حكاية فارس كاملة
لأنها لا تبادله نفس مشاعره ولا حتى جزء منها غير الأحترام وفقط!
كان فارس يجلس مع الرجال فى الخارج وفجأة شعر بمن يهزه من الخلف نظر خلفه فوجد مهرة أبتسم كعادته كلما رآها واستدار إليها فى جلسته ودون أن يقف أقتربت من أذنه وهى تشير إلى محمود أخو عمرو الأصغر والذى لم يتجاوز الثانوية بعد وهى تقول
ألحق يا فارس.. الواد الرخم ده بيضايقنى
بس هو شافك أزاى أصلا علشان يضايقك
نظرت له پغضب ومطت شفتاها وقالت
أنت كمان بتتريق عليا
قال مداعبا
طب متزعليش بقى خلاص انا هقوم أكسرلك عضمه
ثم حك ذقنه وهو يقول
هو ضايقك ازاى يعنى.. خد منك حاجة
حركت رأسها نفيا وقالت
لاء بيقولى شعرك حلو أوى
نظر لها بدهشة ثم تصنع الجدية والڠضب وهب واقفا وهو يقول
تقدم فارس من محمود أخو عمرو وهى تتبعه كظله وقال مداعبا له
أنت يا أخ انت بتعاكس خطيبتى ليه
ضحك محمود وهو يقول
خطيبتك أيه يا أبيه فارس .. بقى
الأوزعة دى خطيبتك
صاحت مهرة من جواره پغضب
أنا مش أوزعة
أمسكه فارس من شعره كما يفعل به دائما كلما رآه وقال له
عارف لو شفتك بضايقها تانى هعمل فيك أيه ..هحلقلك شعرك اللى فرحان بيه ده زلبطة
اتفضلى يا هانم اقعدى جوه مع الستات .. أيه اللى مطلعك وسط الرجالة
أستدارت مهرة وهى تنظر إلى محمود بانتصار وشماتة ودخلت عند النساء كما أمرها فارس
بينما قال فارس لمحمود بجدية
أنت من صغرك كده هتقعد تعاكس البنات.. أومال لما تكبر شوية هتعمل ايه ..وبعدين ملقتش إلا مهرة يعنى
بصراحة يا أبيه فارس أنا ناوى اخطبها لما تكبر.. أنا رايح تالتة ثانوى وهى رايحة تالتة أعدادى.. يعنى قريبين من بعض
أمسكه فارس من كتفه وقال بجدية
بقولك ايه يا محمود .. أنت فى مرحلة حرجة دلوقتى .. يعنى تركز فى مذاكرتك أحسن يابنى علشان تعرف تدخل كلية محترمة وبعدين يعنى اشمعنى مهرة .. دى شعرها أطول منها
كتم فارس غيظه وهو ينظر إليه شاعرا بتفاهته وقال
هو انا واقف معاك ليه أصلا .. أمشي يالا من هنا
وقفت امرأة بجوار عبير عن قصد وقالت بتشفى
عقبالك يا حبيبتى
نظرت لها عبير بود وقالت
جزاك الله خيرا يا طنط عقبال بناتك يارب كده لما تفرحى بيهم
ضحكت المرأة وهى تنوى أغاظتها وقالت
صمتت عبير ولم ترد فقد شعرت فى نبرة المرأة شىء غير مريح فآثرت الصمت حتى لا تحدث مشكلة تعكر صفو خطبة أختها ولكن المرأة لم تصمت ولم تتوقف وقالت
هو انت عديتى التلاتين ولا لسه يا عبير
بدون شعور منها وجدت العبرات طريقها إلى عينيها حاولت منعها حتى لا تشمت بها تلك المرأة أكثر فرفعت يدها وأنزلت البيشة على عينيها فوق النقاب وهى تقول
لا لسه يا طنط ..عن أذنك
مرت بهدوء لتخرج من غرفة الصالون ولكن والدتها نادت عليها قائلة
اطلعى يا عبير هاتى صندوق حاجة ساقعة من بره على السلم
خرجت مسرعة فى طريقها للباب الخارجى للشقة وهى تحاول دفع دموعها للتراجع ولكن بلا جدوى حتى انعدمت الرؤيا تماما لديها واختل توازنها وهى تحاول حمل الصندوق ولم تشعر إلا وهى تسقط من أعلى درجات السلم وفقدت الوعى.
الفصل الحادي عشر
وقفت عزة فى حضڼ والدتها تبكى بمرارة ولم تكن أمها بها من القوة ما يجعلها تخفف عنها كل ما استطاعت أن تفعله هو أن تدعو الله بقلبها ألا تكون عبير قد أصيبت بسوء أقترب عمرو منهما وقال لعزة بعتاب
مش كده يا عزة المفروض انت اللى تقوى مامتك وتخففى عنها
بكت عزة بقوة أكبر وهى تقول
مش قادره أمسك نفسى يا عمرو خاېفة على عبير أوى
أنتظر الجميع فى الخارج حتى خرج إليهم الطبيب وهو يحمل صور الأشعة وقد ظهرت على وجهه علامات البشرى وقال محاولا التخفيف من وقع كلماته
بصوا يا جماعة.. وقعة زى دى كانت ممكن ټأذى العمود الفقرى لكن الحمد لله العمود الفقرى كويس.. محصلش غير كسر بسيط فى الرجل اليمين
ضړبت أمها على صدرها وشهقت وهى تقول
بنتى رجلها اتكسرت
ربتت عزة على كتفها وهى تكفكف دموعها قائلة
الحمد لله يا ماما انها جات على قد كده.. بيقولك العمود الفقرى كان ممكن يتأذى
تابع الطبيب قائلا
أحنا دلوقتى هنحط الجبس ومش أقل من شهر علشان نشيله وبعديه لازم تبدأوا فى العلاج الطبيعى.. برضة مش اقل من شهر أو اتنين
شعر والد عبير بوهن شديد ووخذة فى صدره ولكنه تماسك وقال بضعف
يعنى دلوقتى هى هتتجبس ونروح على البيت ولا أيه
الطبيب
هتفضل هنا يومين وبعدين تاخدوها وتروحوا بالسلامة
طرق عمرو باب مكتب إلهام ودخل وأغلق الباب وكالعادة رأى ابتسامتها الواسعة المرحبة