حكاية بعد مسيرة أيام على الطريق جن جنـون الخادم
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
مع ولديها ولم أستطع اللحاق بها وعاد أدراجه ظنا منه بأن الأميرة ماټت ولكن ما كان الله ليتركها ټموت قبل أن تأخذ حقها ممن ظلموها.
أرست مياه النهر الأميرة على ضفة إحدى القرى وتفاجأت كيف أن الماء في ذلك الجزء من النهر شحيح جدا على الرغم من غزارته في باقي الأجزاء! نظرت حولها فلم ترى إلا راع نحيل يظهر البؤس على معالمه يرعى معزتين تكاد تظهر عظامهما من شدة الجوع فسألته أين أنا أجابها أنت في قرية سربست آغا فسألته ولماذا الشجر كله يابس والماء شحيح عندكم و أين ماعزك التي ترعى مع أن الدنيا ربيع وهو وقت اخضرار الزرع وتدفق مياه ذوبان الثلوج و ولادة الماعز والأغنام والأبقار .. فأجابها الراعي بحزن وألم منذ أن رحلت عنا سيدة القرية حبهنار ونحن في قحط ومجاعة فمنذ سنوات لم يخضر زرعنا حتى أننا أكلنا الحشائش اليابسة ولم يجري مائنا حتى أننا انتظرنا دوابنا لتبول فنشرب بولها ولم تلد حيواناتنا ونساؤنا وعم الحزن والخړاب كل القرية و ما زاد ذلك الحزن مرض أصاب الآغا الصغير عجز عنه كل الأطباء وهو راقد في سريره لا هو مېت ولا هو حي وقفت حبة الرمان أمام النهر ودعت الله قائلة يا من عرفت أنني مظلومة وقبلت دعائي أول مرة أقبل دعائي ثاني مرة يا رب أكثر مائهم وانبت زرعهم وخصب أناثهم حتى لتلد أحداهن في الحال ومن غير شهور حمل. وما أن أنهت جملتها حتى جرى الماء في النهر ونبت العشب الأخضر كالمعجزة وصاح الراعي لهول ما رأى فقد وضعت كل واحدة من معزاته ٣ صغار وامتلأت ضروعهن حليبا فسألها عمن تكون وهل هي ملك من السماء فأجابته ستعرف من أنا في الوقت المناسب ولكن ألا تعطيني شيئا جزاء دعائي هذا . فقال لها أطلبي ما تشائين فقالت له أريد كأس حليب أشربه و جديا صغيرا أكله والكوركالذي عليك البسه والكورك هو عبارة عن عباءة من فراء الغنم والماعز يلتف بها الرعاة لتقيهم البرد فقال لها لك ما طلبتي.