حكاية كاملة بقلم رحاب إبراهيم
دي تاني مرة يجي فيها واقوله نفس الكلام!! نظرت حميدة لحدته بالحديث وقالت وأنت بتزعقلي ليه وأنا مالي! جلس يوسف بملامح عابسة ووضع الطعام امامه على المنضدة جذب الطعام اليه ولا زال العبوس قائم بتعابير وجهه فنهض
بعصبية وقال وبيقولك يا انسة حميدة ليه هو مش أنتي اسمك حميدو! وربنا ما انا واكل تركها وذهب مبتعدا لجهة المطبخ ظلت حميدة تنظر بجمود أمامها بمحاولة استيعاب حتى ظهرت ابتسامة على شفتيها بالتدريج ضحكت وهي تضع يدها على فمها وانتظرته حتى أتى بعد دقائق..رمقها بإنفعال حتى نهضت ووقفت أمامه قائلة وهي ترفع ايطار نظارتها بابتسامة طب أنت زعلان مني ليه دلوقتي ده أنت رفضت تاكل يوسف ودي کاړثة! الحقت جملتها بضحكة فزم شفتيه بغيظ وقال لأن شغل العملا معايا وأنتي سكرتيرتي المفروض يعني من نفسك كنتي قولتيله يكلمني أنا.. قالت بابتسامة وهدوء والله قلت كده وهو قال هيستناك.. هرب بنظرته بإتجاه آخر ثم قال بعصبية ماشي..أنا مش هسيب المكتب تاني قال لتستفزه طب والأكل مين هيجيبه! رفع حاجبيه بغيظ وأجاب هبعت عم مرزوق يجيبه مر من جانبها وجلس بينما ودت لو تقفز ضاحكة... بمكتب رعد انهت رضوى مناقشة المشروع الجديد والحسابات التفصيلية له ثم شعرت بالاجهاد فلا إراديا خلعت نظارتها لتمسح عيناها قال رعد وهو يعطيها الملف الملف ده ا..... صمت مضيقا عيناها حتى ادركت رضوى الوضع وارتدت نظارتها بأسرع وقت الأمر لم يأخذ ثوان بينما ظن أنه توهم بشيء فعاد قائلا احنا كده خلصنا شغل النهاردة...همشي أنا بقى اخلص شغلي التاني.. التقط رعد حقية الكاميرا وأشار لها ملوحا بالسلام وترك المكتب تنفست رضوى الصعداء وقالت مخدتش باله الحمد لله النظارة مغيرة شكلي مليون درجة.. بعد مرور يوم العمل...بالمساء.. هذا المساء مر قلبهن بشيء من الإرتباك حتى جميلة بدأ شيء يغزو قلبها المحصن ضد الحب جلست على احد الأرائه بغرفة السطوح وقالت لنفسها سرا _ أوعي العند ياخدك لمكان تاني يا جميلة ماتنكريش أن في حاجات فيه عجباكي وشداكي لكن ده دنيا تانية غيرك..خليكي بعيدة احسن..أنتي تستحقي احسن من كده بينما ضمت سما أحد الوسائد وهي تدندن مقطوعة غنائية _ كان يوم حبك اجمل صدفة يا آآآآسر لما قابلتك مرة صدفة يا آآآسر...ياللي جمالك اجمل صدفة.. قالت بصوت مسموع وهي تضع ساق على ساق صمم أني اخد الاستراحة واروح اتغدى مهونتش عليه يا روحي لم تعنفها حميدة هذه المرة بل كانت هائمة بعالمها الخاص وقالت _ التنين حس بيا ده رفض ياكل من الغيرة..يوسفي رمقتهم رضوى بضحكة عالية وقالت _ كلكم بقيتوا سما الهبلة ليه كده انا هقف برا اشم هوا احسن خرجت رضوى بضحكة ولم تنتبه لوجود أحدهم على السطوح المقابل لم تأخذ أي تحذير لإرتداء حجابها بل كانت ترتدي بجامة وردية ببنطال قصير.. وقف رعد يتأمل المكان حوله بتمعن تحت ضوء ر رفع الكاميرا عندما لمح احد الطيور يقف على سور عالي مواجه له..ثبت الكاميرا عليه ليجد ظل يقف بالقرب..تحركت عيناه للظل ليتفاجئ بفتاة تدلى ضوء القمر على شعرها البني القصير وبشرتها الخمرية..تمسرت عيناه وهو يحاول التقاط ملامحها بتقريب العدسة ولكن بعد المسافة اعاقه...ابتسم وهو يرى التفاتها بضحكتها العالية ويبدو أنها لم تراه بعد... اقتربت رضوى من السور لتتجمد وهي ترى ذلك الذي يحمل كاميرا ويوجهها اليها لم يكن جدال في انه هو ..