حكاية فارس كاملة
انا غلطانه انى قاعده اتكلم معاك انا هقوم ألحق صلاة العشاء...لم تلبث ان نهضت واقفه حتى سمعت طرقات خفيفه على الباب فغيرت مسارها اليه
وهى تقول ياترى مين
فارس أستنى يا ماما هفتح أنا
اشارت اليه ان يجلس مكانه وهى تفتح الباب وقالت مين.. أم يحيى تعالى أتفضلى يا حبيبتى
أرتبكت جارتها أم يحيى وهى تقول بخجل واضح والله اسفه انى رجعت تانى يا ست أم فارس ...ثم قالت وهى تشير لأبنتها الصغيرة بس البت المضړوبه دى صممت أجيبها علشان تبارك للأستاذ فارس ..وراسها وألف سيف لازم تيجى دلوقتى وعماله ټعيط وتصرخ ..مقدرتش عليها ياختى
وكزتها أمها فى يدها وهى تقول قولتلك مية مره قولى ابيه فارس ...دخلت الصغيرة دون إستئذان وهى تجذب يد أمها قائله بمشاغبه أحنا متفقين على كده وهو مش بيزعل
وقف فارس ينظر اليها وهى تحاول ترتيب شعرها الاشعث وعينيها التى أنتفخت من اثر البكاء والنوم وهى تقول مبروك يا فارس ..
جذبتها أمها مره أخرى بشدة من يدها وهى تقول لفارس باعتذار معلش يا استاذ فارس عيله متقصدش
فارس ولا يهمك يا أم يحيى مهره صاحبتى وتقولى اللى هى عاوزاه
نظرت مهره الى والدتها فى أنتصار وهى تقول شفتى مش قولتلك
أقترب فارس منها ونزل على أحدى ركبتيه وهو يتصنع الڠضب قائلابس انا زعلان منك يا مهره لسه جايه تباركيلى دلوقتى
ثم نظرت لوالدتها مؤنبة وهى تقول ماشى يا ماما بكرا لما أكبر وانتوا تصغروا هسيبكوا نايمين وهاخرج لوحدى
ضحكت أم فارس وهى تربت على شعر مهره وتحاول عبثا أصلاح غرتها المبعثره على جبينها وتمسح عليه قائله معلش يا مهره تلاقى ماما مرضيتش تصحيكى علشان عندك مدرسه الصبح بدرى
فارس بمناسبة المدرسه يا لمضه درجات سنه رابعه معجبتنيش أعملى حسابك السنه الجايه سنه خامسه وزى ما سمعنا كده هتبقى خامسه وسادسه مع بعض يعنى مش هقبل اقل من الدرجات النهائيه ..ها هاتذاكرى ولا هتقضيها كارتون
لوحت فى الهواء بطفوليه وهى تقول طبعا هذاكر وهبقى أشطر منك كمان وهجيب درجات أكبر من السنه اللى فاتت وماما هتعملى حفله كبييييرة ..وأشارت له محذره وعارف لو مجتش
ضحك فارس قائلا لهايا ستى إنجحى انتى بس وليكى عندى هديه معتبره
قالت وهى تمسك بيد والدتها ماشى لما نشوف يلا يا مامتى..تصبحوا على خير كلكوا
دخلت دنيا فراشها وتدثرت وهى تتذكر ملامح فارس وكلماته الحانيه فأبتسمت وهى تغمض عينيها ....ولكن الابتسامه سرعان ما تلاشت عندما تذكرت لقائهما الاخير..طرقت والدتها الباب وأطلت برأسها وهى تقولنمتى يا دنيا ولا لسه
دخلت والدتها وجلست على طرف فراشها وهى تقول عاوزه أتكلم معاكى فى موضوع مهم وكنت مستنيه لما باباكى ينام
أعتدلت دنيا فى فراشها وقالت بأهتمام خير يا ماما
والدتها بصراحه كده انا مش عاجبنى حالك كده ...والكلام اللى قولتيه لفارس النهارده ده ولا هيقدم ولا هيأخر
زفرت دنيا بضيق وهى تقولانتى كمان يا ماما وانا اللى فاكراكى فاهمانى
