حكاية شيطان العشق بقلم اسماء الاباصيري
على اقرب قسم او حتى السفارة و هبلغ عن كل بلاويك
لا تدرى كيف ومتى حدث كل ذلك .. ففى غضون ثوان وجدت كل ما كان فوق طاولة الافطار ملقى ارضا لتنتفض بمكانها و تعود للخلف عدة خطوات تحمى نفسها كرد فعل طبيعي لما حدث .... التفتت نحوه بعد ان انتزعت عيناها بصعوبة من مراقبة ما حدث منذ لحظات .... وجدته يقف في وضع استعداد كالفهد يراقب فريسته ....... وجهه المكفهر و عيناه الحمراء كانتا كفيلتان لبث الړعب بداخلها تحرك اخيرا بخطوات واسعة فى حين كانت اقدامها قد تيبست من شدة الخۏف ..... ليصبح امامها و ينحنى نحوها يردف بهدوء مخيف
مازالت تحدق به ببلاهة .... فم مفتوح و عينان مفتوحتان على وسعهما و دماء جفت بأوردتها ....... ظلت هكذا لثوان قبل ان يهتف بها
اومأت سريعا و بقوة لتسمعه ېصرخ پغضب مخيف
طائف بصړاخ انطقي ........ اسمع صوتك
آيات بړعب سامعة ..... سامعة
اعتدل بوقفته قبل ان ېصرخ مرة اخرى لكن تلك المرة يستدعى الخدم
طائف علا ...... اشرف ....... محسن
تجمعو امامه سريعا ليهتف بهم واحدا تلو الاخر
طائف بصرامة اشرف و محسن ... هتوصلو الهانم لاوضتها و متغيبش عن عنيكو لحظة فاهمين ...... وانتي يا علا قوليلهم ينضفو المكان و تحصليني على المكتب ..... ثم صړخ بهم ...... اتحركوووو
آسر لسكرتيرته منال شوفيلي مؤنس فين وابعتهولى حالا
منال حاضر يا افندم ثواني و يكون عندك
بعد فترة
مؤنس بتوتر اؤمر يا باشا
آسر بتهكم لا الحقيقة انت اللى تؤمر .... رايح جاي بمزاجك و ماشي بدماغك محدش قدك
مؤنس العفو يا باشا قولى بس اوامرك وانا رقبتي سدادة
مؤنس ما هو اصل يا باشا ااااا.........
آسر هتقولى اصل و فصل .... اخلص ..... مش قولت تجيلي بتقرير عن تحركات آيات و تجبلي قرار طائف والناس بتوع روما
مؤنس پخوف اااا اصل فيه اخبار جديدة من روما
آسر بلهفة وساكت كل ده .... انطق
مؤنس جه امر بالتنضيف
آسر
بقلق تنضيف
مؤنس بإضطراب عايزين ينضفو اللى فشلنا فيه ..... كأنه محصلش
آسر تصفية
اومأ مؤنس بقلق ليهب آسر من مكانه بعصبية و يتجه نحوه يمسك به من تلابيبه پغضب
آسر پغضب انت اټجننت ..... انت عارف كلامك ده معناه ايه
ثم تركه فجأة ليلتف حول نفسه پضياع .... يضع كفيه على رأسه ... يشد على شعره ينظر حوله بذهول
آسر بړعب عايزين ېقتلوها .... ېقتلو آيات
مازال يعدو بالغرفة كالليث الحبيس ليعود الى مؤنس و يمسك به مرة اخرى
مؤنس ما ماهو ياباشا ده الموضوع التاني اللى كنت هبلغك بيه
آسر ايه تاني انطق
مؤنس پخوف اصلها مختفية خالص ....... مظهرتش من امبارح
حدق به پصدمة للحظات قبل ان ينهار ارضا يهتف بإستنجاد
آسر پضياع آيات ..........
