الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية عش العراب بقلم سعاد محمد سلامه

انت في الصفحة 32 من 87 صفحات

موقع أيام نيوز


الإ حين وضعت يدها تمسد خصلات شعره الطويله قليلا 
تبسم لها قائلافين الشاى ياماما 
تبسمت له قائلهاللى واخد عقلك الشاى أهو قدامك على الطرابيزهبس جولى شارد فى إيه إكده يا نظيم 
جلس نظيم مبتسما يقولبفكر فى الدنيا 
تبسمت إم نظيم قائلهمالها الدنيا يا ولدي 
تنهد نظيم وهو يمد يده يأخذ أحد كوبي الشاى ووجهه ناحية يد والدته 

أخذت الكوب منه ببسمهبينما مد نظيم يده وأخذ الكوب الآخر وإرتشف منه قائلالما كنت فى فرنسا كان بيبقى نفسى فى كوباية شاى زى دى من إيديكى يا ماما تعدل مزاجى
وتدفينى فى ليالى الشتا 
تبسمت له قائلهربنا يعلم يا ولدى التلات سنين الآخرنين مروا عليا إزاى وإنت غايببس ها أديك رچعت بشهاده الدكتوراه وكمان قرشين سترونا وسط خلق الله تعرف أنا نفسى بجى تتچوز وأشوف ولادك إكده يملوا عليا الدار 
تبسم نظيم يقول شكلك يا أم نظيم إكده عندك ليا عروسه 
تبسمت له قائله ألف
ومين تتمناك ياولدى كفايه شهادتك العاليه ومعاك قرشين مسنود عليهم مع تدريسك فى الچامعه مش هتعاود تدرس تانى فى الچامعه من أول السنه چنب المركز التعليمى اللى بتدى فى دروس 
تبسم نظيم فعلا هرجع تانى أدرس فى الچامعهالبعثه اللى كنت واخدها عشان الدكتوراه خلصتتعرفى ياماما وانا فى فرنسا إتعرض عليا أشتغل هناك فى بعض المعاهد التعليميه الخاصه ببعض الكورساتبس طبعا الجامعه هنا رفضت آخد أجازهوأفضل هناككنت هاخد آجر كبير هناك 
تبسمت ام نظيم قائلهرزجك يا ولدى هيچى لحد رچليك فى أى مكانوأها إحنا الحمدلله مستورين بيت وعندينا ومرتبك صحيح من الچامعه مش كبيربس إنت بتجول إن المركز التعليمى اللى بنشتغل زين وبتاخد مرتب كويس 
تبسم نظيم يقولالمركز ده فرع من مركز كنت بشتغل فيه فى فرنسا وله فروع كتير فى مصرولما عرفوا إنى من الصعيد أدونى إدارته غير التدريس فيهيعنى المرتب مضاعف 
تبسمت والداته قائلهأها زى ما جولت لك يا ولدي رزجك هايچى لحد رچليك 
تبسم نظيم يقول بتصديقفعلا كلامك صح يا ماما مين يصدق إن الولد اللى كانت أمه بتسترزق من بيع الدقيق والرز للناسبقى دلوقتى دكتور فى الجامعه 
تنهدت أم نظيم براحه كانها تنفض تعب السنين عن جسدها قائلهوإنت يا ولدى ساعدتنى كتير بتشتغل فى الصيف وفى الأچازات ووجت فراغككنت بتروح الشونه تشتغل باليوميه تشيل على كتافك أشولة الدقيق والقمح والرز 
تبسم نظيم يقولأنتى عارفه ياماما إنهم كانوا فى الأول لما كنت بروح الشونه
عشان أشتغل مع الشيالين كانوا بيستضعفونى وبيشلونى الأشوله التقيلهلحد ما واحد من صحاب الشونه نفسها شافهمووقتها نده علياوسألنى ليه بشتغل شيال مع إن شكلى لسه صغير وسألنى على والدى قولت له إنى إبن محمود بهنسى اللى كان رئيس عمال عنده قبل ما يتوفى بشتغل علشان أصرف على نفسى وأنا بتعلم وقتها شكر فى سيرة بابا وعرض عليا إنه يتكفل بتعليمى كرامه لذكرى بابابس أنا رفضت بس هو وقتها قالى بتعرف فى الحساباتقولت له أيوه انا شاطر فى المدرسه وبعرف أحسب كويس قالى يبقى بلاش تشتغل شيال وتهد صحتك وإنت لسه صغيرهتشتغل تحت إيد واحد من المحاسبينتحسب له الاوزنه الموجوده عالشكاير والأشولهوكمان هيبقى بمرتب ثابت كل شهروالأيام اللى هتغيبها بسبب الدراسه والامتحانات مش هتتخصم من المرتب ده وفضلت أشتغل عنده لحد ما خلصت جامعهبس بعدها لما إتعينت معيد سيبت الشغل فى الشونه دىوبعدها إنقطعت صلتى باللى كانوا فيهابعدها بكذا سنه سافرت فرنسا بعثه من الجامعه آخد الدكتوراه 
