الخميس 28 نوفمبر 2024

حكاية كاملة بقلم سارة الزعبلاوي

انت في الصفحة 21 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


القادم من علاقتهما هل ستقبل العودة إليه و هل ستسير حياتهما كما في السابق أن عادت إليه و هل سيسامحها و ينسي ما فعلته به في الماضي!!
نظرت إلي إحدي الشرفات الزجاجية التي تطل علي غرفة إحدي المړضي 
إنه ذاك المنعزل الرافض للحياة!!
مر الوقت و هو ليس في صالحه لابد أن تصارحه بمرضه 
طرقت باب غرفته بهدوء و لكنها لم تسمع الأذن بالدخول

فاضطرت أن تدخل دون أذن منه وجدته جالس أمام شرفته بهدوء اقتربت منه قائلة
صباح الخير ازيك يا استاذ سمير!!
نظر لها بلا مبالاة و قال
صباح النور يا دكتورة 
وقفت أمامه و هي تقول
ازيك النهاردة حاسس انك احسن!
الحمد لله بس عندي صداع مبيروحش 
فركت كفيها بتوتر و قالت
و انا جيالك النهاردة عشان الموضوع دة الصداع دة سببه أن حضرتك عندك سړطان في المخ و النخاع الشوكي!!
لم تتأثر ملامحه بينما ظلت جامدة كما هي تلعثمت ليلي من رد فعله هذا و قالت
احم شوف يا استاذ سمير بما ان حضرتك متقدم في السن فالكيماوي نسبة تأثيره هتكون ضعيفة جدا و ممكن ميبقاش ليها فايدة فهنضطر نلجأ للجراحة و عشان مكدبش برضو علي حضرتك السړطان اللي عندك خبيث يعني ممكن يكون منتشر بنسبة كبيرة في جسمك و العملية هتبقي نسبة نجاحها 50 و لو منجحتش ممكن حضرتك تتشل!!و طبعا مش هنقدر نسيطر علي باقي السړطان المنتشر في الجسم 
هنا اجهش سمير في بكاء يقطع نياط القلب 
ارتسمت أمامها صورة والدها لم تتحمل هذا فچثت علي ركبتيها أمامه قائلة بشفقة
اهدي بس يا استاذ سمير دي حكمة ربنا!!
لا لا دة عقاپ ربنا ليا علي اللي كنت بعمله في الناس!!
قطبت حاحبيها باستغراب
من حديثه و قالت
اهدي لو سمحت بس كدة احنا ما صدقنا حالتك تتحسن!!
خلاص انا مش عايز حاجة من الدنيا دي غير أن ربنا يرحمني
و يغفرلي قبل ما اموت يا رب سامحني يا رب!!
انت ممكن تعتبرني زي بنتك و تحكيلي يمكن دة يخفف عنك شوية!!
نظر لها و قال
احكيلك اية بس و لا إية اقولك ان انا كنت أكبر تاجر أعضاء في مصر اقولك اني ياما اتسببت في مۏت ناس و أطفال بريئة ملهمش ذنب و لا اقولك ان حتي الناس المېتة مرحمتهمش و كنت بفضيهم من أعضائهم بعد ما يموتوا و كل دة عشان اية عشان الفلوس ملعۏن الفلوس اللي تخليني اتاجر في أرواح البشر انا اللي بيحصلي دة قليل المفروض ربنا يعاقبني اكتر من كدة!!
أتعلمون الصدمة الذي تجتاحكم من حديث شخص ما و تلجم ألسنتكم لدرجة انكم تستغرقون وقت ليس بالقليل لاستيعاب ما يقول!!
هذه هي حالة ليلي الآن لم تتوقع أبدا أن تكون قصته هكذا فأكمل هو منتحبا كالأطفال
حتي ولادي اتبروا مني لما عرفوا حقيقتي رفضوني و مراتي اتخلت عني ايوة فضلت تبقي معاهم عشان خاڤت علي نفسها لېقتلوها!!
طيب و اية اللي خلاك تعمل كدة اصلا اية اللي وصلك للمرحلة دي!!
الفقر وحش صدقيني ممكن متحسيش باللي انا بقوله لأنك معشتيهوش لكن لكن انتي مش فاهمة يعني اية تنامي من غير غطا في عز البرد يعني اية تقعد باليومين مفيش في بطنك حاجة حتي الماية مش لقياها 
هزت رأسها بعدم اقتناع بمبرراته و قالت
باستنكار
لو كل واحد مش لاقي ياكل عمل كدة هنبقي في غابة و ناكل في بعض ثم إن في ناس كتير اوي فقرا و مش لاقيين ياكلوا و بيشتغلوا شغل شريف حتي لو الفلوس اللي بتيجي منه متقضيش غير الأكل بيبقوا راضيين و أحيانا اصلا في ناس مش بيبقوا لاقيين الشغل دة و بيرضوا بحالهم و ربنا بييعتلهم اللي يكفي عيشتهم كل دة اختبار من ربنا ليك بس حضرتك اخترت الطريق الأسهل عشان تعيش عيشة مرفهة و فشلت في الاختبار دة و للأسف
كل اللي انت فيه دلوقتي دة مش نتيجة للاختبار حتي دي بوادر ظهور النتيجة!!
