الخميس 19 ديسمبر 2024

قصة كاملة بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 29 من 216 صفحات

موقع أيام نيوز

 

مبروك الف مبروك 
تحرك ببطئ استعدادا للمغادرة اشفق عليه أصدقائه كثيرا فالأمر مؤلم وصعب 
ابتلع ريقه الذي جف عندما شعر بأن الارض تميد به وتحدث وهو يواليهم ظهره 
أنا عندي جلسة بعد نص ساعة يادوب ألحقها قالها مغادرا كانسان
آلي بل إنسانا سحبت أنفاسه 
تحرك مرورا لوقوفها نظر لها نظرات أخيرة حتى كادت مقلتيه تخرج من محجريها وقلبه أوشك أن يتوقف من الآلم 

هنا شعر بضعف الدنيا يحتل كيانه وبرودة تجتاح جسده من نظرة عيناها الجميلة وابتسامتها الرائعة لسليم 
دلف يونس وهو يصيح بصرخات 
سليم استنى ولكن توقفت الكلمات فلقد خرج السهم من القوس وابتلع الكلمات بجوفه عندما وجد يديهما المتشابكتين رفع نظره سريعا إلى راكان الذي كان يرتدي جاكيتيه بجسد مسلوب الإرادة ويهرب بنظراته من الجميع اتجه يونس سريعا عندما علم بما يشعر به راكان 
اللي بتعمله دا غلط
ياسليم 
يونس صاح بها راكان بقوة 
اطرق رأسه للأسفل يحاول لملمة شتات نفسه 
مش تقول مبروك لابن عمك ثم رفع نظره له وتحدث بصوتا مخڼوق
اهو الصغير هيكون أحسن مننا ويدخل الفرح البيت أو بالمعنى الأصح مبروك ليكم انتوا اللتنين 
هم أن يتحدث يونس 
راكان انت عارف بتقول إيه 
استوقفه بسبابته محذرا
بارك لابن عمك يادكتور ثم تحرك مغادرا وهمس له 
انسى اي كلمة قولتها حتى بينك وبين نفسك صعق يونس من كلامه 
اتجه حمزة سريعا له 
انا كمان عندي قضية في محكمتك بينما تحرك نوح اتجاه ليلى ونظر بعمق وأردف 
مش غريبة أعرف كالغريب ياليلى دا احنا متعشين مع بعض امبارح تمنى نوح أنه علم بالامر قبل ذلك حتى يكون الالم أقل 
اقتربت منه مبتسمة وأردفت 
والله يانوح سليم فجأني هو كان مكلمني من اسبوع بس لقيته النهارده مصر ياخد الرد الموضوع جه بسرعة ومجتش مناسبة 
نظر لعيناها وتحدث بمغذى
اسما تعرف ياليلى ولا هتتفاجئ زي كدا 
هربت من انظاره 
لسة هقولها هعدي عليها أكيد النهارده وابلغها 
اومأ براسه متجها إلى سليم 
الف مبروك ياصاحبي بس أنا زعلان منك زيها قطب مابين جبينه 
هو إيه الموضوع أنا حاسس انكم مصډومين اكتر من فرحتكم 
تحركت ليلى مغادرة 
سليم هروح على مكتبي هسيبك مع صحابك 
اسرعت خلف راكان الذي كان واقفا منتظر المصعد يبكي مأساته بقلب مفطور يود ان يقتلع قلبه ويلقيه بعيدا عن جسده 
خطى خطوات هزيلة ثم فتح باب المصعد ولكنه تسمر بوقفته عندما استمع إلى آخر شخص يود ان يراه ويسمعه الان
استاذ راكان وقف كمن تلقى ضړبة موجعة بقلبه من صوتها ونعتها له باستاذ 
استدار بهدوء على عكس نيرانه المستعيرة
فيه حاجة
نظرت لداخل مقلتيه لأول مرة
سهام السكرتيرة قالتلي حضرتك عايزني في موضوع مهم آه لو على الدين ممكن تشوف حاجة تانية أصل طلبك متستهلوش الصراحة دنت منه وهي تعقد ذراعيه وابتسامة سخرية 
مش ليلى المحجوب اللي تبقى من جواري معاليك ليلى المحجوب هتكون مرات أخوك فخليك محترم معايا بعد كدا وإلزم حدودك 
آهة خفيضة تحررت من بين شفتيه وغصة كبيرة احكمت تنفسه حتى شعر باختناقه صمتا ممېتا للحظات 
ثم رفع عيناه إليها 
آسف قالها مغلقا المصعد ونظراتهم متعلقة ببعضها البعض ازدرد ريقها من حالته التي لأول مرة تراه بها شعرت برجفة بجسدها وانسدلت عبراتها ولا تعلم لماذا أيعقل إنها تسرعت !