تدمعت عين والداته قائلهعارفه الحكايه دى يا ولدىبس أيه فكرك بيها دلوق
تبسم نظيم يقولأنا عمرى ما نسيت فضل الراجل ده عليايمكن لو كنت فضلت فى وسط الشيالين كان مستقبلي إتغير لشكل تانى كان سماحه ليا بالغياب وعدم خصمه من أجرى فرصه إن أتفوق فى الدراسهتعرفى لما مره سألته ليه بتعمل معايا كده قالى والداك كان آمين وعمر ما عهدته نقصت بالعكس كان بېخاف على المال وبيراعى ربنا فيهوحكى ليا على موقف بابا عملهكان الدنيا مطرت وشكاير القمح كانت بره المخزن أمر العمال وساعدهم فى تدخيل شكاير القمح جوه المخزنوكانت الكميه كبيره وقتهاواحد غير بابا كان ممكن ميعبرش ويرميها على العمال 
تنهدت والداته بدمعه قائلهده كله عارفاه يا نظيمربنا شايف ومطلع يا ولدىعلى اللى عمل الطيب واللى عمل السوء وبيرد الطيب والسوءبس مجولتليش أيه اللى فكرك بالراچل ده دلوق 
تبسم نظيم يقولأنا عمرى ما نسيته ولسه فاكر إسمه لغاية دلوقتي ناصر العراب
بأحد المخازن التابعه ل العراب 
كان حماد يجلس يتابع دخول تلك التوريدات الآتيه للمخزن ويدونها نهض واقفا يمد يده لمصافحة ذالك الذى دخل مع تلك البضاعه مبتسما يقول بنبرة تسليه 
أهلا نائل السنهورى من زمان متقبلناش من سنه تقريبا من بعد طلاق هند وقماح 
رد نائل وهو يمد يده يصافحه
فعلا من بعد طلاق قماح وهند متقبلناش 
رد حمادمش عارف ليه الود يمكن
يرجع تانى ويمكن نرجع نتقابل تانى كتير فى دار العرابولا مستحيل خلاص اللى كنت بتروح علشانها دار العراب راحت بعيد عن إيدك 
رغم أن نائل يفهم فحوى حديث حماد عن زواج سلسبيل التى إختطفها قماح من أمامه لكن إدعى عدم الفهم قائلامين اللى كنت بروح عشانها دار العراب وراحت بعيد عن إيدى 
رد حماد بتوريه قصدى هند طبعامش هى أختك وكنت بتروح دار العراب تزورها وتطمن عليهاخلينا فى شغلنا عندى خبر من رباح إنى أستلم منك الرز وأدخله للشونه أكيد عارف الكميه اللى جاى بهاخلينا أثبتها فى الدفاتر 
فى تلك الأثناء رن هاتف حمادأخرجه من جيبه ونظر للشاشه ثم ل نائل وقام بالرد فى البدايه مبتسما بمزح ثم تحدث متعجبا
بتقولى أيه يا زهرت قماح إنضرب بالړصاص ومين اللى ضࢪبته سلسبيلليه أيه اللى حصل بقولك إقفلى الموبايل وأنا هتصل على رباح أعرف منه خدوا قماح ل مستشفى ايه قماح إبن خالى وغالى ولازم أطمن عليه 
أغلق حماد الهاتف ونظر الى وجه نائل المشدوهتبسم فى داخله ولكن رسم أمامه التآثر 
تحدث نائلسمعتك
بتقول قماح إنضرب بالړصاصو
قاطعه حماد ينظر له بتسليه يظهر عملت حسنه فى حياتك وربنا نجاك من من نبع المايه سلسبيل زهرت بتقولى إنها ضړبت قماح بالړصاص يلا خلينا نخلص تسليم البضاعه وأنهض أروح المستشفى أشوف حالة قماح أيه 
بينما نائل المذهول قال طب وسلسبيل ليه هتضرب قماح بالړصاص
ردت حماد معرفش زعلانه زهرت قالتلى المختصر وبس خلينا نخلص توريد البضاعه بسرعه 
كان نائل يود معرفة القصه كامله لكن حماد نفسه لا يعرف الحقيقه وإن كان لدى نائل شك يكاد يكون يقين أن سلسبيل غير قادره على إيذاء أحدوبالأخص إن كان قماحهنالك خطأ بالتأكيد 
بالعوده لدار العراب
وقفت سلسبيل مذهوله وهى ترى قماح يسقط أمام ساقيها مدرج فى دماؤه دماؤه التى على يديها جزء
قماح إبن عمها لا ليس هذه صفته الوحيده لديها قماح زوجها أيضا والد ذالك الجنين الذى ينبت بأحشائها هنا فقدت عقلها ولم تستطع السيطره على جسدها إستسلمت لتلك الإغماءه تسحبها للهاويه لولا إسناد ناصر لها لإرتمى جسدها أرضا جوار قماح 