والدتهابصراحه بقى انا مش فاهمه تمسكك بيه ده كله ليه ...ده فى الاخر هيتجوزك مع أمه فى شقتها فى مكان مش من مقامك ..انتى لسه فى اول العمر والدنيا فتحالك ايديها ليه تدفنى نفسك معاه
تنهدت دنيا وهى تنظر للفراغ وكأنها تنظر للمستقبل قائلةيا ماما فارس عنده عزيمه قويه انا عارفاه كويس ومش هيفضل حاله كده ....هيفضل يحارب لحد ما يبقى وكيل نيابه ثم ابتسمت وهى تقولوانا هبقى مرات البيه وكيل النيابه
مطت والدتها شفتيها وقالت ولحد ما يبقى وكيل نيابه هتقبلى انك تعيشى معاه عند أمه
رفعت دنيا كتفيها وهى تقول لاء طبعا انا قولتله كده بس فى الاول لكن انا عماله اهو أأجل فى الارتباط على قد ما اقدر لحد ما ياخد
وضعه ....حتى الخطوبه عاوزه أجلها لحد ما يتعين
ثم نظرت لوالدتها فى ثقه قائله ياماما مټخافيش عليا انا مش مراهقه ...انا اه بحبه بس برضه مش هارتبط بيه غير لما احس ان المستقبل بقى مضمون وهيجيبلى شقه تانيه فى مكان تانى وساعتها كل حاجه هتتغير للأحسن
قالت والدتها بعدم تصديق عموما متخطيش خطوة الا لما تتأكدى الاول
عادت الابتسامه اليها مرة أخرى وهى تقول بعينين لامعتين مټخافيش عليا انا عارفه انا بعمل ايه كويس
الفصل الثانى
فى الصباح أستيقظ فارس على صوت والدته
وهى توقظه وتهتف به قوم يا فارس تليفون علشانك
نظر اليها بصعوبه وهو يحاول فتح عينيه قائلا مين يا ماما
والدته بتأفف السفيره عزيزة بتاعتك
ابتسم وهو ينهض من
فراشه وأتجه مباشرة الى الهاتفألو
صباح الخير يا حبيبى
لسه فاكره
هو انا لحقت ده انا لسه سيباك امبارح
سايبانى طول اليوم وانتى عارفه انى مضايق منك وجايه تتصلى تانى يوم
خلاص بقى يا حبيبى متبقاش حمقى كده...يالا بقى البس وانزل عاوزه أشوفك
أبتسم ولكنه صبغ صوته بنبرة جدية قائلا لا مش قادر انزل
كده برضه يعنى موحشتكش
أنتى فين دلوقتى
انا فى البيت
طيب خلاص نتقابل فى المكان بتاعنا بعد ساعه
زفرت بقوة وهى تقول يا حبيبى مش هنغير بقى المكان ده تلاقى مامتك أدتلك حلاوة النجاح
قال پحده جرى ايه يا دنيا هو انا عيل ولا ايه ايه حلاوة النجاح دى
طب خلاص متتعصبش كده..خلاص اوكى ساعه وهكون هناك..يلا مع السلامه
سلام
أغلق فارس الهاتف وأتجه الى الحمام توضأ صلى الظهر ...بدل ملابسه وأتجه الى المطبخ وجد والدته تعد طعام الغذاء عندما رأته قالت بعبوس
يعنى مقولتش أنك خارج النهارده..اومال انا بعمل الغدا ده لمين ان شاء الله
قبلها على وجنتها وهو ينظر للأوانى ويلتقط منها بعض الطعام ليأكله فى سرعه وهو يقول
معلش يا ماما مش هتأخر ساعه ولا اتنين بالكتير وهتلاقينى هنا ..بس أتغدى انتى متقعديش جعانه لحد ما أرجع
ضړبته على ظهر يده وهو يعبث بالطعام وتقول
قولتلك مية مره متحطش ايدك فى الاكل كده أستنى أحطلك فى طبق
تناول كوب مياه ليشربه ثم قال لالا لما اجى بقى ..مش عاوزه حاجه اجيبهالك معايا
والدته لا مش عاوزه حاجه بس خلى بالك من نفسك
طبع قبله اخيره على راسها وقال مودعا طيب سلام بقى يا ست الكل
هبط الدرج قفزا كما يفعل دائما وخرج من باب البيت وما ان خطى خطوتين حتى سمع نداء طفولى مزعج من الاعلى يصيح به فااااااارس يا فاااااارس