على الهاتف
مازن پغضب انت بتستهبل يا طائف .... انت فاهم انت عملت ايه ...... دول مش بعيد يخلصو عليك انت كمان
طائف بثقة مش كل الطير اللى يتاكل لحمه .... محدش يقدر يلمسنى ... كلهم عارفين انا ابقى مين
مازن بتهكم و البوص الكبير كمان
تنهد بتعب قبل ان يتحرك نحو مقعده خلف المكتب يجلس عليه بهدوء ليهتف
طائف و ايه اللى هيوصل الحكاية له بس
مازن طائف البت عايزينها ..... عايزين يخلصو منها و حضرتك خالفت الامر وخفيتها واختفيت معاها ده انت حتى مش عايز تقولى انت فين
طائف بثبات كده احسن ...... أأمن ليك
مازن برجاء طائف بلاش جنان و قولى على الاقل انت فين .... اجيلك و نشوف حل سوا ..... لكن ده اڼتحار .... متضيعش نفسك عشان واحدة ماټ.......
طائف مقاطعا بحدة مازن لم لسانك .... مش دي آيات اللي قعدت تشكر فيها طول فترة شغلنا معاها ...... كلمة كمان و مش هتعرفلنا سكة نهائي انت سامع
مازن بهدوء حذر طب خلاص خلاص انا مقصدش حاجة بس مش قادر اشوفك هتضيع نفسك عشانها كفاية اللى حصل قبل كده
طائف مزمجرا ماااااازن غووووور اقفل يلا سلام
ثم اغلق الهاتف و القى به ارضا پعنف ندما على اتصاله بصديقه المزعج ذاك و ما تفوه به من تراهات
طرق على الباب قطع افكاره ليسمح للطارق بالدخول والذي ما كان سوى علا
طائف تعالي يا علا ادخلي
علا امرك يا طائف باشا
حدجها بنظرة لوم لتتنحنح بحرج وتصحصح
علا بإبتسامة اقصد خير يا أبيه كنت محتاجني فى حاجة
طائف ايوة كده يا علا متنسيش انك زى اختى الصغيرة .... باشا و بيه دول لما نكون مش لوحدنا
علا بإبتسامة حاضر يا ابيه
بادلها بإبتسامة صغيرة قبل ان يعود لجموده و يهتف بعملية
طائف علا ..... آيات مسئوليتك زي ما سبق وقولتلك ... من معرفتي بيها فأحب اطمنك هى هتعتبرك صاحبة ليها بدل ما تكونى مساعدة فعشان كده عايزها تثق فيكي ولو كانت هتثق فى شخص واحد فى البيت ده فأحب انه يكون انتى ..... فاهماني
علا اكيد يا ابيه متقلقش هتكون فى عيني
طائف وحاجة كمان ...... عايزها متغيبش عن عينك ..... علا .. آيات وجودها هنا لحمايتها فاهماني .... يعنى اى اتصال بيها مع اي حد او كونها تخرج من هنا فده بيساعد انها تبقى فى خطړ
علا و قد فهمت تلميحاته تلك لتردف بإبتسامة واثقة
علا متقلقش يا ابيه ...... مش هكرر غلطتى تاني ... لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
14. سر
علا متقلقش يا ابيه ...... مش
هكرر غلطتى تاني ... لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
تنهد طائف بتعب ليردف
طائف بهدوء لسة برضو بتفكري بالطريقة دي .... قولتلك بدل المرة ألف انه مش ذنبك
علا بتهكم انا مش لسة العيلة الصغيرة اللي مش فاهمة اللي بيحصل حواليها ..... عمري ما هنسى انى كنت السبب فى اللى حصل بس انا اخدت جزائي و مازلت باخده ... اللي تاعبني بجد انى ورطتك معايا و خليتك تخسر اقرب الناس ليك
طائف ولا ورطتيني ولا خسرته ... كل حاجة هترجع زي ما كانت و احسن .... كلها حكاية وقت و كل شيء هيرجع لأصله .. الصبر
مرت الليلة السابقة كالچحيم ... يكاد يجن من فرط قلقه عليها .... مختفية منذ يومان .... لا فكرة لديه عن اي مكان يحتمل تواجدها به ... قضى الليل بغرفة مكتبه ... لم يذق طعما للنوم .. يفكر و يفكر عله يصل لأمر ما يطمئنه انها على خير ما يرام .... يكاد يبكى قلقا و ندما على ما اقترفه بحقها ...