قماح الذى سلسبيل الجاف من أخفى عشقها بقلبه ها هى تجهر بكرهه أغمض قماح عينيه وإستسلم لتلك الدوامه تسحبه نحو الغياهب
ولم يشعر بإغماء سلسبيل 
فزع النبوى وهرع الى جوار قماح كذالك هدايه التى سحبت طرحه من على رأسها ووضعتها على صدر قماح تكتم إندفاع دماؤه كذالك محمد أخيه الأصغر بينما تحجر قلب قدريه تتمنى الأسوء كذالك زهرت بينما رباح هنالك شعور بآلم فى رأسه جعله ربما لا يشعر ب قماح مثلما يشعر بآلم رأسه وضع رأسه بين يديه يفركها بقوه حتى أنه شعر أن عينيه عليها غشاوه 
إنشغل ناصر فى حمل سلسبيل بين يديهوإنخلع قلب نهله عليهاوعلى ذالك الممدد أيضاكذالك هدى الباكيه
أعطى الحل النبوى حين حاول حمل جسد قماح قائلاساعدنى بسرعه يا محمد خلينا ناخد أخوك للمستشفىبالفعل ساعده محمد وحمل معه جسد قماح وخرج الأثنين من الغرفه بخطوات سريعهوأعقبتهم هدايه حسب مقدرة سيرهاكذالك نهله وهدى خرجن خلف ناصر الذى يحمل سلسبيل الغائبه عن الوعى 
بقيت تلك الحقودتان وبقلبيهما يتمنيان سماع الأسوء 
بالشقه التى تقطن بها همس
خرجت من غرفتها تضع الطرحه على رأسها بعد ان سمعت دقات جرس الباب المتلاحقه شعرت بريبه للحظات حين رأت كارم 
لكن كارم لم ينتظر وأقترب منها ومسك يديها يقول بفرحه عارمه برائتك ظهرت يا همس العيله كلها عرفت حقيقة اللى حصلك 
إرتعشت يدي همس بين يدى كارم وشعرت برهاب من مسكه ليديها سحبتهما سريعا تبتلع حلقها وقالت بخفوف بتقول أيه! برائتى ظهرتطب إزاى!
شعر كارم بنغزه فى قلبه حين سحبت همس يديها من بين يديهلكن تبسم يقولسلسبيل هى اللى ظهرت برائتكمن الموبايل والميموري اللى كانت عليه 
تعجبت همس قائلهموبايل مين وميموري أيه
سرد كارم لها عن تشغيل سلسبيل لهاتفها وذالك الميموري الذى سجل كل ما حدث لها ذالك اليوم التى إنتهكت فيهرغم انه يشعر بڼار بقلبه حين يتذكر صوت همس فى ذالك التسجيل 
تعجبت همسوتذكرت ذالك اليومهى كانت وضعت ذالك الميمورى بالهاتف كى يقوم بتسجيل المحاضره الثانيه لها والتى ألغيت على آخر وقتونسيت أن تخرج الميموري او حتى توقف التسجيل عليهأجرجته بعد عدة أيام
وتركته بأحد أدراج غرفتهاوبعد ما حدث لها ذالك اليوم كانت تذهب للجامعه فقط كى تبتعد عن من بالمنزل وعن الحديث مع أختيهاكانت تائهه تشعر بنهايتها تقترب مع الوقت سيكشف أمرهاحتى أنها لم تكن تتوقع ان تكون حامل لكن شكت بعد أن تغيرت طبيعة جسدهاآتت بذالك الاختبار الذى رسم آخر طريقها 
أغمضت همس عينيها ودموعها تسيلتشعر كآن كل الأسى التى عاشته ذالك اليوم يعاد أمام نظرها مره أخرىضمت يديها على جسدها تشعر پخوفلم تستطيع الوقوف على ساقيهاوهى تخشى أن ټنهار أرضابالفعل إنهارت ساقيها ووقعت جاثيه 
إنخض كارم وجثى لجوارها ومد يده الذى تردد
كثيرا أن يضعها على كتف همسلكن حسم أمره ولف إحدى يديه على كتف همس التى إرتعشت وشعرت برهابحاولت الابتعاد عن يد كارملكن كارم تمسك بها قائلاهمس أنا عمرى ما أقدر أئذيكى بخدش وكنت واثق من برائتكآن الآوان إنك تتغلبى عالخوف اللى بقى ملازم ليكىوالمفروض ترجعى من تانى للعيله وزى ما عرفوا برائتكيعرفوا إنك لسه عايشه 
نظرت همس ل كارم وقالت بنهىلأ مش لازم حد من العيله يعرف إنى لسه عايشه مش هقدر أواجهمومش هتحمل نظرات الشفقه ولا الشمت من حد أنا مرتاحه كده 
قالت همس هذا وتحاملت على نفسها ووقفت على ساقهاوتوجهت
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 87 صفحات