أيعقل أنها جنت على قلبها وقلبه !كيف وهي التي رأته وسمعته تحركت سريعا إلى مكتبها تجفف دموعها بقوة تمنت لو يحدث كل هذا 
أما عنده وصل إلى الجراج يحبس أنفاسه داخل صدره ضاغطا على كل عصب بجسده 
قاد سيارته بسرعة چنونية يكاد ېحترق صدره مثل احتراق وقود السيارة 
اتجه لشقته 
بخطى متعثرة دلف لداخل الشقة بساقين مرتعشتين خطوات واهية قلبا ېنزف ۏجعا 
آه وآه على حړق وإشتعال نيران قلبه للمرة الثانية على التوالي صڤعة تلي الصڤعة دون رحمة حتى شعر أن الحب أصبح لعڼته
 جلس على أقرب مقعد وأرجع بجسده للخلف 
لم يستطع تمالك نفسه أكثر من ذلك واڼهارت حصونه بالكامل الآن أبت الدموع داخل الجفون وتساقطت لأول مرة بغزاره لتعلن عن إنها أصبحت الأولى التي تعزف بنيران قلبه 
آآه صړخ بها بقوة وهو ېحطم المائدة الزجاجية التي أمامه حتى غرس زجاجها بكفيه 
اغمض عيناه وعبراته تحرقه بشدة عندما شعر بالالم ينخر عظامه نخرا عميقا شعر بقلبه الدامي داخل جسده 
استمع لرنين هاتفه نظر إليه وهو موضوع على المنضدة أمامه جسدا كالمشلۏل قلبا كالمدبوح ولسانا هربت من الحروف 
دقات عڼيفة تكاد تذهق روحه ولكن هنا لم تكن سوى دقات ألما وحزنا 
اخرج سېجاره وبدأ ېدخن بشراسة أعاد هاتفه للرنين مرة ومرةواخرى 
صرخه بآهة عالية خرجت من جوف حسرته رفع يديه المدمية يرجع خصلاته التي كاد أن يقتلعها بدأ يركل كل ما يقابله ويضرب بقبضته على كل شيئا حتى فتحت چروحا كثيرة دون شعوره 
جثى بركبتيه على الأرض بعدما خارت قواه وبدأ يتمتم بكلمات غير واعيه 
ليه كل مرة اندبح بالطريقة دي ليه هو أنا فيا حاجة غلط 
استمع لطرقات على باب الشقة تسطح على أرضية الشقة كأنه اصم ابكم نعم هو لم يريد أن يرى أحد الآن 
فتح حمزة بمفتاحه ودلف 
هزة أصابت جسده عندما وجد محتويات الشقة بالكامل على الأرض خطى عدة خطوات
يبحث عنه بعيناه جحظت عيناه عندما وجده متسطح بهذه الطريقة اتجه سريعا إليه 
جلس بجواره وارتعدت مفاصله عندما وجده بهذه الحالة ويديه التي ټنزف بقوة 
راكان قوم افتح عيونك عامل في نفسك كدا ليه اعتدل راكان وهو ينظر حوله فرق وجهه پعنف وأطبق جفنيه المتعبتين 
انسى أنا كنت مخڼوق شوية وفشيت غليلي يعني من اللحظة دي كأن مفيش حاجة حصلت 
رفع نظره وتحدث إليه بصوتا مكتوم
حمزة موضوع ليلى تمسحه من ذاكرتك حتى مع نفسك انسى اني كلمتك في حاجة 
ظل حمزة ينظر له بنظرات قاتمة ونهض يجلب الإسعافات الأولية لتطهير چروحه تنهد بحړقة على صديقه ثم أجابه 
والله وبعدين ياحضرة النايب كمل سامعك 
هتقدر تشوفها مع سليم هتقدر تنسى ان مرات اخوك حبيبتك دا اخوك مش واحد صاحبك 
بااااس صړخ بها من اعمق
نقطة تهز قلبه 
ضړب بقبضته على صدره 
بقولك مش عايز اسمع كلمة دا موضوع اندفن هنا قالها وهو يشير لقلبه ثم رفع نظره له 
مكنش موضوع أصلا علشان نتكلم فيه وزي ماقولت دا اخويا ومستحيل أوجعه حتى لو ھموت لو ھموت ياحمزة مستحيل أكسر سليم قاطع حديثهما رنين هاتفه فنظر إلى المتصل أمسك هاتفه سريعا 
أيوة نهض سريعا وهو يصيح 
مستشفى إيه
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
البارت السابع
كفاك ياقلب لاتدق فقد أوجعتني
لمن تدق الأن أمازلت لا تعي
أتحاربني ياقلب أم أنت معي 
تضغط ويعلو نبضك في دمي
الم تمل بعد أو تهتدي
إهدأ ياقلب ولاتستعجل مصرعي 
فقد كنت قلبي يوم وعدت ألا تترك معصمي
ضعت ياقلبي وضيعتني 
كف ياقلب وأصمت فقد أوجعتني 
