حكاية الاميرة والمزمار السحري بقلم مجهول
افلت الحبل من بين يدي الفتى ممزقا راحتيه.. فكادت الفتاة أن تهوي وتتحطم لولا أن ظهر الغول فجأة من خلف احمد وأمسك بالحبل... ثم وبجرة واحدة رفع بدور الى بر الأمان..
أسرع احمد المذهول الى فك الحبال عن بدور ثم عانقها.....
أغلق الاثنان عينيهما وهما ممسكان ببعضهما يتنهدان ويجلسان على الارض..
بينما يقف الغول فوقهما وهو ينظر اليهما ولا يحرك ساكنا..
استدار الغول وابتعد عنهما..
وبعد أن حمد الله على نجاتها ابتعد عنها احمد وقال
آسف يا سلوى.. فقد وعدتك أن لا ألمسك ثانية.. وها أنا أخلف بوعدي..
قالت هي مازحة
لا تكن أحمقا يا فتى.. فهذا لا يحتسب..
ثم نظرت الى يديه وقالت
يا إلهي يداك.. ما أسوء حالهما..
عندها.. قامت بلف يديه بالخرق فشكرها على ذلك..
لقد أنقذني الغول.. ربما أشفق على حالنا وسيطلق سراحنا..
قال هو
وربما لم يشأ أن تضيع إحدى وجبات طعامه هدرا في الهاوية..
قالت
أحمد.. أعتقد أنني بإمكاني مخاطبته وإقناعه بفكرة العدول عن قتلنا..
صاح احمد
أجننتي ماذا تقولين تريدين أن تحاوري وحشا بالمنطق!!!
قالت
على الأقل لا تخاطبيه حتى ينهي تناول النعجة الثالثة.. لأنه سيكون حينها شبعانا وسيحجم عن أكلك..
وفي اليوم التالي وبعد أن أنهى الغول طعامه اقتربت بدور منه بوجل وتوسلت إليه أن يطلق سراحهما.. ووعدته أن تجلب له قطيعا كبيرا من الماشية إن هو فعل ذلك..
لكن الغول فتح فمه وتمتم قائلا
لقد فات الآوان ولا يمكن أن نغير شيئا بعد الآن...
غدا لابد أن ېموت أحدكما..
ذهلت بدور فصاحت
ماذا ماذا قلت أعد علي ما قلته ارجوك
لكن الغول تركها وانصرف تاركا إياها في حيرة شديدة..
.في تلك الليلة..أحضر إليها أحمد بعض الطعام الذي جمعه من هنا وهناك.. فتناولا عشائهما معا..
ثم أراد الفتى الإنصراف للمراقبة من مكانه البعيد فأمسكت هي بيده وقالت
فجلس هو في مكانه وقال
إذا كان هذا قرارك فسأحترمه وأنفذه بسرور..
فابتسمت هي وقالت
نعم.. هو قراري..
ثم أضافت
احمد.. أرجوك اعزف لي بمزمارك حتى أنام..
فأطرق هو أرضا وقال بتردد
لقد... لقد ضاع مني المزمار.. أعتذر إليك بشدة..
يا للخسارة.. فلقد كانت أنغامه الساحرة تنقلني الى عالم آخر..
قالت
لكن ماذا لو قرر الغول قتلنا في الغد..
فكما ترى لم يعد لدينا نعجات لنطعمه إياها..
ألقى احمد ببصره نحو السماء المرصعة بالنجوم وقال
لقد قال إن أحدنا سيموت غدا...ثم شرعت بالبكاء..
المزمار_السحري
الجزء الخامس
ألقى احمد ببصره نحو السماء المرصعة بالنجوم وقال
لقد قال إن أحدنا سيموت غدا...ثم شرعت بالبكاء..
فاقترب منها احمد وقال
لا تخافي يا عزيزتي سلوى.. فلقد أبصرت اليوم قبل الغروب أعدادا كثيرة من الجنود وهم يقتربون من الجبل.. لابد أنهم قادمون في إثرنا.. وسيصلون للقمة غدا لنجدتنا..
قالت
إن خۏفي عليك لهو أكبر من خۏفي على نفسي يا احمد ثم مدت يدها فوضعتها فوق كفه.. فظل هو ممسكا بكفها الى وقت متأخر حتى رقدت..
فلما استيقظت عند الصباح.. نظرت إليه فلم تجده.. فأخذت تبحث عنه وتنادي عليه..
وبينما هي كذلك.. وإذا بها تعثر على مزمار احمد بين الحشائش.. فحملته وواصلت البحث..
فلما حضر الغول في الصباح.. حمل احمد عصا غليظة وهدد بها الۏحش.. فثار
الاخير وركض وراءه.. فلما أصبح احمد قريبا من الحفرة قفز من فوقها فتخطاها.. لكن الغول لم يفعل فسقط فيها..
فوقف احمد على حافة الحفرة وقد شعر بزهو الانتصار..
لكن الغول فاجئ احمد بأن قفز كالغزال الرشيق فخرج من الحفرة وهبط خلف احمد.. فجزع الاخير وأصابه الذهول مما حصل للتو فقال الغول
ألم تتعلم بعد بأنك في منطقتي وكل شيئ هنا خاضع لقوتي..