لم يكفيه محاولته الحمقاء لقټلها دون معرفة من تكون بل تسبب ايضا بمطاردتها من قبل الماڤيا .... انتفض من مكانه عند توصله لتلك النقطة و قد عزم على ايجادها بنفسه و افتدائها بروحه ان لزم الامر
و بعيدا ... في تركيا
طرق على الباب اجفلها فى الفراش قبل ان تعتدل فى جلستها داعية الطارق للدخول لتجدها تلك الفتاة و التى سبق ان اخبرتها انها المسئولة عن خدمتها ..... دخلت علا بهدوء و ابتساماتها الواسعة مازالت مرسومة على وجهها اجبرت الاخرى على مبادلتها بإبتسامة وان كانت صغيرة متحفظة
علا اتمنى اكون مأزعجتكيش
آيات لا ابدا بالعكس انا زهقت من وجودي هنا لوحدي .... ثم اكملت بتهكم ... في حبسي الانفرادي
تقدمت علا عدة خطوات للداخل لتستقر هى الاخرى على طرف الفراش و كعادتها لم تستغنى عن ابتسامتها
علا حبس انفرادي ايه بس ..... ما انا معاكي اهو .... اديني جتلك نرغي سوا شوية ....... ده اذا كان ميضايقكيش و مكنتش بتعدى حدودى
نظرت لها آيات بشك ...... ما بالها تلك العلا أتحاول مصادقتها و كسب ثقتها لصالح طائف ام انها مجرد فتاة لطيفة سعدت بوجود فتاة اخرى معها بالمنزل
آيات بفضول هو انتي شغالة هنا من زمان
علا بصدق هو الحقيقة انا مش شغالة هنا بالمعنى اللى فهمتيه بس تقدرى تقولى اني عايشة هنا ضيفة و فى مقابل وجودي هنا بحب اهتم بالبيت فى غياب صاحبه و بهتم بصاحبه لما بيزوره
آيات بدهشة ضيفة يعنى انتي مش من الخدم
حركت رأسها نافية
آيات بحرج سوري بس بجد افتكرتك شغالة هنا اقصد انك بتناديله بألقاب و آ......
ضحكت علا بمرح لتجيب
علا ماهو انا مش بحب اناديه بأسمه عشان الشغالين هنا ميعرفوش علاقتنا ببعض و معرفتنا القديمة ... فاللقب ده قدامهم وبس
آيات بغيظ واضح انكم تعرفو بعض من زمان
اشتعلت النيران بداخلها و بدون تفكير تلفظت بما جاء بخاطرها
آيات طب و متجوزتوش ليه بقى ولا انتو اصلا .............
علا بإعتذار سورى بجد مقصدش اضحك كده بس اصل سؤالك غريب .... معقول انا و ابيه طائف نتجوز ...... عمرى فى لحظة ما تخيلت اننا ممكن نكون فى علاقة من النوع ده ..... طائف اخويا
آيات اعذريني يعنى فى سؤالي بس وجودك هنا غريب شوية
علا بجدية مفاجئة الحقيقة فى حاجات كتير انتي متعرفيهاش عني و عن طائف و اتمنى انك تعرفيها قريب و منه هو شخصيا بس كل اللي اقدر اقولهولك ان سبب وجودي هنا مشابه الى حد ما سبب وجودك
اومأت آيات بآلية لتردف بتساؤل حذر
آيات بتوتر هو انتي عارفة طبيعة شغل آسر .... أقصد يعني بيشتغل فى ايه و كده
علا الاستيراد و التصدير
ثم سكتت لثوان فهمت خلالها آيات جهل علا بحقيقة طائف لكن سرعان ما تغير ظنها عند تكملة الاخيرة حديثها
علا و لا قصدك شغله التاني
قفزت آيات من مرقدها لتهتف بهجوم
آيات بهجوم يعني عارفة ويا ترى بقى حضرتك شغالة معاه و لا صفتك ايه بالظبط
وقفت هى الاخرى لتجيب بهدوء حذر
علا رد فعلي لما عرفت كان مشابه ليكي جدا .... ثورة ورفض و تمرد ... بس اتمنى نهاية حكايتك متبقاش زي نهايتي ..... ثم تنهدت بهدوء لتتجه نحو باب الغرفة لتتوقف امامه ملتفتة نحوها مرة اخرى
..... نكمل كلامنا بعدين ارتاحي دلوقتى .... عن اذنك
ثم خرجت وتركتها وحيدة مازالت تحاول ايجاد معنى كلامها الاخير
سهام ازيك