نظر للأعلى مبتسما وقال بهتاف وهو يلوح عارف عارف مش هنسى العسليه
ضحكت مهره بينما ڼهرتها والدتها التى كانت تقف بجوارها فى الشرفه يابنت عيب كده هو خلفك ونسيكى
أخذت مهره دميتها ولم تجيبها ودخلت لتكمل لعبتها ببراءة تارة وتضايق أخيها يحيى تارة أخرى
خرج عامر من ورشته عندما سمع صوت فارس وأتجه إليه فى خطوات واسعه مهنئا
مبروك يا أستاذ فارس معلش ملحقتش اكلمك امبارح كان عندى زباين وأتحرجت اطلعلك فوق
أبتسم فارس متفهما وقالالله يبارك فيك يا عم عامر ويارب عقبال مريان ومينا ما يتخرجوا وتفرح بيهم
عامر مبتسماطيب مش هاعطلك بقى سعادة المستشار
ضحك فارس بعذوبه قائلايسمع من بؤك ربنا يا عم عامر ..ثم قال معتذراعن اذنك انا بقى علشان مستعجل
عامر أتفضل يابنى مع السلامه
وقبل أن يتحرك سمع جلبه من خلفه وهتاف يعرفه جيدا
يا استاذ فارس أستنى
ألتفت وهو يرفع حاجبيه بمرح للحاج عبد الله الذى اقبل عليه بجلبه كبيره قائلا مبروك يا أستاذ فارس يابنى والله والله انا فرحان زى ما يكون ابنى هو اللى أتخرج وبقى باشا قد الدنيا
ضحك فارس مداعبالسه مابقتش باشا يا حاج عبد الله أدعيلى انت بس
وضع الحاج عبد الله يده على كتفه وتكلم بهتاف كعادته داعيلك يابنى والله ربنا يكتبلك الخير ماطرح ما تروح يابنى
ربت فارس على يده بأمتنان قائلا ربنا يتقبل منك يا حاج عبد الله..ثم تنحنح قائلا طيب تؤمرنى بحاجه ..اصلى عندى مشوار كده
أفسح له الحاج عبد الله الطريق قائلا لا يا بنى أتفضل متعطلش نفسك ربنا يجعلك فى كل خطوة سلامه
أكمل فارس طريقه بصعوبه فكلما خطى خطوة أوقفه أحد جيرانه مهنئا وداعيا له بالتوفيق ...
نعم هذه هى القلوب المحبه التى تمتاز بها أحيائنا المصريه البسيطه
وقفت دنيا تنتظر ظهور فارس وهى تنظر لساعتها اليدويه فى قلق حتى ظهر اخيرا قادما من بعيد بأبتسامته المشرقه الجذابه ..وعندما رأها اسرع الخطى نحوها ووقف معتذرا
اسف والله يا حبيبتى بس أعمل ايه الناس عندنا ماكنتش عاوزه تسيبنى كل شويه حد يوقفنى يباركلى ويدعيلى
عقدت ذراعيها پغضب قائله يعنى الناس دول اهم مني
قطب جبينه بمرح قائلا انتى عارفه ان مفيش حد اهم منك عندى ..صح ولا لاء
وأمسك يدها وأجلسها على مقعدهم المفضل أمام النيل مباشرة قائلايعنى مردتيش
ألتفتت اليه قائله عارفه يا سيدى ..ارتحت...
ثم اردفت قائله فارس انا ليا عندك طلب
أومأ براسه قائلا أؤمرينى يا حبيبتى
قالت بدلال انا عاوزه أجى أشتغل معاك فى المكتب
زفر بضيق قائلامش أحنا أتفقنا قبل كده ان انا بس اللى هشتغل..انتى عارفه يا دنيا شغل المحاماه متعب ازاى وبصراحه كده بحس انه بهدله للبنات
قالت بعناد بس انا عاوزه أشتغل..وبعدين مانا هبقى معاك يا سيدى ايه اللى هيبهدلنى
رفع حاجبيه بدهشه قائلا ياسلام يعنى لما تيجى تشتغلى والاستاذ يديكى شغل تعمليه هتقوليله طب اخد فارس معايا ولا ايه مش فاهم يعنى...انا مش حابب يا دنيا كل يوم تقعدى تتنططى ما بين الاقسام والنيابات والمحاكم والموظف ده يرزل عليكى