ثم ضړب الغول بقبضته الارض فتزلزلت تحت قدمي الفتى فسقط مغشيا عليه.. فأمسكه الغول من ساقيه وسحبه خلفه نحو القلعة..
شاهدت بدور الغول وهو يجر احمد ويدخل به القلعة.. فأصابها الجزع وقررت مساعدة رفيقها..
وصل الغول الى سرداب القلعة.. فترك احمد قليلا واتجه نحو تمثال لرأس غول ينتصب في منتصف الجدار.. أمسك الغول التمثال من قرنه وسحبه للأسفل فتزحزح التمثال نحو الاعلى وبانت خلفه كرة زجاجية مشعة..
وفي تلك الأثناء..
كان احمد قد بدأ يستعيد وعيه لكنه لم يستطع النهوض.. غير أنه استطاع أن يلمح ما كان الغول يفعله..
فلقد شاهد الغول وهو يستمد من الكرة الزجاجية شعاعا يغمر بدن الۏحش.. ففهم احمد بأن تلك الكرة ربما تكون مصدر قوة الغول ونقطة ضعفه بنفس الوقت..
فلما انتهى الغول من عمله أعاد جذب القرن فعاد التمثال لموضعه.. ثم الټفت الى احمد فأغمض الاخير عينيه بسرعة مدعيا بأنه لا يزال مغشيا عليه..
فسحبه الغول وألقاه داخل زنزانة حديدية واغلق عليه الباب وانصرف..
وعندما أراد احمد فتح عينيه والنهوض.. وإذا به يسمع وقع خطوات قادمة باتجاهه.. فأعاد تمثيل دور فاقد الوعي.. فشعر بشخص يقف على باب زنزانته.. ثم سمع صوت بدور وهي تبكي وتقول
ويحا لي ماذا صنع بك هذا الۏحش
سلوى.....
فرفعت رأسها هي الأخرى تنظر إليه وهي مدهوشة بدهشة الفرح ومدت له يدها ثم قال
آسف يا سلوى لم أشأ أن أقلقك...
لقد أردت أن أضع حدا لما يحدث..
فقالت وهي تبتسم ودموعها ما تزال تنهمر من عينيها
لا تفعل ذلك بي ثانية... سأقتلك بنفسي إن تركتني وحيدة مرة أخرى..
قال سمعا وطاعة يا أميرتي..
هنا.. دهشت هي.. فقد ظنت أن احمد قد عرف حقيقتها فقالت أميرة تقول
فأجاب أنتي بالنسبة لي أنبل وأجمل من كل الاميرات..
في تلك اللحظات.. شعرت بدور بأنها تعيش تلك الاجواء التي ألفت على معايشتها في القصص الخيالية..
وكلمات احمد قد عززت في داخلها تلك المشاعر الحالمة..
فنظرت الى عيني احمد وقالت احمد
قال نعم يا سلوى..قالت
أتحبني يا احمد
رد عليها بلى يا سلوى.. قد أحببتك مذ رأيتك عند الغدير يا عزيزتي..
لكنها تراجعت فجأة عن القضبان
وقالت لا يا احمد... يجب أن لا تصل الامور بيننا الى هذه المواصيل...
قال هو لماذا تصدين قلبك عن تلك المشاعر يا سلوى أطلقي لها العنان..
قالت ونظرات الأسف تملأ عينيها
نحن في خطړ المۏت ويجب أن نفكر في إنقاذ أنفسنا أولا..
لقد نظرت أسفل الجبل ولم أشاهد الجنود الذين تحدثت
عنهم..
أخفض هو رأسه ثم قال آسف لأنني كذبت... لقد أردت أن أعطيك بصيصا من الامل ليس إلا ريثما أعثر على طريقة لخلاصنا..
سلوى إنما فعلت ذلك لأني أحبك.. صدقيني..
قالت بحسرة
ارجوك يا احمد توقف عن ذلك فما عدت أحتمل.. فنحن لا يمكن أن نكون لبعضنا وهيا أخبرني كيف نخرج من هنا..
تنهد هو ثم قال إذا كان هذا ما تريدينه فاعلمي أني ربما أكون قد وجدت نقطة ضعف الغول..
قالت فما هي دلني عليها بربك..
قال وماذا لو قبض عليك الغول أو آذاك... لن أغفر لنفسي حينها أبدا..
لا يا سلوى.. عليك أن تبتعدي من هنا..
لكن بدور ترجته أن يكشف لها عن نقطة الضعف هذه حتى أذعن الفتى لها أخيرا فأطلعها على المخبأ السري خلف التمثال..
فتسللت بدور بحذر حتى جذبت قرن التمثال فانزاح عن مكانه كاشفا عن كرة الزجاج..
وما إن حملتها بدور حتى ظهر لها الغول من الخلف.. فلما شاهد الكرة بين يديها وإذا به ېصرخ بها
لاااااا... أعيديها الى مكانها... أنتي لا تفهمين ولا تعلمين ما سيحدث لو تضررت الكرة..
لكن بدور ألقت الكرة على