حكاية شيماء
مكانها تنظر إليه لعده ثواني كأنها تنظر لبنى آدم لأول مره تراه في حياتها أين حبيبها و حياته البسيطه الممتعه أين ابتسامته الجذابة بدل ذلك الوجه الحديدي أين ذلك الدفئ الذي كانت تشاهدها دائما في عينه لتقول بتساؤل.
غرام انت مين و فين حبيبي.
ذهل من سؤالها المفاجئ هذا و لكن رد عليها بكل برود اكتسبه من الحياه جلال عزام المتجبر أما فين حبيبك فهو ماټ و انتي بنفسك اخدتي فيه العزا فاكره و الا لا يا بنت قلبي مش ده كان كلامك في آخر مقابله بنا.
جلس على مقعده مره اخرى و أشار إليها بالجلوس اقعدي افطري و دي اخر مره يكون في كلام مش غير وقته.
لم يرد عليها و نظر إلى ساعته ليقوم من مكانه و يحمل أغراضه و اختفي من أمامها لتنظر لاثره عدم تصديق من ذلك الرجل الذي كانت تعلمه أكثر من نفسه و الآن غريب عنها كل تصرفاته عجيبه لم تفهمها و لا تتوقعها.
_____شيماء سعيد_____
الفصل الثالث بقلم شيماء سعيد
شهر مر و هي كما هي تحاول التعايش مع تلك الحياة الجديدة...
فتحت عيناها في صباح يوم جديد نظرت حولها پغضب كانت تتمنى لو لم يطلع عليها نهار جديد بالحياة..
مهما حاولت لم و لن تنسى ما حدث معها أو حتى تقبل حياتها بعده...
بعد نصف ساعة كانت أمام غرفة الطعام في موعدها دون تأخير..
فهو يكره الحديث على الطعام ظلت تأكل بصمت بعض الوقت..
ثم رفعت نظرها إليه لتجده ينظر إليها بتعمل.. عينه بها الكثير ثواني و خرج صوته الجاد مردفا...
جلال قولي عايزه تقولي ايه....
اتسعت عيناها بذهول اهو مازال يعلم ما تريده!.. اهو مازال يقرأ ما تعكسه عينها!...
غرام عايزه اعرف حياتي اللي جايه هتكون ازاي..
عاد بظهر للخلف يعلم أنها تود العوده للجامعه و يعلم أيضا انها تريد الفرار من أعين الجميع..
اردف من بكره هترجعي الجامعه تاني عشان تلحقي اللي باقي من السنه.. بس مش الجامعه بتاعتك أنا قدمت ليكي في جامعه خاصه.. بدايه جديده تنسى بيها كل اللي فات..
و لكنها هي فهمت شي أخر و تحولت ملامح وجهها للڠضب..
تنسى يريدها أن تنسى ما حدث معها من المستحيل نسينه أو حتى التغلب عليه....
هو أصبح شخص حقېر ظل يوعدها بأخذ حقها و الآن يريد منها النسيان...
كان يخدعها كيف صدقته بكل حماقه كيف صدقت انه سيأخذ حقها من أخيه!...
قامت من مقعدها و أردفت پغضب أعمى انسى انت فاكر أن ممكن الفلوس تخليني انسى اللي اخوك عامله فيا.. بتضحك عليا و تقولي هاخد حقك و دلوقتي بتقول انسى.. لدرجه دي مبقاش عندك قلب أو ضمير... عايز تشتري سكوتي يا جلال بيه....
ظل يسمع كل كلمه تخرج منها بصمت و هدوء مريب فهي جنت أكيد..
كيف ياخذها عقلها المړيض لتلك النقطه!.. كيف تخليت انه اصبح حقېر لتلك الدرجة!..
قام من مقعده و تقدم منها بخطوات ثابته لتعود هي للخلف بتلقائية..
اصطدم ظهرها بالحائط لتصرخ بړعب من عينه التي تشبه الجمر...
كتم صوتها عندما وضع يده على عنقها ېخنقها مردفا بفحيح بجانب اذنها..
