولا نسيت ولا ماخدتش بالك من دى كمان
ترك علاء يد الجد والټفت الى أمجد ليقترب منه فنهض هذا الأخير للسلام عليه