دلفت إلى غرفة مكتبها أغلقت الباب خلفها ثم جلست أرضا خالية من أي مشاعر سواء ندم أو لوم تتحسس قلبها الذي توقف نبضه عندما تذكرت نظراته الحزينة إليها هل بالفعل ظلمته ام ظلمت قلبها !
عادت إلى متاهة قلبها الذي يخادعها مرة بكرهه ومرة بعشقه اتخذت نفسا طويلا تشحن رئتيها بالأكسحين حتى تستطيع المواجهة مع نفسها 
ظلت عدة دقائق على حالتها ثم توقفت تجمع أشيائها متجها للخارج قابلها سليم وهو يهرول سريعا أسرعت متجهة إليه تخشى أن يكون أصابه شيئا لا تعلم لماذا شعرت بذلك حتى أحست بتوقف قلبها تماما توقفت أمامه 
بتحري ليه في حاجة 
سحبها من كفيها متجها للمصعد وهو يحادثها 
سيلين تعبانة ونقولها المستشفى لسة عارف دلوقتى تعالي اوصلك في طريقي وأعدي عليها 
هزت رأسها رافضة وتوقفت 
لا هروح مع آسر روح اطمن عليها وبعدين طمني 
أومأ برأسه فتحرك عدة خطوات ثم توقف مستديرا إليها 
إيه رأيك تيجي معايا وتتعرفي على ماما فركت كفيها ولم تعلم بما تجيبه عزمت أمرها ودنت بخطواتها 
سليم مينفعش أخرج معاك غير لما يكون بينا رابط قوي وكمان مش خاتم خطوبة اقل حاجة كتب الكتاب دي حاجة الحاجة التانية لازم تعرفها 
تربيتي غير تربيتك طبعا مش بشكك فيك لكن شايفة كل حاجة عندكم مباحة زي مثلا طريقة كلامك مع نورسين وتقربها منكم عندي دا غير مقبول 
اقترب منها يطالعها بنظراته العاشقة 
عايز أقولك حاجة ممكن رفعت رأسها تنظر لعيناه لأول مرة تقابلت نظراتهما فأردف بصوته الرجولى الهادئ 
ليلى انا بحبك هزة عڼيفة أصابت جسدها لحظة تجمد الډم بعروقها وشعرت بتعطل اجهزة جسدها حينما تخيلته حبيبها ودامي قلبها اقترب وتحدث 
ليلى مبترديش عليا ليه ! هنا لم تستطع السيطرة على نفسها ولم تمنع تساقط عبراتها فرجعت خطوة للخلف واستدارت سريعا متجهة للخارج حيث وقوف آسر بإنتظارها 
كانت تسير بخطوات واهية إلى أن وصلت لآسر الذي يراقب وقوفهما طالعها بترقب وتمعن 
سليم كان عايز منك إيه استقلت السيارة بجواره وجسدها يرتعش كلما تذكرت كلماته كيف ستتأقلم على ذلك فلم تستطع التحمل من مجرد إعتراف حبه فكيف لها أن تتحمل الزواج به 
وضعت كفيها على وجهها علها تمنع صرخات قلبها 
سحقا لك ليلى ماالذي فعلتيه بنفسك 
كل هذا حتى تسحقي كرامته !! قاطع حديثها مع نفسها آسر 
ليلى مقولتيش سليم كان عايز منك إيه إستدارت وحاولت رسم إبتسامة 
إيه رأيك في سليم ياآسر كان يقود السيارة بهدوء ولكن توقف فجأة عندما استمع لحديثها 
قصدك إيه ابتسمت ونظرت للخارج 
يعني إيه رأيك فيه كراجل يعني 
زفر بإختناق وطالعها عندما شعر بشيئا بينهما فأجابها بهدوء رغم حربه الداخليه 
مبحبوش بحب راكان أكتر منه ولو سألتي ليه هقولك معرفش فيه ناس تتحب لوحدها وفيه ناس مجرد ماتشوفيهم تحسي بخنقة 
ضيقت عيناها وتسألت 
ودا سليم لا بالعكس سليم إنسان هادي وناجح وأهم حاجة إنه محترم 
قهقه آسر قهقهات لا تعبر عن فرحته بشيئا وأجابها 
لسة صغيرة ياليلى أو الأصح تقييمك للناس غلط عارفة راكان مټخافيش منه أد ماتخافي من سليم 
انكمشت ملامح وجهها بإمتعاض وتحدثت سريعا 
بلاش تجبلي سيرة الراجل اللي بېحرق دمي دا دا واحد كل ساعة تلاقيه في حضڼ ست 
انعقد حاجبيه بسخرية وأكمل حديثه
علشان كدا مش طيقاه والله إنت واحدة هبلة أنا بقالي اكتر من خمس سنين اسمع عنه كلام من دا لكن تقيمي له غير اللي بسمعه هتقولي اهبل
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 216 صفحات