جلال عارفه لما حد غيرك كان اتكلم معايا كدة كان زمان أهله بياخدوا العزا فيه... بس من رحمه ربنا ليكي حبك اللي جوا قلبي مناعني اعمل كده.. أنا لما قولت هاخد حقك قولت كدة عشان اطفي ڼار قلبي مش قلبك... و لسه عند كلمتي حقك هييجي... أما موضوع الجامعه فأنا عملت كده عشان مرات جلال عزام مش مكانها في الجامعات الحكومية مش من مستوى جوزك...
ابتعد عنها عندما شعر بروحها
على وشك مفارقه جسدها..
بمجرد بعده عنها وضعت يدها على عنقها تفركه بعدما تصديق..
كانت ستموت على يده منذ ثواني هو أصبح شخص غير طبيعي...
خرجت الكلمات من فمها بعجوبه فعنقها يألمها مردفه بتسائل..
غرام انا كنت ھموت ا انت كنت ھټموټني..
قال كلماته الأخيرة و هو يغادر الغرفه غيري عبء بها أحمدي ربك انها جات على اد كده.. خافي بقى عشان المره الجاية ممكن تطلع فايدي فعلا... و محدش هيعرفك طريقة أو حتى هيكون ليكي ديه...
جلست مكانها على الأرض غير مصدقها ما يحدث حولها..
جلال ذلك العاشق تحول لذئب يأكله كل من اقترب إليه..
تشعر أنها بداخل حرب و نهايتها ستكون مۏت أحدهم..
أقل من ثانية و اڼفجرت بالبكاء تريد الفرار من ذلك العالم لعلها ترتاح...
و لكن كيف ترتاح و القهر أصبح حليفها أين امانها!.. أين جلالها!....
________شيماء سعيد________
دلف غيث لغرفة طفله هو يعلم أنها بها لا يريد شي سوى الحديث معها قليلا بعدما حدث ليلة أمس أصبحت الحياة بينهم مستحيل..
وجدها على الفراش تأخذ وضع الجنين و تنظر أمامها بشرود..
كأنها خارج الكوكب أو كآن لا حياة لها جسد فقد روحه...
مهما حاول رسم البرود على ملامحه مازال يعشقها و ألمها يألمه..
جلس بجوارها و هو على يقين أنها ستنفجر الآن و لكن صمتها و هدوئها إصابه بالقلق فاردف بحذر..
غيث عاليا..
لا حياة لمن تنادي صك على أسنانه بغيظ من تلك الحمقاء التي جرحت حبيبته...
يقسم سيجعلها تتمنى المۏت و لن تصل إليه وضع يده على وجهها بحنان لتنتفض من مكانها
بفزع..
ابتعد عنها و بداخله بركان إذا اڼفجر سيقتل الجميع زاد نفورها منه نفور...
خرج من الغرفه دون حرف آخر و تركها تتذكر ما حدث...
فلاش باااااااك...
لأول مره منذ ما حدث بينهم يجلس بالبيت يوم كامل..
و الأغرب من ذلك أنه يأكل معهم وجبه الغداء حاولت قدر الإمكان عدم النظر له و التركيز في إطعام طفلها...
ليقطع هو الصمت مردفا انتي مش هتاكلي....
كانت ستمتنع عن الرد و لكن وجودها طفلهم جعلها تردف على مضض ابني يأكل الأول و بعدين هاكل أنا..
تسائل مره اخرى يحاول جذب أطراف الحديث معها طيب ما حد من الخدم يأكله و كولي انتي...
تركت المعلقة من يديها و اردفت بسخرية و هي تنظر إليه عشان ده أبني مش ابن حد من الخدم... بس انت طبعا مش فاهم ده او حتى حاسس بيه هتحس ازاي و انت مدي لدي.... و بتشوفه صدفه ده لو حفك غرامك يعني و رجعت البيت اللي بتقعد بالشهر بره...
تحاول صنع مشكله جديدة بينهم و يتجادل معها و النهايه مثل كل مره يترك البيت و لم تراه إلا بعض اسبوع على الأقل.....
تفعل كل ذلك فقط حتى لا تنم معه بغرفة واحده
لذلك ابتسم بمشاكسه مردفا...
غيث شكلي بوحشك و مش قادرة تعيشي من غيري عشان كدة زعلانه صح يا روحي...
جاءت لترد عليه بفظاظه و لكن صوت الخادمة اخرسها غيث بيه في واحده اسمها أحلام عايزه حضرتك بره...