نظر لها بذهول فهذا الحديث صادر عن فتاة في بداية عقدها الثالث
صادر عن فتاة عمرها نصف عمره 
و لكنها محقة تماما في
كل ما قالته صمت لتقول
انت عارف انا مش هبلغ عنك لسبب واحد بس أن انت كفاية عليك عقاپ ربنا و مرضك اللي ابتلاك بيه و ملوش علاج و كفاية ولادك اللي اتخلوا عنك و هما عندهم حق و مراتك ربنا أداها فرصة ترجع عن اللي هيا فيه بس رفضت الفرصة!!
قطع صمتها رنين هاتفه لتخرجه من جيب معطفها الأبيض و تجيب قائلة
الو يا فهد 
انتبه لها سمير و هو يستمع لحديثها بشغف
الو يا ليلي عاملة اية!
انا تمام الحمد لله انت اتحركت!
من زمان انا واقف تحت المستشفي 
طيب انا هغير هدومي و هنزل علي طول سلام!!
نظرت إلي سمير بتساؤل لينكس رأسه قائلا
علي اسم ابني عشان كدة الاسم جذبني!!
تنهد بأسي عليه و قالت مربتة علي كتفه
ربنا يتولاك برحمته انا هرجعلك بكرة عشان تبدأ العلاج عن أذنك
يا ليت الايام تعود ليتني لم أضيع العديد من الفرص من يدي تحت مسمي البلاهة!!
دخلت فاطمة الي غرفة هنا لتجدها واقفة أمام شرفتها و الهدوء هو عنوانها 
اقتربت منها و هي تربت علي ظهرها بشفقة قائلة
مش بتنزلي تقعدي معايا لية يا فاطمة بدل منا قاعدة لوحدي!!
نظرت لها و قال بشرود
مظنش انكم عايزين تشوفوا وشي اصلا!
تنهدت فاطمة بحزن و قالت و هي تقف أمام هنا
ليه بتقولي كدة بس يا حبيبتي اللي حصل دة انت ملكيش ذنب في!!
متحاوليش تشيلي عني الذنب يا فاطمة انا السبب في كل حاجة حصلت لو كنت مشيت عدل و سمعت كلام ماما مكنش هيجرا كدة انا اللي ډمرت نفسي و انا اللي ډمرت يوسف و انا اللي موتت ماما!!
غلب البكاء علي نبرتها في الجملة الأخيرة لټحتنها فاطمة قائلة
اهدي بس كدة كل دة بأمر ربنا محدش ليه ذنب فيه اقولك تعالي ننزل نزور يوسف!!
ازداد بكاء هنا و قالت پألم
اااه يوسف
يا تري هيحصل اية لما يفوق و يعرف اني اتجوزت غيره!!
خلاص يا هنا احنا فيها ارفضي و قولي لليلي انك مش هتتجوزي مروان و سيبيه ياخد
عقابه 
مينفعش لو متجوزتش مروان محدش هيرضي يبص في وشي اصلا و انا مش هضحك علي نفسي يوسف مش هيبقي عايزني تاني خلاص خصوصا بعد الفيديو اللي هو شافه!!
صحيح اية حكاية الفيديو دة يا هنا!!
تشنجت ملامحها و قالت بندم
كنت سهرانة معاه في الديسكو شربت كتير لحد ما بقتش حاسة بنفسي خدني بيته و كان بيصور
فيديو عشان لو حبيت اغدر بيه يهددني بالفيديو دة بس قبل ما يعمل حاجة جرس الباب رن و بدأت افوق و لحقت نفسي قبل ما يحصل حاجة و هو اتأسفلي كتير بس متخيلتش انه كان بيسجل فيديو ساعتها!! و بردو ما اتعظتش فضلت ماشية في اللي انا فيه لحد ما كله جيه علي دماغي يا ريت كنت سمعت كلام ليلي و بعدت عنه يا ريتني!!
طرقات علي باب مكتبه أخرجته عن تركيزه في عمله
ادخل يا مراد 
انا آسف يا دكتور فارس بس في واحد برة مصر يقابل حضرتك 
قطب فارس حاجبيه باستغراب و قال
اسمه اية يعني!