جف ريقها واسرعت تختبئ بأحد الصناديق الخشبية وحجب الظلام رؤيتها بعد ذلك..ابعد رعد الكاميرا عن عيناه بغيظ وقال راحت فين! ومين دي راقبته رضوى من بعيد وهي تبتلع ريقها بقلق حتى اختفى رعد وتسللت لداخل الغرفة مرة أخرى وتمنت أن لا يخمن من تكون.. بباريس... هذا اليوم وافق عيد ميلاد الفندق المقيم به كلا من وجيه وللي..لم تكن اتصالات بينهم بمواعدة اللقاء بل كان لقائهم مصادفا وهذا يعد اجمل وأكثر شاعرية..استعدت للي لحضور الحفل بعدما أتى اليها مدير الفندق صباحا مثلها مثل بقية النزلاء ودعاها لحضور الحفل..ارتدت فستان من الدانتيل الفيروزي الذي كان چحيم من الفتنة بمزج شعرها الفحمي على اعلاه.. بينما قلبها يعرف لمن تتزين..خرجت من الغرفة واستخدمت المصعد لنزول الحفل..لم تعتقد أن الحفل سيكن بهذا الازدحام!! كانت تمر بصعوبة والاصوات العالية تكاد تصم آذانها يعد ضړبا من الجنون أن فكرت أن تبحث عنه في هذا الأزدحام!! بل من المستحيل البحث عنه..ترتفع الأصوات بلغتها الفرنسية حولها وتعلوا المقطوعات الغنائية..نظرت حولها بضيق شديد فهي منذ الأمس لم تراه والآن لا يبدو أنها ستراه..قررت الخروج ولكنها توقفت حينما تذكرت ټهديد حسام بالصباح...ماذا تفعل اذا ولا يجب أن تتصل به أيضا فهذا سيبدو غير لائق تماما..فكرت في شيء وعادت ادراجها للمصعد بينما فتح
تصيد ما تخفيه..قالت بعد اذنك دخلت المصعد فتفاجئت أن عاد ووقف بجانبها اخفت ابتسامتها بينما قال بنظرة ماكرة _ مافيش حاجة في الحفلة تخليني احضرها قالت دون أن تنظر له بس شكلك كنت هتحضرها !! وضع احد يداه بجيب بنطاله وقال بخبث كنت بس غيرت رأيي فتح باب المصعد للطابق الذي به غرفهم خرج ولكنها لم تخرج فاستدار بتعجب وقال _ غيرتي رأيك ولا ايه وهتحضري الحفلة!! هزت رأسها بنفي وقالت وهي تضغط على احد الازرار للصعود لأ في كافيه فوق خالص مدير الفندق قالي عليه الصبح وهو بيعزمني على الحفلة.. غلق باب المصعد بينهما فاتسعت ابتسامتها وهي تراهن على مجيئه خلفها... كانت على صواب عندما صعدت الى هنا فهي بأول الخطوات داخل مقهي خشبي بمقصورات منفردة وكأنه خصص للعاشق كانت السماء تهب بنسمات رقيقة على المقهى..بعض الظلام يحاوط المقاعد والشموع تنير الطاولات نظرت بابتسامة حالمة فحتى لو جلست بمفردها فالمكان رائع..اتى صوته خلفها قائلا بدفء _ اجمل شيء شوفته في حياتي استدارت له بنظرة تاقت لرؤيته لمحت من عيناه أنه يقصدها هي وليس أي شيء آخر أشار لها لأبعد الطاولات انفرادية..جلست ببطء. وجلس أمامها وكان الصمت هو فاتحة الحديث.. قال بصدق وبنظرة دافئة أول مرة احس شديد فنهضت من مقعدها وابتعدت حتى تستطع التقاط أنفاسها لحقها واوقفها وقف خلفها قائلا للي..تتجوزيني
معينة وفجأة تلاقيها هتتردي تاخديها! في حاجات في حياتنا لو ما خطفنهاش من الدنيا هتضيع مننا وأنا مش مستعد أنك تضيعي مني.. ابتسمت بخجل وبحياء وهي تسدل نظرتها للأسفل لجمت قلبها أن يهتف بالموافقة فيجب أن تسير بخطا العقل والتريث أقلا حتى تشعل انتظاره ويترقب اللقاء فهاذا هو الرجل اجعليه ينتظر سيجعلك بالمقام.. سارا بصمت برفقة بعضهما أشد ارتباك الصمت هو صمت بعد الأعتراف..لم يعترف بالحب مباشرة فهذا ما تمهل به ولكنه أعترف بأنه يريدها هي هي لا غيرها كانت تبتسم بسعادة حقيقية تقسم