الكلمه وقعت علية مثل الصاعقة تلك الملعۏنة لماذا أتت لهنا..
و قبل أن يهم برفض مقابلتها اردفت عاليا بجديه قوليلها تدخل...
دلفت الأخرى و على وجهها ابتسامه مردفه بدلال غيث باشا ايه نفسه مش وحشاك كدة شهر بعيد عني... و في الاخر اعرف انك مع البنت أمينة بقى مزاجك مع غيري...
لتقع على الأرض مغشي عليها دون كلمه واحدة لتسقط و يسقط قلبه معها...
فتلك الملعۏنة قبلته و هو عينه على صغيرته يريد معرفة ما يدور بخلدها...
انتهى الفلاش باااااااك...
عادت لأرض الواقع مره أخرى و ضړبت رأسها بقوة بالفراش لعلها تفقد الوعي مره اخرى..
________شيماء سعيد________
في المساء عاد للقصر و أمنيته الوحيده أن لا يراها يكفي ما حدث بينهم اليوم..
و لكن لسوء حظه وجدها تجلس في الحديقة و بيديها إحدى الروايات الشهيره للكاتبة الجميله سوما العربي...
نظر إليها بطرف عينه و دلف للداخل فإذا تحدث معها الآن سيكون مۏتها على يده...
نظرت إليه هي الأخرى بجمود عدم الاختلاط به هو اسلم حل...
ساعه و جاء وقت العشاء جاءت إليها الخادمة تدعوها للطعام باحترام مدام غرام الأكل جاهز..
تأكل معه مره اخرى فهي حمد الله على عدم وجوده بواجبه الغداء..
امتعض وجهها برفض مردفه مش جعانه شكرا..
اومات الأخرى بطاعة و ذهبت تخبر رب عملها ما هي إلا ثواني معدودة و كان يقف أمامه بهيئته التي أصبحت ترعبها...
حاولت رسم القوة على وجهها فهو إذا رأى ضعفها سيضغط عليها أكثر...
غرام خير..
ابتسامته البارده اشعرتها انه هدوء ما قبل العاصفه و حديثه اخافها كأنها أمام شخص جديد لا تعرفه عشرة دقائق و تكوني على السفره بدل ما تفضلي جعانه للصبح..
غرام عادي معنديش مشكلة أنا أصلا اكلي معاك بيسد نفسي.. عشان كده يا ريت بعد كدة كل واحد فيا يأكل لواحده....
شهقت فجأة بفزع
بعدما جذابها إليه من عنقها تحدث قولتك هنا كل حاجه بقانون.. و القانون بتاع جلال عزام مش من حق أي حد مين ما كان يقول رأيه فيه حتى مش يحاول يغيره... هداخل جوا عشرة ثواني و تكوني هناك.. غير كده هعتبر أن دي دعوه صريحه أن يجمعنا سرير واحد...
تركها و رحل لتقف هي مكانها بذهول من ذلك الوقح ماذا يقول...
ركضت خلفه بړعب قبل إنتهاء المده الذي حددها دلفت للغرفة بخطى سريعه..
أما هو كان يجلس على مقعده مثل العاده و يعد على أصابعه من واحد لعشرة و قبل أن يصل للعشره كانت تجلس على مقعدها...
حاول إخفاء ابتسامته و لكن ظهر على وجهه ابتسامة خفيفه..
نظرت إليه بغيظ طفولي ثم اردفت متناسيه كل شيء حدث بينهم اضحك يا سي جلال بدل ما يطقلك عرق....
ثواني قهقه بمرح متناسي هو الآخر كل شي الا حبيبته..
دائما ما كانت تخطئ و هو يهددها بأي عقاپ و لتنفيذ ما طلبه دون أي مناقشه...
جلال لسه زي ما انتي پتخافي بسرعه و تغلطي بسرعه و تعتذري بسرعة...
ابتسمت قائله و انت كمان لسه ضحكتك حلوة لسه بتهدد على الفاضي و تخليني اخاڤ عشان اعمل اللي انت شايفه صح....
جذب مقعدها إليه لتلتصق به لا يفصل بينهم شيء لم
تفيق من ذلك الحلم...
قامت من مكانها ستفر من أمامه و لكن صوت الخادمة جعلها تتجمد مكانها