مش راضي يقول اسمه
ليظهر آخر شخص توقع مجيئه للمشفي قائلا
انا يا ابو الفوارس اية يا راجل رحت و قلت عدولي!!
عماد طيب اتفضل انت
يا مراد دلوقتي!!
قالها فارس بتوتر ليجلس عماد قائلا
آية يا فارس مش قولتلك مستني منك تليفون مكلمتنيش ليه!!
نظر له فارس بغل قائلا
عايز اية يا عماد!
هكون عايز اية يعني يا فارس عايز نبدأ شغلنا بقي!!
صمت فارس بضيق و هو يجز علي أسنانه ليقول عماد
اوعي تكون رجعت في كلامك قولي صحيح اية اخبار الكتكوتة الصغيرة!
ټهديد واضح من هذا الحقېر بابنته رد فارس قائلا
عايزني اعمل اية يا عماد خلص!!
برافو عليك كدة احبك طبعا انتم عندكو مشرحة في المستشفي و كل يوم چثة جديدة تدخل انا بقي عايز حاجات معينة من الچثث اللي هتدخل دي 
نظر له باحتقار و كأنه يتحدث عن سلع تباع و ليس أعضاء انسان قال فارس 
احنا اتفقنا اننا نشتغل مع بعض بس
مش من المستشفي انا بس اللي هستحمل نتيجة اللي هيحصل ليلي مش لازم تتحمل نتيجة حاجة!!
و مين اللي قالك ان ليلي هيجرالها حاجة انت طول ما بتشتغل معانا انت في حمايتنا و البوليس لا يمكن يهوبلك 
صمت فارس مفكرا في حديثه فهو لن يغامر بحياة ابنته و لا بحياة ليلي
و بعدين هتستلم مني الحاجات اللي انت عايزها دي ازاي 
أول لما تجهز الحاجة هتبلغني و هبعتلك رجالة يستلموا منك و علي فكرة دي البداية بس بعد كدة الشغل هيكبر 
كانت تستقل السيارة معه و هي تفكر في قصة ذاك الرجل الذي يدعي سمير
كيف لها أن تساعده و تخرجه مما هو فيه 
آية اللي واخد عقلك!
قالها فهد بتساؤل عن شرودها لتقول هي بتفكير
تاجر أعضاء!!!
نظر لها ببلاهة و هو غير مدرك ما قالت و قال
نعم!!
ابتسمت علي اندهاشته و قالت بتوضيح
مريض عندي كان بيشتغل تاجر أعضاء!
ثقلت أنفاسه و هو يتذكر والده
و عمله المشين و قال
بس اية اللي ډخله المستشفي يعني!
من تلات أسابيع جالنا في حاډثة عربية و الشرطة معرفتش تجيب اللي عملها محدش بيسأل عليه تقريبا خالص بس العجيب أن حساب المستشفي بيتدفع بانتظام من برة مصر و لما عملتله تحاليل شامله عشان اتطمن علي حالته عرفت ان عنده سړطان في المخ و النخاع الشوكي و نسبة علاجه ضعيفة جدا و لما هو عرف انهار و قعد يعيط و يقول ان دة عقاپ ربنا ليه و ان ولاده سيبينه من زمان عشان عرفوا بتجارته في الأعضاء و لما حب يتوب و يرجع عن العصابة اللي كان بيشتغل معاهم مراته باعته و فضلت مع العصابة و هما اللي دبروله الحاډثة عشان ينتقموا منه!!
والده! أمن المعقول يكون هذا والده لكن والده لم يتب والدته قالت انه عاد ليطمئن عليهم فقط كل هذا هراء!!
والده لن يعود عن ما يعمل به و لو بعد قرن!!
يلا احنا وصلنا 
هبطا معا نحو مقر النيابة
احنا مستنيين اية يا فهد!
المحامي يا ليلي مش هندخل من غير محامي!!
طيب ما انا قولتلك اجيب محامي العيلة 
لا مع احترامي للكل بس الموضوع دة محتاج محامي مش مظبوط يعني يعرف يطلع ثغرات في القضية بتاعة يوسف دي قضية مش سهلة لكن لو جيبنا محامي
محترم هيرفض القضية اصلا فهمتي!!
احتل التعجب ملامحها ليبتسم قائلا
الغلط مبيتصلحش غير بغلط يا ليلي اكيد فهماني!!
فهماك يا فهد يا ريتها كانت سمعت كلامي و بعدت عن الطريق اللي كانت ماشية فيه دة!
مش هنقعد نعيط علي اللي فات لازم نصلح اللي حصل دة في أقرب
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 37 صفحات